الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرضاوي والحل السحري

بيتر ابيلارد

2006 / 5 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من المفيد كثيرا العودة لما يكتب بعضهم في مواقف محددة وإلزامه به. بعد أحدوثة الكارتون النماركي إنبرى الكثير من الكتاب الدينيين مطالبة بالويل والثبور وعظائم الأمور لكل الغرب الكافر أو على الأقل لبعضهم، وفي جانب آخر طالب البعض بالهدوء والتعامل مع الموقف بشكل أكثر حضارية - ولا أعرف أكثر حضارية طبقا لحضارة الغرب أو حضارة المنطقة الإسلامية – وبشكل عقلاني.
لكن هناك أمر كان غائباً عني في أول الأمر؛ ألا وهو لماذا لا نأخذ حلا للموضوع من الكتاب المسلمين وبالتحديد في علاقتهم بغير المسلمين. وطبعا في موضوع مثل هذا لا يصح أن نعتمد على المتطرفين من المسلمين أو المتشددين، ففكرت أن أعتمد على أكثرهم ’إعتدالا‘ ألا وهو الشيخ القرضاوي.
في كتابه "غير المسلمين في المجتمع الإسلامي" يقول القرضاوي معددا واجبات غير المسلمين: "والواجب الثالث عليهم: أن يحترموا شعور المسلمين، الذين يعيشون بين ظهرانيهم، وأن يراعوا هيبة الدولة الإسلامية التي تظلهم بحمايتها ورعايتها.
فلا يجوز لهم أن يسبوا الإسلام أو رسوله أو كتابه جهرة، ولا أن يروجوا من العقائد والأفكار ما ينافي عقيدة الدولة ودينها، ما لم يكن ذلك جزءًا من عقيدتهم كالتثليث والصلب عند النصارى.
ولا يجوز لهم أن يتظاهروا بشرب الخمر وأكل لحم الخنزير، ونحو ذلك مما يحرم في دين الإسلام، كما لا يجوز لهم أن يبيعوها لأفراد مسلمين، لما في ذلك من إفساد المجتمع الإسلامي.
وعليهم ألا يظهروا الأكل والشرب في نهار رمضان، مراعاة لعواطف المسلمين.
وكل ما يراه الإسلام منكرًا في حق أبنائه، وهو مباح في دينهم، فعليهم -إن فعلوه- ألا يعلنوا به، ولا يظهروا في صورة المتحدى لجمهور المسلمين، حتى تعيش عناصر المجتمع كلها في سلام ووئام". (غير المسلمين في المجتمع الإسلامي – القرضاوي – الباب الثاني – مراعاة شعور المسلمين)
فلماذا لا يكون هذا هو المنهج الذي نتبعه مع المسلمين في المجتمع غير الإسلامي وطبعا سيوافقنا الشيخ القرضاوي لأنه لا يكيل بمكيالين، وعلى هذا الأساس الواجب على المسلمين في المجتمع غير الإسلامي يكون:
"أن يحترموا شعور غير المسلمين، الذين يعيشون بين ظهرانيهم، وأن يراعوا هيبة الدولة غير الإسلامية التي تظلهم بحمايتها ورعايتها.
فلا يجوز لهم أن يسبوا الدولة ولا قوانينها ولا دستورها جهرة، ولا أن يروجوا من العقائد والأفكار ما ينافي عقيدة الدولة ودينها، ما لم يكن ذلك جزءًا من عقيدتهم كالحج والصيام عند المسلمين.
ولا يجوز لهم أن يتظاهروا أو ينادوا بتعدد الزوجات أو تطبيق الحدود، ونحو ذلك مما يحرم في قانون الدولة، كما لا يجوز لهم الدعوة للعنف ضد الآخرين أو تكفيرهم، لما في ذلك من إفساد المجتمع غير الإسلامي.
وعليهم ألا يظهروا الصلاة العلنية في الشوارع، مراعاة لعواطف غير المسلمين. وكل ما تراه الدولة منكرًا في حق أبنائها، وهو مباح في دينهم، فعليهم -إن فعلوه- ألا يعلنوا به، ولا يظهروا في صورة المتحدى لجمهور غير المسلمين، حتى تعيش عناصر المجتمع كلها في سلام ووئام" وطبعا لا يسعني هنا إلا شكر القضاوي على حله العبقري والذي يردفه في فصل لاحق بقوله: "إن المسلم ليس مكلفًا أن يحاسب الكافرين على كفرهم، أو يعاقب الضالين على ضلالهم، فهذا ليس إليه، وليس موعده هذه الدنيا، إنما حسابهم إلى الله في يوم الحساب، وجزاؤهم متروك إليه في يوم الدين (سورة الحج: 68-69). و (سورة الشورى: 15). وبهذا يستريح ضمير المسلم، ولا يجد في نفسه أي أثر للصراع بين اعتقاده بكفر الكافر، وبين مطالبته ببره والإقساط إليه، وإقراره على ما يراه من دين واعتقاد."
وطبعا هذا يعني أن طبقا للقرضاوي من حق غير المسلمين سواء في الدول الغير مسلمة أو الدول المسلمة إنكار والكفر بكل ما جاء به محمد مع تحفظ بسيط هو ألا يتم الإعلان عن هذا الكفر في الدول الإسلامية، وطبعا على المسلمين في نفس الوقت ألا يعلنوا كفرهم بأنظمتنا الديموقراطية في الدول غير الإسلامية.

قد يظن البعض أني أمزح فيما كتبته في هذه السطور، ولكن أوكد لكم أني جاد كل الجدية، فليس من العدل في شيء أن يكيل المسلم أو غير المسلم بمكيالين، ويجب أن يتم التعامل مع المسلمين في المجتمعات غير الإسلامية بنفس الصورة التي يتم التعامل بها مع المسلمين في المجتمع الإسلامي. وبالطبع يجب أن نأخذ أكثر التفسيرات الإسلامية تعقلا وإعتدالا حتى لا نتهم بالجور ونطبقها على المسلمين، ولن يصل بنا الأمر إلى منعهم من بناء المساجد كما يمنعون غيرهم من بناء دور للعبادة في الكثير من الدول الإسلامية.
وختاما أشكر جدا إعتدال القرضاوي الذي قدم لنا حلا ذهبيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني


.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح




.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل