الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مضطهدا أو لا وجود لك

بيتر ابيلارد

2006 / 5 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لو بدا أن هذا المقال مثيرا أو مزعجا فهذا أمر جيد فأنا أقصد به الإزعاج والإثارة.
في يوم 13 إبريل وضعت صفحة إخوان أونلاين تحقيقا حول البهائية في مصر وقبله بأيام نشرت صفحة إسلام أونلاين تحقيقا حول نفس الموضوع، وتبعتهم جريدة الشعب لى نفس الخط.
أما سبب نشر الموضوعات الثلاث فهو محاولة البهائيون أن يحصلوا من الحكومة المصرية على إعتراف بديانتهم، فحتى اليوم توضع لهم الديانة الإسلامية في خانة الديانة في الأوراق الرسمية. وقد طالب البهائيون بكتابة ديانتهم "البهائية" أو ترك خانة الديانة فارغة، حيث أنهم لا يعتبرون أنفسهم مسلمين من الأساس.
وتنقل لنا صفحة الإخوان أن مصلحة الأحوال المدنية المصرية قد امتنعت عن إصدارِ بطاقات شخصية للبهائيين بإثبات ديانتهم في بطاقاتِ الرقم القومي أو شهادات الميلاد الحديثة حتى لو كانوا مولودين لأبوين وجدين مصريين بهائيين وكانت لديهم بطاقات إثبات شخصية أو شهادات ميلاد ورقية معتمدة تُثبت اعتناقهم البهائية.
وتقول صفحة إسلام أونلاين نقلا عن مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة: "المسلمين يرفضون انتماء البهائية إليهم، كما أن البهائيين أنفسهم يرفضون ذلك، ومع الرفض المتبادل لم يتم الالتفات إداريا إلى ذلك" كما أعتبر سيادته أن ذكر البهائية في الأوراق الرسمية يعتبر أمر غير سديد وغير حكيم. أما جريدة الشعب لسان حال كل من أطلق لحية وتوّهب فتقرر خطر البهائيين على الأمة وتحالفهم مع إسرائيل (لأن محجهم في إسرائيل) بالإضافة للإتهامات العادية بالعداء للإسلام وعميلة للاستعمار، و و و

عندما قرأت هذه المقالات لم يسعني إلا المقارنة بين وضع البهائيين في مصر ووضع الأقباط والشيعة. فتعامل النظام القائم في مصر حكومة وأهالي مع غيرهم يتراوح ما بين عدم الأعتراف بوجودهم وإجبارهم على عدم ذكر ديانتهم كما في حال البهائية، أو الأعتراف بوجودهم مع منع كل حقوقهم بما فيها حق العبادة كالشيعة، أو الأعتراف بهم وحقهم في العبادة ولكن سبهم ليل نهار في كل وسائل الإعلام كحال الأقباط.
وبالرغم من أن الوضع في حال البهائيين والشيعة والقلة القليلة الباقية من اليهود في مصر لا حقوق لهم مطلقا فلا نجد من يتحدث عن قضيتهم أو حقوقهم.
وبالرغم من أن وضعهم أسوأ بمرات من الأقباط إلا أنه لا أحد يعيرهم إلتفاتا أو يهتم بما يعانون.

ربما سيفهم البعض من هذا الجزء من المقال أني أطلب من الأقباط أن يحمدوا ربهم "ويخليهم" على ماهم عليه فحالهم أفضل من غيرهم. فلو كان هذا هو ما فهمت فبرافوا عليك أنت بالفعل قبطي مصري؛ لا تستطيع أن تفرق بين المطالبة بحقوق الإنسان وبين المطالبة بمميزات قبطية.
إن أغلب أفراد "الحركة" القبطية في الفترة الحالية لا يطالبون بحقوق ولكن ببعض المميزات لهم فقط، فلو كانت هذه الحركة تسعى للمطالبة بالحقوق فكان يجب أن تتعاون مع البهائيين، الشيعة، الملاحدة، العلمانيين، وكل من هو مضطهد في مصر أو غيرها. لكن ما سمعته وقرأته لمن نصبوا أنفسهم لسان "الحركة" القبطية لا ينم عن حركة حقوقية، بل على مجرد جماعة تسعى لقطعة أكبر من الكعكة، حتى وإن وصل بهم الأمر لعدم الأعتراف بحق أمثالهم من المسيحيين. فمثلا طالب أحد الأقباط بالتأكد من هوية كل من يدخل أي كنيسة حتى يتم التأكد من أنه قبطي، طبعا هذه الرؤية العنصرية لا تعترف بوجود عشرات الآلاف من المتنصرين في مصر الذين – حسب الفكر القبطي المُعلن – لا يحق لهم دخول الكنائس.
وربما لو عرضت الحكومة المصرية على أقباط مصر مبدأ الدولة العلمانية لرفضوه جميعا لو عرفوا ما يحمله هذا المبدأ. فلو طبق النظام العلماني في مصر سقطت ولاية الكنيسة القبطية حتى على رعايها فالنظام العلماني لا يعترف إلا بالزواج المدني فقط، النظام العلماني لا يعنيه تغيير الأقباط لطوائفهم أو ديانتهم، لا يعنيه إنتشار كتب ديدات وغيره فهي حرية رأي، لا يعنيه أي أمر يتعلق بأي دين.
وبالطبع ليست هذه مطالب الأقباط فمطالبهم تختلف إختلافا جذريا، فهم يريدون إلغاء الديانة من الهوية وفي نفس الوقت الحصول على نسبة في مقاعد مجلس الشعب. إباحة الردة للمسلمين وعدم إباحة تغيير الطائفة أو الدين للأقباط. إسكات شيوخ المسلمين والتنصل من القساوسة المزعجين. معارضة دخول الإخوان المعترك السياسي وفي نفس الوقت التقوقع وعدم المشاركة السياسية، أو حتى المطالبة بنسبة على أساس الدين في البرلمان.
لا أدري ربما يأتي اليوم الذي يتدارك فيه أقباط مصر أن لهم إخوة في الإضطهاد أسمهم البهائيين والشيعة، وربما يأتي اليوم الذي تتحول فيه الحركة القبطية لحركة حقوقية وليس إلى مجرد تخليص ثأر بايت من أيام الجامعة، أو الرغبة في الحصول على امتيازات أكثر قليلا مما يحصلون عليه الآن.
بيتر أبيلارد










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا