الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائريون يبحثون عن من يخرجهم من البدايات ليلحقهم بالعصور ...

مروان صباح

2019 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الجزائريون يبحثون عن من يخرجهم من البدايات ليلحقهم بالعصور ...

مروان صباح / لم يُقدم العربي بن مهدي على التضحية بنفسه من أجل أن يتسول الجزائري لقمة عيشه لاحقاً في شوراع باريس فالرجل الذي تم إعدامه عن طريق سلخ جلده بعد سلسلة محاولات فاشلة من أعوان الجنرال الفرنسي آنذاك مارسيل بيجار لاجباره على الإعتراف بقيادته للعمليات العسكرية ضد الجيش الاستعماري ( الفرنسي ) أو إجباره على تقديم معلومات عن رفاقه بل وصل السلخ إلى وجهه بالكامل الذي اضطر بعد إعدامه بهذه الوحشية أن يقف بيجار وجنوده من خلفه أمام ابن المهدي رافعين أيديهم لتحيته عسكرياً عن شجاعته وقوة صبره ثم ألحقها الجنرال بتصريح لصحيفة فرنسية قائلاً وهذه المقولة تحولت شهرتها بشهرة العربي بن مهدي ، قال لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهدي لغزوة العالم وانتصرت بل جاء إعتراف أخر لا يقل بدمويته عن الأول ، من الجنرال بول اوساريس لجريدة لوموند بأن بعد صمود بن المهدي في التعذيب واصراره على الصمت ، أقدم على خنقه من رقبته بيديه .

لقد عاشت الجزائر أثناء حقبة العربي بن مهدي حياة صاخبة وعاصفة ومضطربة ظلت مشحونة بعذابات الاستعمار وتحمّل جيل التحرير ما تحمّل لكي يعيش الجزائري في المستقبل بوطن وليس في غربة كما عاشوها ويعشوها للأسف ، بل كان الشعب الجزائري أثناء التحرير يتطلع بتحرير أرضه من الاستعمار لنقلها إلى مصاف الدول المتقدمة ، فاليوم ايضاً الشعب يخوض معركة تحرير ممن يحاصر الجزائر خلف قضبان التأخر والتخلف ، لهذا هناك فارق كبير بين من يزال يراوح عند إستقرار البلد وآخر قد شبع استقراراً وأمناً ويرغب بالانتقال إلى ما بعدهما ، وهنا لا بد لمن يُمسك بزمام الأمور أن يعي جيداً الفارق بين أمس كان عنوانه الفشل وكل ما لديه ليس سوى التباهي بنعمة الإستقرار وَعَلَى ذلك يراوح ( مكانة سرٌ ) ، وبالتّالي المراوحة ستعيد دون أدنى شك البلد إلى مربع لا إستقرار ، فعندما يتساوى الموت والحياة لا ينتظر الماسك سوى الخراب لأن هذه التفسيرات ليست سوى تباينات اختزالية أشاعتها بعض الأطراف الكسولة من خلال قراءات أكثر كسلاً وتبسيطاً ، لقد بنت فرنسا اقتصادها بعد الحرب العالمية الأولى والثانية من صادرات البترول الجزائري ، فكل ما هي عليه اليوم من قوة اقتصادية رائدة يعود فضله إلى البترول الجزائري ، وهذه الريادة تنتقض بدورها أهمية أخر تتجلى كذلك ، فالحكومة الجزائرية تُعتبر ثامن مصدر للبترول والغاز الذي يتوفر بالطبع في خزينة ماليتها مليارات الدولارات لكن العيب لا يقع على الشاغلين في مجال البترول لأن مهمتهم تنتهي عند التصدير ، بل المشكلة تكمن بمن يتصرف بعائدات البترولية التى تُنفق على الأغلب باتجاهات استهلاكية أو في قنوات فاسدة أو تركن كاحتياط ، ومسألة الاحتياط لم تعد أمراً صالحاً بقدر أنه يعتبر أمر تعطيلي لا فائدة منه بل هو نمط بليد ، فالأولى من الحكومة أن تُنشأ مشاريع مدروسة حسب السوق المحلي والخارجي ، مشاريع تصنيعية وأخرى زراعية وايضاً صغيرة تشغلية تعالج فيها البطالة اولاً ومن ثم تعيد الحركة الدائرية للتجارة العامة التى بدورها تعزز حزينة الدولة بعوائد متعددة وتبتعد تدرجاً عن المصدر الواحد وبالتالي بها ترتقي الخدمات تدريجياً ، لأن الإعتماد على الموارد الطبيعية وحدها يرهق كاهل الدولة ويوقف تطوير الخدمات التى يتلقاه الشعب كالصحة والتعليم وغيرهما بل لا يسمح لها بمواكبة التصنيع المدني والعسكري ، طالما تأسس النظام على الذهنية الخاملة .

عندما يردد الشباب والشيوخ ذات الشِعار، نريد تغيير النظام ، أي أن الشعار جاء من خلاصة مشتركة ، مِنْ ثلاثة أجيال تطالب بتغير أدوات كسولة وفاسدة التى أدارت البلد سابقاً وأوصلته إلى هذه الحالة ، وهنا ايضاً يضيف الشعب بتظاهراته السلمية اضافة بالغة المعنى ، بأن لم يعد مقبولاً وليس معقولاً أن تستمر الجزائر بالمنظومة القديمة التى كان عنوانها الأكبر ، الهجرة والبحث عن لقمة العيش في أصقاع الأرض أو تكبد الفقر والحرمان في بلده ، فكيف يفسر اقتصاديين العالم لبلد يُصدر أكثر من ملونين برميل نفط يومياً ويعد ايضاً الرابع بتصدير الغاز ومازال يعيش ثلثي مواطينيه تحت خط الفقر أما البطالة تجاوزت حسب التقارير الأجنبية ال 25 % ، لهذا وجب التذكير لمن يُمسك بزمام البلد بأن العالم يعيش نهايات مراحل وبدايات عصور فهل للجزائر الانتهاء من مرحلة الهرولة في دوائر الأمن والاستقرار إلى الانتقال للمشاركة الحقيقية في صنع القرارات والإنتاج الحكيم والانفاق الرشيد الذي يعزز اللحمة الوطنية ويغلق باب الفوضى والإنقسام وهنا للجيش دور كبير كونه امتداد للجناح العسكري لجبهة التحرير الوطني الذي قاده وَقّاد العربي بن مهدي مع 1200 مقاتل و ب400 بندقية أعقد عمليات عسكرية سجلها التاريخ المُعاصر ، لهذا لا بد أن يبادر الجيش بالمشاركة مع المعارضة الشعبيّة بوضع سياق آمِن للوصول إلى عتابات التى تحقق مطالب الناس ، إذاً الفارق واهٍ بين عقلية وطنية شبابية تحاكي مطالب الشباب اليوم مع جيل سابق انهكته السنون بالبحث منذ الاستقلال عن مقاصد ابن المهدي ورفاقه وبين إدارة مازالت غارقة بإنجازها للأمن والاستقرار كانت هي لا سواها السبب بافتعال العشرية السوداء أو الحرب السياسية الذي سهل الاستقرار لها فقط الفساد والفساد فقط . والسلام
كاتب عربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ