الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البديل الثاني مشكلتنا

حسين عجيب

2019 / 8 / 7
العولمة وتطورات العالم المعاصر


البديل الثاني مشكلتنا


البديل الأول ، أو مهارة التراجع خطوة إلى الوراء .
لحسن الحظ هي مهارة اجتماعية ، وليست فردية فقط ، بحيث ينجح غالبية الأطفال في تعلمها وحيازتها قبل العاشرة ، كما يتعلمون السباحة أو قيادة الدراجة أو اللغات الجديدة كمهارات ، أو النقيض مهارة احتمال الخسارة أو السيناريو ب .
ومن يفشلون في ذلك ، يعلقون داخل ثنائية ( اضرب أو اهرب ) ...حلقة مفرغة تبدد العمر .
يتجسد ذلك عبر العجز عن الحب ، أو الحاجة إلى عدو ، بعدما تتحول بفعل مرور الزمن مع التكرار إلى حاجة قهرية وطاغية .
مرض الحاجة إلى عدو ، موروث ومشترك منذ قرون ، لكنه تحول خلال النصف الأول من القرن العشرين إلى وباء عالمي ، وكاد أن يدمر الحياة برمتها ، لنتخيل لوم نجح النازيون بامتلاك السلاح النووي ، وقد كانوا على بعد خطوة واحدة من ذلك .
....
البديل الثاني مهارة فردية ، ومكتسبة بالضرورة .
يتجسد البديل الثاني ، بالانتقال الفعلي من مستوى الادراك المشترك إلى الوعي .
الوعي ثنائي بطبيعته ( شعور وفكر ) .
البديل الثاني ، أو الاختيار العسير بين التمرد أو الخضوع ، مشكل اجتماعية _ سياسية .
في دولة فاشلة أو فاسدة يتعذر ذلك ، وتتضاعف المأساة في مجتمع فاشي ومن لون موحد .
البديل الثالث مهارة فردية أيضا ، لكنها نخبوية بطبيعتها .
يتجسد البديل الثاني _ والثالث بالتزامن ، عبر الاحترام أو القانون أو الثالث المرفوع .
سوف أناقش هذه القضية المركبة ، خلال حلقات هذا النص ، مع معرفتي المسبقة أنها نوع من المغامرة الطائشة وغير المحسوبة ....تشبه بدايات الثرثرة _ لا أعرف أين وكيف تنتهي _
أو تذكرني بها على الأقل .
ثرثرة من الداخل !
....
ماذا أضاف العرب والمسلمون إلى الحضارة ، خلال القرن 20 ؟
بل خلال الألفية السابقة !
....
البديل الثالث ضرورة ولكن ...

البديل الأول أو مهارة الانتقال من شهوة الانتزاع إلى الخيار الحر _ وتجاوز الجشع الطفولي الذي يتزامن مع حالة انشغال البال المزمن _ بشكل فعلي ونهائي .
البديل الأول ، يتمثل عبر نجاح الفرد بتكوين مهارة جديدة ، أكثر حداثة وأرفع على مستوى القيم من ثنائية : أضرب او اهرب .
هذه الفكرة " البديل الأول " نظرا لأهميتها ، خاصة كونها ما تزال ضمن غير المفكر فيه والمسكوت عنه ، سأحاول مناقشته بشكل موسع عبر أمثلة تطبيقية في الملحق والهوامش .
....
البديل الثالث ضرورة ، لكنه قد يتحول مع الزمن ( والتكرار خصوصا ) إلى حالة إدمان أو عادة انفعالية ، لا شعورية وقهرية بطبيعة الحال .
البديل الثالث عادة ، حل وسطي ومتوازن بين مستويين ، أحدهما يمثل قواعد قرار من الدرجة الدنيا ( البديل الثاني ) ، والحل الآخر يمثل قواعد قرار من الدرجة العليا ( البديل الرابع ) .
البديل الثالث ، خبرة كلاسيكية ومعروفة بصورة عامة ، وتمثله الخبرة القديمة أو فكرة العد للعشرة قبل اتخاذ القرار والتنفيذ ، وتجسده مهارة الصبر .
....
الفقرة السابقة مكثفة إلى درجة الغموض ، ورمزية بالفعل ، بالنسبة لقارئ _ة يصادف كتابتي لأول مرة ، وهي ليست مبسطة أو سهلة حتى للقارئ _ة المتابع _ة لهذه السلسلة .
والسبب مزدوج ، هذا الموضوع جديد ( بحث البديلين الثالث والرابع ) ، أيضا بالنسبة لي شخصيا هي محاولة للتفكير مع الكتابة وعبرها . أو بعبارة ثانية محاولة التفكير بواسطة الكتابة ، على العكس من الكتابة التبشيرية أو الأيديولوجية .
البديل الثاني ، يتمثل بالعادة الجديدة ، بعد التوقف عن الإدمان .
مثال شخص ( ...) اعتاد على العيش بواسطة القروض ، أو حل مشكلة الحاضر على حساب المستقبل والقادم . هو يحتاج إلى تكوين البديل الثاني وليس الثالث .
وتجربتي الشخصية مع الكحول والتدخين ، مثال تطبيقي أيضا على البديل الثاني .
أما البديل الثالث ، كفكرة وخبرة بالتزامن ، فقد تمت مناقشتها بشكل تفصيلي وموسع عبر نصوص سابقة ومنشورة على الحوار المتمدن ( وبعضها عبر صفحتي على الفيس ) .
....
كيف يتحول البديل الثالث إلى عادة انفعالية ؟
_ مع الزمن ، والتكرار ، يتحول أي سلوك إلى عادة انفعالية .
العادة الانفعالية ، لاشعورية وغير واعية ولاإرادية بالتزامن .
الجدل يمثل البديل الثالث ، في الثقافة والفكر العالميين ، وليس في العربية فقط .
الحوار يمثل البديل الرابع ، في الثقافة العالمية .
....
البديل الرابع مهارة عليا ، نادرة في جميع الثقافات والمجتمعات .
التسامح بديل رابع .
أيضا الابداع بديل رابع .
هذه التجربة جديدة بالنسبة لي أيضا .
....
التسامح كمثال تطبيقي ....
يتم الخلط عادة بين التسامح والنسيان .
مع أن النسيان سلبي بطبيعته ، وهو لا ينفصل عن العنف وسوء استخدام القوة .
كما يتم الخلط بين النسيان والاستسلام ، وهو الأسوأ .
الاستسلام نقيض مباشر وتام للتسامح .
الاستسلام يعني ، تخلي الشخصية الإنسانية (...) عن قدراتها الفعلية والكامنة معا .
بينما التسامح ، فعل وموقف تجاوزي ، يتضمن مختلف المهارات الحديثة والعليا .
ويغني عن الشرح ، التأمل بمثالي غاندي ومانديلا ، أيقونتا القرن العشرين .
....
مثال تطبيقي ( وفج ) على البديل الثاني _ الثالث المزدوج غالبا ...
التصور الذهني السابق للزمن هو أحد احتمالين :
1 _ موقف الانكار ، أو اعتبار الزمن مجرد تركيب ذهني ، ليس له وجود موضوعي .
2 _ موقف العكس ، ادراك مرور الزمن ، لكن بشكل عكسي من الماضي إلى المستقبل .
وفجأة يقع قارئ _ة عابر _ة ، ...على النصوص التي أكتبها حول التصور الجديد للزمن ؟!
سوف يكون الموقف الجديد للقارئ _ة الجديد _ة ، بين السخرية والدهشة .
وبعد ذلك ، خاصة بعد قراءة نصوص جديدة حول نفس الموضوع ، سوف يكون الموقف إما النكوص إلى التصور السابق بالتلازم مع تسفيه الرأي الجديد غالبا ، أو النقيض ، تفهم الفكرة الجديدة ، ومحاولة تغيير التصور الشخصي وفق ( المعلومة ) المختلفة والمغايرة بالفعل .
وكل ذلك يحدث ، ليس بسبب المنطق الداخلي للنص ودرجة إقناعه وتماسكه أو العكس ، بل بسبب شخصية القارئ _ ة ودرجة نضجه وقدرته على تغيير الموقف العقلي .
المستقبل مصدر الزمن ، باتجاه الحاضر ، ثم الماضي .
والعكس تماما
الماضي مصدر الحياة ، باتجاه الحاضر ، ثم المستقبل .
ويتكشف فجأة ، تفسير بسيط ومدهش للحاضر ...
الحاضر دائم عبر الآن _ هنا .
الحاضر ثلاثي الأبعاد : 1 _مكان ، 2 _ زمان ، 3 _ حياة .
الحاضر هو الجانب المباشر من الوجود .
بينما الوجود مزدوج ، يتضمن الحضور والغياب بالتزامن .
أعتذر ،
شطحت خارج الموضوع ، وأشعر بأن الفقرة هامة وتستحق المزيد من البحث والتفكير .
.....
.....
ملحق 1 ، مثال تطبيقي على البديل الثاني
مقارنة بين الحل الفصامي ، وبين الحل التكاملي ...
بداية ، يوجد خلط شائع في الوسط الثقافي السوري _ وحتى بين الاختصاصيين _ ات ... في علم النفس والمعالجة النفسية ، وبالتحديد في مشكلة الفصام ؟
يجب التمييز أولا ، بين الشخصية الفصامية والشخصية الطبيعية ، حيث الشخصية الفصامية تعجز عن التمييز بين المثيرات الداخلية ( الهلوسات ) وبين الواقع الموضوعي والخارجي .
في هذا المستوى ليس لي كلام ، فقط أستمع إلى رأي المعالجات والمعالجين .
لكن في المستوى الثاني ، قضية الفصام وما تمثله كمشكلة ثقافية وسلوكية مشتركة . وهنا تجدر الإشارة إلى كتاب د ستيفن برايرز ، ترجمة ونشر دار جرير " ثرثرة نفسية " 2015 .
حيث يعالج الكتاب مشكلة الفصام ، على المستوى الثقافي بشكل تفصيلي وموسع .
تعود مشكلة الفصام إلى التكوين الثنائي للإنسان ، عقل وجسد .
مشكلة العقل والجسد ، تتمثل عبر مشكلة الفكر والشعور ، وهما من طبيعتين مختلفتين . حيث الشعور ظاهرة بيولوجية وطبيعية ، بينما الفكر ظاهرة اجتماعية وثقافية . ومن المتعذر تحقيق الانسجام بينهما بشكل ثابت ودائم . وبنفس الوقت ، توجد مهارة لاشعورية مشتركة ، ويتقنها غالبية الأفراد عن طريق التربية والتعليم ، تحقق الوحدة والانسجام بينهما غالبا بالحد الأدنى .
هذا الموضوع ما يزال ضمن مجال " غير المفكر فيه " ثقافيا وعلميا أيضا .
المشكلة قديمة وتعود إلى " التركيز والتأمل " ....
يفشل أغلب الأفراد في حيازة مهارة التركيز ، وتفشل حياتهم بالنتيجة .
التركيز عتبة التأمل ، وثمة خلط عام وشائع بين التأمل والشرود أو بين التأمل والفكرة الثابتة ، أيضا بين التأمل والتنويم المغناطيسي الذاتي . وهذا الموضوع يستحق مناقشة مستقلة .
التركيز ظاهرة ومهارة ، تقبل الاختبار والقياس والتعميم بلا استثناء . بينما التأمل يختلف .
....
ملحق 2
مثال مركب على البديل الثاني ، وعلاقته مع البديل الثالث ...
مشاعر الحسد ؟
يزعم الجميع انهم لا يشعرون بها .
_ ويعرف الجميع أن ذلك كذب صريح .
كل خاسر أو فاشل ، سوف يرغب بأن يكون الفشل والخسارة هما القاعدة والسائد وليس العكس . لا أحد يرغب في أن يكون الخاسر الوحيد .
لا أحد يقدر على تحمل ذلك بمفرده ، وبرغبته أيضا !
عادة التدخين مثلا ،
بعدما نتعود التدخين ، غالبا بتشجيع أحد الزملاء الأكبر سنا أو في الجرأة والخبرة .
نرغب بأن يشاركنا بقية الزملاء عادتنا الجديدة ، غير المحبذة اجتماعيا وخاصة من الأهل .
وهذا كله في مستوى البديل الثاني ، والتبادل الدوري بين الحل الفصامي أو التكاملي .
يحاول أحد اخوتنا الأصغر سنا تقليدنا ، في عادتنا الجديدة ( التدخين ) ...ويبرز الشعور الجديد والغريب بالفعل ، نرفض بشدة أقوى من رفض الأهل .
ويتضاعف الأمر لوكان الابن _ة من يحاول تقليدنا في التدخين .
....
لماذا يحدث ذلك ، وما هو تفسيره الصحيح ؟
1 _ الشعور الأقوى نكبته عادة بطريقة لاشعورية . ، مثاله الأبرز الحسد أو الشفقة .
2 _ المشاعر الرقيقة ، تحتاج إلى شروط خاصة للظهور على مستوى الشعور والفكر .
3 _ يسهل نسب المشاعر السلبية إلى الآخر _ين ، ويصعب جدا الاعتراف بالخطأ .
في حياتي الشخصية الكثير ، من الممارسات المخجلة ، والتي أحاول خداع نفسي بها .
بعبارة أوضح ، توصلت إلى السلام الداخلي المتوسط ، أعرف أنني ارتكبت جنح وربما جرائم بتقدير من وقعت عليهم وآذتهم _ وهذا الشعور بالندم أو العار ...حقيقي .
لكن ، بنفس الدرجة من القوة المعاكسة ، أشعر بالرضا ، والفخر أحيانا بما حققته .
في المحصلة ، يخيفني أن أضبط نفسي في موقف التبجح .
وبنفس الوقت ، أعتقد أنني أستحق أكثر مما حصلت عليه ثقافيا واجتماعيا .
....
أعتذر عن تلك الشطحات _ النرجسية ربما _ وأعود إلى المنطق المشترك ...
البديل الثاني ، يشكل العتبة بين الصحة العقلية والمرض العقلي .
يشبه الأمر نتائج الامتحانات بين الناجحين والراسبين .
بينما البديل الثالث ، خاص بفئة الناجحين بطبيعته ، أو هو ضمن مجال علم نفس الأصحاء .
البديل الرابع ، ربما يشكل نوعا من الترف الثقافي والمعرفي .
....
ملحق 2 وهوامشه
البديل الأول مشكلة كل إنسان !؟
فكرة أريك فروم عن الحب ، التي يتضمنها كتاب فن الحب ، تجسيد حقيقي للبديل الأول .
مهارة الحب والاختيار الارادي ، أو العكس التجنب والتخلي .
عتبة الصحة العقلية تتمثل ، بالحب الارادي ، الواعي والحر .
مثال العلاقة العاطفية _ العقلية مع الطقس ؟
البعض يكره الشمس والبرد ، ويبقى على نفس الموقف ( المتناقض ) ولو طال به ا العمر .
تحتاج الفكرة إلى بعض الأمثلة التطبيقية ...
....
البديل الأول خطوة إلى الوراء ...
الجدل قضية الفلسفة الكلاسيكية ، وما يزال أحد قضايا غير المحلولة اجتماعيا ، وغير المنتهية بطبيعة الحال .
الحياة ليست نعمة ولا نقمة .
الحياة ليست غزالة ولا كلبة .
الحياة ليست ظالمة ولا عادلة .
الحياة هي الحياة .
الحياة هي الحياة ويتعذر اختصارها أو اختزالها ، في موعظة أو عبر أي شكل من التبشير أو الوعيد . ونادرا ما تقبل الإضافة من الانسان أو غيره من بقية الأحياء .
....
ملحق 3
السعادة ( أو الشقاء ) مقابل اللذة والفرح ( أو الألم ) ....
السعادة أو الشقاء اتجاه ، يتمحور حول الزمن ، وهو ثلاثي الأبعاد والمستويات :
الأمس والماضي ( مشاعر الخجل والعار تسبب الشقاء ، والعكس التقدير الذاتي المناسب ) .
اليوم والحاضر ، الاهتمام مصدر الحيوية والفاعلية ، وعلى النقيض فقدان الاهتمام .
الغد والمستقبل ، الشغف والحماسة أو البلادة والكسل .
بعبارة ثانية ، يتمثل الشقاء بالفشل في التوجه الصحيح : اليوم أسوأ من الأمس .
والسعادة على النقيض : اليوم أفضل من الأمس .
بينما اللذة والفرح تمثلان حالة قطبية : سالب وموجب ، وليس عندي ما أضيفه .... ، سوى فكرة جديدة كما أتصور ، الاختلاف بين اللذة والفائدة ؟
وهذا الموضوع ناقشته سابقا ، وتوجد إضافة على ما سبق حول فكرة ومصطلح المنفعة ...
ليست بديهية كما يتم تصورها واستخدامها ، بل هي متناقضة بشكل مركب :
1 _ التناقض العاطفي ، بين المصلحة المباشرة وبين المصلحة المتوسطة ( بعد 5 سنوات ) .
2 _ التناقض الزمني ، بين الحاضر والقادم المباشر ( خلال 12 ساعة ) .
الحاضر يتجه إلى الماضي .
والأمر يختلف بالنسبة إلى القادم ، فهو يتجه إلى الحاضر مباشرة ...إلينا ( أنت وأنا )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات