الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكذب قيمة أخلاقية أيضا ...تكملة

حسين عجيب

2019 / 8 / 26
العولمة وتطورات العالم المعاصر


تعترضني خلال هذه السلسة نوعان من المشاكل ، ثابتة ومتكررة وهي عادة ما تكون منفصلة عن موضوع الحلقة ، مثالها المباشر ضرورة المطابقة المستمرة بين عمليتي التكبير والتصغير ( التعميم والتخصيص ) أو بين الفردي والاجتماعي ، أيضا مشكلة القارئ _ة النموذجي ( المجهول ) ، بالإضافة إلى النوع الثاني من المشكلات المتغيرة _ الخاصة بالموضوع _ واختيار الأسلوب الملائم .
ولهذه الأسباب وغيرها أيضا ، أتصور أن الأمثلة التطبيقية ضرورية للفهم المتبادل .
مثال على ذلك ، الكذب الأبيض يتمثل بالتواضع الحقيقي وانكار الفضل الذاتي ( نقيض التفاخر أو الشكوى والأنين ) ، مقابل الصدق الأسود ، والذي يتمثل بالوشاية والنميمة وغيرها .
....
بعض الأفكار الجديدة ، ربما...
كلمة فكر تشبه كلمة زمن ، مصطلح فكر _ أيضا زمن _ تحول عبر مرور الزمن والتكرار ، إلى تسمية بديهية ومعممة لا يجهلها أحد .
لكن المفارقة ، لا أحد يعرف ماذا تعني بالضبط ، واليوم مثل الأمس وربما أكثر .
في العربية مثلا : الزمن والزمان والوقت ، تستخدم الكلمات الثلاثة كمترادفات ، وأحيانا كمصطلحات مستقلة ومتمايزة !؟
أعتقد أنها مترادفات ، والمشكلة لغوية ومرجعها في المصادر المتعددة لنفس الفكرة / الخبرة .
وهي تشبه أسماء... ( سمير أو ماري أو سوسن أو غيرها ) ، يمكن اطلاقه على كل طفل _ة جديد ، وبنفس الوقت بعض الأطفال لديهم عدة أسماء ، ما ينتج التعمية وسوء الفهم .
....
حتى القرن العشرين بقي الموقف الدوغمائي نفسه من الفكر ، في مختلف الحضارات والثقافات القديمة والحديثة أيضا ، بدون استثناء يذكر . عدا الموقف النقدي _ السلبي بالعموم _ الذي يتلازم مع الانكار الثابت للتقدم والتطور ، مع العداء الصريح ( أو المبطن ) للعلم .
بعبارة ثانية ، الموقف السائد من كلمة فكر تحكمه ثنائية المبالغة والتخييل : التقديس والعبادة أو النقيض ، التحقير وانكار دوره وأهميته .
قبل فرويد ، كان الفكر والشعور والنوايا والقصد متلازمة بديهية ، وتستخدم كمترادفات لنفس الفكرة / الخبرة . وما يزال الاصطلاح القديم والخاطئ ( الفكر ظاهرة شعورية ) يتم تداوله في الاعلام والتعليم حتى الجامعي والأكاديمي ، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر .
فرويد ، بواسطة التحليل النفسي توصل إلى اكتشاف اللاشعور ، ونتائجه ليست أقل من آثار اكتشاف أمريكا على العالم المعاصر والحياة بشكل عام .
بالمختصر ، تمثلت إضافة التحليل النفسي إلى العلم والمعرفة الحديثة ، بفهم وتفهم الجوانب اللاشعورية وغير الواعية في جوانب الثقافة المتنوعة والمتعددة .
وتغني عن الشرح والكلام الكثير العبارة المأثورة " طريق جنهم مفروشة بالنوايا الطيبة " .
....
كل ما أنجزته الطبيعة ، يكون على العقل تكملته بالضرورة ، سواء بشكل فردي وشخصي ، أو عبر الأجيال وعلى المستوى الاجتماعي والمشترك .
لكن العكس غير صحيح غالبا ، ما يزال اكتشاف المعارف والخبرات الجديدة وبالا على صاحبه _ ت وخصوصا في بلادنا .
تكمن المشكلة في صعوبة التمييز بين الشخصية والموقع والسلوك ( الفكري او الحركي ) ، ثلاثة مجالات منفصلة ومختلفة بالفعل .
مثال تطبيقي على صعوبة التمييز بين الشخصية والموقع ، دور الطفولة مثلا ، حيث يسهل تمييز الشخصية الطفالية عند البالغ عن الشخصية السوية ، أيضا الشخصية المتصابية بعد مرحلة الكهولة ، لكن عدا ذلك يتعذر التمييز _الموضوعي والمسبق _ بين الشخصية والموقع ، وتتعقد الصورة أكثر بعد إدخال السلوك والعادة ....هذه الفكرة جديدة كما أتصور ، وهي تحتاج إلى المزيد من الوقت والجهد ، ومن قبلي أولا .
....
سنة 2018 توصلت إلى نتيجة صادمة بالفعل ، حول اتجاه الزمن من المستقبل إلى الحاضر .
وعلى النقيض من اتجاه الحياة من الماضي إلى الحاضر ، وهذه الفكرة والخبرة المزدوجة يمكن ملاحظتها عبر التركيز ، بنفس الوقت هي تقبل الاختبار والتعميم بدون استثناء .
بعدها ، يمكن بسهولة استنتاج الفكرة التالية ، اتجاه الزمن من الحاضر إلى الماضي ، وعلى التضاد تماما مع اتجاه الحياة من الحاضر إلى المستقبل .
ما أزال أذكر نفسي كل يوم : انتبه يا حسين !
ربما توجد مغالطة مضمرة ، في الفكرة والخبرة الجديدة ، وقد تكتشف في أي لحظة .
وبصراحة أكثر ما يصدمني ، الرد شبه المتفق عليه : ما هو تأثيرها ونتائجها ؟!
بالإضافة إلى التفسير المنطقي والتجريبي ، للعديد من المشكلات المعرفية والعلمية ، بعد تصحيح التصور القديم لاتجاه سهم الزمن ... كالصدفة ، والطفرة ، وتفسير التناقض بين موقفي الفيزياء الكلاسيكية ومعها الفيزياء الفلكية الحالية أيضا وبين فيزياء الكم ... يتغير الموقف العقلي ، الموضوعي والمشترك بعد فهم الفكرة .
....
نتائج الفكرة الجديدة حول الاتجاه المزدوج ، والمتناقض بين الحياة والزمن ، ليست أقل من حيث شدة التأثير وتنوعه من فكرة اللاشعور مطلع القرن السابق .
الحياة تنمو وتتفتح بشكل تعاقبي وتزامني دفعة واحدة .
عكس الزمن ، فهو يتراجع وينحسر بشكل تعاقبي وتزامني باستمرار .
والسؤال الجديد متى ، وكيف ، وهل سيتوقف ذلك !؟
....
أعتقد أن هذه الأسئلة ، وغيرها كثير ومن نفس الطبيعة ، ستكون هاجس الأجيال القادمة ، وخلال النصف الثاني لهذا القرن خاصة .
استمرارية الحاضر ، ظاهرة معروفة منذ عدة آلاف من السنين ، ولم يمكن بالإمكان تفسيرها وفهمها بشكل منطقي وتجريبي ، قبل فهم الجدلية المزدوجة بين الزمن والحياة .
....
هذه الأسئلة ، أسعى إلى تفسيرها بشكل منطقي وتجريبي .
وأنا على أتم الاستعداد _ مع الشكر سلفا _ لكل تصحيح أو إضافة أو نقد
العالم بيتنا الذي يصغر ويضيق بالجهل والتعصب ،
ولا أمل لنا سوى العلم والمعرفة والحب .
....
مثال تطبيقي ...داخل العائلة ، وسبب الصراع !؟
تفسير الصراع يختلف بين الأفراد عادة بحسب مبدأ ( أنا وابن عمي والغريب ، وأخي ...) .
_ تفسير اليسار للصراع ، بسبب الاستغلال ، واختزال المشكلة في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية .
_ تفسير علم النفس والفلسفة والأديان ، بسبب نقص الوعي والأخلاق عند الانسان .
_ بقية التفسيرات ، مزيج بينهما ، محاولة دمج أو الانحياز الدغمائي لأحد الفريقين .
لكنني أعتقد أن التفسير الصحيح ، أو البديل الثالث لموقفي اليسار والليبرالية ، يتمثل عبر تصحيح اتجاه الزمن . الصراع بين البشر ، الموضوعي والمزمن ، أولا على الوقت .
خلال السنوات أل 19 من هذا القرن ، تتكثف مختلف المشاكل بكلمة الوقت !؟
المال وقت شخصي ، ومكثف ، لكن العكس غير صحيح .
غالبا ما يكون وقت الفراغ المصدر للمشاكل ، ويبدد الطاقة والمال والثقة وغيرها .
هذه الموضوع عالجته بشكل موسع عبر نصوص سابقة ، ومنشورة .
ومن جهة ثانية ، أحاول منذ عدة سنوات فهم فكرة تضارب المصالح ( بين أي فردين ) ، وقبل ذلك الفكرة الجديدة : لا توجد علاقة ربح _ خسارة . إما يربح الطرفان أو يخسران معا .
والفكرة الثالثة " أصغر مشكلة يلزمها أحمقان " وهي الأساس :
الفرد اختلاف بطبيعته ، حتى قطع الصابون وهي تخرج دفعة واحدة من المعمل ، تختلف واحدتها عن الأخرى ، والأمر نفسه ينطبق على الأشياء والأحياء ، وخاصة الفرد الإنساني وبشكل مضاعف عن سواه ، بالإضافة الى الاختلاف الفردي المتزايد .
لكن تحويل الاختلاف إلى مشكلة ، ثم صراع وحرب ، يلزمه حماقة متبادلة .
أعتقد أن التكنولوجيا تزيد من الشفافية في العلاقات الفردية والدولية أيضا ، وتضاعف قيمة واهمية الجدارة الفردية على حساب الوراثة والقرابة والولاء وبقية الروابط التقليدية .
ربما يتزايد دهاء ومكر المرضى العقليين بيننا _ من الضروري عدم نسيان درس القرن العشرين الدموي ورموزه موسوليني وهتلر _ ، لكن تزايد الأصحاء ، أو أصحاب الذكاء المتكامل أسرع وأعمق كما أعتقد .
في الدول الحديثة والمجتمعات السليمة ، دولة القانون والمواطن وحقوق الانسان الفرد أولا ، يتحقق مبدأ تكافؤ الفرص بشكل حقيقي ومتزايد ، وهو ينقل العلاقات المتبادلة من المستوى الأولي والبدائي حيث العنف والقوة والاحتيال ، إلى المستوى الحديث ، المنطق والمعايير الموضوعية وخاصة الزمنية ونموذجها ساعة الشطرنج .... للبحث تتمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا