الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمن، لماذا، وكيف تمنح الميدالية؟

محمد مندلاوي

2019 / 3 / 11
القضية الكردية


لمن تمنح الميدالية:
تمنح عادة الميدالية التقديرية ذات القيمة المعنوية العالية للأشخاص أو المنظمات أو المؤسسات، التي تعمل جاهدة في حقل من الحقول التي تخدم البشرية عامة، أو التي تخدم إحدى شعوبها التي تعاني الأمرين على يد نظير لها؟، أو تمنح لتلك الجهات والمجاميع غير الحكومية، التي تسعى جاهدة من أجل إنقاذ الكوكب الأرضي من التلوث البيئي الناتج عن الأنشطة البشرية المختلفة الخ الخ الخ.

لماذا تمنح الميدالية في العالم:
كما أسلفت، تمنح الميدالية من قبل جهات حكومية أو غير حكومية، لمن قام بعمل إيجابي ما، علمياً، أو أدبياً، أو اقتصادياً أو من أجل حقن دماء البشر (السلام)، أو أو الخ. على سبيل المثال وليس الحصر، منذ عشرات العقود خصص الكونجرس الأمريكي ميدالية ذهبية تعبيراً منه عن الإنجازات المتميزة التي تقوم بها الأشخاص أو الجهات. لقد نالها في شرق الأوسط بعد شمعون بيريز الرئيس المصري (محمد أنور السادات) بمناسبة مرور مائة عام على ولادته، كان اعترافاً من الكونجرس الأمريكي بمساهمته في سبعينات القرن الماضي لإحلال السلام بين بلده مصر، ودولة إسرائيل. وفي عام 1978 حصل أنور السادات على جائزة نوبل للسلام التي تمنحها الأكاديمية السويدية. وفي عام 1994حصل شمعون بيريز بالاشتراك مع إسحاق رابين وياسر عرفات على جائزة نوبل للسلام تثميناً لجهودهم التي بذلوها لتحقيق السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط. لقد قرأت حينها في مملكة السويد، مقالاً لشباب حزب المحافظين (Moderatpartiet) نشر في جريدة "نَركس أليهاندا= Nerikes Allehanda" السويدية اتهموا فيه ياسر عرفات بالإرهاب، جاء فيه: نحن في السويد نمنح جائزة نوبل لمن لم يقتل، لا نمنحها لمن يقول: لا أقتل بعد الآن؟.

كيف تمنح الميدالية في العالم:
تمنح الميدالية بطريقة بروتوكولية حضارية تنظمها الجهة المانحة، وتحضرها شخصيات حكومية وسياسية وعلمية وفنية وأدبية الخ، تلقى أثنائها كلمات المدح والثناء من قبل اللجنة المانحة وبعض المشاركين في الاحتفال، أو من قبل الذين حصلوا على الميدالية، تتناول جوانب من تاريخ منح الميدالية، وتاريخ الشخصيات التي حصلت عليها الخ الخ الخ. بلا شك يمنح الحاصل على الميدالية كتاباً من الجهة المانحة مدون فيه الامتيازات التي يحصل عليها الشخصية الحاصلة على الميدالية. أضف أن الميدالية موضع فخر واعتزاز للشخص الذي حصل عليها، وللبلد الذي ينتمي له.
عزيزي القارئ الكريم، أن البيت القصيد في موضوعنا لهذا اليوم، هو ميدالية البارزاني الخالد، التي تمنح في إقليم كوردستان من قبل الرئيس (مسعود البارزاني) كمكافأة للشخصيات والجهات التي خدمت كورد وكوردستان. لا شك أن منح الميدالية يعكس الجانب الحضاري والإبداعي للشعب الذي يمنحها. من الشخصيات العالمية التي توجت بمدالية البارزاني، تثميناً لمواقفهم الداعمة للشعب الكوردي الجريح الصحفي الفرنسي كريس كوجرا وعقيلته. وعالم الاجتماع إسماعيل بيشكجي. وصديق الشعب الكوردي، الفرنسي بيرنارد كوشنير. والقنصل الفرنسي في إقليم كوردستان فريدريك تيسو. وهكذا منحت الميدالية للمؤرخ الكوردي كريم زند والفنان القدير أحمد سالار. لكن في بعض المناسبات منحت الميدالية لأناس أقل ما يقال عنها أنها لا تستحقها، لأن ثمن منح الميدالية هو خدمة الكورد وكوردستان بصدق وإخلاص. لقد شاهدت البارحة في الـ"يوتيوب = Yoy Tube" تسجيلاً قديماً منحت فيه ميدالية البارزاني الخالد من قبل الرئيس (مسعود البارزاني)، مضت على التسجيل عدة شهور، لكن الغريب في هذا التسجيل أني شاهدت الذين منحوا الميدالية نسبة 99% منهم أهل الكوفية الحمراء! (جەمەدانی سوور)، للعلم أنا لست ضد أهل الكوفية الحمراء، بل أجلهم كثيراً، لأنهم دفعوا ثمن انتمائهم للكورد وكوردستان غالياً من دمائهم وفلذات أكبادهم، لكني كقومي كوردي، الذي أتمناه من صميم قلبي، أن أرى العقلية القومية والوطنية الكوردية الكوردستانية سائدة أثناء منح ميدالية البارزاني الخالد، لا أن تكون العقلية القبلية أو الحزبية الضيقة طاغية في هذا المضمار على من يمنحها؟ لأن البارزاني الخالد كان وسيبقى مُلكاً لعموم الشعب الكوردي وليس لفئة دون غيرها. من الذين شاهدتهم في التسجيل منحوا ميدالية البارزاني، شخص من شرق كوردستان (إيران)، كان عريفاً في جيش الشاه اللعين محمد رضا بهلوي، لم يقم هذا الشخص بشيء ما إيجابي للكورد وكوردستان، كالذين أشرنا لهم أعلاه، سوى أنه يمدح في لقاءاته بين الجالية الكوردية البارزاني والحزب الديمقراطي الكوردستان،هل يحتاج البارزاني والبارتي أن يمدحهما شخص مغمور مثل هذا العريف؟ السؤال هنا، هل أن ميدالية البارزاني تمنح على أساس عبادة الشخص، وتأليه الحزب؟ أم تمنح لمن ناضل بكل الوسائل الحضارية المتاحة وبلا هوادة من أجل خلاص الكورد وكوردستان من براثن الاحتلال البغيض؟. لقد شاهدت في مناسبة أخرى مُنح فيها ميدالية البارزاني لشخص آخر، لا شك أنه كوردي، لكنه كان سكرتيراً لحزب عراقي عربي!، وأثناء الأعوام الطويلة التي تزعم فيها ذلك الحزب.. استلم السلاح من حزب البعث المجرم وحارب بها الحركة التحررية الكوردية، التي كانت بقيادة الخالد(مصطفى البارزاني).
أخيراً، نأمل من الذين يمنحون الميدالية أن يكونوا كورد وكوردستانيون قلباً وقالباً لأن حزبهم اسمه الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وهذا يدل على أنه ليس حزباً لأي انتماء فرعي؟، لأنه ومؤسسه الخالد (مصطفى البارزاني) كانا وسيبقيان عنوانان بارزان للكورد وكوردستان على كوكبنا الأرضي.
" كنت دائماً مع الشعب الكردي، وقد قلت وأكرر مرة أخرى بأن الشعب الكردي يعيش على ترابه وله الحق بتقرير مصيره بنفسه" العقيد (معمر القذافي).
11 03 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة