الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:111519 لايوجد ضد مطلق ولا مع مطلقة.بل الأمور نسبية

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2019 / 5 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


عشتار الفصول:111519
لايوجد ضد مطلق ولا مع مطلقة.بل الأمور نسبية في القضايا الكلية.
مادفعني لكتابة هذا الجزء من عشتار الفصول.ردود فعل نسمعها ، ونقرأ بعضها ،بين الحين والآخر.سواء تلك المتعلقة بإشكالية الهوية الحقيقية للسوررين .أو تلك التي يختلف عليها أبناء شعبنا الموزع بين السريانية، الآرامية، المارونية ، الآشورية ، الكلدانية.والخلافات المتعلقة باسم اللغة أولاً ، والعرق ثانياً.أقول قولي هذا ولا أستغفر أحداً إلا الحقيقة التي لاتخجل من أحد.
أولاً: في هذا الصباح كنتُ قد نشرتُ فيديو سجله الأخ الكاتب سليمان يوسف .يخص المجزرة التي أودت بمالايقل عن ثلاثة ملايين نسمة .من الشعوب التالية: والتي كانت تعيش ضمن ممتلكات السلطنة العثمانية( الأرمن ، السريان والآشوريين والكلدان ،والبنط اليونانيين).ومات على الطرقات والمنافي أكثر من مليون نسمة .وأسلم القسم الآخر الذي كان لابد أن يتمسك بالحياة .ولو حسبنا كم كان سيكون عدد الذين قتلوا اليوم .؟!!أي بعد مئة عام لكان عددهم يُناهز الخمسة عشر مليوناً نسمة وأكثر .ومن المحتم كانوا سيملكون أرضا بمساحة سورية مع ماكانوا يملكون آنذاك (فست ولايات تركية كان الأرمن يُشكلون الغالبية المطلقة فيها، وللسريان جبال طورعبدين وقسماً من ديار بكر( آمد) وماردين .وللآشوريين هيكاري وتيارا العليا والسفلى.من هذه المأساة فأنا مع الأخ سُليمان يوسف .في طرحه الذي تناول مأساة المجزرة .سيفو عام 1915م .ولكن قد لا أكون معه في جزئيات وحثيات عديدة .كما بعض التسميات التي استخدمها .
من هنا لايوجد ضد مطلق ،ولا مع بالمطلق. بل الأمور تأخذ شكلاً من أشكال الجزئية التي تكوّن الكل لكنها ليست الكل. بل هي مفردة لها دلالتها في الكل.
ولتحديد موقفي من الخلاف الذي لن ينته بين مكوّنات شعبنا بالنسبة للتسمية وتسمية اللغة هل هي لغة آرامية أم سريانية أم أشورية أم كلدانية أقول:
اللغة التي يتحدث بها شعبنا بكل مكوّناته المناطقية والتسموية هي .
اللغة الآرامية مع تطور تسميتها الذي جاء من خلال سياقات تاريخية ،ثقافية ولغوية فصار اسمها السريانية .والسريانية هي امتداد طبيعي، ومنطقي وعملي، وواقعي لتطور الآرامية التي استنبطها الآراميون الدمشقيون من أبناء عمومتهم .الذين كانوا يعيشون على الساحل الغربي لسورية (الفينيقيون). هؤلاء الذين كانت لهم أبجدية فينيقية. تُكتب بالخط المسماري والتي كانت بدورها ،حصيلة تراكمات عقلية وفكرية للواقع الفينيقي والجهد الفكري للآشوريين والآكاديين والبابليين والسومريين والسينائيين .
إنما اللغة التي تتحدث بها جميع مكوّنات شعبنا اليوم هي السريانية .بعد أن استقرت عليها التسمية ولاندخل بالتفاصيل لماذا.(هل قبل المسيحية أم بعدها).ولكن لهذه السريانية لهجات فهناك اللهجة في نينوى(الآشورية والأشورية هي لهجة كالبابلية من اللغة الأكادية ) وهناك اللهجة الغربية التابعة إلى أورفا .وهناك اللهجة التدمرية ، واللهجة في فلسطينية ، واللهجة في دمشق (منطقة القلمون). وهناك لهجة هجينة في جبال طورعبدين تتكوّن من السريانية والأكادية والآشورية والكردية والتركية والفارسية والعربية .
وأما المتفق عليه من قبل كلّ المثقفين وأنصاف المثقفين من أبناء شعبنا هو أن الخط الآرامي ـ السرياني ـ تطور عبر الزمن .وتوحدنا على الخط الاسطرنجيلي. الذي يُعد الحامل ه لكلّ اللهجات خاصة البيت نهرينية .نسبة إلى موزوبوتاميا(بلاد مابين النهرين) على وجه التحديد .كما أن حروف الأبجدية السريانية بلهجاتها المتعددة هي واحدة في عددها وحركات الإعرابية . لكن نميز بين الحركات الشرقية أي أهل سهل نينوى وأشور. وبين الحركات في اللهجة الغربية (الرها) .هذا من جهة ومن جهة التسمية .فهناك من أبناء شعبنا من هو آشوري وهناك من هو كلداني(من الكلدان ).وليس موضوع أنهم تكثلكوا .وهناك السرياني الذي يعيش في تركيا وهناك السرياني السوري وربما جاز لنا أن نقول الآرامي السوري هو سرياني في سياقات التطور التسموي للغة .لهذا لايجوز أن ننفي وجود مكوّن من شعبنا اسمه الآشوري وهكذا لايجوز أن ننفي وجود الذين يسمون بالسريان .إن نفي أي من هؤلاء أو الكلدان أراه عبارة عن آراء سياسية ليست للبناء بل للهدم.
وهنا أدعو إلى أن تتوقف كل الدعوات التي أراها لاتملك المصداقية المطلقة .عن دعواتها التي تهدم الجسور تلك التي من الواجب أن نحافظ عليها. لكوننا بحاجة ماسة لها وإلى وحدة الصف ،ووحدة الخطاب وليس إلى تفرقة حتى لو أدعا أصحابها إلى أن معرفتهم تقوم على المنهجية البحثية .
أقول لهؤلاء أنكم لم تحيطوا إلا بجزء يسير من تاريخنا وتراثنا .فهناك آلاف الوثائق لاتزال غائبة عنا .كما وأتمنى أن تأخذوني بحلمكم هنا بأن بعضا من شعبنا حين تحول من الوثنية إلى المسيحية فقد أحرق كنوزنا ،وتاريخنا ،وعلومنا وثقافتنا .وبرديصان الشاعر الرهاوي قد قتلناه بأيدينا ولعصبيتنا . أجل أحرقوا أكثر من 90% من تراثنا الحضاري بعصبية مقيتة . إن تلك الكنوز لم تكن لتعارض الروح المسيحية لكنها ثورة الجهل على الواقع.لهذا أتمنى أن نتوقف عن الكيل للآراميين من السريان والآشوريين والكلدان. وهكذا بالنسبة للسرياني والآشوري والكلداني والماروني .
إن الرعاع في أيّ شعبٍّ إذا تملكوا ناصية التحكم بدفة السفينة. لابد لتلك السفينة أن تُدخل إلى وسط الأمواج الهائجة فتحطمها.
إن الرعاع وأنصاف المتعلمين .حتى لوكانت لهم تسميات علمية كحاملي الدكتوراه وغيرها .إن لم يتمتعوا بعقلية منفتحة على خطورة وجود شعبهم . فهم لايقلون خطورة عن الرعاع الذين لهم صفة الرعونة ومخالفة الواقع.
إننا بحاجة إلى أن يثق ويؤمن الرعاع وأنصاف المثقفين. بأننا أمام منعطفات خطيرة وعلينا أن نكون حكماء في كلّ سلوكياتنا .
لستُ معكَ في كلّ شيء. وليس من الضروري أن تكون معي في كل شيء . إنما يلزمني أن أحترم رأيك وأتدارسه قبل الحكم وإطلاق النار عليه.
إننا بحاجة إلى قدرة، وإرادة، وحكماء .
لا أريدكَ أن توافقني على جميع الآراء التي أتبناها .ولا أن تكفرني فيما أراه .لكن لنتفق على حوارات جادة ومثمرة بين العقلاء وليس أولئك الذين انغمسوا في الفوضى والشوفينية والغلواء.
وللحديث صلة.
اسحق قومي.
ألمانيا في 9/5/2019م.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة