الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما خفي كان اعظم

بتول فاروق

2019 / 5 / 3
العولمة وتطورات العالم المعاصر


( ما خفي كان اعظم )
د. بتول فاروق
حين تقذف بوجهك يوميا عشرات الظواهر بشكل فوضوي ، وحين تدار حياتك من بعد ، تجد ان الاوهام هي مصدر عيش الفرد، وان كل ما يجري بنيَّ على وهم سابق ، معارك الاديان والحماقات النفسية الدافئة ، القريبة من اندفاعات كارثية نحو فعل شيء ما ، اي فعل ، واذا كانت البيئة التي يعيشها الفرد عشائرية ، فان اركان الكوميديا السوداء قد تحققت اركانها في حياتك .. انت المواطن الذي ولد من رحم الضياع وقذف به الى اتونٍ مشتعل على الدوام . تأكد انك في وطن كبير من البارنويا ( Paranoia ) ، تحيا لتجد كل اشكال الزوابع قد جربت عليك ، فما كان منك الا ان تنخرط بهذه الدوامة عن طيب خاطر لئلا تعيش قشعريرة الحقيقة التي توجعك اكثر من الجحيم المستعر ..!.
شباب ومراهقون بأعداد كبيرة يكادون ان يلتهموا الاخضر واليابس في بلد يشكلون نسبة ٦٠٪من سكانه تحت سن ٢٥ سنة، بدل ان يكونوا اداة بناء، صاروا معاول هدم ، لانهم نموا كما الكائنات الفطرية ، تضخموا دون ان يحصلوا على تعليم جيد، او تربية جيدة ، ولا حتى اعراف اجتماعية عريقة متناسبة مع فوضى العالم اليوم ، واقصد به عالمنا الاسلامي والشرق اوسطي الذي يموج بفوضى غير خلاقة ، حركات نافرة لاحتفالات بلا تمثيل حقيقي يعبر عن واقعهم المحافظ ، مظاهر التسكع في الكافيهات الفارغة من عمق وجودي او معنوي ، حلقات تدخين وتهكير وسمسرة في كل الاتجاهات ، مخدرات ، تجارة بالبشر ، تجارة بالأعضاء البشرية ، تجارة بالنساء، صفقات فاسدة ، انتهاك لخصوصيات النساء، قتل لأبسط الاسباب ، انتحار بلا ان يعبر عن رفض وجودي او يحمل معنى الرفض للواقع المر . ادمان على العاب الكترونية قتالية ، تستنزف خيرة ساعات الشباب و ايامهم وطاقتهم ...
ماذا يجري ؟!
لم اكتسحتنا العولمة هكذا ؟! ولماذا بدت قيمنا رمادا تذروها الرياح الخفيفة قبل العاتية ؟ من المسؤول عن ترك الامور تسير نحو هاوية لا قرار لها ، من هي الجهات التي تستطيع ان تخرج من هذا الركام وتنظر للمشهد من الاعلى ، تفكر بعقل هادئ وتستطيع ان ترسم الحلول بتؤدة وبلا تشنج وانفعال عاطفي لحظي آني ؟.
ومع كل ما ذكر من نكبات اجتماعية واقتصادية وسياسية ،فإن المعلن ما هو الا رأس جبل الجليد ، وما خفي كان اعظم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا