الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة الى طغاة العراق

عيسى الربيعي

2019 / 3 / 30
حقوق الانسان





لجميع الأحزاب والكيانات السياسية الحاكمة, هل تعلمون أنكم وكل أعضاء وكوادر أحزابكم لا تشكلون أكثر نسبة 1% من تعداد نفوس العراق الذي بلغ الأربعين مليون نسمة وغالبيتهم من الطبقة المسحقة بسبب إنعدام فرص العمل وتردي الوضع الخدمي والصحي والتعليمي حيث فتكت بهم آفات الجهل والمخدرات ونخرتهم الأوبئة, ناهيكم عن تفكك المجتمع وإنحلاله وتشتت الشعب وتشردهم بسبب تنحاراتكم السياسية المقيتة وإزكائكم للفتن الطائفية والعنصرية. في حين أنتم وعوائلكم ترفلون بالعيش الرغيد وتنعمون بخيرات هذا الوطن المبتلى, فلا يتحرك لكم ضمير بمظالم الناسالذين خدعتموهم بشعاراتكم الزائفة وتصريحاتكم المخادعة حول محاربة الفساد وكشف المفسدين وكأنكم تريدون ان تقولوا للشعب أنت .. أنت الفاسد وإنكم أنتم التقات الأمناء المنزهين.
لتجيبكم جموع الجياع والمعذبين في تظاهراتهم وبصوت عالي وموحد “بإسم الدين باكونه الحرامية” فإذا كنتم أبرياء كما تدعون وتحكمون بالعدل وبقوة القانون, لماذا لا تعلنوا عن أسماء الفاسدين وتلاحقوهم وتقدموهم للعدالة لينالوا جزائهم بعد ان تستردوا منهم الاموال والعقارات المنهوبة !؟
لكنكم لن تعلوا ذلك لأنكم شركاء في الفساد وقد تحولت أحزابكم الى شركات تجارية وبرؤوس أموال فلكية سلخت من جلود أبناء هذا الوطن المستباح وكل رهط منكم أو زمرة فتحت لها مكاتب إقتصادية للجباية والاستيلاء على العقود التجارية في كافة الوزارات والدوائر الحكومية.
أيها الطغمة السياسية الحاكمة …. أصرخ بوجوهكم الكالحة وبملئ فمي وأنا على أعتاب الثمانين من العمرعملت خلالها في السياسة وتربيت على المبادئ الحزبية منذ أكثر من ستة عقود ودخلت المعتقلات في زمن الزعيم عبد الكريم قاسم من أجل السلم في كردستان عام 1961 وذقت مرارة سجن الكوت لمدة سنتان في اعقاب انقلاب 1963 الأسود ثم عشت مآسي حمامات الدم في معتقل قصر النهاية على يد المجرم ناظم كزار الذي كان يردد على مسامعنا “من لم يمت هنا سنقتله في شوارع بغداد” وبالفعل نفذ تهديده وقتل الكثير من المناضلين الشرفاء مما دفع البعض الى الهجرة للحفاظ على عوائلهمومع هذا بقى النظام البائد يلاحقهم ويغتالهم حتى في دول الإغتراب في أوربا وباقي دول العالم. كل ذلك الثمن دفعناه لأجل إرساء أسس العدالة والحرية والديمقراطية التي جعلتمونا نكفر بها الان لأنها أوصلتكم الى دفة الحكم بالغش والخداع والتزوير ثم مارستم أبشع ممارسات الغطرسة والديكتاتورية وألهقتهم الذل والهوان والحرمان بشعبكم الذي تسلقتم على اكتافه لتتربعوا على عروشكم وتتاجروا بدمائه ومقدراتهم ومزقتم الوطن وبعتوه اوصالا لدول الجوار .

فلو كنت أنا اليوم في عمر وقوة الشباب لدعوت كما سبق أن فعلت , على تطوير أساليب النضال ضدكم واللجوء الى الكفاح المسلح الذي هو الطريق الى النصر والخلاص منكم. ”وطن لثورة شعبه يتطلع والى انتفاضة غدا يتوقع”.

أملنا بشباب العراق وضباطه الأحرار الذين رضعوا من أثداء أمهاتهم الاصالة والشجاعة والوطنية ولم يشربوا من حليب القواطي. سيتناخون وينتخون لأهلهم وشعبهموسيسحبوا البساط من تحت اقدام الخونة والمفسدين ويزلزلوا عروشهم ويعيدوهم الى جحورهم المقفرة ويلغوا هذا الدستورالذي فرضه علينا الاحتلال.

أقول للساسة الحاكمين , إرحموا عوائلكم وأبنائكم وأحفادكم لأن مكاسبكم ستزول وخير العراق الذي تتمتعون به سيدفعون معكم ثمنه كما حصل لعوائل من سبقوكم بالطغيان مثل صدام والقذافي ومبارك وعلي زين العابدين وعبد الله صالح فإحذروا ثورة الجياع وتداركوا أمركم فقد لاينفع الندم مستقبلا.
فكروا وتفكروا بعوائلكم وكفى تتخذون الدين عبائة لتغطية فسادكم وإجرامكم, غيروا اسماء احزابكم واختاروا ما يناسب افعالكم الرديئة والرذيلة كي تحفظوا للدين حرمته وقدسيته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تحذر من التصعيد في مدينة الفاشر في شمال دارفور


.. تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط قطاع غزة




.. ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟ •


.. نتنياهو: أحكام المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إ




.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع