الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدتنا ضمانة للمشاركة الفعالة في تعزيز فيدرالية كردستان العراق

جورج منصور

2006 / 5 / 8
القضية الكردية


حقق إقليم كردستان العراق نجاحات طيبة وملموسة على مختلف الأصعدة منذ قيام الفيدرالية في عام 1992 بالرغم من المشكلات والصراعات التي واجهت القيادات السياسية خلال الفترة بين 1992-1998. وبعد سقوط النظام الشمولي في بغداد في نيسان العام 2003, تنامت إمكانيات وفرص النمو والتطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي, كما نشأت إمكانيات أفضل أمام جميع القوميات, ومنها الشعب الكلداني الآشوري السرياني, للمشاركة الفعالة والحيوية في بناء الوطن وتعزيز وترسيخ مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المواطنة الحرة على صعيدي كردستان والعراق.
لقد عاش إقليم كردستان في ظروف صعبة للغاية بسبب السياسات الرجعية والتعسفية واللاإنسانية التي مورست ضده في العهود السابقة والتي ساهمت في تهميش حقيقي لدور الإقليم في الحياة العامة وفي مختلف المجالات. وكان التمييز يلاحق جميع المواطنين من مختلف القوميات والأديان والمذاهب في ما عدا النخب الحاكمة التي أفقرت الشعب العراقي وكل مكونات الشعب القومية والدينية والفكرية والسياسية في إقليم كردستان.
وبعد سقوط النظام الصدامي توفرت إمكانية المشاركة الفعلية من جانب الجماهير الواسعة في العملية السياسية والديمقراطية الجارية في العراق وعلى صعيد كردستان العراق أيضاً, ويمكن أن تتعزز هذه العملية حين تستطيع كل القوى الديمقراطية تنشيط تفاعلها وتضامنها ووحدتها في العمل السياسي والاجتماعي والتضامني بين جميع المكونات ومواجهة الإرهاب السائد في مناطق واسعة من العراق وتأمين الخدمات للناس وضمان الأمن والاستقرار والسلام.
وحين نتحدث عن مجموع القوى الديمقراطية العراقية ونشير إلى أهمية وحدتها لتحقيق المصالح الوطنية العامة, ونتحدث أيضاً عن أهمية وضرورة وحدة القوى الديمقراطية وكل القوى السياسية في إقليم كردستان العراق لبناء الفيدرالية الديمقراطية والحرية والتعددية في إقليم كردستان, جدير بنا كذلك أن نتحدث عن وحدة القوى الديمقراطية في صفوف الكلدان الآشوريين السريان, إذ أنها ضمانة قوية لتطوير وإغناء الحقوق الثقافية والإدارية لشعبنا في إطار فيدرالية إقليم كردستان ودعم الجهود التي تبذلها قيادة الإقليم والحكومة من أجل تغيير الهيكل الاقتصادي المتخلف نتيجة السياسات غير العقلانية والعدوانية والشوفينية التي مارستها الحكومات المتعاقبة السابقة في العراق إزاء هذا الاقليم وإزاء مناطق أخرى في العراق في حين جرى التبذير المفرط بثروات النفط الخام بدلاً من وضعها في خدمة عملية التنمية الاقتصادية والبشرية. وقد استنزفت حروب النظام العدوانية نحو الداخل والخارج الكثير من الموارد المالية حيث بلغت مصروفات الدولة على الآغراض العسكرية خلال الفترة بين 1976-1990 ما يزيد عن 250 مليار دولار أمريكي, ثم ترك البلاد تسبح في ديون تزيد عن 130 مليار دولار أمريكي وتعويضات تقدر بأكثر من 320 مليار دولار أمريكي. إن الخلاص من الديون والتعويضات من خلال المطالبة بألغائها سيسمح لنا بتعجيل عملية التنمية وتغيير هيكل الاقتصاد العراقي المشوه حالياًُ وكذلك اقتصاد إقليم كردستان العراق. وإذا ما تحقق التغيير في العملية الاقتصادية وهيكل الاقتصاد العراقي الوحيد الجانب والمعتمد على اقتصاد النفط وموارده المالية, يمكننا أن نشاهد تغييراً فعلياً في هيكل المجتمع ودور مختلف الفئات الاجتماعية. فبوحدتنا سنعزز وحدة جميع القوى السياسية المتحالفة في حكومة إقليم كردستان العراق والمشاركة في العملية السياسية من أجل تنفيذ المهمات المطروحة في برنامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.
لقد خربت سياسات التمييز والحروب والعدوان التي مارستها النخب الاستبدادية الشوفينية الحاكمة في بغداد مناطق كثيرة من العراق وخاصة إقليم كردستان, وبالتالي فأن إعادة بناء ما خربته تلك السياسات وتحقيق التنمية المستديمة لتنشيط الاقتصاد الكردستاني وتطوير عملية الإنتاج فيه من خلال المزيد من التوظيفات المالية الخاصة والحكومية والسعي لجذب رؤوس الأموال الأجنبية إلى الإقليم ستساهم كلها في توفير المزيد من فرص العمل ومكافحة البطالة المكشوفة والمقنعة وتحسين مستوى الإنتاج والدخل في الإقليم, إضافة إلى تحسين مستوى حياة المنتجين والفقراء في المجتمع وتساعم في إغناء الثروة الاجتماعية وتقليص فجوة التفاوت في المداخيل السنوية القائمة حالياً.
ومن هنا تبرز أهمية مشاركتنا في هذه العملية السلمية والديمقراطية والتنموية التي ستساهم بدورها في تطوير وتحسين وإنعاش مناطق سكن الكلدان الآشوريين والسريان والحياة الاقتصادية فيها والأوضاع الاجتماعية والثقافية. وكلنا يعلم بإن الضمانة الوحيدة لكل ذلك تنشأ عند تحقيق وحدة جميع القوى السياسية وتعاونها وتضامنها وعملها المشترك في إقليم كردستان العراق وعلى صعيد العراق كله, إذ بدونها سيكون التفكك والتمزق والخراب الذي تستفيد منه القوى المناهضة لعراق ديمقراطي فيدرالي مدني تعددي مزدهر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعرض على إسرائيل عدة أفكار جديدة كقاعدة للتفاوض حول الأس


.. Amnesty International explainer on our global crisis respons




.. فيديو يظهر اعتقال شابين فلسطينيين بعد الزعم بتسللهما إلى إحد


.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي




.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه