الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درس عبّارة الموت لا لكبش فداء؛ نعم لتغيير النظام، سبب كلّ الجرائم

تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)

2019 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


ما يسمونه عبارة وهو ليس سوى مسطح من قبيل ما يعرفه العراقيون (الطبكة) إنما هو أداة امتصاص جيوب الغلابة وحتى إن اقتضى الاستغلال امتصاص دماء الضحايا وحيواتهم كما في عبارة الموت بوصفها أحد أدوات الاستغلال حدَّ الوقوع تحت مقصلة التقتيل والاغتيال.. لنتمعن في أداء النظام وأدواته من جهة وبعض قوى سياسية تجاه المجريات..
من أجل التمعن عميقا وكشف ما يجري خلف المشهد المعلن وفضح الجريمة ومن يقف وراءها حقيقة لا زيفا ولا أكباش فداء، نضع هذه المعالجة بين أياديكم كي تكون منطلق حملة لاستعادة مبادرة القوى الحية وتنزيهها مما لحق بها نتيجة سياسات انزلقت بآلياتها حد المداهنة والتجيير وخسارة اتجاه المسار الوطني الديموقراطي العلماني أو باختصار الإنساني بحق...
رسالة أولى:
إلى المسؤولين الذين أعلنوا الحداد ومشوا في جنازة الضحايا
أهالي الضحايا لا ينتظرون منكم تحديداً أي تعازٍ فتلك ليست سوى تعمية وتضليل يُلعد التهمة عن المجرم الحقيقي ممثلا بالنظام الذي تديرونه وهو نظام لن يقدم أكثر من كبوش فداء لاستمراره وإدامة تسلطه ما يعني تكرار الجريمة كما تكررت طوال السنوات العجاف لوجودكم بسدة حكم علامته المسجلة أعلى فساد عالمياً بكل ما يعنيه من ارتكاب الجرائم الوحشية بحق المغلوبين على أمرهم... وإذا كانت بلدان الأنظمة التي تحترم الإنسان تتجه لإقالة أو استقالة مع تحقيق بالسبب فإنّ الوضع عراقياً لا يقبل بتبديل الأوجه الفاسدة وبكبش فداء لن يناله سوى قرار باهت مع وقف التنفيذ، سرعان ما يزول فيما تدور عجلة الآلة الجهنمية للفساد ونظامه لتطحن مزيد ضحايا ما يعني أن المطلوب يكمن بين يدي الشعب (يغير النظام) ويأتي بالبديل النوعي الممثل لمصالحه وتطلعاته وتأمين الحياة الحرة الكريمة التي لا تأمن حتى على جزئيات منها في ظل نظام الفساد القائم... فارعووا وليتنبه أهالي الضحايا، إذ الرد ليس انفعالات بل حكيم القرار بثورة تكنس نفايات الجريمة، والشعوب ليس بعاجزة عن تنفيذ إرادتها وما تقرر فتلبيه وتحسم أمره...

رسالة ثانية:
إلى المنظمات التي توجهت لأهالي الضحايا بمشاطرتهم الحزن والأسى
بين (منظمات) تجمع قوى الفساد والبلطجة تشارك النظام بل تمارس التعمية لتؤكد بتبنيها إياه ما يديم وجوده، آليةَ فسادٍ تخدم اقتسام كل شيء حتى تصل البشر، في تقاسم الغنيمة وبين (منظمات) قبلت العمل وسط بنى (نظام الفساد) وهياكله، بذريعة (إصلاحه) من داخله وبذريعة اختراق قواه والوصول إلى جمهور المضلَّلين المخدوعين عبر رخصة تمنحها لهم قيادة (جناح) طائفي أو آخر!!! وتلك منظمات أحالت تعبيرها عن تطلعات الناس وبياناتها وبعض ما بقي من أنشطتها إلى مجرد ظاهرة صوتية مجيَّرة لصالح النظام!
إنَّ نداءاتها الموجهة إلى سلطة الفساد كي تكشف عن (المجرم) في أفضل أحوالها لا تساهم إلا بالبحث عن كبش فداء للنظام وتمريره حلا وبديلا في حين أن ذلك ليس سوى آلية من آليات إدامة نظام المحاصصة الطائفية وفساده الفاحش حد إغراقه في التهام مزيد ضحايا لوجوده بأدوات البلطجة الميليشياوية التي ترتكب جرائمها عيني عينك وفي وضح النهار من دون حسيب أو رقيب! لنقرأ في بيانات التعازي التي صدرت وكيف انزلقت للمطالبة من قطيع الذئاب أن يقدم كبش فداء حتما ليس من القطيع غياه ولكنه مجرد خدعة أخرى!!!


دروس عبَّارات الموت وسنوات الإبادة ونهب ما أمكن!؟
أيتها السيدات، أيها السادة
إنّ المجرم في فاجعة عبارة الموت هو النظام الذي مرّر فواجع الموت الأخرى بالمئات والعشرات في كل واحدة منها حتى باتت سجلات الإحصاء تشير إلى هول كوارث الشعب، بمئات آلاف وحبل الجريمة على الجرار، إنْ لم نتفق معا وسويا وبوحدة تامة تنهض بمهام حركة التحدي والتصدي بهدف رئيس واحد: إنه ((التغيير)) تغيير نظام الجريمة ليأتي من يضبط الأوضاع ويُنهي الفوضى، فوضى الفساد بكل جرائمه المأساوية المهولة كوارثها...
انفضوا أياديكم من كل رابط بـ(قوى) النظام، وفي وقت تفرضون مطالب المسحوقين فإنكم حينها تتقدمون إلى أمام باتجاه التغيير حيث دروس العمل الكفاحي النضالي التي تهيئ الجموع لمرحلة البناء والتقدم وتكنس ما أُشيع وسطهم من سلوكيات مرضية وإلا فلنقرأ على وجود البلاد السلام ولنكن على يقين من أننا بدل تحرير العباد سنضضع مزيد قيود عليهم ترسلهم حتماً إلى مطاحن الآلة الجهنمية للنظام...
هلا تنبهنا إلى ما يجري من تحويل الأبناء لقنابل تتفجر في أهاليهم! وغلى إحالتهم إلى جيوش ضد الاستقرار والسلام حيث اختلاق التخندقات والاحتراب!؟
إذن، لماذا التمسك بآليات مداهنة تخدع الناس بـ(ديموقراطية) لا وجود لها إلا بزيف الممارسات وعبثها بحيوات أوئك الناس جميعاً!؟ إن الموجود هو نظام لا يرعى للتعددية والتنوع احتراماً مثلما لا يعتد بإنسانية إنسان.. أليس هو النظام الذي امتص دماء الغلابة وأحالهم إلى فقراء كما أسوأ بلدان الفقر والتخلف!؟؟ أليس هو النظام الذي أوقف كل أدوات يمكن أن تساهم بحركة بناء أو إعمار أو تقدم؟؟
أية ديموقراطية ومهازل كتم الأصوات حد الاغتيال والتصفية الأبشع؟؟ أية ديموقراطية وحرية عمل وفرص (إصلاح) وكل مشعل نور للعقل العلمي هو على قائمة التصفية، سوى أن بعضهم مازال حياً لأنه مجيَّر لتسلسل حلقات الجريمة والتصفية!؟
كفى، كانت منذ سنوات ومازالت تتعاظم صرخاتها في الضمائر الحية التي تعي بعقل نيِّر الحقائق... لا تكونوا أدوات لذبح وجودكم فهذا النظام هو الأبشع في تاريخ البشرية بفظاعاته وما آلت إليه الأوضاع وما سينجم من سحق ومحو كلي لا يبقى بعده من أثر لإنسان وإنسانية في هذا البيت الذي يُهدم أمام أعينكم يومياً..
هل تلك الأصوات الهجينة بلكانتها تصم بزعيقها آذانكم عن صوت الحق!؟ كيف ذلك والحقيقة بشواهدها صارخة بينة واضحة أمامكم!؟
لماذا التخندق مع ميليشيات البلطجة والتخريب والتهديم حارسة المافيا ونهمها لاستنزاف لا آخر قطرة نفط بل آخر قطرة دم!!؟
ألم تكفِ كل مئات الآلاف بل ملايينكم قرابين لتثوروا لوجودكم والكرامة؟ ألم تكفِ دروس سنوات البؤس وما انتهيتم إليه لتكون عبرة وعظة؟؟؟ أم أنّ نظام تسمين العجول وتهيئتها للذبح غير مرئي بما فيه الكفاية للانتفاض والثورة على ما يريدون تحويلكم إليه من استهانة وتحقير وازدراء؟؟؟
بثقة تامة ما يسمونه (عبَّارة!) ليسس عبّارة الموت حسب بل هو رمز وأداة من أدوات إفنائكم وبأحسن الأحوال استغلالكم وابتزازكم وتسمين مستغليكم ومضاعفة أرصدة قتلتكم وتكريس جماعاتهم المسلحة ومفاقمة أجواء (المذبح المقدس)!

نقطة تنوير
لا تقبلوا بأكباش الفداء، فمشاطرة أهالي الضحايا [والأهالي هم العراقيون الغلابة] المشاطرة ليست بالتعازي اللفظية ولا بقبول أكباش الفداء التي تديم أسباب الجريمة بل بتشكيل قيادة وطنية لقوى التغيير وبالرد عالي الصوت لا لنظام الفساد وفظاعات جرائمه.. لا تقبلوا بالمسكنات وإلا فإنّهم يبيِّتون لكم ما هو أقسى! فاحذروا صمتاً كصمت القبور وحاذروا سكوتا لا يقود ولا يؤدي إلا إلى مزيد بشاعات بحقكم وأبنائكم!
فهل من يرضى بكبش فداء لا يعيد ضحية ولا يعوض أهلها عنها ولا يوقف أو يدرأ عنهم مزيد جرائم!؟ هل من يرضى بذلك فيخنع!؟ أم ينتفض فيتحرر ويوقف الجريمة مرةً وإلى الأبد؟

نقطة تنوير ثانية
هنيئا لعبث تقديم استقالة لا للدولة حتى بتبعيتها لأحزاب الطائفية المفسدة بل للولي المتستر بعباءة التدين والتمذهب!؟ ألا يكرس ذاك استغلال (التدين) لمآرب إجرامية كالتي فجعت العراق والعراقيين جميعاً!؟
متى يصحو العقل ويحدد الخيار واضحاً دقيقاً لا يقبل مداهنة ولا يخضع للعبة وعبثها بمصائر الناس.. فحتى النص الديني يقول بمنح الإنسان عقلا ليعمر الأرض بعقله ذاك لا بانفعالات طقسيات ما أنزل بها كتاب مقدس من سلطان!!!
أوقفوا كل مصادر ازدراء الناس مصدراً لخيارات وجود، وحياة حرة كريمة.. كفى هي أول طريق التغيير

ماذا نريد؟ وكيف نحقق ما نريد؟
نريدُ حياةً حرةً كريمةً، كما كلّ شعوب الأرض. أما كيف نحقق ذلك فليس إلا بـ(التغيير) طريقاً وحيداً حاسماً لـ(بناء دولة علمانية ديموقراطية) يمكنها أنْ (تحقق العدالة الاجتماعية) بإعادة إعمار الذات أولا وتنزيه القناعات والفكر بما يهيئ لإعمار الأرض تلبية لأنسنة الوجود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات