الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمهورية كردستان السوفيتية-1

بولات جان

2019 / 4 / 23
القضية الكردية


جمهورية كردستان السوفيتية

الجزء الأول

علينا كشعب كردي قراءة و مراجعة تاريخنا و استخلاص الدروس و العبر منها حتى لا نكرر نفس الأخطاء و لا يخدعنا الأعداء بنفس الأساليب و نفس المكائد مراراً.
و من الأهمية بمكان أن نراجع في عجالة و بخطوطها العريضة ما حدث للكرد في القوقاز و كُردستان الحمراء، لأنها مثال صارخ على عدة أمراض نعاني منها كاثنية و قوم في طور التحول إلى أمة، و كذلك السياسات السوفيتية التي كانت سبباً من أسباب ضياع جزء من أجزاء كُردستان و كذلك الصراعات الداخلية و ضياع المدن في خضم حروب الآخرين.
بداية يجب التأكيد بأن التواجد الكُردي في كُردستان الحمراء و في بلدان القوقاز الجنوبية لتعود لعصور غابرة و التواجد الكردي فيها ليس حديثاً و لا طارئاً و هي بالتالي تشكل امتداد طبيعي و جغرافي لبلاد الكرد (كردستان).
فالكرد كانوا و ما زال قسم منهم يعيش في جبال (الاغاز) في منطقة آخباران المتاخمة لجبال آغري، و كذلك منطقة نخشيفان الممتدة على الساحل الشمالي لنهر آراس و مدن كردستان الحمراء في لاجين و كلباجار و شوشى و حتى في العواصم القوقازية يريفان و تبليسي و باكو.
سكنت الكثير من العشائر الكردية الكبيرة في تلك المنطقة و تمكنت احدى تلك العشائر من تأسيس دولة كردية باسم الدولة الروادية من أعوام (955 -1071). و يُذكر بان صلاح الدين الأيوبي من هذه العشيرة و هاجرت عائلته من تلك المنطقة بعد انهيار الدولة الشدادية الكردية. و يذكر بأن هذه الدولة الكردية التي أسسها محمد بن شداد سنة 951 و كانت تحكم كل من نخشيفان و جورجيا و آني في قارص و ديفن بارمينيا و كنج في آذربيجان الحالية. هذه الدولة كما العديد من الدول و الإمارات في المنطقة سقطت على أيدي المغول و السلاجقة و لعدة أسباب أخرى.
بقي الكرد في تلك المنطقة رغم انتقالها من سيادة دولة أو مملكة إلى أخرى. و قد تأثر القبائل و العشائر الكردية في القوقاز و كردستان الحمراء بالحروب و الصراعات بين الدول المتنافسة و المتحاربة كالصفويين و السلاجقة و العثمانيين و الجورجيين و الروس. و يبدو بأنه في الكثير من الحالات شاركت العشائر الكردية في تلك المعمعة الدائرة حولهم و نالوا ما نالوه من مغبات الحروب و التقسيم و انتقال المنطقة بين الأيدي.
في الحروب الكثيرة الدائرة بين روسيا القيصيرية و السلطنة العثمانية انقسم الكرد إلى عدة فرق، منهم من دعموا الروس في الحرب على العثمانيين و منهم من دعموا العثمانيين في التصدي للروس أو غزو القوقاز. و في الحرب العالمية الأولى و انحسار الجيوش الروسية إلى ما وراء نهر آراس دفعت بالسلطات العثمانية إلى شن حملة إبادة و انتقام من العشائر الكردية و الأرمنية في مدن آغري و قارص و اردخان و بيازيد و وان و ديغور، مما دفعت الناجيين من المجازر إلى اجتياز نهر آراس و التوجه نحو مناطق سيطرة روسيا القيصيرية التي كانت قد وقعت اتفاقية لرسم الحدود و تبادل المناطق بين الدولتين.
انتقل الآلاف من الكرد الناجيين بعد عام 1915 إلى مناطق القوقاز و كان من بينهم المئات من الأيتام الذين قُتِل ذويهم في تلك الحرب و حملات الانتقام و الابادة العثمانية.
الكُرد في القوقاز وجدوا أنفسهم إثر قيام ثورة اكتوبر البلشفية في خضم حرب و فوضى مجنونة في الحرب الأهلية بين الجيشين الأحمر و الأبيض و كذلك بين القوميين الأرمن و الآذريين الذين أعلنوا عن جمهوريات قومية لهم إثر سقوط القيصر و قبل تمكن الجيش الأحمر و السلطات الجديدة من شن حربٍ على هذه الجمهوريات الوليدة في القوقاز و الحاقها مجدداً بالسلطات الجديدة في موسكو (السوفييت).
الكُرد الذين خرجوا للتو من طوق المجازر و الحروب الروسية- التركية الطويلة وجدوا انفسهم في جغرافيا متقلبة و حدود جديدة فصلتهم و للأبد عن أخوتهم في روجهلات (فارس) و باكور (تركيا)، و كذلك تشتت العائلات بين يريفان و تبليسي و باكو. كل ذلك أثر سياسياً و اقتصادياً و اجتماعياً و ثقافياً على الكرد في المنطقة. بعد الأخوة و العائلات كان يجب أن تنتظر 70 عاماً حتى تتمكن من التواصل مجدداً و الالتقاء بعد انهيار الاتحاد السوفياتي و الجدران الفولاذية.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الافضل اكتب لنا كيف تم ابادة الشعب الارمني على يد
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2019 / 5 / 2 - 22:44 )
الاكراج-الاغوات بالفلوس ينفذون اوامر الدوله العثمانيه المتوحش والرعاة الاكراد يذبحون بخناجرهمالارمن الهاربين في الوديان والجبال-اكتب يارجل عن جرائم العرقيه وهي الانحطاط بالانسان الى الحيوانيه -تحياتي

اخر الافلام

.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي


.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه




.. اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين


.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل




.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر