الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران وامريكا ...من التهيؤ للحرب الى الحوار

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2019 / 10 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


الازمة مع ايران ارتفع معها سقف التهديد والوعيد وما رافق ذلك من احتجاز سفن متبادل الى التهديد المباشر بشن ضربة عسكرية مقابل اعلان ايران تهديداتها بان كل القواعد العسكرية الامريكية في المنطقة تقع مرمى الصواريخ الإيرانية وهنا تتداخل المحددات الذاتية والموضوعية تجاه الموقف من الازمة فالرئيس ترامب في مرحلة تهيؤ للانتخابات نحو ولاية رئاسية ثانية ولا يرغب ان يخسر معركة خارجية او داخلية تخرجه من البيت الأبيض خاصة مع تصاعد الخطاب المناوئ له من خصومه في الحزب الديمقراطية بل وبعض من حزبه أيضا .
وايران لا ترغب في مواجهة عسكرية لن تكون محدودة ولن تقف واروبا متفرجة بل ستنحاز للصف الأمريكي وهنا سيكون التدمير شامل لإيران مع اسقاط نظام ولاية الفقيه وهو امر غير مرغوب به من النخبة الحاكمة التي يتجاوز طموحها الداخل الإيراني نحو إعادة امجاد الإمبراطورية الفارسية كنزعة قومية يتم التعبير عنها بشكل مباشر حينا وغير مباشر أحيانا كثيرة .
ومعها تفاعلات الداخل السعودي الذي يعاني من اهتزازات سياسية داخل الاسرة الحاكمة ومع محيطها الخليجي والعربي وتخوفها من فارق القدرات العسكرية و الديموجرافيه مع ايران والتفكير في ضعف الدعم الأمريكي حيال بدأت السعودية المعركة وهو امر لا يرجحه كثير من المراقبين إضافة الى ما تعانيه المملكة من اخفاقاتها في اليمن بل والهجوم غير المسبوق نحو مناطق النفط الاكثر اهمية في السعودية مما وضعها في موقف محرج سياسيا وعسكريا وعلى مستوى الداخل ذاته أيضا الذي يتساءل لماذا تتم مهاجمة بلادهم دون رد عسكري وبالتالي يكون السؤال عن أهمية شراء الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية منذ خمسين عام . كل هذا ادى الى نقطة تحليل هادئة ادركها الجميع في المنطقة تضمنت التأكيد ان الحرب ستكون كارثية على عموم المنطقة ومن ثم اتجهت الدبلوماسية من الاروقة والابواب الخلفية لتتجه نحو ارسال اشارات ورسائل ترغب في الحوار وتهدئة الموقف مع طرح كل القضايا محل الخلاف للحوار بجولات سرية كمناقشة اولية لترتيب اجندة الحوار السعودي الايراني والامريكي الايراني .
وهنا تتعدد الدول صاحبة المصلحة في نقل الرسائل والرغبة في تهدئة الموقف ..وللعلم حوار امريكا مع ايران وفق اجندة لا تتضمن مصالح الخليج الا في نقطة واحدة عدم تهديد الممرات البحرية لنقل النفط لمصلحة الاقتصاد الرأسمالي والاهم عدم تهديد اسرائيل او القواعد الامريكية مع اعادة النظر بالاتفاق النووي وكبح مسار تطوره النوعي مما يمهد لتغيير السلوك السياسي للنخبة الحاكمة في ايران مع العلم ان هذا المشروع النووي الإيراني هو امريكي التخطيط والهدف منذ العام 68 ايام الشاه بهلوي لرسم فارق عسكري نوعي مع دول الخليج والمنطقة العربية .. صفوة القول امريكا في خططها للمنطقة تعتمد هندسة سياسية لإعادة ترتيب الجغرافيا وفق انظمة تتقاطع وتتداخل مع مكونات البنية الاجتماعية والمذهبية يأتي بعد تعميم الفوضى والعبث السياسي وهو امر خطير يغيب في مغزاه ودلالاته الى حد كبير عن صانع القرار السياسي العربي خاصة السعودية والامارات فكلاهما هدف اول للصواريخ الايرانية حال وقوع الحرب .
أخير يمكن القول ان اليمن تشكل نقطة الارتكاز الأساسية في الحوار مع ايران ونقطة ارتكاز للاستقرار في المنطقة وهو امر اصبح محل ادراك من بعض المراقبين فهل تدرك النخبة السياسية والحزبية بدورها محورية بلادها في تفاعلات الموقف الإقليمي مع تداخلاته في الداخل اليمني حربا وسلما وهل تدرك وتمتلك ذات النخبة رؤية استراتيجية تمكنها من استثمار الحوارات الدولية والإقليمية واهتماماتها بالمنطقة واعتبار اليمن اهم نقطة توافق سياسي تشكل مدخلا للحوار والاستقرار ..فكيف تستفيد اليمن من متغيرات السياسة الإقليمية والدولية وهل هناك من يستوعب هذا الامر ويستفيد منه ...!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة