الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكبتي ولجوئي: خطاب الهزيمه

عطا مناع

2019 / 5 / 20
القضية الفلسطينية


نكبتي ولجوئي: خطاب الهزيمه
بقلم : عطا مناع
واحد وسبعون عاما من التيه، هكذا نختصر نكبتنا التي لم تقتصر على تشريد الشعب الفلسطيني وارتكاب المذابح من قبل العصابات الصهيونية في قرانا ومدننا الفلسطينية، لم تكن تلك المذابح سوى مقدمة للمذبحة الكبرى لأجيال من اللاجئين الذين عاشوا التيه في الوطن والشتات، لكنهم لم يفقدوا البوصلة بسبب أن جيل النكبة كان حاضرا وبقوة من خلال تأريخ النكبة وعلى لسان من عاشوا وجعها، فكانت الحكايات التي تهتم بأدق التفاصيل.
من المهم التمترس بالتاريخ بشرط أن نحافظ على محتواه ، وهذا يتطلب منا تجسيد مفهوم النظرية والممارسة وبدون ذلك نفرغ حكايتنا من مضمونها لتضمحل وهذا ما نشهده اليوم وخاصة أننا كفلسطينيين قايضنا حق العودة بسراب المرحلة مما يطرح السؤال الذي نهرب منه خوفا من مواجهة الحقيقة.
الحقيقة التي تصفعنا تؤكد أننا نساهم في وأد حقنا المشروع، صحيح أننا نقوم ببعض الضجيج بين الحين والاخر، وصحيح أن أصحاب القفازات البيض يطلقون صرختهم لتضيع في فضاء التيه السياسي والوطني، وصحيح أننا لا زلنا نتمسك بالشعار المقدس ، الا أن المقايضة طالت حتى المقدس عندنا، والخطير أننا نواجه ثقافه ممنهجة لا تقتصر على المستوى السياسي فقد بل طالت النخب التي لا زالت تعتبر نفسها حامي حمى القضايا المقدسة .
واحد وسبعون عاما ونحن نكابر، نتمسك بالخطاب العتيق، وهذا يعتبر تضليل لجماهير الشعب الفلسطيني التي أعطت ظهرها للحالة الفلسطينية السياسية والوطنية التي لم تفهم جماهيرها وباعتها بالفتات لتسقط أوراق التوت بالجملة وليسود الترهل والخطاب الوعظي الخالي من المضمون لأنه وبكل بساطة لا يعكس واقع حال الشارع الفلسطيني بل تقوقع على نفسه مجبراً بسبب الامتيازات التي تحولت لقيود لا فكاك منها.
أمام هذا الواقع والخطاب المناقض للمرحلة ألتي مهدت لواقع اقتصادي ثقافي مجتمعي يخدم اهدافها في خلق الفلسطيني الجديد، وللمفارقة أن مفهوم الفلسطيني الجديد اخترق قلاع قوى وفصائل فلسطينية باتت تبحث عن الخلاص الذاتي والحفاظ على امتيازات هي بالأساس رشوة للنيل من موقفها السياسي وتقديم تنازلات تمس المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.
المفارقة في حالتنا وبعد مرور كل هذه السنوات على أتفاق اوسلو الذي جلب لشعبنا العار والدمار والفقر والتيه لا زال خطابنا ناريا ما يضع علامة استفهام كبيرة على أصحاب الخطاب حيث لم يعد بمقدور المواطن الفلسطيني التمييز بين الغث والسمين في ظل خطاب متكرش يعكس ظل اصحابه.
كيف وصلنا لهذه الحالة ؟؟؟ انها مرحلة الرويبضة وتزييف الوعي، ولذلك علينا أن نفهم بأن ليس كل ما يلمع ذهبا بعد أن فتح الباب على مصراعيه للتجار والانتهازيين لتسود مؤسسات الانجزه التي باتت تتحكم بالبلاد ورقاب العباد لتسلحها بالمال الاجنبي الذي تتحكم به وكالات المخابرات العالمية.
كيف وصلنا لهذه الحالة ؟؟؟ كأن شعار الرأسمالية دعه يعمل دعه يمر يتجسد في أداءنا الوطني ما دفع شريحة لا بأس بها لخصخصة العمل الوطني وتحريف الايدلوجيا لتكون على مقاسها ، تلك الشريحة لم تكتف بممارسة فكر التضليل بل ذهبت لا بعد من ذلك بتوريط من تستطيع توريطه ليتحول الانحراف والفساد لثقافة مقبولة في أوساط النخب التي لم تعد نخب.
واحد وسبعون عاما من التيه تخللها العديد من النكبات، وأخطر هذه النكبات ما نشهده اليوم من انقسام وتشرذم وفساد وافساد وضياع للفوارق حيث لم بعد المتابع التمييز ما بين اليمين واليسار، ضياع الفوارق الذي دفع بالمواطن الفلسطيني لجرف عميق من الصعب الخروج منه.
خطاب الهزيمة الذي قد يكون تقدميا من حيث الشكل لم يعد مجديا ما يدفع باتجاه البديل الموضوعي لان الحياة لا تقبل الفراغ ولا سيطرة علم التحنيط الذي ينتج لشعبنا موميئات لا حيات فيها، ولذلك فالرهان على الاجيال القادمة التي ستعيد الامور لنصابها وضخ الدم النقي بحلمنا في عودتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات