الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنسانية الحجاب

محمد سالم

2019 / 9 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الحجاب في المعاجم من مادة حجب وهو الستر. او الحاجز الذي يفصل بين الاشياء او يستره وفي الحديث حجبت الشمس علي عهد رسول الله وظن الناس انما هي حزينة علي موت ابنه ابراهيم فقال عليه الصلاة والسلام إن الشمس والقمر اياتان من ايات الله لايحزنان لموت انسان وحجبت الشمس اي منع القمر ضوءها بالكسوف وفي القرأن يخبرنا الله عن اصحاب الجنة والنار ان بينهما حجاب اي ساتر وفي سورة ص يخبرنا القرأن قصة استعراض النبي سليمان للخيل الذي كان يحبها لدرجة انها شغلته عن الصلاة فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ
اي اختفت عنه فلم يعد يراها لابتعادها عن نظره ،لكن الحجاب هو تأسيس لامر شرعي يحمل الخصوصية للنبي وزوجاته ذلك ان النبي كانت بيوته هي عبارة عن بيوت مبنيه من الطين سقفها من الخشب مجاورة لمسجده وكان يدخل عليه الناس بلااستئذان ويمكثون في بيته فقال له عمر بن الخطاب يارسول الله ان نساءك يدخل عليهن البر والفاجرفلو امرتهم بالحجاب وحدث في يوم زواج النبي من زينب أن اولم النبي وليمة الزواج علي حسب العادة العربية وظل القوم ماكثين في البيت حتي الليل فنزلت اية الحجاب يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)
وهنا نجد من سياق الاية أن الحكم مخصص للنبي يعلمهم القرأن أن هناك اداب معينة ينبغي التعامل بيها معه واحكام هي خاصة به مثل خمس الغنائم وتحريم الزواج من زوجاته بعد موته وعدم التقيد باربع زوجات فقد بلغ عدد زوجات النبي اثتي عشر زوجة هذا احكام ليست مباحة للمسلمين انما هي خاصة بالنبي وكذلك نجد في امر الحجاب هو مراعاة للظروف والبيئة التي كان يعيش فيها النبي فهو يسكن في حجرات تشبه الاكواخ ليست بيوتا تحجب وتستر الانسان ومع قوما لم تهذبهم الحضارة والمدنية لدرجة انهم لايعرفون ابسط قواعد الاداب العامة حتي مع من يرونه مقدسا وافضلهم ويحبونه عن انفسهم فاحتاج ذلك الي تهذيبهم بأمر الهي ، نجد هنا كلمة الحجاب لم تذكر في القرأن الا في اية فيها حكم خاص للنبي لكن سحبت هذه الكلمة لتصبح حكما عاما علي النساء وأصبح القرار في البيت الخاص بنساء النبي خطابا موجها لكافة النساء وخلط بينها وآية الزينة وهذا التعميم هو وليد من كان يهمين علي مقاليد السلطة الزمنية والدينية في التاريخ الاسلامي اختلط فيه التأويل بثقافات من كان يهمينوا علي مقاليد السلطة والزم تأوليهم كحكم ديني باستخدام السلطة ونقصد هنا ثقافة الفرس والأتراك الذين سيطروا علي مقاليد الحكم في الشرق كله منذ عهد المعتصم وسيطروا علي المدارس الفقهية وعلوم الدين حتي اننا نادرا أن نجد اسم عربي علي مصنف للفقه او التفسير او الحديث ، وثقافة الحجاب هي سابقة علي ظهور الاسلام بقروون لما قبل ميلاد المسيح في حضارة فارس حيث يذكر الدكتور سليم حسن في موسوعته مصر القديمة عصر الاحتلال الفارسي أن الفرس لم يعنوا مثل المصريين برسم النساء او صنع تماثيل لهن وكان النساء يقبعن في غرف الحريم غرف الحريم ظلت قابعة فيها النساء الي القرن العشرين علي انها الحكم الشرعي الديني الخاص بالنساء الحجاب وكان نتيجة انزواء المرأة واحتجابها تنشئة اجيال مشوبة بالجهل والمرض والفقر وادركت أن لا نهضة ولاقيامة لامة نصفها الاخر مقموع في غرف الحريم اما الايات التي اسموها ايات الحجاب مثل وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) نجد هنا الاية تتحدث عن غض البصر وحدود الزينة التي يمكن أن تبديها المرأة وضرب الخمار علي الجيب حيث كانت المرأة تضع الخمار علي ظهرها ليكشف جيب الصدر فامر القرأن بضرب الخمار علي الجيب اذن الخمار لم يكن شيئا غير معروف في البيئة العربية لكن القرأن اراد تهذيب نساء العرب وتعليمهم الاداب العامة في الستر
واذا نظرنا في معني الزينة وحدودها في الاية سنجد اختلافا شديدة فقد ذهبت عائشة أن الزينة هي القرط والخلخال والكحل والخضاب والدملج
وذهب ابن عباس أن الزينة هي الوجه والكفين
اما ابن مسعود فكان يري انها ظاهر الثياب واختلاف التفاسير في حدود ماهو المباح من هذا الامر الشرعي بيبن ظنية دلالته وتأويله بما لا يدع مجالا للشك فالفرائض هي قطعية الدلالية كما هي قطعية التاويل والاختلاف يكون في تفاصيل لا في اساس الحكم مثل حدود الزينة وفي اختلاف معني حدود الزينة نستدل علي أن حدود هذه الزينة يختلف علي حسب اختلاف البيئة ،ويذكر المفسرين حدود عورة المرأة وماهو المباح بكشفه امام الرجال
فنري الفخر الرازي يقسم العورة الي ثلاث اقسام
عورتها امام الزوج حيث لاعورة مع زوجها
وامام محارمها وعبيدها والذين لا ارب لهم في المسائل اي لاشهوة تحركهم تجاه النساء لغفلتهم او لمرض عضوي حيث عورتها من فوق السرة الي ماتحت الركبة مثل عورة الرجل وذلك لان لامن أن تتقد شهوتهم تجاه النساء ولكثرة دخول تلك الفئات علي النساء
ثم عورة الامام وهي مثل عورة الرجل من فوق السرة الي ماتحت الركبة ورخص للامة وضع الحجاب لكثرة خروجها لقضاء تدابير اسيادها وللتميز بينها وبين الحرة عملا بالاية الكريمة يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59)
حيث تحدثنا كتب التفاسير ان سبب نزول الاية أن النساء في عهد النبي كن يخرجن لقضاء حاجتهن في الخلاء حيث لم تعرف بيوت المدينة الحمامات وكان يتخفي في طريق جماعة من الشباب الفساق فان وجدوا المرأة بلاجلباب عرفوا انها امة فافسقوا بها اي تحرشوا بها وان وجدوها دانية جلبابها عليها عرفوا انها حرة فكفوا عنها فانزلت الاية تأمر النساء باءدناء الجلباب حتي تعرف الأمة من الحرة ، وتحدثنا الاثار أن عمر بن الخطاب كان يضرب الاماء بدرته اذا وجدهم يرتدون خمارا قائلا اتتشبهين بالحرائر اي لكاع وتحدثنا ايضا بان اماء عمر كن يخدمن الرجال في عام الرمادة واثدائهن ظاهرة ونذكر هنا ماذكره احمد شفيق باشا في حولياته السياسية عن بيوت بيع العبيد والجواري التي كان الشباب يذهب اليها ليتفرج علي الجواري العاريات اللائي كن يعرضن للبيع ونذكر مئات وعشرات من شعر الغزل في الجواري الذاخر بها الادب العربي ، حقيقة لم يعد هناك حريم ولا اماء وتغير مفهوم الحجاب ليكون حدود الزينة لكن ظل حجاب يحجب المرأة في بعد واحد ويفرغ اي ابعاد انسانية في علاقتها مع الرجل سوي البعد الجنسي فحدود العلاقة تتوقف علي الشهوة والميل الجنسي وظلت هذه النظرة الجنسانية للمرأة حاجب بينها وبين انسانيتها وحقها الانساني الطبيعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا