الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المندلاوي في نبض الداغري /3

احمد الحمد المندلاوي

2019 / 5 / 26
الادب والفن


المندلاوي في نبض الداغري /3

تدوين الباحث /احمد الحمد المندلاوي

# مجموعة مقالات بيراع المؤرخ الكبير فاخر الداغري عن مؤلفات الشاعر احمد الحمد المندلاوي ،نسردها تباعاً :

3- مرايا مندلي في رؤية حضارية
فاخر الداغري
المرايا لغةً : جمع مرآة والمرآة هي الآلة التي ينعكس من خلالها رؤية الشيء على حقيقته . وتصنف بلاغياً في استعارة أدبية بأنها رؤية تخيلية بحسب المنظور الأدبي للأديب شاعراً كان أم ناثراً فهي وسيلته في تحميل رؤياه الأدبية للمضامين التي يريد إطلاقها على هذا المسمى .
فالشاعر المصري صلاح رمضان الصاوي يقف مبهوراً أمام مدينة سوق الشيوخ حين كان في مطلع الخمسينيات مدرساً في اللغة العربية في ثانوية الناصرية حيث تتمتع هذه المدينة بمنزلة أدبية مرموقة توصف فيها بأنها مدينة شاعرة أو المدينة التي تتنفس شعراً حين كان يدعى الى محافلها الأدبية فيطلق عليها ثلاث صفات في صيغة تساؤلية تجعله عاجزاً عن تحديد وصف دقيق لهذه المدينة فيقول :
عكاظٌ أنت يا سوقَ القوافي أ كندةٌ أم تميمٌ أم مناف؟
وهذا يعني أننا أمام عملية تواصل بدءأ بمقالة رئيس التحرير الأستاذ احمد الحمد المندلاوي تجاه مدينة مندلي ، وهي مدينة القلاع الأربـع في رؤيا البيضاني ومدينة كانت لها مساهمة في ثورة العشرين وهي المدينة التي يؤمها رجال صالحون في القضاء مثل السيد الطالقاني؛ وذات ثقافة برلمانية بقلم شهاب احمد المندلاوي الى وقفة مع شهداء المدنية للسيد يوسف شمة ودعوة صادقة لإنصاف الكورد الفيليين للأستاذ فوزي الأتروشي،مع متابعات ثقافية من قبل البيت الثقافي الفيلي وأسماء وأقلام واعدة في سماء ثقافة ليالي مندلي، ومفكرة المرايا وإطلالة تربوية على أطفال مندلي بناة المستقبل الزهوان .
وإزاء هذه الثوابت أقف عاجزاً أمام الصديق العزيز رئيس التحرير المندلاوي حيث أهداني نسخة من العدد الثالث من السنة الثانية لعام 2014م ، يتصدر غلافها الأنيق جملة توجز فحوى هذه المجلة فهي (مجلة فصلية ثقافية اجتماعية تراثية مستقلة) .
الأمر الذي يعني أنّها تجمع بين الأزمنة الثلاث الماضي والحاضر والمستقبل فهي تعريفات موجزة في ثقافية اجتماعية تراثية تجمع بين الثقافة والاجتماع والتراث في لغة السهل الممتنع الذي يرفد الحقيقة بإضافات نوعية تسهم في إعلاء شأن الثقافة، ويدعو الى حب الوطن والتضحية من أجله؛ فلا للطائفية ونعم للعراق المتآخي والى مزيد من التسامح و التسامحية انطلاقاً من شاعر وطني يجمع بين الجزء والكل في آن معاً وهو (مندلي في العراق والعراق في مندلي)،إذ تشكل مندلي عمقاً لحضارة العراق.
فحسناً يفعل وجميلاً يضع مركز مندلي الحضاري للتوثيق والدراسات في إصدار هذه المجلة التي قال عنها شاعر العرب الأكبر الجواهري ذات يوم :
لبست ثوب الهنا والجذل وتســـــامى في علاها مندلي
شرفاً فاقت على كحلائها واستوت فوق السماك الأعزل
هذه المشاعر الوجدانية دعت طفلة مندلاوية أن تدعو بها بكل ما تحمل من أحساس وطني عفوي لتقول على ص40 من هذه المجلة .
(يا رب إحفظ العراق واهله)
لقد حفل العدد الثالث من مرايا مندلي لعام 2014م بعناوين أدبية حملت مضامين ثقافية مؤكدةً الحضور الأدبي لكل من ساهم في هذا العدد الشيق في موضوعاته المتنوعة ، حيث تحتفظ ذاكرة الأديب عدنان رحمن بذكريات جمّة تحت عنوان مندلي – عام 1952م وعلى ص14-17 قدم لنا الباحث السيد أسامة الديالي بحثاً شيقاً تحت عنوان (مشاركة كردية من مندلي) مترجمة الى العربية الناطقة بها هذه المجلة .
ومن شعر الأستاذ جاسم غريب الصادر عن دار الثقافة والنشر الكردية في بغداد نقرأ تحت عنوان (هذا الصديق الغريب) :
هذا الصديق الغريب
دائماً يتجول في طرقاتنا .. هذه الأيام
ويسرقنا وله ألف يد ويد
وحده لا يكبل وحده شجاع
وفي كل لحظة علينا يتطفل ...
ويحظى الشعر الشعبي بذكريات عطرة في استذكار حياة الشاعر الشعبي الشيخ روكان الدوخي ذي المواقف الشعبية في الثورات أمثال ثورة العشرين وثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 .
تبقى مجلة (مرايا مندلي) رابية خضراء تحفل بكل جديد في الشعر والقصة،وتبقى مثابة عالية يطل منها أدباء وشعراء مندلي على عالم الثقافة والأدب فهم تواقون لطرح كل جديد قيم وذي علاقة مباشرة بالحياة الأدبية اليومية حيث يتسامى لديهم الحب كرابط اجتماعي يكرس معاني الفضيلة ويؤرخ لتاريخ مندلي ذي الجذور العميقة في تاريخ العراق .
فتحت عنوان (أقلام واعدة في سماء الثقافة) نقرأ في مقالة موجزة في (الى من أحب مندلي) الصادرة عن نشرة بندنيجين للعدد الثاني حزيران .
وخاتمة المطاف في ربوع مجلة (مرايا مندلي) نشاهد على الغلاف الرابع من هذه المجلة صورة ملأى بالتأمل لملتقى مندلي الأول في نادي النفط ببغداد من سنة 2011 وقد ارتسمت على وجوه ونظرات الجالسين في هذه الصورة نظرات التفاؤل والبحث عن غدٍ زاهٍ يرفل به العراق من شماله الى جنوبه ومواكب النصر تجتاز كل المسافات وتتواجد في أوسع المساحات لتعلن قول أحد الشعراء:
وجانب من الثرى يدعى الوطن ملء القلوب والعيون والفطن
وشكراً مقروناً بالتقدير وموشى بالاحترام للصديق رئيس التحرير احمد الحمد المندلاوي الذي أهداني نسخة ملأى بحب الوطن بدءً من حب مندلي والى غدٍ مشرق عزيز نردد فيه سوية :
ولي وطن آليت الا ان أبيعه ولا أرى غيري له الدهر مالكا
عمرت به شرخ الشباب منعماً بصحبة قوم أصبح في ظلالكا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي


.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل




.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي