الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اخترناه وبايعناه

سليم صفي الدين

2019 / 4 / 18
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


أتذكر أننى نشأت منذ ولادتى على أوبريت "اخترناه وبايعناه".. (روحه سمحة أدب ومصالحة، صافى القلب يا كفر مصيلحة).. وتلتفت الكاميرا إلى وجه الرئيس مبارك، فيرسم على وجهه ابتسامة مصطنعة، والتصفيق يتعالى. أتذكر هذا الأوبريت بكل تفاصيله، رغم أننى لم أره منذ سنوات طويلة، وكنت أنبذه لسنوات أطول.
من وقت قيام ثورة يناير 2011 ظننت أن عودة أجواء الأوبريت هذه أمر مستحيل، لكن عدم تكتل قوى الثورة الممَثَّلة تحديدًا فى التيار المدنى "علمانى، ليبرالى" كان سببًا رئيسًا فى انحدار مسار الثورة، وأرى أن ما وصلنا إليه نتيجة طبيعية. بالبحث والتحليل يمكن أن نستخلص أن المشكلة واضحة تمامًا فى دائرة فرج فودة المغلقة، والتى تحدثت عنها كثيرًا فى مقالات سابقة، وتحدث عنها الكثير عبر مواقع التواصل الاجتماعى أو كتاباتهم الصحفية، وهى تقول على نحو واضح "سوف يؤدى الحكم العسكرى إلى السلطة الدينية، ولن ينزع السلطة الدينية من موقعها إلا الإنقلاب العسكرى، الذى يسلم الأمور بدوره، بعد زمن يطول أو يقصر، إلى سلطة دينية جديدة.. وهكذا"، وهذا ما حدث فى الموجة الأولى فى يناير 2011، قامت الثورة على أكتاف شباب ينادون بالحرية والعدالة والكرامة، فصعد الإسلاميين على أكتافهم، وانتهى الأمر بما نحن بصدده الآن، اخترناه وبايعناه" فى شكل جديد.

منذ استفتاء مارس المشئوم فى 2011 لم تشارك القوى المدنية بقوة إلا فى انتخابات 2012، وعندما أفرزت تلك الانتخابات إعادة مستحقة بين مرسى وشفيق، كان الانسحاب الأول الذى لم يعرف رجوعًا حتى الآن، إذ أعلن الجميع "إلا قليل" مقاطعة الانتخابات الرئاسية. الغريب أن المقاطعة جاءت بعد المشاركة، وليست من مبدأ الأمر، كأنه انقلاب على الديمقراطية.. لم تأت الديمقراطية بما ترغب فتقرر الانسحاب!
من وقتها كانت المقاطعة اختيارًا سهلاً لتيار الشباب الذى يمثل 60% من قوى الدولة، وللأحزاب الليبرالية. وهنا سؤال مطروح: هل أسفرت المقاطعة عن أى مكسب يذكر على مر تطبيقها؟ الإجابة بكل وضوح وأريحية: لا، بل أرجعتنا إلى الوراء خطوات كثيرة.

معركة تعديل الدستور الحالى، أرى أنها المعركة الأهم التى يجب علينا فيها التخلى عن "المقاطعة"، والاحتشاد من أجل أن نعلن بكل قوة رفض ما يحدث من عبث بمستقبل التداول السلمى للسلطة، والفصل بين السلطات. الأمر ليس هيّنًا ولا سهلاً، ولست متفائلاً بنسبة كبيرة، لكن النضال ليس فى التعويل على نزول الناس إلى الشارع مرة أخرى، إنما فى ممارسة فن الممكن، واستثمار كل ما هو متاح من أجل تحقيق أى نتيجة ممكنة.

ما تمت ممارسته فى السنوات الماضية من إحباط اجتماعى وسياسى ليس هيّنًا على نفس كل طامح إلى التغيير، لكن الاستسلام والتسليم بواقع مرفوض هو دعم سلبى لما يحدث.. التغيير لن يأتى إلا باستثمار كل الفرص مهما كانت ضعيفة ونتائجها ضئيلة.

أختتم بكلمة للدكتور نور فرحات، أستاذ القانون، نشرها على صفحته الشخصية فى موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك": (لا يفوق أسفى على التعديلات الدستورية الاستبدادية غير أسفى على تساقط أوراق التوت عن أحزاب لها تاريخ فى النضال من أجل الديمقراطية. العزاء أن الفجر المشرق يولد من الليل المظلم، وأن براعم الربيع تورِق دومًا من رحم الأوراق الجافة).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لافائده
على سالم ( 2019 / 4 / 18 - 22:55 )
سواء ذهبوا ام لم يذهبوا فلا فائده بتاتا , سوف يتم تزوير الانتخابات على عينك يا تاجر كما هى العاده فى كل انتخابات هذليه ناصريه او ساداتيه او مباركيه او ماركه البلح المشؤمه

اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ