الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الكُردية

محيي الدين محروس

2019 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


بدايةً لا بد من التوضيح لمفهوم القومية بعيداً عن المتاهات والفروقات النظرية المختلفة للتعريفات وقريباً من الواقع.
كيف تتشكل القومية؟
مجموعة من السكان تعيش لفترة زمنية طويلة على أرض واحدة، مما يضطرها لإيجاد لغة للتفاهم مشتركة.
هذا يعني أن اللغة المشتركة هي الدليل التاريخي على وجود الرابطة القومية، وهو الدليل التاريخي على العيش المشترك على أرضٍ واحدة. ومع هذا العيش الطويل المشترك يخلق التاريخ التاريخ المشترك، لهذه المجموعة السكانية، كما يخلق طموحات مستقبلية مشتركة.
من هنا نجد بأن كل العناصر السابقة:
الأرض المشتركة - جبال كُردستان - ( جنوب شرق تركيا، وشمال شرق سوريا، وشمال العراق، وشمال غرب إيران) ،
واللغة الكُردية المشتركة ( رغم تعدد اللهجات )،
التاريخ المشترك لآلاف السنين - حسب التقويم الكُردي العام هو 2631
بكلمات أخرى قبل حصار وفتح دمشق من قبل العرب المسلمين في عام 634 - أي قبل ما يقارب 2000 سنة
مما يدل على القومية الواحدة للكُرد بشكل موضوعي علمي وتاريخي.

ربما بعض الناس يتساءل: لماذا كل هذه المقدمة؟
هذه المقدمة التي تٌعتبر من البديهيات اليوم، كانت تركيا تنفي وجود الكُرد إلى وقتٍ ليس بالبعيد! وكانت تُطلق عليهم اسم „ أهل الجبال“ ! ولكنها اضطرت في السنوات الأخيرة للاعتراف بالتواجد الكُردي، لأسبابٍ داخلية، نتيجة تصاعد نضالات الكُرد لنيل حقوقهم، ولأسباب خارجية، رغبةً في الدخول للاتحاد الأوروبي.

في العراق: كلنا يذكر جرائم صدام حسين بحق الكُرد من التجير القسري من شمال العراق لجنوبه، ومن حربٍه الهمجية بالمدافع والطائرات، وصولاً إلى استخدام السلاح الكيمياوي في الفلوجة. الأفلام الوثائقية الُمرعبة عرضناه أيضاً في بولندا.
بعد الإطاحة بالنظام الديكتاتوري لصدام، استطاع الكُرد من نيل الكثير من حقوقهم من خلال الحكم الذاتي الفدرالي.

في سوريا: أيضاً قام النظام الاستبدادي بتهجير بعض القبائل العربية و „ زرعهم „ في الوسط الكُردي، تحت حجة غمر بعض الأراضي في مشروع سد الفرات. وقام النظام بمنع تعليم اللغة الكُردية، وبمنع تواجد آي كتاب باللغة الكُردية في سوريا. عدا عن تعريب أسماء القرى والأحياء والمناطق …حتى فرض تعريب أسماء الأولاد ..!

في العراق وسوريا كانت الحملات تجري تحت شعارات قومجية: أمة عربية واحدة ..ذات سالة خالدة!
وشاهدنا تطبيقات هذا الشعار من حيث العداء بنين النظامين، وتوافقهما في اضطهاد الكُرد وشعوبهم!

في إيران: أيضاً الاضطهاد للكُرد .. وكلنا يذكر دولة مهاباد عام 1946 التي لم تستمر أكثر من 11 شهراً، وتمت إبادتها، وإعدام رئيس الجمهورية!

بينما يتمتع الكُرد في الكثير من حقوقهم في أرمينيا وجورجيا، كونها كانت جمهوريات سوفياتية.

بعد كل هذه النضالات للشعب الكُردي عبر التاريخ، وخاصةً في السنوات الأخيرة، ألم يحن الوقت لوضعٍ ديمقراطي وطني، يحصل فيه الكُرد على حقوقهم المشروعة: في المواطنة واللغة والإدارة الذاتية؟!
للأسف مضى ثمان سنوات من الثورة السورية، ولا زال العديد من الذين يحسبون أنفسهم على الثورة، يناصبون العداء المُعلن وغير المُعلن لأهلنا الكُرد تحت مختلف الشعارات القومجية والإسلاموية! مع العلم بأنهم في عام 2004 كانوا أول من قام بالمسيرات ضد النظام.
كما فوراً لبوا نداء الثورة من درعا للقامشلي للجزيرة تحت شعار: واحد واحد واحد …الشعب السوري واحد!
وكلنا يذكر شهيد الثورة مشعل تمو ( كان اغتياله في 07.11.2011 )، والعديد من الشهداء الكُرد.

من هنا أيضاً مشروع الميثاق الوطني السوري الواسع، لا بد من أن يتضمن حقوق المواطنة المتساوية، واللامركزية.
لنعمل معاً من أجل الدولة العَلمانية الديمقراطية التي تضمن حقوق كل المواطنين بغض النظر عن القومية والدين والجنس والفكر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا تريد روسيا حقاً من هجومها على خاركيف؟ • فرانس 24


.. إدرة بايدن وحكومة نتنياهو إلى مزيد من التباعد | #غرفة_الأخبا




.. إدارة بايدن تدرس سبل حماية منظومات الذكاء الاصطناعي الأميركي


.. إسرائيل ترفع جاهزية قواتها في جبهة الشمال مع زيادة التوتر مع




.. جامعة برشلونة تستجيب لطلابها وتقطع علاقتها مع إسرائيل