الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افاق في نجاح نظام التعليم في فنلندا

فراس حاتم

2019 / 5 / 1
التربية والتعليم والبحث العلمي


عندما نقرا و نطلع على قصص نجاح الدول ,الافراد و المجتمعات لا نبحث عن ما تملك من موارد طبيعية بل نسال عن مالها من موارد بشرية خلاقة تمتلك مخزون ثقافي و نظام تعليمي يشمل جميع افراد مجتمعها و قوانين قادرة على توظيف الطاقة البشرية في سبيل تطوير البلاد سياسيا ,اقتصاديا ,اجتماعيا و ثقافيا من اجل خلق اجيال جديدة بريق عيناها فيه صورة التقدم و العمود الفقري لهذا التقدم ليس النفط و الغاز او الذهب و الماس بل التعليم لان التعليم هو مقياس تقدم الدول و رفاهية شعوبها .ومن هذه الدول التي حققت تجربة هائلة في نظام التعليم هي فنلندا التي تعتبير تجربة رائدة مختلفة و اصبحت مستقطبة من قبل دول متقدمة مثل الولايات المتحدة الامريكية ,كوريا ,المانيا ,اليابان و كندا و غيرها من الدول المتقدمة. لما يعطي هذا النظام مزيج من حرية و قانون فمثلا الحرية هي ان لا يشعر الطالب انه في سجن محاط باسوار بل يشعر انه في بيته ,عدم ارهاق الطالب بالواجبات المدرسية ,عدم جعل الامتحان و ليلة الامتحان ليلة رعب لان هذا يضعف انتاجية الطالب و جعل مستواه الاكاديمي يتراجع من خلال الملل من الامتحانات و الواجبات المدرسية لا بل تقوية مهارة الطالب على الابداع و نقد المعلومة التي يدرسها من اجل ان يندفع في فهم المعلومة بعيدا عن الحفظ و التلقين لان اسلوب الحفظ و التلقين و اجبار الطالب على الحفظ هو اسلوب خاطيئ و عواقبه المستقبلية خاطئة على اعتبار ربط قطاع التعليم بسوق العمل لذلك حين ما تجعل سوق العمل متاكفئة للجميع يجب علينا اصلاح نظام التعليم و جعله نظام اسهل ,ملزم و مجاني للجميع من دون استثناء فئوي او قومي بل يكون التعليم للجميع انطلاقا من الشعار "كل تلميذ مهم "فهذا يعني ان كل تلميذ مهما ان كان في اي مدينة , عمر ,قومية ,دين , و من ذوي الاحتياجات الخاصة ام لا الكل مرحب به من دون عوائق او حواجز بل التعليم يقدم تمويل حكومي ,تجهيز مستلزمات الطلاب مجانا ,و الزامي للكل ووفقا لهذا الامر زادت نسب التعليم ,قلت نسب الهروب من الحصص لدرجة الندرة ,انعدمت حالات الغش بين الطلاب و هل هذا خيال ام واقع نعم ؟ واقع و لماذا لان الحصص الدراسية لا تزيد عن اربع حصص دراسية في اليوم و بعدها ينتهي اليوم الدراسي و يتفرغ المدرس الى التحضير و التقيم اليومي من اجل اعداد يوم دراسي ممتع للطلاب و الجدير بالذكر ان يكون المدرس من الحاصلين على تحصيل الماجستير قبل تعيينه في المدرسة او الجامعة من اجل يتفهم الطالب .ايضا من ناحية ثانية قوة العلاقة بين المدرس و الطالب اساس نجاح التجربة التعليمية فمثلا لا يوجد رسوب و نجاح بل تم استبداله باسلوب اخر يجب ان يفهم المدرس طاقة كل طالب على جانب من اجل ان يرشده في تقوية مستواه حسب قدراته و ليس فوق طاقته من اجل ان يشعر الطالب باهمية التعليم من خلال حبه له و ليس اكراهه به من خلال التانيب و التوبيخ الذي لا يؤدي الا الى نتائج عكسية .ايضا تشجيع الطالب على تنمية مستوى الطالب الثقافي من خلال تفجير طاقته المعرفية قد يؤدي الى زيادة قدرته المعرفية و عدم ارهاقه بالواجبات المدرسية و الامتحانات الثقيلة بل يتم استثمار وقته خارج المدرسة بالقراءة ,الرياضة و الموسيقى و عدم منعه من اللعب و اخذ حريته بشكل افضل مما يؤدي الى جعل تجربة التعليم ممتعة وجعل الاجيال تعرف ماذا تريد و تحب ما تفعل و ليس الجبر و الاكراه . ايضا ان ذوي الاحتياجات الخاصة لهم مستقبل ضمن نظام التعليم الفنلندي فهم يتعلمون مع بقية المجتمعات من دون ادني تمييز بينهم و بين بقية الطلاب فالامر الذي يؤدي الى حماسهم في مواصلة التعليم لانهم يشعرون بانهم مع بقية الناس من دون عزلهم عنهم و اعطائهم مع ذلك عناية و رعاية اكثر من الطلاب الاخرين و جعلهم يعيشون بالفة مع الاخرين .ايضا ان في كل منطقة من فنلندا يوجد مدرسة و جامعة و مؤسسة تعليمية مثلها مثل الموجودة في هلسنكي العاصمة من حيث التجهيز التكنولوجي و التربوي و الكادر التعليمي و يتم من خلالها مراعاة الخلفية الثقافية و الدينية و اللغوية للطلاب حتى و ان كانت اللغات الفنلندية ,السويدية و الروسية هي اللغات الرئيسية في فنلندا فقط من اجل ان يكون تكافؤ في فرص التعليم للجميع .و بالتالي الكلام عن التجربة الفنلندية يحتاج الى كتب و مجلدات لكن حين نرى ان السبب في طفرة فنلندا المجاور لروسيا وكان في حقبة ما جزءا منها و السويد و المطل على بحر البلطيق من بلد فقيرليس لانه ثلجي او لم يدخل حرب منذ مئتين عام هو و السويد لكن طبيعة هذا البلد يعتمد على الصيد البحري وصناعة السفن و الخشب و الغابات ثم الصناعات و منها اهم صناعة اتصالات هي نوكيا و التي الكل يعرفها من خلال الهواتف و منظومات الاتصالات غير عن الجو الثلجي الغير مشجع لكن سبب الطفرة و التقدم هو كيفية تثقيف و تعليم الفرد و المجتمع من اجل دولة مزدهرة ينعم فيها بسعادة و تكافؤ فرص عمل تشعره باهميته كمواطن وحجر اساس في بناء البلاد هنا هو سر الرفاه الاجتماعي فيها الذي اساسه حياة الانسان و حقوقه فلنتخيل لو اخذنا درسأ من هذه التجربة في دولنا العربية كيف سنكون من خلال جعل بوابة التعليم و الثقافة هي اساس الانفتاح و ليس القمع و الاكراه و الفساد ؟!
تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل