الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سورة التوبة - آية 29

صباح ابراهيم

2019 / 3 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون"
نتساءل عن سبب نزول هذه الآية التي تخص اهل الكتاب من اليهود والنصارى، إن كان اولئك القوم المطلوب قتالهم هم من أهل كتاب سماوي فيه هدى ونور كما يصفه القرآن، اي أنهم قوم غير وثنيين وليسوا كما كان أهل قريش وعشيرة نبي الاسلام وغيرهم من قبائل العرب يعبدون الاصنام ويذبحون لها القرابين، اذن انهم قوم يؤمنون بالله و اليوم الآخر ولهم كتبهم وأنبيائهم وصلواتهم وعباداتهم ، والله يفصل بينكم وبينهم يوم القيامة بما آمنوا به ان كنتم تختلفون معهم، فلماذا التحريض على قتالهم ؟
وإن كان اهل الكتاب لا يؤمنون بدين الحق (الأسلام) ولا يعترفون بنبي الإسلام نبيا مرسلا من الله، وقضى الله في آيته أعلاه قتالهم لأنهم لا يحرمون ما حرمه الله ورسوله، فهل دفعهم الجزية لقادة المسلمين، يلغي قتالهم ويبيح لهم ممارسة كل المحرمات من شرب الخمر وأكل لحم الخنزير وأكل الأموال بالباطل وعدم الايمان بالله وباليوم الآخر كما يدعي المسلمون، ثم السماح لهم العيش بأمان بين المسلمين رغم كل هذه الاختلافات ؟
هل استحصال اموال الجزية من اهل الكتاب هي الغاية والحل لغض النظر عن ممارسة المحرمات وعدم الإيمان بالله وباليوم الآخر وإعفاء أهل الكتاب من دخول الاسلام عنوة بغير قتال ولا قطع رقاب ؟
ان كان استحصال أموال الجزية هي الحل للمشكلة، وليعمل أهل الكتاب بما يرغبون ويمارسوا عقيدة ما يؤمنوا به المخالفة لعقيدة الإسلام والمسلمين فيكون الهدف ليس نشر الدين وعبادة الله وتوحيده بين الناس من اهل الكتاب، إنما استحصال الاموال بحجة الدين هو الغاية والهدف، وليمارس المخالفون ما شاؤا من عبادات حتى لو لم يؤمنوا بالله واليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله.
ان الله والمسلمين بموجب الآية 29 من سورة التوبة يشترون بأموال الجزية السماح بممارسة المحرمات لأهل الكتاب وعدم عبادة الله وعدم اتباع دين الحق ورفض الإيمان برسول الإسلام مقابل اموال الجزية !!
من الواضح انه هذه الاية تشير الى ان كسب الأموال عند المسلمين اهم من عبادة ووحدانية الله واتباع دين الحق ومحاربة المحرمات .
يفسر مفسروا القرآن الجزية بأنها عطية مخصوصة جزاء لأهل الكتاب على تمسكهم بالكفر عقوبة لهم .
وهذا يعني لا مانع ان يمارس اهل الكتاب الكفر و عمل المحرمات مقابل ان يدفعوا الجزية للمسلمين جزاء كفرهم بما يؤمن به المسلمون. ...
هل هذا هو دين الحق ام دين جباية الأموال ؟
يقول المفسرون : الغرض من أخذ الجزية من أهل الكتاب ان يظهر دين الحق وسنة العدل وكلمة التقوى على الباطل والظلم والفسق، فلا يعترضها في مسيرها اللعب والهوى، فتسلم التربية الصالحة من مزاحمة التربية الفاسدة حتى لا ينجر الى ان تجذب هذه جانب وتلك الى جانب، فتشوش أمر النظام الإنساني فيكونون (اهل الكتاب) احراراً فيما يرتضونه لأنفسهم من تربية دينهم على شرط ان يكونوا على شئ من التوحيد ! ولا يشيعوا ابراز المحرمات في المجتمع كشرب الخمر واكل لحم الخنزير، ويُحبس الشر فيما بينهم !!
تعليق :
نفهم من هذه الاية، إن استحصل المسلمون اموال الجزية من أهل الكتاب ، فلا باس عليهم إن كفروا بالله وعبادته وتوحيده ، ولا بأس عليهم أن لا يدينوا بدين الحق (الأسلام) ولا يعترفوا بنبيه وكتابه، ويحللوا المحرمات، ويحللون ما حرم الله ورسوله، بشرط ان لا يشيعوا تلك المحرمات في المجتمع !!!
المهم استحصال أموال الجزية منهم و ليفعلوا ما شاؤوا، فسيغض المسلمون الطرف عنهم مادام دين الحق سيغتني من اموال أهل الكتاب ويمتلئ بها جيوب المسلمين .
الغنائم والجزية والاسلاب والنساء هي الغاية الاولى والأخيرة من غزوات المسلمين لبلاد اهل الكتاب، وليس نشر الدين والاسلام ، وليغنم المسلمون الاموال وبنات الأصفر هنيئا لهم تحت راية نشر الإسلام .
ان الجزية كما يدعي المسلمون هي ضريبة تدفع من قبل اهل الكتاب مقابل حمايتهم من اي اعتداء خارجي وعدم التحاقهم بالجيش الاسلامي للدفاع اثناء الحرب .لكن المسلمين دخلوا البلاد غزاة حاملين السيوف والرماح لاحتلال بلاد اهل الكتاب الامنة، ولم يطلب احد من المسلمين حمايتهم ،فهم يستطيعون الدفاع عن بلادهم بأنفسهم ، فلماذا يتم استحصال الجزية والخراج من اصحاب البلد الاصلي وهم كانوا يعيشون في امان فيه ؟
ان تأكيد فرض الجزية على شعب ما من اهل الكتاب بآية قرآنية، فيها اجحاف ونهب للاموال، هي اكبر دليل على ان تلك الاية وما قبلها وما بعدها في القرآن، ما هي الا نصوص من تأليف وتشريع بشري وليس الهي رباني، لأن غايتها السلب والنهب واملاء خزائن دولة الاسلام بأموال منهوبة من شعوب اخرى .
لقد قالها احد ملوك بني أمية صحيحة : لعبت هاشم بالملك فلا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل .
وقال عمرو بن العاص قائد الغزو الأسلامي في مصر: " أنا إذا كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها " ( من اموال الاقباط ) "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - آيه البلطجة
محمد البدري ( 2019 / 3 / 13 - 17:39 )
لا اعتقد ان اسم التوبة هو حقيقة اسم السورة لكن اسمها الحقيقة سورة البلطجة والبلطجية

تحياتي