الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في رواية اللجنة صنع الله إبراهيم

زهير إسماعيل عبدالواحد

2019 / 4 / 17
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


عن دار الثقافة الجديدة صدرت الطبعة العاشرة لعام 2012م
من رواية اللجنة للكاتب المصري صنع الله ابراهيم
“اللجنة” “المنشورة عام 1981 مادة دسمة للنقاش بالرغم من صغر حجمها نسبياً وتعد من أشهر روايات الكاتب صنع الله ابراهيم والتي يعرض فيها نقداً ساخراً لدول المنطقة العربية وما تنتهجه من سياسة انفتاح على السلع الأجنبية متخذاً من “الكوكاكولا” رمزاً ليدلل عن طريقة معاملة الدول لمواطنيها.

مع أنها كانت قد كتبت منذ أكثر من ثلاثين عاما إلا أن ديناميكية أسلوب السرد وسلاسة تتابع الأحداث والتفاصيل العديدة والرمزية والجدل الذي يتولد داخلنا و نحن نقرأ تلك الرواية تجعلها أخاذة وعصرية. فهي تشدك منذ اللحظة الأولى من العنوان (كما قال بعض النقاد عن عنوانها الذي هو مبتدأ بانتظار الخبر) تضعك في الحدث فلا تدرك المكان او الزمان. والراوي غير معني بإخبارنا عنهم بل تتوالى علينا المواقف فنكون مع بطل الرواية المثقف الذكي بانتظار دخوله على اللجنة ونشعر معه عند مواجهتها وتشدنا الرموز والنقاش.

يبدأ اللقاء الأول بين بطل الرواية “مجهول الاسم” و اللجنة التي نفترض أن مهمتها اختبار شخصيته واختبار معلوماته وثقافته فتطلب منه أن يستعرض افضل منجزات العصر. فيستعرض الانجاز الأكثر إلهاما بالنسبة له و هو “الكوكاكولا “. ومن ثم تكلفه اللجنة بالبحث عن ألمع شخصية عربية في ذلك الحين لاستكمال حكمها عليه.

خلال عملية البحث يكتشف البطل عدداً من الأسرار ويتوغل إلى الحد الذي يدفع اللجنة للتدخل من جديد في تصحيح المسار مما يزيد من تطور الاحداث بالرواية. وبين تارة وأخرى تظهر الكوكاكولا وعلاقتها بالشخصية الألمع الدكتور. و يتكشف تأثير الكوكاكولا بالأحداث حتى يصل ماء الحنفية لتظهر برمزية بالغة لمدى تاثر الدول العربية بسياسة الانفتاح الاقتصادي.

وتتأزم الأحداث لتصل إلى وقوف البطل امام اللجنة مرة أخرى بانتظار حكمها، الذي لا ندري هل تصدره هي أم يصدره هو.

و حتى بعد انتهائنا من قراءة الرواية، لا سبيل لنا لمعرفة من هي اللجنة على وجه التحديد، و على الرغم من الرمزية العالية في محتوى هذه القصة، يمكننا القول بأن اللجنة مثلت بلا شك سلطة حاكمة من الطراز الثقيل. فلربما هي هيئة مخابرات محلية كما حلل بعض النقاد، و لكنها أيضا تشبه الوزارات الحكومية، و لم يستبعد بعضنا أن تكون منظمة عالمية تحكم وتتحكم عن بعد وبشيء مضلل من السرية. اللجنه على رأي بعضنا أيقونه يومية؛ أصبح المواطن العربي يألفها في كل حديث يهدف لثنيه عن رأيه، تفكيره، منطقية حواره، لتأكيد ضعف موقفه بأن اللجنه “تمنع، لاتعتقد، لاتوافق، تريد، لا تريد”. تبرز تهميش المواطنين حتى أكثرهم كفاءة.

و الجدير بالذكر ان الرواية العربية ظهرت في عام 1912، وقد شبه مجموعة من الناقدين رواية “اللجنة” التي ألفها صنع الله إبراهيم ما بين إبريل 1979 و ديسمبر 1980 بالروايات الجديدة الإنجليزية والفرنسية المعروفة بأسلوب المونولوج الداخلي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل