الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 2

أفنان القاسم

2019 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


أعدائي السلبيون وأعدائي الإيجابيون

تلفّظ أعدائي بكل ما هو وضيع، هؤلاء هم أعدائي الإيجابيون، أما الآخرون الذين نظروا إليّ بعين اغترابهم السياسي مستهجنين ما أقول، فأولئك هم أعدائي السلبيون، يعتبرون ما أقوله نوعًا من النزق أو ضربًا من الجنون، ويرمونني بتهمة الانقطاع عن الواقع، بينما مواقفهم المستهلكة كلها، والتي هي مواقف للفكر السائد، تفضح انقطاعهم هم عن الواقع، ليؤدي ذلك إلى خلل في نظام رؤيتهم للعالم، وبالتالي إلى انفصام شخصيتهم، وبسبب هذا الانفصام يتراوحون بين التأمل الذاتي الذي هو تأمل بائس والتأمل الجماعي الذي هو تأمل خاطئ، يلعبون لعبة السلطة في قدحهم أو في مدحهم، دون أن يقدموا حلولاً، يَبقون في أماكنهم، ودون أن يؤثروا في الأشياء، يُبقون على النظام، بينما أنا في كل ما أفكر وفي كل ما أفعل عملي حتى النخاع أريد تبديل هذا النظام.



كل السلطة للهوية

ما يقتلني في دماغي في أم دماغي كمغترب في كياني في إنسانيتي النظام الوجودي لكل فرد الذي هو في نفس الوقت النظام السياسي لشعب لأمة في وضع لا اغتراب فيه، أنا لهذا أنظر إلى الشعب الإسرائيلي إلى الشعب الفلسطيني من عيني الواحدة، والتي بها أقدّر العلاقات بينهما وأقيمها (بكسر الياء وتشديدها)، وأنا لهذا اقترحتني ملكًا للأردن وفلسطين، لأجسد سلطة الهوية ولا شيء آخر غير سلطة الهوية، لأن كل السلطة للهوية، واعتمادًا مني على هذا المفهوم الخلاق، خلاق لأنه مجرد من أي بعد إيديولوجي، لأنه الإنسان عاريًا إلا من إنسانيته، سأوجز في نقاط تسهل للجميع كل حيثيات مملكتي التي هي مملكة للهوية، والتي بها ستنتهي كل مشاكل الهويتين الفلسطينية والإسرائيلية وباقي الهويات العربية وغير العربية في المنطقة.



النقاط المعجزات

أولاً) الضفتان الشرقية والغربية كانتا إلى وقت قريب موحدتين تحت الحكم الأردني ومنذ القدم في وقت ما قبل التوراة، التاريخ القديم يشهد على حركة الفينيقيين بينهما، والتاريخ الحديث يشهد على حركة الفلسطينيين بينهما، الأردن هو فلسطين ثانية بمواطنيه، وأن أكون ملكًا للضفتين لهذا أبعاد عميقة لنظام الهوية أعمق بكثير من الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن باب التسهيل الشعبي الضفتان كانتا مملكة، فما المانع إذن أن تكونا مملكة، الأهداف ليست واحدة هذا صحيح، ليست الضم، وليست تصفية الحقوق، لا ولا طمس الهوية، لكني سأركز على ميكانيزم الحكم، هذا ما يقلق القصر، أنا لن أمسس الدولة الهاشمية، ملكها سيبقى ملكًا، أنا لن أقلبه، أنا سأقلب نظامها الذي أريده أن يكون دستوريًا حرًا لا دستوريًا كُرًّا، يلعب فيه الملك –أي في النظام- دور الضامن للدستور وللمؤسسات وللحريات الحرية الكمبرودورية إحدى هذه الحريات وليست كل الحريات في النظام السافل الحالي، وفقط، كما هو حاصل في إنجلترا البلد الأول للأستاذ عبد الله. الشيء نفسه مع الأستاذ عباس، طبعًا وجوده في رام الله غير شرعي لأنه وجود مفروض من الاحتلال على طريقة الماريشال بيتان، وانتخابه المزور انتهى منذ سنين بعيدة، لكن معلش الظرف يوجب، هو كذلك أنا لن أمسسه، غير أني سأجرده كزميله الأردني من كل الصلاحيات، وكرئيس –هو أو الرئيس القادم المنتخب بكل حرية وكل ديمقراطية- لن يكون غير الضامن للحريات والمؤسسات والدستور. وكوني ملكًا على الضفتين كوني ضامنًا للضامِنَيْن، فلا ثقة بهما، تاريخهما يشهد على ذلك، وكيلا يحصل صراع للمصالح بين الدولتين. وبوجودي في القدس كوني الموحد بينهما كنظامين وبين النظام الإسرائيلي، وجودي في القدس هذا سيكون الحل السحري لوضع القدس كعاصمة لفلسطين وكعاصمة لإسرائيل.

ثانيًا) القدس الشرقية كلها أقول كلها لي، لفلسطين، لا تنازل عن ذلك قيد أنملة، لكنها تبقى والقدس الغربية مدينة واحدة (كنت على وشك أن أقول عاصمة واحدة) لكل الإسرائيليين ولكل الفلسطينيين. قَصري في أعالي جبل الزيتون هو الضامن لهذه الكلية الجوهرية للهوية الفلسطينية في القدس الشرقية، وضمنيًا للكلية الجوهرية للهوية الإسرائيلية في القدس الغربية والقدس الشرقية (سأشرح فيما بعد كيف)، عمليًا للكليتين الجوهريتين للهويتين بما أن القدس ستبقى موحدة، بينما الإدارة الفلسطينية ستبقى في رام الله وأبي ديس، تبعد رام الله عن القدس مسافة عشرين دقيقة، وأبو ديس هي القدس، والمعاملات كلها ستؤرَّخ بالقدس، على أن تُخلع أقدام الجيش الإسرائيلي من أبواب المسجد الأقصى وأبواب كل المعابد وكل القدس القديمة، وأن يوضع حرسي الملكي الضامن لحريات العبادة والتجول مكانها –افهموا يا بني آدم من كل الأطراف لماذا من بين لِماذات لا تعد ولا تحصى أنا ملك الضفتين- هكذا يكون الحل السحري الديني بعد الحلين السحريين السياسي والإداري. أما الحل السحري الرابع والأهم برأيي فهو المتعلق بالتعايش (من الأفضل قول العيش معًا عربًا ويهودًا)، وذلك بإعطاء جنسية مزدوجة لسكان القدس الشرقية اليهود، وبهذا أكون قد أرضيت هاجسًا جوهريًا للهويتين، ضمنيًا كل القدس يهودية والقدس بشرقها عربية. توحيد القدس يكون بالفعل تحت علم بلديتها المرفرف بين علمي الدولتين، فالانتخابات تجري في دوائر لا فرق بين شرقها وغربها، وانتخابات الدوائر تكون على أساس كل دائرة بسكانها عربًا ويهودًا، هنا لا تعارض بين الهويتين. وعلى العكس الانتخابات التشريعية ستكون ليهود القدس الغربية والقدس الشرقية حسب النظام الانتخابي الإسرائيلي القائم على الحزبية والترشيحات المستقلة، وأنا هذا لا يهمني لا من بعيد ولا من قريب، إنه النظام الانتخابي في دولة إسرائيل. أما في دولة فلسطين، فالنظام الانتخابي يقوم على أساس منظمات المجتمع المدني، وفي القدس الشرقية فقط، للسكان العرب، ولمن يشاء من السكان اليهود حاملي الجنسية المزدوجة. إذن توحيد القدس لا يعيق تمثيل سكانها في الكنيست وفي البرلمان كما شرحت، أما الانتخابات البلدية كما أوضحت، فسيكون لها الفضل في تكريس هذا التوحيد. ومن هذه الزاوية، زاوية التوحيد، ستكون السفارة الأمريكية سفارة كذلك لي، لفلسطين، فانظر أستاذ ترامب كيف أحوّل نقلك التعسفي المعارض للقوانين الدولية ولمتطلعات شعبي إلى فعل لمصلحة الشعبين، وانظروا أساتذة إسرائيل كيف آتيكم بكل سفارات العالم بعد تتويجي، فما الذي تريدينه مع سلمي ملكًا أكثر يا إسرائيل؟ ولتذكيرك طالبتك في مقالي السابق بالانسحاب إلى حدود 67 بينما سيبقى فضائي مفتوحًا للسلم والهدوء. ولتذكيرك كذلك طالبتك بالتعويض المغري للاجئين مع صيغة "مطرح ما ترزق إلزق" حتى في إسرائيل نفسها، هذا التعويض سيكون مشروطًا بالرغبة فيه أو بعدمها، فلا يقال باع الفلسطينيون بلادهم! وحسب استطلاع للرأي أجريته حولي، تسعون بالمائة يفضلون التعويض بعد استقرارهم على العودة. أنا شخصيًا أرفض التعويض، وأطالب الحكومة الإسرائيلية بإعطائي قصرًا في يافا مدينة مولدي بدلاً من دار أبي الواقعة قرب جامع الشيخ حسن التي دمرتها الجرافات لشق كورنيش محلها، وبدلاً من دار أمي في حي العجمي الذي اعتبرته اليونيسكو حيًا من التراث العالمي. وبالمناسبة أطالب الحكومة الفلسطينية بإعادة نصف أراضي قرية برقة من قضاء نابلس التي حُرم منها أبي. أنا إذن في تعاملي مع الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية حول مسائلي الشخصية ومسائلي الوطنية واحد وبنفس القوة لإرضاء هويتي الفردية وهويتي الوجودية. أستاذ نتنياهو أستاذ جانتز إن وضعتما نفسكما مكاني، فماذا ستفعلان وبماذا ستطالبان غير ما أفعل وبما أطالب؟

ثالثًا) لا بد أن تتم خطوات عملية على الأرض قبل التفاوض أو على الأقل خلاله المعروفة نتائجه التاريخية مسبقًا: 1- إطلاق سراح كل الأسرى السياسيين، ولأزيل التوجسات الإسرائيلية إرسال "الخطرين" منهم إلى سجون الأردن لتعاد محاكمتهم. عندي لن يكون هناك أي سجن مثلما لن يكون هناك أي جيش، مرتكبو جرائم الحق العام سيكون مكانهم سجون الأردن. 2- رفع الحصار عن القطاع ليتنفس أهله، الأمن الحماسي كالأمن الفتحوي سيتكلفان بكل تجاوز في القطاع وفي الضفة، ولن يكون هناك أي تجاوز مع هذه الحرية الجوهرية للهوية. 3- معاملة سكان إسرائيل العرب معاملة سكان إسرائيل اليهود بكل ما لهم وما عليهم من حقوق وواجبات –كما هو الحال في فرنسا- وليس بوصفهم "المواطنين العرب في إسرائيل أو أوسخ عرب الداخل- سيترتب عن هذا أهم ما يقلق النظام: "الخدمة العسكرية" التي تم حلها في فرنسا عندما أصبح جيشها جيشًا مهنيًا يتقدم إليه من يريد الانخراط فيه كأية مهنة أخرى، مما سيسمح بانخراط العرب بشكل تطوعي لمن يرغب، وبيني وبينك يا إسرائيل هل ستكونين في حاجة إلى حربجة في وقت سلمي أنت فيه عندي وبفضلي عند كل بلدان المنطقة؟ 4- هذا ولن أنسى هدم جدار القهر العنصري فورًا وقلع "الشيكبوينتات" أينما كانت، فالأمن التكنولوجي أقوى من كل شيء اليوم، لتتنفس الأوطان، وتهب على الناس أنسام الحرية، عندئذ أقول حررت الشعبين، وكتبت التاريخ، وأعدت إلى الإنسان إنسانيته.

رابعًا) أهم خطوة عملية في هيكلة مملكتي هي كتابة الدستور ثم تطبيقه الديمقراطي والذي سيبدأ بانتخابات حرة لأول مرة في تاريخ البلدين والمنطقة. الدستور مكتوب وموجود في هذا الموقع، ما يتبقى تدويره أردنيًا وفلسطينيًا، وذلك بإعادة كتابته بأقلام مختصين وقانونيين. الشيء نفسه بخصوص النهج الجديد للانتخابات على مستوى العالم كما أرتأي الذي حتمته عليّ إيقاعات عصرنا المتطورة جدًا، هذا العصر الذي لم يعد نظام التنافس الحزبي ينفع فيه وضغوطات وسائل الإعلام التي "بإرهابها" يتم التلاعب عبرها بالناخبين، بينما نظامي الانتخابي الجديد الموجود كذلك في هذا الموقع عماده منظمات المجتمع المدني، رسمت حركيته وكيفيته، وعلى المختصين والقانونيين أن يقوموا بترتيبه وتعميقه. لهذين السببين الجوهريين لسلطة الهوية يجب تشكيل حكومة فلسطينية وحكومة أردنية تكون مهمة كل منهما كتابة الدستور والنظام الانتخابي وإجراء انتخابات تكرس الفصل بين الملك أو الرئيس والحكم الفعلي للهيئات الثلاث الشرعية والتشريعية والتنفيذية على أساس الفصل كذلك بين الدين والدولة. ستكون المدة ستة أشهر أقصاها سنة، وسيكون التعاون بين ضفتي مملكتي كاملاً.

خامسًا) انتهى عهد التآمر والتسافل والإيقاع والخداع، كل شيء أقول كل شيء من طقطق لسلام عليكم سيتم بكل شفافية بكل وطنية بكل رأسمالية ولصالح سلطة الهوية، وبين مملكة إسرائيل ومملكتي التعاون كلي التعاون مطلق وليس فقط أمني –يا دين الرب- الذي ويا للمفارقة نجحتم فيه مائة بالمائة ويؤشر نجاحكم السلبي هذا إلى نجاحكم الإيجابي في ميادين أخرى معي معنا.



مارتن لوثر كنج

مارتن لوثر الملك مثلي قتلوه ولم يقتلوا أفكاره، نمت أفكاره وترعرعت في غيابه الفذ بعدما بذرها في حضوره الفذ، فتحرر سود أمريكا، وتحررت أمريكا بسودها وبيضها، على الرغم من عنصرية النظام وقوته وجبروته، إنه شرط الواقع الأقوى وشرط الحياة وشرط الحضارة، واليوم في حياتي تتوفر هذه الشروط الثلاثة، وكل ما يتبقى العمل بموجبها. هذه التجربة، هذا التحول، هذا الإبداع، سيغير كل هذا وجه المنطقة، سيغير فحوى الأنظمة، سيغير ممارسة الديمقراطية. أنا لن أفرط بشبر واحد من القدس الشرقية، ومن الضفة، ومن القطاع، لإرضاء الهوية وتقديسها، غير أن في السياسة تتجاوز هذه الناحية التجريدية خصوصية الكيان، فتبرز أهمية التعامل على الأرض الذي أضعه دائمًا في مجال الممكن، والذي يتم دائمًا الاتفاق عليه، والتوصل دائمًا إلى صيغة ترضي كل الأطراف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصويبان
أفنان القاسم ( 2019 / 9 / 23 - 08:48 )
بكسر الياء وبتشديدها بدل بكسر الياء وتشديدها... ولتطلعات وليس ولمتطلعات... ميرسي!


2 - اللوبي الصهيوني لن يقبل
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 9 / 23 - 10:50 )
لاشك انك ملك وبدن تتويج ولو كان اللوبي الصهيوني يريد لهذه المنطقة
الاستقرار والسلام والنمو لوافق على المبادرة العربية للسلام او لاالتزم ونفذقبلها باتفاقية اوسلو
اللوبي الصهيوني هو المتحكم بقرارات الدول العظمى ومنها امريكا
وذتها امريكا والدول الكبرى الخمس لاتريد لهذه المنطقة الاستقرار ولاتريد لشعوبها ان تعيش بسلام
يكفى ان تبقى ملك الكلمة

تحياتي


3 - يا الغالي أنا لا أومن بنظرية اللوبي الصهيوني وبس!
أفنان القاسم ( 2019 / 9 / 23 - 11:05 )
النظام الأمريكي يقوم على أساس اللوبيات في شتى الميادين والنظام الأمريكي يقدم اللوبي اليهودي ليس على غيره وإنما تبعًا لمصلحته، وأعتقد اعتقادًا جازمًا أن مقترحاتي هذه تتجاوز هذا اللوبي إلى مصلحة الأمريكان، وبالتالي أنا أفرض نفسي على اللوبي اليهودي بما فيه مصلحته هو كذلك، إذن هناك مصالح والوقت اليوم مقترحاتي فيه هو غيره أيام المقترحات العربية، والفرص سانحة تمامًا لتطبيق ما أقول...


4 - أخ حسن في الفيسبوك إسقاط المقدس أنا أول من يريد
أفنان القاسم ( 2019 / 9 / 24 - 08:55 )
لكن لا أحد يمكنه إسقاط الدين، يمكننا فصل الدين عن الدولة، وانتهى الإشكال... اقرأ قرآني المعاصر في تحطيم المقدس، وراجع مشروعي في التنوير...

اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا