الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل لأرهاب الشَرق (داعش )سببا كافيا لولادة أرهاب الغَرب الجديد !!؟؟

زهور العتابي

2019 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



لم يعد خافيا على أحد أنّ الأرهاب صنيعة الغرب قبل أن يكون صنيعة العرب والمسلمين ...وماحدث أخيرا من مذبحة في نيوزيلندا ليس كما يفنّدها البعض أن من قام بهذا العمل شاب متطرف أو أنه أول أنسان مريض نفسيا أو أن لديه هَوَس لتقليد ألعاب القتل كما يحدث في الكومبيوتر...لا أبداً فالحادثة جريمة منظمّة بامتياز رُتِبَ لها جيداً وتحمل أبعادا ايديولوجية جديدة بدات تنتشر بشكل رهيب بين ثلة ليس بالقليلة من الناس في المجتمعات الغربية ....كنا نخشى على الدوام وذاك ما صرح به أغلب المعنيين وأصحاب الشأن والمختصين بقضايا الارهاب وداعش....هؤلاء كانت لديهم مخاوف من ردة فعل الغرب لاسيما اليمين المتطرف منهم ...العِرق الأبيض المتشدد نتيجة ماحدث من عمليات أرهابية في بعض من الدول الأوربية على أيدي الجماعة المتطرفة من المسلمين مع العلم ان كل تلك العمليات التي حصلت لم تصل في ذروتها وحجمها لتلك التي كانت ولازالت تحدث في بلاد العرب والمسلمين لاسيما في العراق وسوريا فنحن وطوال الخمسة عشر عاما وما بعد السقوط تحديداً لم يمر علينا يوما نعيش فيه بسلام...كل يوم نشهد عمليات قتل وتفجير واغلبها كانت تستهدف المدنييين العزل والمساجد والحسينيات والأسواق ..كل مكان في العراق كان هدفا لداعش حتى امتلأت قبورنا من الشهداء ناهيك عن مدننا التي احتلها داعش دفعنا فيها كوكبة من شبابنا الواعد لتحرير تلك المدن والى الان لازلنا ندفع الثمن في الوقت الذي يغض فيه الغرب الطرف عن معاناتنا تلك .....
اعود لاقول ان ما حصل في نيوزلندا ليس جديدا ابدا بل هو عمل إرهابي منظم ونفذ بعناية وصوّر بدقة متناهية ليراه العالم أجمع ...والغريب أن القاتل الأسترالي( بريتون تارانت ٢٨ عاما ) نشر بُعيد العملية عبر الانترنيت بانه مقتنعا كليا بما فعل لأنه وحسب قوله يريد أن يطهّر أوربا من المهجَّرين الإسلاميين وقال(( أننا نريد أن نمارس طقوسنا بحرية بعيدا عن تطفل هؤلاء الارهابيين )) وأشار الى انه يؤيد وبقوة موقف ترامب من التشدد وإيقاف هجرة المسلمين للولايات المتحدة الامريكية وصرح أن من أهدافه المقبلة تصفية المستشارة الألمانية( أنجيلا ميركل) لانها فتحت الأبواب أمام المهجرين والرئيس التركي اردوغان ..ولوحظ انه كتب على احدى أسلحته (أهلا بالمهجرين ...هنا في الجحيم ) ..والأكثر غرابة انه ما أن نشر رأيه هذا حتى تلقى تعاطفا كبيرا من عدد لايستهان به من الأوربيبن وهذا ان دلَّ على شيء انما يدل على حالة التعصب والتطرف التي يشهدها الغرب ضد الإسلام والمسلمين ....اذن مافعله بريتون ليس حادثا عابرا لشخص متطرف فحسب بل هي ألايديولوجية الجديدة وولادة ارهاب جديد لم نكُ نلمسه من قبل من تلك المجتمعات التي طالما عرفت بالطيبة والتسامح والتعايش السلمي والانسانية .....
اننا وبما لايقبل الشك ندين تلك العملية ونشعر بالاسى والالم لهؤلاء الضحايا..المصلين العزّل ليس لأنهم مسلمون ومحسوبون علينا فحسب بل لان الفعل إرهابي بامتياز ونحن ندين الإرهاب بكل اشكاله لأننا أكثر من أكتوى بنار الإرهاب... قلوبنا مع عوائل الشهداء ..دعائنا لهم بالرحمة والغفران ولاهلهم الصبر والسلوان وللجرحى بالشفاء العاجل انشاءالله .....
لكن !!! وبعيدا عن العواطف دعونا نعترف أننا نحن المسلمون من مهّدنا لهذا ..نحن من أبتدأ فصول القتل والأرهاب ولا أعني بهذا عموم المسلمين..لا .. إنما أولئك الذين جعلوا من أنفسهم وكلاء عن الله عز وجل (وحاشى لله أن يكون كذلك)...هؤلاء من تبنّى فكرة القتل والتكفير لكل من يخالفهم في الدين والمذهب وحتى الرأي احياناً ...نحن نعلم أنّ الإرهاب صنيعة الغرب لغرض الهيمنة على منابع الخير في منطقة الشرق الأوسط... هذا صحيح... لكن الأيادي الموغلة بالقتل ( منّا وبينا) هم مسلمون مثلنا ولا ننسى ان العالم اليوم بات قرية صغيرة بفضل شبكات التواصل الاجتماعي وتويتر وبإمكان نقل ومشاهدة عمليات القتل بكل سهولة...فكم من مرة شاهد العالم بأسرِهِ تلك الفديوهات المرعبة وكيف ان القاتل المسلم يقتل وبدم بارد أخيه المسلم ويتفاخر بذلك بل يقرا الشهادة قبل ذبحه!!! كما انه شَهِد عمليات السبي للنساء اليزيديات على ايدي المسلمين الدواعش!! ..فطبيعي جدا أن يترك هذا اثرا سلبيا وكراهية عميقة لدى الاوربيين وبالتالي الخوف من العيش بمعية المسلمين....إذن هي ردة فعل طبيعية.... لكن ماهو مؤلم حقا أن وقود عمليات القتل تلك هم البسطاء من المسلمين المسالمين الذين ما كانوا ليهاجروا يوما لولا الدمار وويلات الحروب وعمليات القتل المستمرة في اوطانهم.....هاجروا بحثا عن الأمن والأمان في بلاد الغرب وللاسف لم يسلموا من حوادث القتل والارهاب فكانوا وقودا وصيدأ سهلا لهؤلاء المتطرفين الذين اصبحوا وكما لمسناه من تلك العملية أكثر تطرفاً وحقداً وكراهية !!!
بقي أن اقووول أن كل من يتصور أن ماحدث في نيوزلاندا هو الحدث أو العملية الأخيرة فهو واهم جدا ..فالذي حصل ماهو الا بداية لولادة أرهاب جديد قادم من الغرب هذه المرة ليكون نداً قوياً لأرهاب الشرق ...داااعش......!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ادانة الارهاب بكل صوره
muslim aziz ( 2019 / 3 / 17 - 01:52 )

الارهاب = الاعتداء على الاخرين-اي اخرين-دون سبب. فالانسان ومنذ وجد على هذه الارض ارهب اخاه الانسان.
هل الارهاب الغربي ردة فعل للارهاب الداعشي(ولا اقول الاسلامي) لأن الاسلام برئ من الدواعش وافعالهم الاجرامية.
نعم الغرب هو اب للارهاب والغرب هو ام للارهاب والغرب هو حاضن للارهاب. وإن حصل ارهاب باسم الاسلام لأن الظلم الغربي للشعوب الاسلامية اعان على تفريخ الارهاب. حكامنا العرب ارهابيون وبامتياز وبمساندة الغرب المنافق.وظلم الحكام ونفاق الغرب يفرخ الارهاب في بلادنا.
ترامب اليميني المتعصب يتعامى عن قتل جمال خاشقجي بابشع صور الارهاب فكيف بنا نحن العرب سنثق بامريكا او حكام الغرب.
فكل انسان حر الضمير عليه ان يدين الارهاب الداعشي والارهاب الصهيوني والارهاب اليميني وان يدين ايضا الارهاب الفكري وما اكثرهم في هذا المنتدى


2 - الاعتراف بالذنب فضيلة ولا تزر وازرة وزرى اخرى
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 3 / 18 - 05:48 )

لكل فعل ردة فعل مساويا له في القوة ومعاكسا له في الاتجاه. فاذا كان المسلم يقتل المسلم وكلاها متفقان في اصول الدين فقتل المخالف اولى. نحن نستنكر كل الجرآئم ضد الانسانية ولاي بشر بغض النظر عن دينه وجنسه وعرقه وفي الوقت ذاته نحمل دهاقنة الدين اولا والطاغوت الذي سمح للارهابيين بفتح قنوات واعتلاء المنابر لبث خزعبلات تحرض على الخراب والدمار باسم الجهاد ونصرة الله وكان الله ضعيفا يستنجدهم لنصرته ثمنا للحور العين والولدان المخلدين وهم يرون بام اعينهم متع الدنيا الذي يتمتع بها الطغاة واعوانهم من الكهتة فلو ان حقا ما يدعون لراينا ابناءهم في طليعة المجاهدين ولكن هيهات هيهات لانهم يجيدون اللعبة ويعرفون الحقيقة وهو ما قيل وقال لا دليل عليه وانما هو افيون لتخدير الجهلاء حفاضا على مصالحهم. نتمى على دهاقنة الدين الاسلامي ان يصدورا فتوى تدين الارهاب الاسلامي اولا وتحرم التحريض في القنوات ومن على منابر الصلاة وليعلموا جيدا ان الغرب يمتلك القوة وهو قادر على تشجيع المتطرفين المسحيين لبث الخراب في البلدان الاسلامية عبر سفاراته في بلدانهم للتدخل الماشر بحجة مكافحة الارهاب .رحم الله امرءا اتعض بغيره.