الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العداء العربى/ العربى ومرض (وهم العروبة)

طلعت رضوان

2019 / 3 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العداء العربى/ العربى ومرض (وهم العروبة)
طلعت رضوان
دأبتْ الثقافة السائدة (المصرية والعربية) على ترديد تعبير(القومية العربية) و(الوحدة العربية) و(الأمة العربية الواحدة) بينما الواقع يؤكد التشرذم والعداء المُـتبادل بين الكثيرمن الأنظمة العربية..وآخرالأمثلة على ذلك البيبان الذى ألقاه المندوب الدائم لمملكة البحرين بالأمم المتحدة (عبدالكريم بوجيرى) نيابة عن السعودية والإمارات العربية والبحرين ((فى إطارممارسة حق الردعلى المزاعم التى وردت فى بيان وزيرالخارجية القطرى، أمام الدورة رقم40لمجلس حقوق الإنسان بجنيف..وأضاف مندوب البحرين: نؤكد من جديد أنّ الاجراءات المتخذة ضد النظام القطرى..هى اجراءات مقاطعة اتخذتها دولنا، فى إطارممارستها لحقوقها السيادية ((من أجل حماية أمنها القومى)) من السياسيات غيرالمسئولة من دولة قطر((لزعزعة الأمن والاستقرار)) (صحيفة الأمارات اليوم- 28فبراير2019)
أعتقد أنّ أهم جملة وردتْ فى بيان مندوب دولة البحرين قوله (حماية الأمن القومى) من سياسة دولة قطرالتى (تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار) وبتحليل مضمون هذا الكلام فإنّ مغزاه أنّ دولة (عربية) تخشى من (دولة عربية) مثلها، وبالتالى تطلب الحماية، وكأنّ العداء بين دولة عربية..ودولة أوروبية (استعمارية) كما حدث فى عشرينيات القرن العشرين..والأخطريـُـشكــّـله سؤال: من سيتولى (تحقيق حماية الأمن القومى) ضد سياية قطر؟ هل الأنظمة العربية؟ أم هيئة عالمية مثل حلف الأطلنتى..كما حدث بعد الغزوالعراقى لدولة الكويت؟
أليس هذا المثال- من بين عشرات الأمثلة- يستوجب إعادة النظرفيما روّجتْ له الثقافة السائدة عن (وحدة الأمة العربية..والمصيرالواحد المُـشترك..والتصدى للاستعمار..إلخ)؟ وإذا كان هذا ما حدث ونحن فى عام2019، فإنّ ما حدث فى السنوات الماضية، تأكيد على أهمية إعادة النظرفى شعارات العروبة.
بعد الغزوالسعودى لأرض الشعب اليمنى (وأنا أتعمـّـد عدم الدخول فى أى تفاصيل) لأنّ ما يعنينى أنّ دولتيْن (عربيتيْن) تقتتلان..وأنّ الدولة التى تسّمتْ باسم العائلة السعودية..كانت فى الأصل موطن الكعبة وقريش..ويُـطلق على أهالى هذه الرقعة من الأرض ((العرب الشماليين)) أو(العدنانيين) بينما يُـطلق على شعب اليمن ((العرب الجنوبيين)) أو(القحطانيين) وأنّ القحطانيين هم أصل العرب..وأنّ العدنانيين (مُـستعربين) وأنّ إحدى الدولتيْن (عاربة) والأخرى (مُستعربة) وأنّ كلمة (عرب) فى اللغة العبرية تعنى البداوة..وتعنى معنى (بدو) أو(البادية) وهى لاتعنى قومية خاصة..وفى كل المواضع التى وردتْ فيها فى سِفرأشعياء كانت تعنى البداوة، مثلما ورد فى الإصحاح 21: 13 ((وحى من جهة بلاد العرب، فى الوعرتبيتين يا قوافل)) وكان من رأى المفكرالعراقى الكبير(جواد على) أنّ هذه الآية تعنى ((العزلة والوحشة والبداوة)) (تاريخ العرب قبل الإسلام- طبعة هيئة قصورالثقافة المصرية- عام 2010- ج1- ص172)..وأضاف أنّ كلمة عرب تعنى ((الجفاف وحافة الصحراء..وكلها معانى لها علاقة بالبداوة)) (ص173)..وكتب ((ولم ترد كلمة (عرب) فى النصوص العربية الجنوبية بمعنى (العرب) أى القومية الخاصة التى تشمل أهل الوبروجميع سكان شبه الجزيرة..وأنّ منشأ الخط العربى كان خط حمير..وكان استعماله قاصرًا على أهل اليمن)) (من 183- 185) وذكرأنّ علماء اللغة العربية ((ذهبوا إلى أنّ الخط العربى لم يكن أصيلا فى الحجاز..وإنما دخله من اليمن أوالعراق أومن أرض مدين...ويدل على ذلك أنّ كتبة الخط العربى الشمالى قد اكتسبتْ خطها من الخط النبطى المتأخرالذى كان يستعمله النبط)) (188)
وعن الصراع بين القبائل فإنّ شعراء كل قبيلة كانوا يتبادلون الهجاء (= السب) بلهجة ((عنيفة شديدة ليس فيها لين ولارفق)) من ذلك (كمثال) الصراع بين الأوس والخزرج، فإنّ نظرتهم لبعضهم البعض ((كانت نظرة عداء وحقد، نظرة تشعرمنها أنّ الأوس جنس وأنّ الخزرج جنس بعيد آخر، رغم أنّ الأوس والخزرج من قحطان)) وذكرجواد على ((وقد خبرنا من الكتب أنّ القبائل كانت تستأجرالشعراء لقول المدح أوالذم..وقد اقتضتْ طبيعة الخصومة التى زادتْ حدتها فى الإسلام بين يمن ومضروضع شىء كثيرمن هذا الشعر، شعرالمنافرة والمفاخرة بين عدنان وقحطان..وهذا أمرلاشك فى صحته وثبوته)) (من 220- 224)
فرّق هيكل بين أنظمة رجعية وأخرى (تقدمية) وأنّ الأمل فى الاعتماد على الأخيرة (الانفجارص66) وليس لدىّ تعليق أبلغ من الواقعة التى ذكرها المؤرخ المرحوم رؤوف عباس الذى ترجم كتابًا عن جريمة أمريكا ضد الشعب اليابانى فى هيروشيما وناجازاكى فى أغسطس 45..كان الكتاب بعنوان (اليوميات والشهادات) طبع د.رؤوف الكتاب على نفقته الخاصة عام 75..وبعد التعاقد مع الأهرام لتوزيعه، قال له صلاح الغمراوى مديرالتوزيع آنذاك (أنّ الوقت غيرمناسب لصدورهذا الكتاب) طاف د.رؤوف على مكتبات القاهرة يعرض عليها توزيع الكتاب. اكتشف أنّ هناك تعليمات شفوية من المباحث العامة بعدم طرح الكتاب للبيع. دلــّـه صديق على مكتبة الخانجى التى قبلتْ الكتاب لتصديره إلى دول (جبهة الرفض: العراق، سوريا، ليبيا، الجزائر) كانت القاعدة المعمول بها تقضى إرسال عدة نسخ إلى البلد المعنى للحصول على موافقة الرقابة..كانت النتيجة أنّ ((الرقابة فى البلاد الأربعة رفضتْ السماح بدخول الكتاب))..وكان تعليق د.رؤوف على هذه الكوميديا السوداء ((اكتشفتُ زيف تشدق النظم العربية (التقدمية) بشعارات معاداة الامبريالية الأمريكية)) (مشيناها خطى- كتاب الهلال- ديسمبر2004من ص 183- 186)
وعن حماية الحدود قال وزيرالخارجية القطرى الشيخ (حمد بن جاسم) أنّ ((على دول الخليج ألاّتخجل من الاحتماء بالولايات المتحدة الأمريكية..ولاتخجل لوجود القوات العسكرية الأمريكية فى المنطقة)) (أهرام12يناير2004ص8)
وقال سيف الإسلام القذافى إنّ بريطانيا وافقت على تدريب الجيش الليبى، فى إطارصفقة تاريخية مع تونى بلير..ولم يـُـمانع سيف الإسلام فى منح قواعد عسكرية لقوات بريطانية وأمريكية..وقال ((إننا نتخلى عن أسلحتنا..ومن ثمّ فنحن نحتاج إلى مظلة دولية لحمايتنا)) فتساءل أ.سلامة أحمد سلامة- الذى نقل الخبر- أنّ ابن القذافى لم يقل الحماية (ضد من) والأخطرما أعلنه عن أنه لعب ((دورًا فى التوسط بين أبيه وبريطانيا..وأقام علاقات وثيقة مع الخابرات الأمريكية والبريطانية)) (أهرام12يناير2004ص10)
وكتب المفكرالليبى أبوالقاسم صميدة: إنّ الكارثة ((هى أنّ العرب لم يتخلصوا من ثقافة داحس والغبراء..ولم ينسوا تقاليد حرب البسوس..وسلوكيات الثأروالسلب..والعراك البدائى)) (أهرام16نوفمبر2003ص11)
فهل يمتلك المثقف (المصرى والعربى) شجاعة مواجهة الذات..والاعتراف بأنه عاش لسنوات فى (وهم العروبة)..وأنه أخذ الأمصال المُـضادة لهذا الداء؟
***















العداء العربى/ العربى ومرض (وهم العروبة)
طلعت رضوان
دأبتْ الثقافة السائدة (المصرية والعربية) على ترديد تعبير(القومية العربية) و(الوحدة العربية) و(الأمة العربية الواحدة) بينما الواقع يؤكد التشرذم والعداء المُـتبادل بين الكثيرمن الأنظمة العربية..وآخرالأمثلة على ذلك البيبان الذى ألقاه المندوب الدائم لمملكة البحرين بالأمم المتحدة (عبدالكريم بوجيرى) نيابة عن السعودية والإمارات العربية والبحرين ((فى إطارممارسة حق الردعلى المزاعم التى وردت فى بيان وزيرالخارجية القطرى، أمام الدورة رقم40لمجلس حقوق الإنسان بجنيف..وأضاف مندوب البحرين: نؤكد من جديد أنّ الاجراءات المتخذة ضد النظام القطرى..هى اجراءات مقاطعة اتخذتها دولنا، فى إطارممارستها لحقوقها السيادية ((من أجل حماية أمنها القومى)) من السياسيات غيرالمسئولة من دولة قطر((لزعزعة الأمن والاستقرار)) (صحيفة الأمارات اليوم- 28فبراير2019)
أعتقد أنّ أهم جملة وردتْ فى بيان مندوب دولة البحرين قوله (حماية الأمن القومى) من سياسة دولة قطرالتى (تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار) وبتحليل مضمون هذا الكلام فإنّ مغزاه أنّ دولة (عربية) تخشى من (دولة عربية) مثلها، وبالتالى تطلب الحماية، وكأنّ العداء بين دولة عربية..ودولة أوروبية (استعمارية) كما حدث فى عشرينيات القرن العشرين..والأخطريـُـشكــّـله سؤال: من سيتولى (تحقيق حماية الأمن القومى) ضد سياية قطر؟ هل الأنظمة العربية؟ أم هيئة عالمية مثل حلف الأطلنتى..كما حدث بعد الغزوالعراقى لدولة الكويت؟
أليس هذا المثال- من بين عشرات الأمثلة- يستوجب إعادة النظرفيما روّجتْ له الثقافة السائدة عن (وحدة الأمة العربية..والمصيرالواحد المُـشترك..والتصدى للاستعمار..إلخ)؟ وإذا كان هذا ما حدث ونحن فى عام2019، فإنّ ما حدث فى السنوات الماضية، تأكيد على أهمية إعادة النظرفى شعارات العروبة.
بعد الغزوالسعودى لأرض الشعب اليمنى (وأنا أتعمـّـد عدم الدخول فى أى تفاصيل) لأنّ ما يعنينى أنّ دولتيْن (عربيتيْن) تقتتلان..وأنّ الدولة التى تسّمتْ باسم العائلة السعودية..كانت فى الأصل موطن الكعبة وقريش..ويُـطلق على أهالى هذه الرقعة من الأرض ((العرب الشماليين)) أو(العدنانيين) بينما يُـطلق على شعب اليمن ((العرب الجنوبيين)) أو(القحطانيين) وأنّ القحطانيين هم أصل العرب..وأنّ العدنانيين (مُـستعربين) وأنّ إحدى الدولتيْن (عاربة) والأخرى (مُستعربة) وأنّ كلمة (عرب) فى اللغة العبرية تعنى البداوة..وتعنى معنى (بدو) أو(البادية) وهى لاتعنى قومية خاصة..وفى كل المواضع التى وردتْ فيها فى سِفرأشعياء كانت تعنى البداوة، مثلما ورد فى الإصحاح 21: 13 ((وحى من جهة بلاد العرب، فى الوعرتبيتين يا قوافل)) وكان من رأى المفكرالعراقى الكبير(جواد على) أنّ هذه الآية تعنى ((العزلة والوحشة والبداوة)) (تاريخ العرب قبل الإسلام- طبعة هيئة قصورالثقافة المصرية- عام 2010- ج1- ص172)..وأضاف أنّ كلمة عرب تعنى ((الجفاف وحافة الصحراء..وكلها معانى لها علاقة بالبداوة)) (ص173)..وكتب ((ولم ترد كلمة (عرب) فى النصوص العربية الجنوبية بمعنى (العرب) أى القومية الخاصة التى تشمل أهل الوبروجميع سكان شبه الجزيرة..وأنّ منشأ الخط العربى كان خط حمير..وكان استعماله قاصرًا على أهل اليمن)) (من 183- 185) وذكرأنّ علماء اللغة العربية ((ذهبوا إلى أنّ الخط العربى لم يكن أصيلا فى الحجاز..وإنما دخله من اليمن أوالعراق أومن أرض مدين...ويدل على ذلك أنّ كتبة الخط العربى الشمالى قد اكتسبتْ خطها من الخط النبطى المتأخرالذى كان يستعمله النبط)) (188)
وعن الصراع بين القبائل فإنّ شعراء كل قبيلة كانوا يتبادلون الهجاء (= السب) بلهجة ((عنيفة شديدة ليس فيها لين ولارفق)) من ذلك (كمثال) الصراع بين الأوس والخزرج، فإنّ نظرتهم لبعضهم البعض ((كانت نظرة عداء وحقد، نظرة تشعرمنها أنّ الأوس جنس وأنّ الخزرج جنس بعيد آخر، رغم أنّ الأوس والخزرج من قحطان)) وذكرجواد على ((وقد خبرنا من الكتب أنّ القبائل كانت تستأجرالشعراء لقول المدح أوالذم..وقد اقتضتْ طبيعة الخصومة التى زادتْ حدتها فى الإسلام بين يمن ومضروضع شىء كثيرمن هذا الشعر، شعرالمنافرة والمفاخرة بين عدنان وقحطان..وهذا أمرلاشك فى صحته وثبوته)) (من 220- 224)
فرّق هيكل بين أنظمة رجعية وأخرى (تقدمية) وأنّ الأمل فى الاعتماد على الأخيرة (الانفجارص66) وليس لدىّ تعليق أبلغ من الواقعة التى ذكرها المؤرخ المرحوم رؤوف عباس الذى ترجم كتابًا عن جريمة أمريكا ضد الشعب اليابانى فى هيروشيما وناجازاكى فى أغسطس 45..كان الكتاب بعنوان (اليوميات والشهادات) طبع د.رؤوف الكتاب على نفقته الخاصة عام 75..وبعد التعاقد مع الأهرام لتوزيعه، قال له صلاح الغمراوى مديرالتوزيع آنذاك (أنّ الوقت غيرمناسب لصدورهذا الكتاب) طاف د.رؤوف على مكتبات القاهرة يعرض عليها توزيع الكتاب. اكتشف أنّ هناك تعليمات شفوية من المباحث العامة بعدم طرح الكتاب للبيع. دلــّـه صديق على مكتبة الخانجى التى قبلتْ الكتاب لتصديره إلى دول (جبهة الرفض: العراق، سوريا، ليبيا، الجزائر) كانت القاعدة المعمول بها تقضى إرسال عدة نسخ إلى البلد المعنى للحصول على موافقة الرقابة..كانت النتيجة أنّ ((الرقابة فى البلاد الأربعة رفضتْ السماح بدخول الكتاب))..وكان تعليق د.رؤوف على هذه الكوميديا السوداء ((اكتشفتُ زيف تشدق النظم العربية (التقدمية) بشعارات معاداة الامبريالية الأمريكية)) (مشيناها خطى- كتاب الهلال- ديسمبر2004من ص 183- 186)
وعن حماية الحدود قال وزيرالخارجية القطرى الشيخ (حمد بن جاسم) أنّ ((على دول الخليج ألاّتخجل من الاحتماء بالولايات المتحدة الأمريكية..ولاتخجل لوجود القوات العسكرية الأمريكية فى المنطقة)) (أهرام12يناير2004ص8)
وقال سيف الإسلام القذافى إنّ بريطانيا وافقت على تدريب الجيش الليبى، فى إطارصفقة تاريخية مع تونى بلير..ولم يـُـمانع سيف الإسلام فى منح قواعد عسكرية لقوات بريطانية وأمريكية..وقال ((إننا نتخلى عن أسلحتنا..ومن ثمّ فنحن نحتاج إلى مظلة دولية لحمايتنا)) فتساءل أ.سلامة أحمد سلامة- الذى نقل الخبر- أنّ ابن القذافى لم يقل الحماية (ضد من) والأخطرما أعلنه عن أنه لعب ((دورًا فى التوسط بين أبيه وبريطانيا..وأقام علاقات وثيقة مع الخابرات الأمريكية والبريطانية)) (أهرام12يناير2004ص10)
وكتب المفكرالليبى أبوالقاسم صميدة: إنّ الكارثة ((هى أنّ العرب لم يتخلصوا من ثقافة داحس والغبراء..ولم ينسوا تقاليد حرب البسوس..وسلوكيات الثأروالسلب..والعراك البدائى)) (أهرام16نوفمبر2003ص11)
فهل يمتلك المثقف (المصرى والعربى) شجاعة مواجهة الذات..والاعتراف بأنه عاش لسنوات فى (وهم العروبة)..وأنه أخذ الأمصال المُـضادة لهذا الداء؟
***




















العداء العربى/ العربى ومرض (وهم العروبة)
طلعت رضوان
دأبتْ الثقافة السائدة (المصرية والعربية) على ترديد تعبير(القومية العربية) و(الوحدة العربية) و(الأمة العربية الواحدة) بينما الواقع يؤكد التشرذم والعداء المُـتبادل بين الكثيرمن الأنظمة العربية..وآخرالأمثلة على ذلك البيبان الذى ألقاه المندوب الدائم لمملكة البحرين بالأمم المتحدة (عبدالكريم بوجيرى) نيابة عن السعودية والإمارات العربية والبحرين ((فى إطارممارسة حق الردعلى المزاعم التى وردت فى بيان وزيرالخارجية القطرى، أمام الدورة رقم40لمجلس حقوق الإنسان بجنيف..وأضاف مندوب البحرين: نؤكد من جديد أنّ الاجراءات المتخذة ضد النظام القطرى..هى اجراءات مقاطعة اتخذتها دولنا، فى إطارممارستها لحقوقها السيادية ((من أجل حماية أمنها القومى)) من السياسيات غيرالمسئولة من دولة قطر((لزعزعة الأمن والاستقرار)) (صحيفة الأمارات اليوم- 28فبراير2019)
أعتقد أنّ أهم جملة وردتْ فى بيان مندوب دولة البحرين قوله (حماية الأمن القومى) من سياسة دولة قطرالتى (تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار) وبتحليل مضمون هذا الكلام فإنّ مغزاه أنّ دولة (عربية) تخشى من (دولة عربية) مثلها، وبالتالى تطلب الحماية، وكأنّ العداء بين دولة عربية..ودولة أوروبية (استعمارية) كما حدث فى عشرينيات القرن العشرين..والأخطريـُـشكــّـله سؤال: من سيتولى (تحقيق حماية الأمن القومى) ضد سياية قطر؟ هل الأنظمة العربية؟ أم هيئة عالمية مثل حلف الأطلنتى..كما حدث بعد الغزوالعراقى لدولة الكويت؟
أليس هذا المثال- من بين عشرات الأمثلة- يستوجب إعادة النظرفيما روّجتْ له الثقافة السائدة عن (وحدة الأمة العربية..والمصيرالواحد المُـشترك..والتصدى للاستعمار..إلخ)؟ وإذا كان هذا ما حدث ونحن فى عام2019، فإنّ ما حدث فى السنوات الماضية، تأكيد على أهمية إعادة النظرفى شعارات العروبة.
بعد الغزوالسعودى لأرض الشعب اليمنى (وأنا أتعمـّـد عدم الدخول فى أى تفاصيل) لأنّ ما يعنينى أنّ دولتيْن (عربيتيْن) تقتتلان..وأنّ الدولة التى تسّمتْ باسم العائلة السعودية..كانت فى الأصل موطن الكعبة وقريش..ويُـطلق على أهالى هذه الرقعة من الأرض ((العرب الشماليين)) أو(العدنانيين) بينما يُـطلق على شعب اليمن ((العرب الجنوبيين)) أو(القحطانيين) وأنّ القحطانيين هم أصل العرب..وأنّ العدنانيين (مُـستعربين) وأنّ إحدى الدولتيْن (عاربة) والأخرى (مُستعربة) وأنّ كلمة (عرب) فى اللغة العبرية تعنى البداوة..وتعنى معنى (بدو) أو(البادية) وهى لاتعنى قومية خاصة..وفى كل المواضع التى وردتْ فيها فى سِفرأشعياء كانت تعنى البداوة، مثلما ورد فى الإصحاح 21: 13 ((وحى من جهة بلاد العرب، فى الوعرتبيتين يا قوافل)) وكان من رأى المفكرالعراقى الكبير(جواد على) أنّ هذه الآية تعنى ((العزلة والوحشة والبداوة)) (تاريخ العرب قبل الإسلام- طبعة هيئة قصورالثقافة المصرية- عام 2010- ج1- ص172)..وأضاف أنّ كلمة عرب تعنى ((الجفاف وحافة الصحراء..وكلها معانى لها علاقة بالبداوة)) (ص173)..وكتب ((ولم ترد كلمة (عرب) فى النصوص العربية الجنوبية بمعنى (العرب) أى القومية الخاصة التى تشمل أهل الوبروجميع سكان شبه الجزيرة..وأنّ منشأ الخط العربى كان خط حمير..وكان استعماله قاصرًا على أهل اليمن)) (من 183- 185) وذكرأنّ علماء اللغة العربية ((ذهبوا إلى أنّ الخط العربى لم يكن أصيلا فى الحجاز..وإنما دخله من اليمن أوالعراق أومن أرض مدين...ويدل على ذلك أنّ كتبة الخط العربى الشمالى قد اكتسبتْ خطها من الخط النبطى المتأخرالذى كان يستعمله النبط)) (188)
وعن الصراع بين القبائل فإنّ شعراء كل قبيلة كانوا يتبادلون الهجاء (= السب) بلهجة ((عنيفة شديدة ليس فيها لين ولارفق)) من ذلك (كمثال) الصراع بين الأوس والخزرج، فإنّ نظرتهم لبعضهم البعض ((كانت نظرة عداء وحقد، نظرة تشعرمنها أنّ الأوس جنس وأنّ الخزرج جنس بعيد آخر، رغم أنّ الأوس والخزرج من قحطان)) وذكرجواد على ((وقد خبرنا من الكتب أنّ القبائل كانت تستأجرالشعراء لقول المدح أوالذم..وقد اقتضتْ طبيعة الخصومة التى زادتْ حدتها فى الإسلام بين يمن ومضروضع شىء كثيرمن هذا الشعر، شعرالمنافرة والمفاخرة بين عدنان وقحطان..وهذا أمرلاشك فى صحته وثبوته)) (من 220- 224)
فرّق هيكل بين أنظمة رجعية وأخرى (تقدمية) وأنّ الأمل فى الاعتماد على الأخيرة (الانفجارص66) وليس لدىّ تعليق أبلغ من الواقعة التى ذكرها المؤرخ المرحوم رؤوف عباس الذى ترجم كتابًا عن جريمة أمريكا ضد الشعب اليابانى فى هيروشيما وناجازاكى فى أغسطس 45..كان الكتاب بعنوان (اليوميات والشهادات) طبع د.رؤوف الكتاب على نفقته الخاصة عام 75..وبعد التعاقد مع الأهرام لتوزيعه، قال له صلاح الغمراوى مديرالتوزيع آنذاك (أنّ الوقت غيرمناسب لصدورهذا الكتاب) طاف د.رؤوف على مكتبات القاهرة يعرض عليها توزيع الكتاب. اكتشف أنّ هناك تعليمات شفوية من المباحث العامة بعدم طرح الكتاب للبيع. دلــّـه صديق على مكتبة الخانجى التى قبلتْ الكتاب لتصديره إلى دول (جبهة الرفض: العراق، سوريا، ليبيا، الجزائر) كانت القاعدة المعمول بها تقضى إرسال عدة نسخ إلى البلد المعنى للحصول على موافقة الرقابة..كانت النتيجة أنّ ((الرقابة فى البلاد الأربعة رفضتْ السماح بدخول الكتاب))..وكان تعليق د.رؤوف على هذه الكوميديا السوداء ((اكتشفتُ زيف تشدق النظم العربية (التقدمية) بشعارات معاداة الامبريالية الأمريكية)) (مشيناها خطى- كتاب الهلال- ديسمبر2004من ص 183- 186)
وعن حماية الحدود قال وزيرالخارجية القطرى الشيخ (حمد بن جاسم) أنّ ((على دول الخليج ألاّتخجل من الاحتماء بالولايات المتحدة الأمريكية..ولاتخجل لوجود القوات العسكرية الأمريكية فى المنطقة)) (أهرام12يناير2004ص8)
وقال سيف الإسلام القذافى إنّ بريطانيا وافقت على تدريب الجيش الليبى، فى إطارصفقة تاريخية مع تونى بلير..ولم يـُـمانع سيف الإسلام فى منح قواعد عسكرية لقوات بريطانية وأمريكية..وقال ((إننا نتخلى عن أسلحتنا..ومن ثمّ فنحن نحتاج إلى مظلة دولية لحمايتنا)) فتساءل أ.سلامة أحمد سلامة- الذى نقل الخبر- أنّ ابن القذافى لم يقل الحماية (ضد من) والأخطرما أعلنه عن أنه لعب ((دورًا فى التوسط بين أبيه وبريطانيا..وأقام علاقات وثيقة مع الخابرات الأمريكية والبريطانية)) (أهرام12يناير2004ص10)
وكتب المفكرالليبى أبوالقاسم صميدة: إنّ الكارثة ((هى أنّ العرب لم يتخلصوا من ثقافة داحس والغبراء..ولم ينسوا تقاليد حرب البسوس..وسلوكيات الثأروالسلب..والعراك البدائى)) (أهرام16نوفمبر2003ص11)
فهل يمتلك المثقف (المصرى والعربى) شجاعة مواجهة الذات..والاعتراف بأنه عاش لسنوات فى (وهم العروبة)..وأنه أخذ الأمصال المُـضادة لهذا الداء؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المصالح البشرية الاساس
ابراهيم الثلجي ( 2019 / 3 / 2 - 15:26 )
من الاساليب الاعلامية التي تنفر الناس من موضوع او قضية تكرارها حتى يملها الناس
من 100 سنة حديث عن الوحدة واعلى بوق للحديث عنها كان اعداء الوحدة بزعامة ال بي بي سي، ومن الاساليب التي استعملت استحضار الاكشن مثل شنت قواتنا واسقطت طائراتنا طائرات العدو والناس على القهوة يشربوا الشاي ويمزيكوا وهم يشفطوا بصوت زهو الانتصارات الوهمية
كنا صغار وعند الحديث عن الوحدة واحلامها انظر لساحة القرية عندنا وعند الاخرين فعلى منصب مختار يضربوا بعض وكانت القضية الفلسطينية هي الاكثر حضورا طيلة زمن احلام الوحدة لترى انعدام الوحدة الشعبية في الاداء فكيف ستكون وحدة قومية؟؟ 16 فصيل وتنظيم لهدف معلن واحد ؟ طيب الزاي؟
فعندما يكون فكرك مثالي تحتار
لما تراقب حركة السوق تفهم ايه الحكاية
فكل الدكاكين تطرح نفس الاستراتيجية الاخلاقية ، ملابس تضمن شتاء دافيء ، ومعلبات تضمن شبع الجوعان، وجزم تخليك تطير بدون جنحان؟
ففهمت بان الشعارات المطروحة بالسياسة ما هي الا شعارات دعاية للدكاكين السياسية بتاعة بيع الكلام، وهذا حال طروحات الوحدة العربية التي لما تكون فيها مصلحة عامة للناس فان العرقية تسقط والرصيد للمنفعة المشترك


2 - الاصل من سبا اليمن 1
ابراهيم الثلجي ( 2019 / 3 / 2 - 19:26 )
الان ناتي لمفردات استعملت في المقالة ارغب في توضيح معناها من الميدان وليس نقلا عن احد ويعذرني المتنبي لاقول الميدان والتجربة اصدق انباء من الكتب
فقولكم ان العرب تعني البداوة اخذ اتجاه لا اصل له الا في كتب بعض الذين خسروا ولايتهم الزمنية والدينية على الناس بعد فجر الاسلام ونداء المساواة ونفي دعاوى الكهان والقديسين والمعصومين بان الكل البشري متساوون الا فيما امتاز بعض على بعض بالعمل والخلق والسلوك القويم
فالعربي امتاز بفضل اللغة قوية التعبير ان يعرب عن مقاصده بفصاحة اللسان المستمد من البيئة الحرة ومنها تبعا للتضاريس فما فيش عبيط يجري لادراك احدهم في الصحراء الذي خلق عند السكان حرية التعبير والشجاعة في القول مش مثل اللي يطلع اليوم في التحرير ينفخوه بالمنفاخ حتى يفقع فيصير يتحدث بالاشارة استر او بسريرته يكلم نفسه حتى يامن عليها
اما البداوة فهي الحركة السكانية بدون عنوان فكل عملية اقتصادية تكون بداية ابتدائية دون تراكمية حضارية للتغير الدائم في المكان ذلك الظرف الاساسي في معادلة البناء الحضاري والسكون والبلادة في مكان معين ليسمى بعدها ذلك البلد
فالعرب خرجوا من اليمن وعندهم تجارة وزراعة


3 - الانتشار من سبا اليمن 2
ابراهيم الثلجي ( 2019 / 3 / 2 - 19:39 )
يتبع
خرجوا من سبا الى اصقاع الدنيا ومن بقي في الجزيرة العربية وتكلموا العربية سموهم العرب ولا ميزة عرقية لديهم على الناس فالاصل واحد سبا وهذا ما ورد في كتاب الله وتقصي المؤرخين واخيرا علم الجينات المذهل الذي يربط مخبريا بمكان واصل المنبت
فالبداوة وجدت في كل مكان ومع مشكلات السكن الحديثة والبطالة عالميا وبالاخص في الشرق فان مواصفات البداوة تعود وهي فقدان العنوان الثابت نتيجة للصراعات على الارض والماء والثروة فالشعوب عادت رحالة مرغمة او ما يسمون اللاجئين الذين لا يقدرون من حيازة المكان وبالتالي الصناعة المنظمة ولا التجارة ولا الزراعة لغياب الامكنة والارض والتمزق كما حال العرب وسكان شبه القارة الهندية واخيرا الحروب الداخلية والطائفية التي اطاحت بالعناوين والامكنة
فهي بداوة جديدة فانت لا يمكن ان تقبل شيكا مثلا من مهاجر او لاجيء او هارب عبر الحدود وكل يوم عليه ان يبدا من جديد لاجل القوت والمشرب
والسبب كله برائي انعدام تشريع سلوكي واحد ينظم حياة وحركة الشعوب فتمزقت وضحاياها الاضعف من النساء والولدان
الامريكان كذبوا على الناس بحقوق الانسان وتبين انهم مصدروا قنابل موت تمزق لنبدا مرارا من صفر


4 - العروبه
على سالم ( 2019 / 3 / 2 - 20:19 )
من المؤكد ان مايسمى بالعروبه انها مرض بدوى سرطانى مدمر وبشع , هذا المرض العضال اذا انتشربين قوم بؤساء فبلا شك انهم سوف يقاسوا ويعانوا اشد انواع المعاناه والعذابات , لذلك انا احذر دائما من هذا المرض الخبيث ويجب ان تتوحد الجهود والفعاليات من اجل القضاء على هذا المرض البدوى المجرم


5 - باختصار : العروبة وهم شوفيني أيديولوجي
محمد بن زكري ( 2019 / 3 / 3 - 03:33 )
سيف الاسلام القذافي ، كان يحمل مشروعا نيوليببراليا (مشروع ليبيا الغد) ، مستنسخا عن النسخة الاميركية النيوليبرالية الأشد توحشا . أما بلقاسم صميدة فلأول مرة اعرف أنه (مفكر !)
. لقد كان أحد صحفيي اللجان الثورجية (التصفوية الارهابية) في عهد القذافي .
المصريون ليسوا عربا (جينيّا) ، و هم في أغلبيتهم الساحقة يحملون نفس البصمة الجينية الوراثية (E-1b1b1) التي يحملها باقي سكان شمال أفريقيا الأصليون (الأمازيغ) . أما العرب فيحملون الجين (J1) بالاشتراك مع العبريين .

اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا