الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوائد نظرية المؤامرة

حسين عجيب

2019 / 9 / 9
العولمة وتطورات العالم المعاصر


نظرية المؤامرة ، فوائدها والموقف الدغمائي منها ، من خلال بعض الأمثلة التطبيقية

ما هو نقيض نظرية المؤامرة ؟!
_ ربما تصلح نظريات التوقع الحديثة ، كبديل عن نظرية المؤامرة .
بكلمات أخرى ، تتمحور نظرية المؤامرة حول التوقع بدلالة الرغبة والشعور .
بينما التوقع العلمي والموضوعي ، يقتضي استبدال ذلك ، ...والانتقال إلى مستوى التوقع بدلالة الأداء والمعايير الموضوعية ، أو المنطقية في الحدود الدنيا .
....
ميزة التعادل ؟!
التعادل وضع متوازن يقبله الطرفان _ الأطراف المختلفة .
أغلب الناس لا يدركون ميزة التعادل ، وهي في حقيقتها ملتبسة وصعبة الفهم بداية .
مثالها النموذجي في المجتمع ، وضع التعادل في لعبة الشطرنج ( لا خاسر ولا رابح ) .
قلة نادرة من أصدقائي ، يستطيعون تقبل وضع التعادل...في الشطرنج أو نقاش ( حوار ) .
سنة 2003 ، وبفضل صديقتي الخالدة ( س ) ، أدركت ميزة التعادل ، وفهمتها عاطفيا :
" لنحاول أن نرى المشهد بأربعة عيون يا حسين .
البيت الذي يقصف ليس بيتي ولا بيتك ، والأجساد ، والضحايا و.... "
تلك كانت الصدمة التي أعادت لي الوعي بالفعل ، كنت مع الغزو الأمريكي للعراق ، وأنا أشعر بالخجل من ذلك الموقف الدغمائي ، الذي كنت فيه أغلب فترات حياتي .
تتضح ميزة التعادل في الدور النهائي " لعبة البطولة " على الشطرنج ، بين البطل الذي يدافع عن موقعه السابق ، وبين المتحدي الجديد الذي يطمح للبطولة ... وكان مثاله الشهير في القرن الماضي مباريات : كاربوف وكاسباروف .
بطولة الشطرنج أكثر من بقية الرياضات البدنية خاصة ، سن التقاعد فيها قبل الثلاثين .
حيث كل بطل ، سوف يكون البطل السابق قريبا ، بعدما يخسر أمام متحديه الشاب عادة .
وضع التعادل في هذه الحالة يرضي الطرفين ،
الشاب الجديد ، الذي ارتفع ، وتعادل لأول مرة مع بطل العالم .
بالمقابل ، البطل الذي حافظ على ماء وجهه بالحد الأدنى ، وحقق التعادل .
لكن في الحياة اليومية ، لا بد من تحمل الخسارات الحقيقية ، والمتكررة ، وتحمل الكوارث التي تأتي بالمصادفة لأغلبية البشر ...وفي الحقيقة لا أحد ( شخص أو جهة ) مسؤول عنها بالفعل ...مثالها الكوارث الطبيعية والمرضية وحوادث الطرق وغيرها .
أعتقد أنني أوضحت طبيعة الصدفة ، بشكل تجريبي ومنطقي بالتزامن ، وملخصها باختصار :
المستقبل _ الحاضر ، علاقة تحكمها قوانين الاحتمال : صدفة _ نتيجة .
الحاضر _ الماضي ، علاقة تحكمها قوانين الحتمية : سبب _ نتيجة .
الحاضر = سبب + نتيجة .
....
صعوبة تقبل ، أو فهم ، وضع التعادل مصدرها العجز عن تحمل الخسارة ، المؤقتة أيضا .
وهي صفة مشتركة بين مختلف الأمراض العقلية والنفسية .
والعكس نادرا ما يتحقق ، حيث الرضا بقبول التعادل مهارة عليا ، لا تتحقق قبل تشكيل قواعد قرار من الدرجة العليا ، بالتزامن مع تحقيق قفزة الثقة ، عبر الانتقال بالفعل من موقف العجز عن الحب .... إلى الحب .
وهذه الفكرة / الخبرة ناقشتها مطولا في نصوص سابقة ومنشورة على الحوار المتمدن .
....
1
لا أحد يجهل نظرية المؤامرة ، وهي كما ترد في كتابات بيير داكو عالم النفس الفرنسي ، وخاصة في كتاب المرأة _ بحث في سكولوجيا الأعماق ، ت وجيه أسعد :
توجد جماعة سرية ( لا أحد يعرفها سوى الكاتب أو المتكلم ...) تتحكم بالعالم ، وتوجهه ضد المصلحة والطبيعة الانسانيتين . وقد حولت المرأة إلى سلعة ، بنظر نفسها وبنظر غيرها . وهي تعمل على بقاء الأمة ( العربية أو الكردية أو الروسية أو الفرنسية أو اليهودية أو الإسلامية ...) بحالة تخلف .
ويخطر على الذهن مباشرة الكثير من الأساطير الشعبوية حول الصهيونية والامبريالية وخاصة حول الماسونية ( !!! ) .
ودون أية إمكانية حقيقية ، وشفافة لتحديد مدى ، ودرجة مصداقية الكاتب او المتكلم .
في سوريا مثلا ، توجد أساطير في مختلف الطوائف والجماعات الاثنية المتعددة حول بعضها وبدون استثناء ، وتتمحور حول الجنس وعبادة الزعماء والتبعية لأمريكا !
والمفارقة ، لا يوجد فرد سوري ( تجاوز _ت ) العاشرة ، ليس حلمه اللاشعوري أمريكا .
2
مصدر نظرية المؤامرة اليسار أولا ، مع الحركيات القومية والدينية _ الإسلام السياسي خاصة _ وغيرها من جماعات العداء للغرب وأمريكا وبقية أعداء الحداثة بالعموم .
حالة الفصام في ذلك الموقف ليست خافية على أحد ، يتجه أولاد المسؤولين السوريين بلا استثناء إلى أمريكا وأوروبا ، بينما إلى الصين وروسيا وإيران وتركيا والسعودية صفر ( . ) .
مع ذلك ، يوجد لنظرية المؤامرة ما يبررها ، بالإضافة إلى ما يفسرها .
فهي بالحد الأدنى ، تمنح الشعور الإيجابي للشخصية البائسة ، بعد إلقاء المسؤولية بعيدا _ هناك ....إلى قوة شيطانية وسرية ، مجرد معرفة وجودها ميزة ونوعا من الإنجاز الشخصي .
وفي المسؤولية الحقيقية ، التاريخية والسياسية ، يتحمل الطرف الأقوى والمسيطر مسؤولية الفشل أولا ، ويتشارك الفضل بالنجاح أيضا .
مسؤولية أمريكا والغرب عموما عن الوضع العالمي الحالي ، كاملة .
وذلك لا يتناقض مع مقولة " دود الخل منه وفيه " ، الفساد داخلي وذاتي أولا .
وهذا موضوع لا يقبل الموقف الدوغمائي : أبيض أو أسود .
3
الحاجة إلى عدو ، مع التلهف إلى أخبار الفضائح ، وخاصة الحاجة القهرية ( المشتركة واللاشعورية ) للحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا ، وغيرها الكثير أيضا ، من مصادر نظرية المؤامرة والحاجة القهرية إلى مسؤول عن فشل _ نا ... الذاتي أو الموضوعي .
المسؤولية الشخصية عتبة الصحة العقلية ، وهي الحد الموضوعي بين المراهقة والنضج .
لا أحد يجهل ثقل المسؤولية الشخصية ، تسميتها الشعبية " الأمانة " .
في التحليل النفسي فكرة وخبرة الاسقاط والتمثل ، بمعنى نسب الفشل للأعداء والحظ السيء ، مقابل نسب النجاح للجدارة والقيمة الشخصية _ والعكس تماما بالنسبة للأعداء والخصوم _ حيث تعتبر تلك السلوكية اللاشعورية محور الحياة الفردية قبل اجراء التحليل النفسي .
وتعتبر فكرة ، وخبرة ، استعادة الشعور غاية العلاقة التحليلية .
أو تحويل اللاشعور إلى شعور ، بحسب تعبير أريك فروم .
4
أعتذر عن التكثيف الشديد ، لأنها موضوعات متكررة في كتابتي وتجنبا لملل القارئ _ة
سأنتقل مباشرة إلى الأمثلة التطبيقية :
مثال من مصر " أم الدنيا " بين جمال عبد الناصر وأنور السادات :
معروفة حكاية تحالف جمال عبد الناصر مع الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية ، مقابل العداء الظاهري للغرب .
وحركة السادات المعاكسة ، وزيارته الشهيرة للقدس ....
تعامل أمريكا مع حلفائها ، بالمقارنة ، مع تعامل روسيا ( والصين ) مع حلفائها ؟
_ مثال أول إسرائيل وكوريا الشمالية .
_ مثال ثاني إيران والسعودية .
_ مثال ثالث تركيا وموقفها المزدوج .
توجد مفارقة ، مشتركة بين أنصار نظرية المؤامرة ، أن الغرب الحديث والديمقراطي يعمل ضد التحديث والتطوير في بلاد العالم الثالث .
من البديهي أن تفضل الشخصية اليسارية ، العلاقة التعاونية صداقة أو شراكة وغيرها ، مع شخصية يسارية مثلها . والعكس أيضا أن اناصب العداء لأعداء اليسار .
نفس الأمر ينطبق على مختلف الاتجاهات الأيديولوجية للإنسان ، على المستويين الفردي والاجتماعي وبمختلف الميادين كقاعدة عامة ( توجد استثناءات بالطبع ) ، ولكن من غير المعقول أن يكون الاستثناء هو القاعدة .
هذا موضوع معقد ، وخطر أيضا ، وقد سبب لي الكوارث بالفعل ...خلال تسعينات القرن الماضي ، أيضا سنة 2008 ، و2015 .
وأعتقد أن موقفي المتكامل ، واضح تماما خلال كتابتي ونمط عيشي بالتزامن .
....
ملحق وهوامش
هتلر تلميذ موسوليني ، وليس العكس .
هذه معلومة وليست رأي .
....
السلوك الإنساني مزدوج بطبيعته ، لكل موقف وسلوك فوائد وأضرار متلازمة ، وغالبا ما يتعذر التمييز الدقيق بينهما ، إلا بعد مرور فترة من الزمن .
يسهل إدراك الفوائد من قبل الخصوم أحيانا ، والعكس ممكن أيضا ، حيث تدرك الأضرار من قبل الخصوم _ كما في نظرية المؤامرة أكثر من بعض أصحابها .
وهذا يمثل الفرق النوعي بين علم النفس المرضي ، وبين علم نفس الأصحاء ( حيث أسعى لأن تكون كتابتي ، بمثابة تعريف له وبه ، وأمثلة تطبيقية عليه أيضا ) .
الفوائد السياسية لنظرية المؤامرة لا تخفى على أحد ، والكلام عليها سيكون نوعا من الحذلقة .
الفوائد النفسية والاجتماعية لها هي الأهم ، وتشترك مع الأدب السطحي ( الفضائح والاثارة وغيرها ) ، حيث مصدر الترويج ذاتي وبهدف التسلية ، وغالبا ما يكون عن قناعة .
للبحث تتمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سجين محكوم عليه بالمؤبد نفذ أكبر سرقة فندق في نيويورك


.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق




.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟


.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف




.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح