الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد تدمير دول العرب البارزة .. هل جاء دور السعودية ؟

طاهر مسلم البكاء

2019 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



هجوم آرامكو الذي قلب العالم رأسا ً على عقب ،عجيب غريب ، فمصدره لم يعرف لحد الآن رغم الدفاعات الحديثة والمتطورة في المنطقة ،كما انه كان نظيفا ً 100% ، فلم يكن هناك قتيل واحد فيه ؟!
وبدت امريكا حائرة في كيفية استغلال الحدث كعادتها، وظهرت رغبة ترامب واضحة في عدم التحرش بأيران ،بل انه يرغب بدفع السعودية لضرب أهداف ايرانية ،ولابأس ان يوفر الأمريكان ،او بالأحرى ان يبيع الأمريكان السلاح المناسب الذي ستهاجم السعودية فيه ايران ،فيكون اصاب العديد من العصافير بحجر واحد :
- الثأر من الأيرانيين .
- بيع المزيد من السلاح على السعوديين خاصة والخليجيين عامة .
- اشعال حرب يريدها ، لأنهاك السعودية والأمارات أسوة بالعديد من دول العرب قبلها ،مع استمرار حلبهما ،فيما هو متفرج وتاجر سلاح ،ويشار له بالحذاقة السياسية بعكس مايشاع عنه الأن من انه خائف من المواجهة مع الأيرانيين، وقد يوجه الأوربيين بمساندة السعودية ضد ايران .
ان حقق ترامب هذا فسيكون اشطر بكثير من بولتون الذي اراد ضرب ايران ،فتتورط امريكا مباشرة في حرب لاتعرف نهايتها وتبعاتها .
وبعد ستة أيام على هجوم ارامكو لخص وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر النتائج بقوله :
"منعا لمزيد من التصعيد، طلبت السعودية مساعدة دولية لحماية البنية التحتية الحيوية للمملكة، كما طلبت الإمارات العربية المتحدة مساعدة" أيضا.
وأوضح أنه استجابة لهذين الطلبين "وافق الرئيس على نشر قوات أمريكية ستكون دفاعية بطبيعتها وتُركز بشكل أساسي على سلاح الجو والدفاع الصاروخي".
طبعا ً ترامب كان واضحا ً منذ اليوم الأول مستعدين للمساعدة ولكن بعد دفع النقود !

وقد يكون حسني مبارك صادقا ً عندما قال:
“المتغطّي بالأمريكان عريان”.
ولكن متى فهم ذلك؟ ،طبعا ً بعد ان فارق السلطة !
سياسة واشنطن :
برزت سياسة واشنطن في عهد ترامب متجنبة المواجهات العسكرية ،حيث تخسر فيها اموالا ً،وركزت على الحصارات الأقتصادية رغم قسوتها وابتعادها عن الأنسانية وحقوق الأنسان التي تتشدق بها امريكا ،إذ انها تنال من السكان المدنيين بمختلف فئاتهم أكثر مما تنال من القادة السياسيين ،ولكن امريكا بدت واضحة تصنع الأحداث لمصالحها ،وعلى أهبة الأستعداد للدخول في الحروب اذا كان هناك من يدفع المال ،فحرب العراق الأولى عام 1991 م ،ماكانت تتصدرها امريكا بالشكل الذي كانت عليه لولا وجود الكيس الخليجي ،وقدرتها على تجييش الأوربيين في جيشها .
المواجهة مع ايران محيرة لترامب :
بدى ترامب حريص على تجنب الانزلاق في صراع مع إيران ،وكان يعوض ذلك بمزيد من الضغوط الأقتصادية ،ولكنه يدرك أن عدم الرد سيشجع إيران على تنفيذ مزيد من الهجمات، وهجوم مثل ماحصل في ارامكو سيؤدي حتما ًإلى أزمة طاقة عالمية وارتفاع كبير في اسعار النفط ، وقد يؤدي الى فقدانه ثقة المواطن الأمريكي الذي سأم الحروب ،والذي كان ترامب وعده سابقا ً بالأبتعاد عن الحروب في حملته الأنتخابية الأولى .
اما حربها الثانية على العراق ،والتي اشتد فيها آوار المقاومة العراقية ،فتحملت فيها امريكا الخسائر لوحدها ،و لم يكن هناك من يدفع لها ،وبالنتيجة برزت خسائرها خلالها استراتيجية، وستؤشر في تاريخ امريكا حتما ً،وكان من نتيجة ذلك ان سحبت قواتها عام 2011م بهزيمة بائنة لاغبار عليهاولكنها منمقة !
ترامب يعترف :
يعترف ترامب ،وفي أكثر من مناسبة ، بأن حرب العراق كانت خطأ ً فادحا ً أرهقت الميزانية الأمريكية ولم تجلب لأمريكا شيئا ً واضحا ً سوى الأستعراض الذي انتهى بالهزيمة ،كما ان الأمريكان يعترفون ،في تحليلهم للحرب على العراق ،ان المستفيد الأكبر والمنتصر من وراء الستارفي تدخلهم في العراق هو ايران .
الصهيونية وترامب :
وكما تمكنت الصهيونية من دفع امريكا الى الأحلال محل دويلة الصهاينة في تدمير كل الدول التي تنظر الصهيونية اليها كعدو حتى ولو كان عدو محتمل ،فانها تمكنت من دفع ترامب الغشيم في السياسة والمتكالب على المال الى التحرش المباشر بأيران ،ودفعه الى الأنسحاب من الأتفاق النووي عام 2018 م،وشن حرب اقتصادية ضد ايران بحجة دعمها لجماعات لاتعجب الصهاينة ،وكان انسحاب ترامب خطوة انفرادية لم ترضى عنها روسيا والصين والدول الأوربية المشتركة بالأتفاق النووي ،
اضافة الى الكثير من دول العالم، والتي بدأت تنظر الى إدارة ترامب انها المسؤولة عن خلق الأزمة ،من خلال حرمان إيران من القدرة على تصدير نفطها .
خطورة الحصار الأقتصادي :
استشعرت ايران خطر الحصار الأقتصادي الذي بدأ يؤثر في سياسة الدولة الأقتصادية وتأثير ذلك في مختلف القطاعات ،كما انه بدأ يؤلب شعبها ضد قيادته بعد ان احس ثقل الحاجة وعنف العوز ،وقد تكون استفادت من تجربة حصار امريكا لنظام صدام ،فبدت ايران مضطرة للعمل على ارباك السياسة الأمريكية في الخليج ،وبنتيجة ذلك أسقطت طائرة امريكية متطورة بالسلاح الأيراني ، وانقسمت آراء ساسة امريكا حول الرد الأمريكي، وقد يكون الحدث هو مفترق الطرق الذي ادى الى عزل المستشار بولتون من البيت الأبيض ،وما اكد ذلك تصريحاته بعد الأقالة ،حيث ذكر ان قرار ترامب بالامتناع عن شن ضربات عسكرية على إيران ردا على إسقاطها طائرة مسيرة أمريكية أوائل الصيف الماضي شجع الجمهورية الإسلامية على تفعيل "عدوانها" في الأشهر الأخيرة، مرجحا ً أن استهداف منشآت أرامكو السعودية جاء بسبب رفض ترامب خطة الخيار العسكري .
تصيد الفرصة :
لقد كانت روح ترامب تحوم حول مياه الخليج تنتظر الفرصة التي تثأر فيها من الأيرانيين دون خوض حرب مباشرة تكلف الأمريكيين الكثير ،كما انه لايعرف كيف تكون نهايتها ومدى انتشارها وقد تطال حلفاءه الصهاينة ،و كما يبدو انه يدرك جيدا ً مدى صلابة الأيرانيين وعنادهم ان اندلعت المواجهة ، وجاءت الفرصة التي قد تكون صنعت امريكيا ً ، أوقد تكون أهديت على طبق من ذهب الى ترامب في 14 سبتمبر ، وهي ضرب منشآت أرامكو النفطية في السعودية ،مما اوقف نصف الأنتاج السعودي ،مايقرب من 5,7 مليون برميل يوميا ً ،وقفز بأسعار النفط الى مستويات قياسية ،اكثر من 71 دولار للبرميل،ورغم ان الحوثيون اعلنوا مسؤوليتهم عن الهجمات غير ان الأمريكان اتهموا ايران مباشرة ،وقبل اجراء اي تحقيق، او ظهور اي دليل ،وخرجت تصريحات امريكية واضحة ان أمريكا ورئيسها ترامب لايريدون المواجهة مع ايران من أجل عيون السعودية وان على السعودية ان تبادر الى الرد على ايران، وتدافع عن نفسها !
هل هناك امل في حلول سلمية ؟
كان جل هم ترامب هو ان ايران سوف تذعن لحصاره الأقتصادي ،وتخضع لشروطه بالتفاوض حول ماتملكه من صواريخ بالستية واسلحة أخرى ،وربما لن يكفيه هذا ليرضى عن ايران بل انه كان يحلم بأن تتعهد ايران باقامة معاهدات سلام مع الصهاينة أسوة بدول العرب ،ولكن يظهر انه كان لايعرف الأيرانيين جيدا ً ،ولم يقرأ عن تاريخهم ،وهذا ما أوقعه في المأزق الحالي على ابواب انتخابات دورته الثانية ،يبدو انه لم يدرس خيار عناد ايران وصلابتها عند انسحابه من الأتفاق النووي.
ومن المستبعد كليا ً ان تتنازل ايران عند رغبات ترامب ، ولهذا فالمواجهة العسكرية قد تكون السبيل الوحيد المتبقي ،ومن المتوقع ان ترامب سيصبر حتى نهاية الأنتخابات الرئاسية الأمريكية ومن ثم يعود بخيارات اقوى الى الحرب الملعونة ،هذا طبعا ً اذا لم تنجح طرقه في دفع السعودية ككبش فداء بمواجهة ايران عسكريا ً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا