الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوهم القاتل

حميد حران السعيدي

2019 / 9 / 7
كتابات ساخرة


بعض (كبار) هذا الزمان أطراهم الأتباع بما ليس فيهم ومدحوهم بما لايستحقون فصدقوا مدح الرداحين والمداحين الذي تجاوز شخوصهم لإطراء الأباء والأجداد بخصالٍ وأمجادٍ لم تكُ فيهم ... وقعوا في فخاخ الوهم بأهمية لايملكون لها مؤهل وأجترح لهم المداح مِحتداً كريماً بسلفٍ لم تُعرَفْ له خصال الكرام ... تعزز الوهم بالذات بالوهم بالسلف (فتنفجوا كما تنفجت العياب) على رأي الجواهري الكبير .
ألتقيت بأحد (المنفوخين) عن طريق الصدفه بعد سنوات لم أره فيها تسنم خلالها منصب حكومي أكبر من حجمه بكثير ، لاحظت ما بدا عليه من دوال النعمه وترف العيش بعد شظفه ، كنت على سجيني في تبادل التحيه معه لكن الرجل لم يكُ على ماكان عليه ، رده مقتضب جاف فعرفت أن ماهو فيه من رغد العيش أملى عليه شيء جديد من (برستيج الكبار ) .
هذا الموهوم المسكين نسي ماضيه فتصور ان الناس قد نسته كما نساه ... وربما زاده يقينا بان الناس قد شطبت على أمسهِ مماكان يسمعه من حاشيته ... ذكرني جزاه الله على قدر مايستحق بحادثة طريفه ، إذ كان (إرحيم) وأبن عمه يجلسان في (ديوانه) الجديد يتبادلان الحديث حول مصدر رزقهما بعد مكسبهما الكبير في المقاوله الأخيره وإذا بشاب أنيق يرتدي الزي العربي يدخل عليهما وبعد سلام وكلام بدأ الضيف يتلو على مسامعهما مدائح منظومه (أهازيج) يذكر فيها شخص (أرحيم ووالده) بما تمدح به المشايخ من مواصفات الشجاعه والكرم والحكمه والوفاء وغيرها ، دُهشَ صاحب الدار مما سَمِعهُ من ضيفهِ الذي لم يتعرف عليه قبل اليوم ... إسترسل الضيف بكيل مدائحه وكان صاحبنا (بس يفر براسه) متعجبا من كل هذه الصفات التي هطلت عليه وعلى المرحوم هطول المزن النيسانيه في سنة غزيرة الأمطار ... ألتفت نحو أبن عمه وهمس بأذنه قائلا:
(أگلك خويه محسن أنت أبن عمي وأكبر مني وملحگ على أبوي صدگ المرحوم ذني كلهن عنده ؟ صدگ أنه مثل مايگول خطارنه؟)
وقبل ان يجيبه نهض محسن وتوجه نحو الضيف وأخرج من جيبه ورقتين من فئة 25000 وقال للضيف :
( آمرني الشيخ أقدملك هذي الهديه ومشكور وبارك الله بيك )
تناول الضيف هديته وأنزلها في جيبه ثم نهض كالطاووس وتقدم نحوهما مودعا .
إزدادت دهشة صاحب الدار من تصرف ابن عمه ومانعته به من صفة (شيخ) وطلب منه أن يجيبه على سؤاله الأول ويبين له سبب تصرفه الأخير .
إبتسم إبن العم وأجابه بهدوء العارف قائلا:
(خويه إرحيم عمي الله يرحمه مايعرف شنه شجاعه وأتذكر صارت عركة سچاچین بشارعنا وفضت العركه ووراها 3 ايام هو ماطالع من باب الحوش... وقضيته بالكرم أختصرها الك انا ابن أخوه يتيم وهو عنده فلوس ما أتذكر أشترالي دشداشه بيوم عيد وعن أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر كان يجالس الناس بعد السلام عليكم ولا ينطق بعدها غير في أمان الله عمي الله يرحمه بحياته ماعرف شي غير دكانه ... أما هذا الخطار اللي دخل علينا انا متأكد ماكان يعرفنا بس شاف سياراتنا الجدد بالباب وشاف البيت جديد وواسع وسأل الناس وعرف أسمك وگال اللي سمعتهن ... وهسه يخوي صرنا شيوخ تره وانت حضر جيبك للمهاويل ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف


.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??




.. عيني اه يا عيني علي اه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو




.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد