الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل حل بالقوة سيء

حسين عجيب

2019 / 5 / 3
العولمة وتطورات العالم المعاصر



كل حل بالقوة سيء

القوة تختلف بشكل نوعي عن العنف .
....
يمكن تصنيف الحلول المختلفة عبر 3 مجموعات :
1 _ حل جيد يجعل الحاضر أفضل من الماضي .
2 _ حل سيء نتيجته العكس .
3 _ تأجيل الحل ، عبر اللجوء إلى طرف ثالث ...أو أي طريقة تتجنب العنف والصراع .
في المستوى الثاني للفكرة ، تتعمق الفجوة وتتوسع بين المثير والاستجابة .
المسافة بين المثير والاستجابة التي اكتشفها فرانكل ويتبناها ستيفن كوفي وغيره ، تحدد مستوى الإرادة الحرة في حياة الفرد ، كما تحدد مستوى نمو الشخصية ونضجها المتكامل .
الإرادة الحرة أو الاختيار أو المسؤولية والقرار الحر ، كلها تتكشف بعد إدراك الفارق النوعي بين مستويين من السلوك الإنساني ، الفردي أو المشترك ...
بالنسبة للقرار على المستوى الفردي ، دوما يكون بأحد الاتجاهين :
1 _ ردود الأفعال المباشرة ، أو الاستجابة الانفعالية ( المتوقعة والمشتركة ) وفق مبدأ التعامل بالمثل أو الثأر بالتسمية القديمة ....العين بالعين والسن بالسن والنكوص لشريعة حمورابي .
2 _ موقف المسؤولية ، حيث تبدأ مستويات الحرية والإرادة ... التفكير والقرارات الواعية والارادية عبر أفعال الحب والابداع والتسامح .
وأما على المستوى الاجتماعي والمشترك ، يكون عبر الانتقال الحقيقي... من عقلية العصابة وغريزة القطيع إلى عقلية النقابة وعقل الفريق أو من الدولة القديمة إلى الدولة الحديثة .
نموذج الحل التطوري _ التكاملي ، على المستويين الاجتماعي والعالمي يتجسد عبر الديمقراطية وحقوق الانسان بشكل جوهري .
لا غنى عن القوة غالبا . لكن في الحد الأدنى ، يجب بقاء دور القوة في الحد الأدنى .
تتصل القوة ، ومعها الطاقة النفسية الأساسية للفرد ، بالمستوى الغرييزي والبيولوجي . وذلك يمكن ملاحظته عبر التبصر الذاتي ، مع التغيير الدوري للعادات الانفعالية .
....
أتفهم ما تثيره العبارات السابقة من مقاومات لاشعورية أولا ، وعدوانية ....ربما
أتفهم ذلك من تجربتي الشخصية ، حتى الخمسين كان العنف محور حياتي الأول .
كنت أجمع بشكل عشوائي وغير متجانس بين بوذا وماركس ، وفرويد أيضا !
لست فخورا بشخصيتي السابقة ، ولست خجلا منها ....
في الحقيقة كانت حياتي بمعظمها انفعالية ، لاشعورية وغير واعية ولا إرادية ،...مثلك وشبيهك أكثر مما نظن .
....
المهمة الأولى والأصعب للفرد ، تجاوز النرجسية والغرور .
بعبارة ثانية ، مهارة الفصل بين الرأي الشخصي والمبادرة الفردية المكتسبان بطبيعتهما ، وبين العادات الموروثة وبقية الاعتقادات المشتركة ، عتبة بين المستويين الانفعالي والارادي للفرد ( امرأة أو رجل ) .
في المستوى النرجسي ، أيضا الدغمائي ، يتعذر على الفرد الفصل بين الفكرة والشخص .
بعبارة ثانية ، الشخصية النرجسية لا تدرك مساوئها ونواقصها ، بالمقابل لا تدرك مزايا الآخر وقيمه الشخصية . يتضح ذلك في المستوى الدغمائي بين الفريقين ، بعدما ينجح الفرد بالانتماء إلى فركة أو جماعة أو.... ما هو أكبر من ذاته الفردية . الدوغمائية ما تزال تمثل منجزا فرديا اصيلا في عالمنا المعاصر للأسف .
مثالها البارز تشجيع فريق رياضي .
والمثال النموذجي على ذلك الكلام ...
بالمستويين النرجسي والدغمائي ، انا ونحن _ وهنا _ الخير والصواب والجمال ، بالمقابل أنت وهم _ هناك _ الشر والخطأ والقبح ....وكل ذلك لاشعوري غالبا ، وهي المشكلة .
....
يتعذر التمييز المسبق بين الحلول الجيدة والسيئة ، لأسباب عديدة ومتنوعة ....
أكثرها أهمية برأيي ، مشكلة المصلحة ؟
ما هي المصلحة الحقيقة للفرد ( طفل _ة أو امرأة أو رجل ) ؟!
بسهولة يمكن التمييز بين 3 مستويات وأنواع للمصلحة الفردية :
1 _ مصلحة مباشرة تشترك مع العاجل . تتضمن الربح السريع والاشباع السريع ....لا يجهلها أحد .
وهذا المستوى مشترك بين البشر جميعا ، أيضا مع بقية الأحياء .
مثل على ذلك التنفس والهواء ....من يستغني دقائق عن الأكسجين !
2 _ مصلحة متوسطة وهي مشتركة بين العاجل والهام ، وتختلف بشكل جذري عن المصلحة المباشرة أو العاجل . وهي خاصة بالإنسان .
كما أنها مشتركة بين بقية الأحياء في هذا المستوى من خلال الغريزة ، أو غريزة القطيع .
لكن الانسان يتميز عن غيره من بقية الأحياء ، بعملية ادراك الزمن ، وفهم الذاكرة والخيال ، والتفريق بينهما بسهولة نسبيا .
نموذج المصلحة المتوسطة ، على المستويين الفردي والمشترك ، يتمثل بالخطط الخمسية .
3 _ المصلحة البعيدة . ميزة إنسانية فردية ، خاصة وخالصة . لكنها للأسف ما تزال نخبوية وتجهلها الأغلبية الاجتماعية .
المقدرة على تحمل الخسارة ، مهارة فردية أصيلة ونوعية بطبيعتها .
المقدرة على تقبل الدور السلبي ، أحيانا ، عتبة الصحة العقلية وعلامتها الفارقة .
....
مشكلة أخرى تمثلها جدلية العاجل والهام ؟
لا غنى عن العاجل ، أو الاستجابة الغريزية مثل التنفس أو الهرب ....وغيرها .
مع أن أهمية غير العاجل تتزايد مع التقدم التكنولوجي ، وتتضاعف بشكل قفزات هائلة .
وتلزم حياة الفرد المعاصر ( امرأة أو رجل ) كلا النوعين المتناقضين بالتزامن !؟
بالنسبة لي شخصيا ، لا أعرف الحل المناسب ، ولا تقنعني الطرق التي قرأتها وسمعت عنها .
....
الطبيعة ، والحياة معها ، خارج ثنائيات الشر والخير أو الصواب والسوء وغيرها .
الخوف طبيعي . قد يكون إيجابيا وبخدمة الحياة أو العكس ربما يصير أسوأ من الموت .
الحزن أسوأ من الخوف .
درجة أدنى بكثير ، لا غرابة أن يشعر الحزانى بالشوق والحنين إلى زمان الخوف .
الندم الأسوأ من الحزن .
العار أسوأ من الندم . العار أو العجز التام .
العجز عن الخروج من مستنقع الآن _ هنا ، وهو يعتصر القلب والفكر والكيان كله .
....
ملحق
الشعور ، والفكر ، والانتباه ، والسلوك سلسلة تطورية .
الفكر ميزة العقل الإنساني . المقدرة على معرفة هناك ، والغائب ، وخاصة الزمن .
لكنه مشكلة الفرد الأساسية ، كما أكتشف معلمو التنوير الروحي منذ عشرات القرون .
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ