الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف عقيدة ( الحياة المعاصرة ) من مسألة نشأة الحياة وفكرة التطور والارتقاء / 5

رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)

2019 / 10 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ثالثا ) امكانية حدوث الطفرات الوراثية بشكل عشوائي على الجينات الوراثية مما ينتج عنه اختلافات عضوية عن جيل السلف ، وحتى لو كان هناك نظام في الكائنات الحية لمنع حدوث الطفرات الوراثية فان وجود هذا النظام لا يمنع من حدوث الطفرات .. فعلى الرغم من ان قوانين الطبيعة تغطي كل مكان وانها صارمة التنفيذ فان الطبيعة لا تخلو من وقوع حوادث نادرة الوقوع وغير متكررة بصورة دورية وفي نفس الوقت هي لا تتعارض مع القوانين العامة .. هذه الحوادث النادرة هي ما نسميها حوادث الصدفة .. وهذا ما يتمثل بالطفرات الوراثية التي هي تعبير عن العشوائية في الانتشار والتوزيع فتحدث نتيجة لذلك حوادث الصدفة ، فالعشوائية لها وجود في حوادث الكون وفعالياته على الرغم من صرامة ودقة قوانين الكون ، وان وجود نظام يتحكم في الجينات الوراثية ويمنع حدوث الطفرات الوراثية لا يعني ان جميع الكائنات تولد وهي تتمتع بهذا النظام ، فالطفرات الوراثية كحدث منحرف عن المسار العام ممكن وقوعه ولكن ليس كل ما ينتج عن الطفرة الوراثية يحظى بالبقاء ، هذا وان الاضطرابات والتشوهات الخلقية للاجنة هي دليل واضح على امكانية الشذوذ والانحراف عن المسار العام تعبيرا عن وجود عشوائية او طفرات غير منضبطة قد تؤدي الى كائنات مشوهة لا تتفق مع الشكل العام السائد
رابعا ) اي مجموعة كائنات حية تتواجد في بيئة مناسبة .. في حالة عدم وجود تحديات لها فانها سوف تتكاثر الى الدرجة التي تصبح فيها كميات الغذاء المتوفرة لا تلبي جميع الاحتياجات .. فتشتد حينئذ المنافسة بينها على الغذاء ، وفي خضم المنافسة الشديدة تظهر المزايا العشوائية لبعضها والتي يمكن الاستفادة منها في المنافسة من اجل البقاء فيكون البقاء والتكاثر لمن يملك مزايا خاصة يتغلب فيها على الاخرين فتصبح هذه الصفة بعد عدة اجيال هي السائدة وهنا يحدث التحول في النوع والشكل وفقا لمبدأ ( التراكمات الكمية تؤدي إلى تغير نوعي عند بلوغها المعيار اللازم ) .
ـ ما الذي يدفع جميع الحيوانات لتقاوم الموت وتسعى للبقاء على قيد الحياة ؟ ما هي طبيعة القوة الدافعة التي تدفع كل حيوان للدفاع عن حياته وبقائه على قيد الحياة ؟ هل يدرك او يعي الغزال مثلا الخطر الذي يهدد حياته من اقتراب أسد منه فيهرب من مصدر الخطر حرصا على حياته ؟ حتى الحشرات تهرب من الخطر حرصا على حياتها ؟ في الحقيقة ان الطبيعة تنتج انواع الكائنات الحية بمختلف الصفات والخصائص ، وان صفة النزوع نحو البقاء بشتى السبل والوسائل هي صفة راسخة لدى معظم الحيوانات الموجودة في عصرنا الحالي ، حيث بقيت تنتقل هذه الصفة من جيل الى جيل من خلال التزاوج ، ان وجود الحيوانات الضعيفة في عصرنا الحالي انما هو راجع بالدرجة الاولى الى تمتعها بصفة الهروب السريع من الخطر او الاختباء والتخفي عن الاعداء والتي منحتها ميزة البقاء على قيد الحياة وبقاء انواعها جيلا بعد جيل .. كما ان هناك حيوانات ضعيفة لا تمتلك صفة الهروب السريع ولا القدرة على الاختباء من الاعداء ولكنها استفادت من حماية الانسان لها في البقاء لمنافعها له ، اما التي لم تكن تمتلك صفة الهروب السريع ولا القدرة على الاختباء ولا هي ذات منفعة للانسان فانها كانت فريسة سهلة للاعداء وبالتالي فقدت فرصتها في البقاء والتناسل والانتشار .
ـ بالنسبة لعلاقة القيم الاخلاقية بنزعة البقاء ، فان القيم الأخلاقية هي اختراع بشري للمرور عبر الأجيال دون انهيار ، اننا لو نظرنا الى نشأة قيم الحق والعدل في المجتمعات البشرية لوجدنا ان لها صلة بالرغبة في البقاء كنزعة بشرية موروثة ، فاذا كانت حاجات الناس وهي حاجات اجتماعية .. هي التي دفعتهم الى ايجاد القيم الاخلاقية ، فان حاجات الناس تمثل مصالحهم ، وان مصالح الناس هي تعبير عن نزعتهم الى البقاء وهي التي دفعتهم الى اختراع قيم الحق والعدل ، ان نزوع البشر الى البقاء عبر الاجيال هو موروث جيني يعكس الرغبة العميقة الكامنة في النفس البشرية في استمرارية التعبير عن مصالحهم الحيوية في الحياة وبالتالي دفعتهم الى صياغة قيم الحق والعدل والانصاف لكي لا يسود قانون الغاب ، هذا وان المحافظة على الاستقرار الاجتماعي هو من المصالح الحيوية للبشر ، ونحن نرى بان المحافظة على الاستقرار الاجتماعي وضمان المصالح الحيوية يستوجب اخضاع معدل الزيادة في السكان الى سيطرة الدولة لكي تواكب الزيادة السكانية معدل نمو موارد الحياة ، ويجب ان نسعى بكافة الوسائل العلمية المتاحة الى منع ولادة اشخاص معاقين غير قادرين على العمل والانتاج ... الحياة هي فرصة للانسان الحي لكي يعبر عن انسانيته ، ولا يمكن ان تكون الانسانية متكاملة لدى اشخاص يحيون من اجل ان يأكلوا فقط دون عمل او انتاج فيكونوا عبء على العاملين المنتجين .. ثلاثة شروط لاكتمال انسانية الانسان وكرامته وهي ( الفضيلة ، المعرفة ، العمل ) ومن يحيا عاجزا عن العمل منذ ولادته فانه سيحيا منقوص الكرامة الانسانية وهذا ما لا نرغب به باي حال من الاحوال
ـ الوعي يمكن ان نعرّفه بانه الادراك ، أي ادراك الذات والموضوع ، والادراك نابع من القدرة على التفكير بناءا على وجود المتحسسات ، انا افكر اذن انا بحالة وعي .. اذن انا لي وجود في الواقع الموضوعي ، قدرة الانسان على التفكير متأتية من امتلاكه للدماغ الذي هو مركز التفكير ، الدماغ هو جزء من ضمن اعضاء جسم الانسان المادي .. الدماغ يتلقى الغذاء والاوكسجين لكي يقوم بمهامه في التحكم باجهزة جسم الانسان هذا بالاضافة الى انتاج الفكر ، هذا الكون ليس الا مادة وطاقة ولا شيء اخر ، فاذا كانت مدخلات الدماغ عبارة عن غذاء واوكسجين وهما مادة .. فان الفكر الذي ينتجه الدماغ لا يمكن ان يكون الا نوع من انواع الطاقة ويمكن تسميتها طاقة ذهنية ، كما ان دورة حياة الكون عبارة عن تحولات ما بين المادة والطاقة وبالعكس ، اذن لا وجود للتفكير من غير وجود دماغ ـ هذا على مستوى الادراك البشري ـ اي لا فكر من غير وجود مادة سابقة لوجوده مع ملاحظة انه يجب ان تكون هذه المادة ذات طاقة وليست ميتة .. لان التفكير انما هو طاقة ناتجة عن الفعاليات الكيميائية داخل خلايا الدماغ ... اي ان وجود المادة هنا مشروط بوجود طاقة .. فجهاز الموبايل لا يعمل من غير بطارية .. كذلك الدماغ البشري لا يعمل من غير امدادات المواد الغذائية التي هي مواد ذات طاقة كيميائية كامنة .. تصل هذه المواد الى الدماغ عن طريق الدم فيقوم بتحويلها الى طاقة كهربائية تنتقل عبر شبكة الاعصاب الى جميع انحاء الجسم لتقوم بتشغيل منظومات الجسم كافة ، وان الفكر هو طاقة ذهنية وهي اشبه ما تكون بطاقة كهرومغناطيسية ناتجة عن سريان الشحنات الكهربائية في تلافيف الدماغ ذات المسارات المتشابكة والمعقدة ، ان وجود الدماغ البشري الحي ضروري لانتاج الفكر والحصول على الوعي ، اللغز العظيم في تكون الانسان يبدأ من وجوده كبويضة مخصبة في رحم امه ثم تبدأ بالانقسام والتعدد في الخلايا ثم في الانسجة ثم في الاعضاء ... ومن اروع الاعضاء الدماغ .. هذا الجزء العجيب عبارة عن مواد مصدرها الغذاء من الطبيعة فاذا بها تتحول الى مادة لانتاج الافكار والابداعات .. كيف بدأ الانسان من بويضة مخصبة صغيرة فاصبح كائن يفكر وينتج ويخترع الالات ويضع النظريات ؟ كيف لهذا الدماغ الذي هو عبارة عن مواد في الطبيعة تنظمت بطريقة ما في الدماغ فاصبحت منتجة للفكر ؟ كيف يمكن ان يكون تجميع المواد في الطبيعة بطريقة ما وبكميات ما وتحت ظروف ما تؤدي الى تكون مزيج منتج للافكار والنظريات والذكريات واللغة والتخيلات والاحلام وتخزين المعلومات ؟
ـ بالنسبة لمسألة النظام الكوني الدقيق والصور الابداعية في خارطة الكون ... فان حالة الانتظام والدقة في النظام الكوني لم تحدث في ليلة وضحاها ، النظام الكوني بدأ منذ 14 مليار سنة على شكل انفجار عظيم ، وكان كل شيء فيه يتحرك بعشوائية وفوضى .. وبقي على هذه الحال لمليارات السنين الى ان استقر على النظام الحالي وثبت عليه ، حيث خضع القانون الاضعف للقانون الاقوى في مجال الطاقة الكونية وقوى الجاذبية الكونية ، عندما تكون الطاقة اقوى من الجاذبية فانها لا تخضع لقوى الجاذبية ، والعكس بالعكس ، كما ان الكائنات الحية الموجودة حاليا فانها لم تظهر كلها مرة واحدة باشكالها الحالية ... المسالة استغرقت مئات الملايين من السنين في سلسلة طويلة جدا من عمليات التطور والانتخاب والانتقاء حتى وصلت الينا بهذا الشكل المعقد .. الطبيعة تنتج مختلف الانواع والاشكال والالوان ... هكذا هي منتوجات الطبيعة .. ويبقى دور البيئة انها تنتقي من هذه المنتوجات ما يناسبها ولا تسمح بغير ذلك .. بمعنى ان اي كائن حي يظهر في بيئة غير مناسبة له من حيث الحرارة والشمس والرطوبة والنباتات والتضاريس فانه سوف يموت وينقرض نوعه .. ولا يبقى سوى الذي يتوافق مع ظروف البيئة ... وما نراه الان هو الكائنات التي نجحت اسلافها في اجتياز هذه الشروط ، نحن لا نتفق مع الرأي القائل بان عمليات التطور جرت تحت توجيه وتصميم واشراف فاعل او مصمم وهو خالق الكون ، نحن لا نرى اي دور لخالق الكون في مسألة خلق الحياة وفي مسألة تطور الكائنات الحية لاننا لا نرى اي غاية من وراء وجود الحياة ، لو كان للخالق غاية في خلق الحياة وخلق الكائنات الحية لخلقها مرة واحدة بارقى اصدار بدلا من المراحل المتدرجة في عمليات التطوير .
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قانون الانتخاب الحضاري الذي أهداه داروين لعظيم لنا
ليندا كبرييل ( 2019 / 10 / 16 - 05:24 )
الأستاذ رياض العصري المحترم
تحية وسلاما

تفضلت بالقول الكريم

(نحن نرى بان المحافظة على الاستقرار الاجتماعي وضمان المصالح الحيوية يستوجب اخضاع معدل الزيادة في السكان الى سيطرة الدولة لكي تواكب الزيادة السكانية معدل نمو موارد الحياة)

الملاحظة سليمة، ثم تتابع قولك

(ويجب ان نسعى بكافة الوسائل العلمية المتاحة الى منع ولادة اشخاص معاقين غير قادرين على العمل والإنتاج .. الحياة هي فرصة للانسان الحي لكي يعبر عن انسانيته، ولا يمكن ان تكون الانسانية متكاملة لدى اشخاص يحيون من اجل ان يأكلوا فقط دون عمل او انتاج فيكونوا عبء على العاملين المنتجين .. ثلاثة شروط لاكتمال انسانية الانسان وكرامته وهي(الفضيلة، المعرفة، العمل) ومن يحيا عاجزا عن العمل منذ ولادته فانه سيحيا منقوص الكرامة الانسانية وهذا ما لا نرغب به باي حال من الأحوال)

أعترض في ملاحظتي على الجملة الأولى والأخيرة فحسب

اسمح لي أن أنقل لحضرتك خبرا من اليابان
بموجب قانون تحسين النسل 1949خضع آلاف اليابانيين من المصابين بإعاقات عقلية ووراثية للتعقيم القسري

يتبع من فضلك


2 - قانون الانتخاب الحضاري الذي أهداه داروين لعظيم لنا
ليندا كبرييل ( 2019 / 10 / 16 - 05:26 )
وقد اعتذرت الحكومة اليابانية عن هذا القانون السيء وأقرّ البرلمان قانونا سيمنح تعويضا للمتضررين
وذكرت الأنباء أنه في دول أخرى أيضا كالسويد وألمانيا جرى دفع تعويضات لضحايا قوانين مماثلة

أنا لا أنكر(الصدفة) في الطفرات الوراثية التي تؤدي إلى التشوهات الخلقية، والإنسان أيضا يساهم فيها كزواج الأقارب الذي يزيد فرصة تراكم الجينات المتنحية المسببة للتشوهات الخلقية، وهذا الزواج يعكس طبيعة العلاقات العائلية الأنانيّة ورغبة الإنسان في استمرارية مصالحه المادية ضمن دائرة ضيقة.. لكن
قانون الانتخاب الحضاري الذي أهداه داروين العظيم للبشرية، يحتّم علينا أن ننتصر لحق المرضى في المساعدة والعلاج فهذا من الواجبات الأخلاقية كما أرى

تفضل احترامي


3 - رد على تعليق
رياض العصري ( 2019 / 10 / 16 - 18:36 )
شكرا جزيلا لك ست ليندا على اهتمامك بالمقال ... وبخصوص الملاحظة التي تفضلت بها ارجوا ان تسمحي لي بالتوضيح الاتي : نحن في عقيدة الحياة المعاصرة ننظر الى كرامة الانسانية كاحدى القيم المقدسة الثلاثة ( الحق ، الكرامة ، الدستور ) ، وان كرامة الانسان تتوقف على توفر العوامل الثلاثة ( الفضيلة ، المعرفة ، العمل ) .. هذا يعني ان العمل هو معيار من معايير الكرامة الانسانية التي هي من المقدسات في عقيدتنا ... من يولد وهو عاجز عن العمل لسبب يتعلق بحالته البدنية او العقلية فان وجوده في الحياة بالاضافة الى كونه عبءا على المجتمع فان عجزه عن العمل سوف يكون سببا لشعوره بالذلة والمهانة لانه عاجز عن العمل لكسب رزقه وان عيشه مرتبط بمشاعر الشفقة والعطف من قبل الاخرين تجاهه ، نحن لا نريد ان نستغل مآسي الاخرين وعذاباتهم لنستعرض من خلالها اخلاقياتنا ، لا نبحث عن فقراء او عجزة لكي نظهر من خلال عطفنا عليهم كرمنا وانسانيتنا .... ،
يتبع من فضلك


4 - تابع / رد على تعليق
رياض العصري ( 2019 / 10 / 16 - 18:42 )
نحن نريد ان يحيا كل انسان وهو يتمتع بكامل حقوقه الانسانية دون شفقة او عطف من الاخرين عليه ، نريد ان يحيا كل انسان وهو يتمتع بكامل انسانيته وكرامته مصانة من خلال عمله بجهوده الذاتية وليس باساليب العطف والشفقة من قبل الاخرين تجاهه ... نظرة الشفقة والعطف نراها مهينة رغم ان الانسان المعوق لا ذنب له في العوق المصاب به.. ونحن لا ندعو الى قتل الانسان الذي يولد وهو بحالة عوق لا ذنب له فيه ، وانما ندعو الى ان يعالج العلم مشكلة العوق الولادي لكي لا يولد طفل وهو مصاب بعوق بدني او ذهني مما يترتب عليه مستقبلا عيشه باذلال ومهانة .... هذه هي رؤيتنا ... تحياتي لك سيدتي العزيزة ست ليندا


5 - رؤية راقية للإنسان
ليندا كبرييل ( 2019 / 10 / 17 - 04:05 )
تحياتي أستاذ رياض العصري المحترم

رؤية رائعة للإنسان وأشكرك على التوضيح
فهمتك بشكل خاطئ فالمعذرة.
عدتُ إلى مقالاتك الكريمة يوم أمس ولمست من خلالها مواقف لشخصية متنورة منفتحة على الإنسان والحياة
أشكرك للرد الوافي وتقبّل خالص التقدير


6 - السيدة ليندا كبرييل
رياض العصري ( 2019 / 10 / 17 - 05:48 )
بل انا اشكرك سيدتي لانني تشرفت باهتمامك بمقالي ... وانني اتشرف بدعوتك لزيارة صفحتي الشخصية على الفيسبوك للاطلاع على منشوراتي الاخرى ... مع خالص التقدير والاحترام لك سيدتي العزيزة

اخر الافلام

.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر