الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهرجان قرطاج الشعري يغتال مبدعيه

منير الوسلاتي

2019 / 3 / 18
الادب والفن


نحتفي بالشعر...نحتفي بالحياة» شعار ايام قرطاج الشعرية،من هي العبقرية الفذة التي وضعت هذا الشعار؟! ربما يناسبهم ومضة اشهارية من نوع مثلا «خلقنا لنفترس..!!!»الشعار باهت مستهلك ليس فيه اي إثارة ثقافية ولا ذكاء فني ولا روح تجديدية على اعتبار أن العنوان متداول ومجتر منذ ان أطلقت الوزارة برنامج« مبدعون من أجل الحياة» واغلب المهرجانات رفعت شعار الحياة ومقاومة الإرهاب حتى بات الشعار مستهلكا ممجوجا لافتقاد الجدة ومن الكليشيهات البائدة التي لا طائل من اجترارها وهو ما يدل على أن ايام قرطاج الشعرية في تصميمها الدعائي لا تعتمد على بحث واجتهاد فكري وتفتقد إلى عنصر الخيال وهذا لا يفقهه إلا المشتغلون بحقل التسويق الثقافي في مستوى ضبط التصورات وتحديثها واختيار ما يميزها ....ثم ان الشعار احتفال الشعر بالحياة بالله عليكم الا تستحي هذه الادارة النكراء من الحديث عن الحياة و هم سبب الموت لعديد الشعراء سواء كان هذا الموت رمزيا بالإقصاء والابعاد والتجاهل الممنهج او موتا حقيقيا لشعراء تونسيين من خيرة مبدعي تونس وحتى ولا ننسى الشاعر نضال الغريبي من القيروان ابن منطقة بوحجلة والذي انتحر شنقا في نفس أسبوع ايام قرطاج الشعرية اواخر مارس 2018.انتحر وفي صدره غضب واجيج نار وقنوط من وضع حياتي وثقافي بائس سحق أحلامه واماله شاعرا وإنسانا ...هذا الشاب الشاعر كان بالإمكان أن تجدوا له جسر الحياة وجسر الأمل في مجال موهبته ولكن شواقيف الإقصاء الشعري والثقافي لا نحتفي إلا بحياة يتحكم بنواصيها ربابنة «الجهاز الشعري» الخارجي ...وحتى بعد موته منذ سنة تقريبا من فكر بإحياء ذكرى هذا الشاعر او التنقيب عن كتاباته....وغيره الشاعر الصديق شكري بوترعة اذكر حقده وامتعاضه من الساحة الأدبية والشعرية التونسية إلى حد انه رفض دعوتي مرة عندما كنت منسقا عاما لتظاهرة «تونس الشاعرة» التي نظمتها مندوبية تونس...ولايخجلون اليوم من رفع شعار «نحتفي بالشعر... نحتفي بالحياة» و هم لصوص حياة عديد الشعراء وغربان موت متربص وهم قطاع الامل وباعة الوهم.. اذكر المرحوم شكري بوترعة في اخر رسائله يكتب لي «سئمت هذه الحياة ليت الرب يعيدني إلى ما قبل اقتتال الشقيقين وما قبل غواية التفاحة المحرمة...»هكذا كانت هشاشة شكري بوترعة ورقة نفسه ورهافة حسه ورقي رؤيته...كان طائرا حرا...كان صقور الساحة الشعرية لا يرونه وهو ايضا كان لا يراهم غير عابئ بالصراعات التافهة في لوبي المتشعبطين االجشع...كما لا نتسى الشاعر حسين القهواجي رحمه الله الذي توفي في نفس الاسبوع روحا أدبية وشعرية قيروانية تستحق أكثر من حياة وأكثر من احتفاء..وأكثر من نظر....لكن للاسف ...الحفل لأصحاب السعادة العابرين من تونس بجوازات شعرية استثنائية واجندات ثقافية مستوردة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث