الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٨)

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)

2019 / 5 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (28)
وداعا .. علي محمود حسنين
أحمد موسى قريعي
دائما الموت يتولى وضع النهايات غير السارة، فلقد وضع الموت أمس الجمعة نهاية لبطل الثورة، وأبوها الروحي، وشيخ المناضلين "علي محمود حسنين"، إلا أن تلك النهاية كانت غير متوقعة لنا، لذلك كانت صدمتنا كبيرة ومؤثرة. لقد كنت على يقين أن أستاذ "علي" سيحتفل معنا بتحقيق كامل أهداف الثورة التي حلم بها، وحملها معه في حله وترحاله، وفي مخاوفه، وآماله ومنفاه.
كان طوال فترة الإنقاذ المشؤمة يبحث عن ديمقراطية لها أنياب، لأنه كان متأكدا أن الديمقراطية ستعود يوما إلى السودان عقب ثورة تقتلع "الكيزان" اقتلاعا. لذلك فقد أعد القوانين والملفات اللازمة التي تحرس الديمقراطية وتكفل محاسبة كل من أجرم في حياتنا السياسية والاقتصادية وأفسدها.
بدأت علاقتي بأستاذي "علي محمود" منذ فترة بعيدة عندما التحقت بمكتبه محامي "تحت التمرين" قبل أن أغادر مرغما إلى القاهرة، التي التقيته فيها مجددا وهو يقود "الجبهة العريضة" كحركة ترفض التفاوض مع نظام البشير، وتنادي باسقاط الإنقاذ. وقد رأيت في عينيه مدى ايمانه بحتمية التغيير وقرب الثورة، لدرجة أنني كنت أراه بركانا ثوريا يمشي في الأرض رغم "كبر" سنه، لقد كان صلبا، صلدا، قويا، يحمل فوق عاتقه هموم وطن اسمه السودان، لقد فتك به "الكيزان" وحولوه إلى "حطام" يسمى مجازا دولة.
كان يحلم بدولة القانون، والعدالة، والمساواة، تلك الدولة التي تسع جميع أبنائها بمختلف مكوناتهم الثقافية والاجتماعية والمناطقية. لم يكن يوما يعيش في المنطقة الرمادية المحببة لكثير من الانتهازيين والنفعيين، بل كان واضحا في أفكاره، وحاسما في مواقفه، وقاطعا فيها، لا يؤمن بأنصاف الحلول. ولم يكن يكفيه ويريح ضميره غير اسقاط النظام وتفكيك دولته الأمنية والاقتصادية، ومحاسبة رموزها وشيوخها وسدنتها ومخربيها ومفسديها وكيزانها الذين أقعدهم المال الحرام عن القيام بواجباتهم تجاه شعب السودان.
لم يشفع له "سنه" ولا "شيبته" ولا حتى نضالاته ضد نظام مايو، ووقفته الصلبة من أجل انجاح ثورة (رجب – أبريل) التي بفضلها عرف الكيزان "الحكم" بعدما عرفوا "المال" في اتفاقية بورتسودان 1977. فقد طردوه وأخرجوه من وطنه، شريدا، وحيدا، ثم قالوا له إن عدت إلى وطنك سوف "تُقتل" أي جبروت هذا الذي يجعل رجل في سنه؟ يخرج من وطنه وذكرياته ونضالاته وأصدقائه، إلى عالم فسيح ليس له فيه أحد، غير ايمانه بأن الكيزان الذين أخرجوه من وطنه، سيخرجون يوما من حياة الشعب السوداني بلا رجعة، وقد تحققت نبؤته، فخرج الكيزان ودُفن هو في أرض السودان.

(لابد من فعل ثوري يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي)
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة جمال عبد الناصر والسادات تظهر فى شوارع القاهرة وسط أكب


.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم




.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب