الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن الافلات من -قدر- العولمة ؟! متلازمة -الرخاء والسلام- الزائفة. الاشتراكية الديمقراطية & العولمة النيوليبرالية

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2019 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



هل يمكن تحقيق عدالة اجتماعية، فى زمن العولمة، من خلال نظام ديمقراطى؟!

كل تجارب الدولة الاشتراكية او شبه الاشتراكية، قد انهارت.
لماذا لم يحمى الشعب، التجربة الاشتراكية، فى هذه الدول؟!، الاشتراكية التى من المفترض انها النظام الذى يحقق مصالح الشعب؟!.
اذا ما كانت الاجابة هى، ان سبب انهيار الدولة الاشتراكية هو، انحراف السلطة المركزية للدولة الاشتراكية، قد ساعد اعداء الاشتراكية، على هزيمتها، (مثلاً، دولياً، الاتحاد السوفيتى والكتلة الاشتراكية، ومحلياً، مصر عبد الناصر).
عندها يصبح السؤال، كيف يمكن حماية السلطة المركزية للدولة الاشتراكية من الانحراف؟!، والسؤال بشكل اكثر مباشرة، هل هناك طريقة اخرى خلاف الديمقراطية، لرقابة وحماية السلطة المركزية للدولة الاشتراكية من الانحراف؟!.
الاجابة، حتى الان، لم تبتكر البشرية نظام رقابة للـ"أغلبية"، خلاف الديمقراطية.

ان نظام ديمقراطى حقيقى، لا يمكن له الا ان يكون نظام لصالح الاغلبية، نظام الفقراء. ان تفريغ النظام الديمقراطى الحالى، فى اكثر الدول ديمقراطية، من مبتغاه، هو الذى سمح للديمقراطية الشكلية ان تتحول الى آلية تعمل على اثراء الاثرياء وافقار الفقراء، ان تفريغ الديمقراطية من محتواها يتم من خلال اليات محددة تحولت من كثرة تكرارها واستمرارها الى نمط "ديمقراطية مضللة"، تعمل عكس نفسها، بسلب الاغلبية الاسلحة التى تدافع بها ديمقراطياً عن نفسها، حيث يصمم النظام التشريعى ليفرز تشريعات وقوانين فاسدة، تعمل فى اتجاه واحد، خدمة السلطة والثروة، ونظام قضائى بخلاف كونه يطبق هذه التشريعات والقوانيين المتحيذة، بكل حماس، هو دائماً، بحكم انتماؤه الوظيفى والطبقى، مستعد للأبداع فى تفسير هذه التشريعات والقوانيين لصالح الفئات القادرة، كلما لزم الامر، اما السلطة التنفيذية فهى كلياً فى يد الفئات القادرة اقتصادياً وتمتلك الـ"شرعية" سياسياً.



عندما تزول اوهام متلازمة "الرخاء والسلام" الزائفة ؟!

العولمة هى مصدر كل الشرور لشعوب الارض، شيطان العصر، تستنزف ثرواتهم الطبيعية، ومنتوج جهدهم البشرى، وتنزح الارباح لتراكم ثروات بالمليارت فى ايدى عدد محدود من الاسر، وتترك الفقر لملايين الاسر، الاصحاب الحقيقين للثروة الطبيعية والجهد البشرى، انه ظلم لا يستثنى منه احد، حتى شعوب الولايات المتحددة الامريكية واوروبا الغربية والصين وروسيا .. الخ. تحت راية متلازمة "الرخاء والسلام" الزائفة، قد استطاعت العولمة، وتعبيرها الايديولوجى الليبرالية، ومولودها الجديد الاكثر بشاعة، النيوليبرالية، ان تراكم نواتج النهب لتضخم من ثرواتها بشكل غير مسبوق فى تاريخ البشرية، لدرجة ان 26 شخصاً من الاثرياء يملكون خلال 2018، ما يملكه 3,8 مليار نسمه فى العالم من الفقراء، اى ما يعادل ما يملكه نصف فقراء البشرية. وتقلص عدد الاغنياء الى 26 بعدما كان يصل عددهم 42 العام الماضى. (التقرير السنوى 2018 لمنظمة اكسفام انترناشونال). وبهذه الثروات الهائلة تزداد قدرة الاثرياء على فرض سيطرتهم وشروطهم من اجل مزيد من النهب.

فى مصر، مثلاً، بعد مرور حوالى نصف قرن، الا قليلاً، على الانفتاح الاقتصادى 1974، "عولمة السادات"، لابد وان الشعب المصرى قد افاق من غيبوبة اوهام الرخاء/السلام، الذى روج لها نظام السادات فى شلال من مخدرات "الفن والثقافة" والمواد المخدرة من كل صنف ونوع. فى الطريق الى الخلاص من ميراث الذل، احتلال الارض، الذى تركه عبد الناصر لخلفه السادات، أعلن الاخير عن اكتشافه التاريخى بان "99% من اوراق اللعبة فى يد امريكا"، اعلن اكتشافه ومضى، مضى بمصر نحو مزيد من الفقر الى الاسفل، ومزيد من الثراء الى الاعلى، ثم مضى هو بنفسه فى يوم عرسه، 6 اكتوبر، وسط حرسه الذى لم يحرك ساكناً، فى مشهد تراجيدى نادر. كانت غيبوبة المخدرات، وحلم الرخاء، هما قنبلة الدخان التى احتاجها السادات للتغطية على مرور قطار "السلام"، اتفاقية كامب ديفيد، ببنودها المعلنة والغير معلنة، لتقييد سيناء سياسياً/عسكرياً، وفتح مصر سياسياً/اقتصادياً، امام العولمة بقيادة الحاصل على الـ99%. فى كل الاوقات، ترتبط الاوهام الاقتصادية بالاوهام السياسية، ارتباط عضوى، انها متلازمة "الرخاء والسلام" الزائفة.

ان زوال الاوهام لدى شعب مصر، كما الكثير من شعوب الارض، عن متلازمة "الرخاء والسلام" الزائفة، لليبرالية الاقتصادية، ومولودها المشوه، النيوليبرالية الاقتصادية، اعلى مراحل العولمة، هو المغزى العميق لكل الحركات الاحتجاجية التى تقودها اشكال تنظيمية شعبية جنينية، - وليست النخب السياسية التقليدية -، الحركات الاحتجاجية التى تشهدها بعض الدول المتقدمة كما المتأخرة، هى فى جانب منها، تفسر مغزى صعود التيارات الشعبوية فى الدول الرأسمالية، منبع العولمة ومرتعها الاول، تمرداً على العولمة، كما ان العودة المتعسرة الى الحمائية، احد اهم مرتكزات العولمة، بقيادة امريكا ترامب، ام العولمة ومصدر قوتها، لهى ارهاصات الهروب الى الامام من النتائج المآساوية للعولمة، وانسداد الآفق.
ان زوال الاوهام يفتح الباب لتغيرات جذرية.


سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغريب .....
حازم (عاشق للحرية) ( 2019 / 3 / 8 - 12:50 )
الغريب يا استاذ سعيد -ربما ليس غريب على كل حال- اننا فى القرن الواحد و العشرين حاليا و لازلنا نتحدث فى قضايا -كان من المفروض ان الدهر اكل عليها و شرب (وعذرا دخل عليها الحمام ايضا) مثل:
اساليب النهب المالتى ناشونال -على طريقة الصدمات او على طريقة فرّق تسد او طريقة سياسات إلهاء الناس ,امر يشعرك و كأنهم إقطاعيين جدد لو جاز لى اسميهم هكذا- و من ناحية أخرى افكار اليمين المتطرف و التشدد الدينى و النهى عن المنكر و اخلاقيات المجتمع حسب إرادتهم هم, و تجريمهم للعلمانية -موضوع قادم من عصر الصحراء و العصور الوسطى-
مشاكل عاشتها البشرية قديما و لكن لازال بعضها يتم استحضاره حتى يومنا هذا - نصيبنا فى مصر هو نصيب فاخر وان كان ليس الأسوأ-

الرخاء و السلام و الديمقراطية مصطلحات اصبحت تلف و تدور حول خدمة مصالح الاثرياء و النخب, كل الباقين يعيشون على فتاتها, او بدونها احيانا
ناهيك عن إنجازتنا العبقرية فى تفسير معانيهم (تذكر ديمقراطية -غزوة صناديق- الانتخابات؟؟ و ديمقراطية النخبة, على طريقة مالا يدرك كله لازم نسيبه كله!)
انا كمواطن لم اعد اشغل بالى بالنخب السياسية الحالية -عيوبهم اشد كثيرا من مميزاتهم-

اخر الافلام

.. رئيسة وزراء إيطاليا في ليبيا لبحث التعاون المشترك بين البلدي


.. العراق.. زفاف بلوغر بالقصر العباسي التراثي يثير استفزاز البع




.. المخاوف تتزايد في رفح من عملية برية إسرائيلية مع نزوح جديد ل


.. الجيش الإسرائيلي يعلن أنه شن غارات على أهداف لحزب الله في 6




.. إنشاء خمسة أرصفة بحرية في العراق لاستقبال السفن التجارية الخ