الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الليبرالية

ندى أسامة ملكاني

2019 / 4 / 7
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


الليبرالية
تتضمن الترجمة أفكارا طرحتها المقالة عن اتجاهات الليبرالية وتعدد النظريات التي تأخد الليبرالية كإطار عام لافتراضاتها التحليلية ونتائجها المتعلقة برؤيتها للسلطة السياسية والعدالة التوزيعية، أي منطلقاتها الأبستمولوجية بالإضافة إلى توصياتها في مجال السياسات العامة.
على الرغم من الاختلاف حول التفاصيل بين تيارات الليبراليين إلا أن هناك اتفاقا بينهم على أن الأفراد وليست الجماعات ولا الدول، هم من يشكلون أساس الوجود. فالأفراد لديهم الحق في مواجهة أنواع محددة من التدخل القسري ، وتفهم هذه الحرية "بعدم التدخل"، فمعظم الحكومات قد تصرفت بشكل غير مناسب بقدر ما استخدمت العنف بما لايحمي حرية الفرد. وفي مجال السياسات، آمن الليبراليون أن الدول يجب أن تتخلى عن النشاطات التي تقوم بها أو تحولها إلى أيد خاصة. الصورة الأكثر ذيوعا لهذه النتيجة تجد تعبيرها فيما يسمى نظريات" دولة الحد الأدنى" لروبرت نوزيك والتي رأت أنها الدول ينحصر في مجال الأمن، القضاء، والجيش، وليس أكتر من ذلك. فأي نشاط آخر تقوم به الدولة، تنظيم أو منع تداول المخدرات، وتجنيد الأفراد للخدمة العسكرية، تحويل الضرائب لدعم الفقراء، أو حتى بناء الطرقات العامة، مهام تنتهك الحقوق ولذلك فهي غير مشروعة.
إن فهم الليبرالية كأطروحة محددة في نطاق معين تبحث في الموقف الأخلاقي ومجال التشاط المناسب، عن الدولة، كبديل للمذهب الميتافيزيقي، يزيل الحيرة التي قد يسببها تنوع المواقف الفلسفية. وبذلك نجد أطروحات ليبرالية متعددة.
1- ليبرالية الحقوق الطبيعية: نظرية الحقوق الطبيعية التقليدية، والنظرية المعاصرة
أكد العديد من الليبراليين على أن مذهب الليبرالية مشتق من القانون الطبيعي الإلهي كمقياس معياري يحكم السلوك البشري، ويموجبه جميع البشر متساوون، لا يجوز لأي أحد أن يؤذي الآخر، في حياته، حريته.
، فنظرية الحقوق الطبيعية لجون لوك في "المقالة الثانية"، الصيغة الأقوى تأثيرا لليبرالية، تؤكد على أن للأفراد حقوقا أخلاقية ، يتمتعون بها كونهم بشرا ، لها وجود سابق منطقيا عن وجود الحكومة، و تقيد الطرائق الجائزة أخلاقيا والتي بها يتعامل الآخرون والحكومات مع الأفراد.
بالوقت المعاصر، فإن الفيلسوف الذي ترك التأثير الأقوى في النظرية الليبرالية هو روبرت نوزيك في كتابه "الفوضوية، الدولة، واليوتوبيا"، حيث يؤكد أن دولة الحد الأدنى وليس أكثر تستطيع أن تخرج من حالة الطبيعية بدون الاعتداء على حقوق الأفراد، متحديا بهذا نظرية جون رولز التي تقول بأن دولة أكثر من دولة الحد الأدنى مطلوبة لتحقيق العدالة التوزيعية ونوع من اليوتوبيا تحقق للأفراد حياة رغيدة. وقد انطلق نوزيك من منطلقات كانت الأخلاقية من أن الأفراد غاية بحد ذاتها وليسوا وسائل، ومبدأ الملكية الذاتية.
انتقد كوهين هذا المبدأ بتجلياته العملية، حيث رأى أن السياسات المختصة التي تجبر الأغنياء على مساعدات المعوزين ليست بالضرورة تعني أن الأفضل حالا هم وسائل. كما أن الاعتراف بالحقوق وفقا للملكية الذاتية تدع حياة الأفراد محكومة إكراها بمبدأ القوة العمياء أو الحظ الأعمى في توزيع الإمكانات الطبيعية، بما أن النفس هي نتاج الحظ في تلقي الملكات الجينية السلبية أو الإيجابيةـ وتصقل في بيئة ما جيدة أو سيئة.

2- الليبرالية النفعية: "الكمية و التقليدية"

يركز هذا الاتجاه على النتائج وتقييم المؤسسات السياسية من خلال مدى قدرتها على تعظيم المنفعة، متأثرة بفكر جيرمي بينتام. وقدمت الليبرالية النفعية حججا لرفضها سياسات التدخل الحكومى، تتلخص في زعمهم أن هذه السياسات، كسياسات الرفاه تدفع الأفراد للتنصل من مسؤولياتهم الذاتية تجاه تحسين وضعهم الاقتصادي. كما قد تنتج بواعث لدى الأفراد لا تنسجم مع النفع العام ، فالضرائب المرتفعة ستؤدي إلى استثمار وعمل أقل لذا ستنتج نموا اقتصاديا أقل. وتسمى هذه الحجج المقدمة بالحجج الباعثية، أما الحجج المتعلقة بالخيار العام، فمنها ما يؤكد على أن العديد من سياسات تدخل الحكومة تكون منافعها متركزة بأيدي القلة من المستفيدين السياسيون والبيرقراطيون سيستغلون قوتهم لمزايا شخصية بدلا من النفع العام "السعي الريعي"، وبذلك تكون هذه السياسات غير فاعلة، تطبق ويكون من الصعب إلغاؤها.
بالمقابل دافع النفعيون الكميون عن عن التبادل لحر هو لأن هذا التبادل برأيهم يميل إلى توزيع المصادر لأشخاص يقدرون فيمتها أكثر فيزيدون الحجم الإجمالي للمنففعة العامة،
كما دافع النفعيون الكميون دافعوا عن التغيرات الدراماتيكية في المؤسسات الاجتماعية، إلا أن هناك اتجاها آخر من النفعية أقل ثقة في قدرة العقل الإنساني على إصلاح المؤسسات الاجتماعية بشكل جذري، فالمؤسسات الاجتماعية هي نتاج عن قرارات ملايين من الأفراد، كل من هؤلاء الأفراد بدوره يمتلك معرفة ، لا تكون مهمة إذا مانعزلت عن عن بقية المعارف. هذا الاتجاه من النفعية أثر بشكل كبير على الليبرالية من خلال عمل فريدريك حايك، الذي يؤكد على أن القيم الاجتماعية المختارة من قبل الافراد الأحرار تبقى حية بفعل هذا الخيار الحر.
3- الليبرالية التيلولوجية
وهي نظرية أخلاقية تؤكد على أن المؤسسات السياسية الليبرالية تسوغ بالطريقة التي يتطور بها الأفراد كوكلاء أخلاقيين. أهم أعلام هذه النظرية الأوائل آين راند، على الرغم من أن كتاباتها تم تجاهلها من قبل الكثير من الأكاديميين، إلا أن أفكارها تطورت بإسهامات فلاسفة آخرين مثل تارا سميث و دوعلاس راسموسين. يشبة هذا التيارالليبرالية النفعية في التأكيد على أن المؤسسات تقيم بمدى ما تنفع، ليس كميا كما ذهبت إليه النفعية الكمية بل بالمدى الذي تجعل الأفراد مزدهرين متطورين، والازدهار هنا قيمة تتحقق بأفعال الأفراد أنفسهم.

4- الأناركية الرأسمالية:
الأناركية الرأسمالية تدعي أنه لا يوجد أي مبرر لوجود دولة (وهنا تكمن فوضويتهم) والمهام التقليدية للدولة يجب أن تقوم بها التجارة والإنتاج الطوعي من قبل الأفراد (وهنا تكمن رأسماليتهم) ويمثل هذا الاتجاه تحديا لليبراليين الكلاسيكيين المعتدلين ولدولة الحد الأدنى.

5- الليبرالية التعاقدية
تقول أن المبادىء الأخلاقية تبرر فقط إذا كانت نتاجا لتعاقد بين الأفراد، تطورت هذه الفكرة من قبل جان نارفيسون في كتابه: الفكرة الليبرالية 1988، محاولا أن يوضح كيف أن الأفراد العقلانيين، يتفقون على حكومة تأخذ بعين الاعتبار الحرية السلبية كأساس وحيد في صنع السياسة. وهي بذلك تتفق مع معظم الليبرالييم في تأكيدهم على الحرية السلبية. ولكن الليبراليون اليساريون أكدوا على أن دعم كل من الحقوق السلبية والإيجابية معا يعزز من الحرية الفردية.

هنا يجب التأكيد على تمييز الليبراليين بشكل عام ما بين الحرية الإيجابية والحرية السلبية، فالأولى تتحقق عندما يكون لدى الشخص فرصة وقدرة على القيام بما يرغب به، بينما تعني الحرية السلبية أن هناك غيابا لكل التدخلات الخارجية من قبل الآخرين والمانعة للفرد من تحقيق رغباته.
فالشخص المريض غير القادر على الأكل لديه حرية سلبية لا يوجد أحد يمنعه من الأكل لكن حريته الإيجابية غائبة بمعنى أنه غير قادر على الأكل. وقد أكد الليبراليون على الحرية السلبية، فمثلا حق عدم الاعتداء هو حق سلبي لأنه يجبر الآخرين على عدم الاعتداء، أما حقوق الرعاية، هي حق إيجابي بما أنها تتطلب من الآخرين أين يزودوك بالمال أوالخدمات.


مما تقدم، يشكل عدم التدخل الذي يمثل بالنسبة لجميع الليبراليين موضوعا للحق السياسي أو القانوني: حق الملكية والحرية الاقتصادية، نوعا من الحق السلبي المشتق عن مفهومهم للحرية السلبية. ومع ذلك، حينما نذكر دفاع الليبراليين عن دولة الحد الأدنى من التدخل، فإنه يجب التمييز بين مجموعتين، مجموعة الرأسماليين الفوضويين والتي تؤمن بأنه حتى دولة الحد الأدنى ضخمة، وأن الاحترام المناسب لحقوق الأفراد يتطلب زوال الحكومة بالتزامن مع تزويد خدمات حمائية من قبل الأسواق الخاصة. من ناحية أخرى، هناك الليبراليون الكلاسيكيون، الذين يميلون إلى مشاركة الليبراليين ثقتهم في الأسواق الحرة وشكهم في قوة الدولة، لكنهم يرغبون أكثر في ترك مكان أكبر للعمل الإكراهي من قبل الدولة.
وقد وجهت انتقادات عديدة ولاسيما لليبرالية النفعية في أن الأسواق الرأسمالية تعاني من مجموعة من المشكلات منها قلة في السلع العامة وهذا مايستدعي بعضا من الحماية من قبل الحكومة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا