الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعرة المغربية - سعاد الناصر- ورحْلة الْحَرْف الْعِرْفَانِي في ديوان : - هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ أنْدَلُسٍ- إعداد : سعيدة الرغيوي.

سعيدة الرغيوي

2019 / 10 / 18
الادب والفن


هاته الورقة سأخصصها للحديث عن التَّجربة البديعة للكاتبة والمبدعة الأثيرة " سعاد الناصر" انطلاقا من ديوانها : " هل أتاك حديث أندلس" ..فالشاعرة تمتطي صهوة الحرف لِتُبدع نصوصا شعرية تخلق الدَّهشة لدى المتلقي من خلال استنادها على الْمُناصصة - التّناص.
هي النُّطف اللغوية ترتهنُ للمخزون القرائي والثقافي للمبدعة لتنقلنا عبرها إلى عوالم دهشتها وهي تُشكِّلُ مسالك الْعبور إلى الحديث عن أندلس بصوتٍ شعري يتوكأ على الْعُمقِ واللغة المتفرِّدةِ والْحضور الوجداني الْمُتَدفق كما أنهار رقراقة.
تخترقك النُّصوص وتَعِدُكَ بالْمُتْعةِ فتعْقِد الْعزم على السَّفر في دروبها ومسالكها مستأنسا بموسيقى الْحروف وهي تُعزف سطرا سطرا ..رويدا رويدا..
إنَّ مُجرد إطلالة بسيطة على كتابات الأستاذة "سعاد الناصر" تجعلك تعِي طبيعة الرِّحلة التي سَتُقبِلُ عليها ..يُطالِعُكَ الإهداء الْمُسَرْبلُ بِرُوحِ الشَّاعرة وعطرها الْمَائزِ، هي الْعارفةُ بكُنْهِ اللُّغة وحدائقها الغنَّاء ..ارتشافاتٌ عذْبَةٌ حُلوةٌ قُبَيْلَ مُعانقة النَّصوص الهطَّالة، حيث تهطلُ الْمفردات العِذاب، تستقبلها الرُّوح بكلِّ حفَاوَةٍ وَتِرْحَابٍ.
إنَّ الشَّاعرة لمَّا جعلت لديوا نها مِفتاحا خاصا يشِي بأنها ستَكْشِفُ عن أسرارِ الأندلسِ ..عن حديثها ، وهذا ما نستقيه من جملة العنوان : "هلْ أتاكَ حديث أندلس" ، وكأنها تُخاطبُ عاقلاٌ" أندلس" ،الْمدينة التي وقفَ عندها الْكثيرون في أشعارهِمْ وكِتَاباتهِم..هي الْملهمة والسًاكنة أرْوَاحهم.
فجملة الْعنوان الاستفهامية تشُدُّ الْمُستمع للخطاب ليتسَاءلَ عن طبيعةِ وحقيقة الْحديث الذي ترسله " أندلس"،إذ يحضر التًشويق والتَّرغيب في معرفة خبايا الْحديث المُرْسلِ من قِبَلِ " أندلس " ، وتنكير الْمُفردة " أندلس" يترك مِسَاحاتٍ للتًأويلِ والْقراءة ، فيسبح المستمع - القارئ - الْمتلقي في أمواج التأويلات عسَاهُ بذلكَ يُمسكُ بتلابيبِ الْمعْنى والْمَقْصِد..هل هي أندلس الْمعروفة أم هي أندلس الذًات الشًاعرة، التي نسجتها مخيلتها الشِّعرية صُورًا ومعاني وبوْحا وأرادت أن تنقلها للمُخاطب المُعلنِ في نُصوصها الشِّعرية أو الْمُضَمَّنِ في الْبوح الْخَفِيِّ غيرِ الْمُعْلَنِ.
تُطالعك الظِّلالُ الصُّوفية ومرافئ الأنْوار والتَّجلي وحنين الأرْواح فتشهد طُهراً وإيماناً وصلاةً وعشْقًا وآذانًا.

تعمدُ الشَّاعرة إلى وصف أندلس وهي تتبختر في ضياءها وبهاءها،فهي الفردوس واللؤلؤة وهي الْقصيدة الْمُعَتَّقة " ص 9".
إن أنفاس الشاعرة حُبْلى بالْعشق لمقامات التَّجَلِّي، حيث تقول في نص" ريحانة التِّرحال" ص 10:

جِئتُك مثقلة بحزنــي
وثمالة أمسي
ارتحلتُ في أصداء صوتك
يحتويني سنا برقك في ظلمة الْيأس
حيث أصاب مني يرويني
يُعطر مقامات التَّجلي
وجدتني أفيض بالْغمام
أسرجُ لِلْعشق أنفاســي

يَحضر السِّندباد في رحْلةٍ نُورانية لبلادِ الأندلس، للنَّورسة وهي تتمايلُ وتشْدو، فيكون الْبوح والْعشقُ والْقطْرُ، حيث السَّوسنة وحيث الدِّفْء ص " 16" .
هي أنداس عصية الْوِرد ...هي سَيِّدَةُ الْحُورِ..فالْوصْفُ هَاهُنا يُبوِّئُ الْموصوفة خير الأوْصاف..
يتوالى الْبوح الْمغموس بالْعِشق ، فتصيبنا سهام الشِّعرِ الْباذخِ للمُبدعة " أم سلمى " - سعاد النَّاصر،
هي أندلس لوحةٌ ساحرة، عزْفها متفرٍّدٌ، سلبتْ الشاعرة فانبرتْ لوصفها بحروفها الْبديعةِ الْمليحة، فهذا السندباد يزفها نوارس الْيقين.
كان الاستهلال وفاتحة الدِّيوان حوار بين السندباد والأندلس التي أهدَتْهُ قوافيها الْجميلة، فهو الذي يعيش على التِّرْحال والسَّفرِ ويغرقُ في عُمقِ هدْيها.. هي حروفٌ حالمة

ورد في أوتار من دفاتر السِّندباد :

_1_ تكرار

موْجَةٌ في لون الْحلم تختفي ثم تعود
تلفظ أنفاسها
إلى قولها:

تُهَرِّبُ قطْرَةً من ذاتها نَحْوَ الْعُمْقِ
تُلَمْلِمُ نَبْضَ الْعِشْقِ وَتَسْقِي أنْهار الْوُجُودِ
سخية هي أندلس مِعطاءةٌ ترْوي الْينابيع..

يتَبدَّى جليا لحن السِّندباد الْمغموسِ بالْجَوى..فهو لحْنُ عِشْقٍ لصاحبةِ الْموْجةِ الْحالمةِ التي تُغْدِقُ من فيضِ مائها وتسقي أنهار الْوُجود..فهي ليستْ تبخَلُ على الْعطْشى بمائها..وتظل " أندلس" الآسرة للسندباد بِحُلولِهِ فيها وانْصهاره في فَراديسِها ..هي مأواهُ ومَرْساهُ ..هي قصيدةٌ مُعتَّقةٌ.
ومن ثمة فهو يجدُ ملاذَهُ في النَّوْرسةِ الْأنْدلُسِيَّةِ.

تقول الشاعرة في - 3- التِّرحال " ص 10".

أرْشُقٌ الصَّبْرَ منْ ثَغْرِ هَواهَا
وَأُخْفي في ضَفَائِرهَا هَدِيرَ انْفِجَارِي

فالشاعرة تستمد جلَدها وقُوتها من عشق أندلس وهي كاتمة صراخها وهدير انفجارها ..وهاهنا الانفجار يختل الحمولة الْوجدانية للذات الشَّاعرة فخلاصُها في ضفائرها وكأنَّ بأندلس صبية عاشقة.
إلى قولها في الصفحة " 11" :

إنسَبْتُ في فِتْنَةِ وَجْدِكَ
ثُمَّ،،فِيكَ تَلاشَيْتُ
إنَّ السندباد يضِيعُ في وِرْدِ السَّوْسَنَةِ ،يبتلعه نُورها فتحتَضِنُهُ معنىً ونبْعا.
إنَّ الشاعرة " أم سلمى"، سبرت دهاليز اللُغة فقطفت لآلئها ودُررها..
تُجيدُ هي التَّناص والتَّضمين،لقد سلكت سبيلَ الْعارفينَ بكنوز اللّغة فوظفت الاقتباس غير ما مرَّة دُونما أن يتكَشَّف ذلك للْقارئِ الْمُسْتعْجلِ لِخَطْوِ السُّطورٍ.
أوردتْ في : "مقام الصَّبْرِ" ص 19:
تتشَظَّى روحي ذرات ذراتْ
كلما ارتحلت سُنبلة أو نَوِرَسْ
وَأهز إلي بِجِدْعِ الصَّبْرِ عسَاهُ يُسْقِطُ أقْماراً
تتألقُ في حزني المُكفَهِرِّ إذا اللَّيل عَسْعَسْ..
وَحَمِلْتُ فَنَارِي الْمُتْعَبَ بالألَمِ
ثانِي اثْنَيْنِ إذْ هُو في الأمَّةِ نَرْتَجِيهِ
لكِنَّهُ أَجْرَى الدَّمع مئزارا
تمْتَحُ ظلال كلماتها وسحرها من قاموس الطَّبيعة..النَّور،جدول اْلماء،ربيعا،نهر،شَمسي، عصافير الْعصر،الْفجر،نجمة،قمري،صخري.
ومن قاموس "الْعشق" : وجدي،لَوْعَة الْعِشْقِ..الخ.


وَتُعاوِدُ أندلس الْحديث والْبوح..
لو تدري ما في القلب من جمرات
يستعر همْسَهَا كموج الْبحر
حتى يظْمأ للشَّط الْبعيد ص "30

تُواصل الْمُبدعة سُمُوَّها بمعاني الْقصيد رغم الْبساطة اللغوية ..البساطة التي تخلق لدى المتلقي الذُّهول بفعل تناسُلِ الصُّورِ ..ذهولٌ يلقي بك في أسْرِ الْمعْنى الْهاربِ الْمنفلتِ من
بياض السُّطور.
إنَّ " سعاد الناصر" تُنشِدُ أُفقا جماليا ضَاجا بصلوَات الرُّوح وتسعى إلى أن يتشبَّع الْمتلقي بذائقة منْحوتة من رُوحِ وحديث الأنْدلس السَّامِقة.

تُداهمكَ اللغة الشعرية التي تسربلتْ بنفحات السَّرد وتموجاتهِ.
إنَّ قسمات ديوان " هل أتاك حديث أندلس" يكشف عن فاكهة الْكلام الْمُرَصَّعِ بالدَّهشةِ.
وبَدهِيّ، أن هاته الشعرية تتفتَّقُ عن ذاتٍ تُؤمنُ بقدرة اللُّغة ِعلى تشكيل عوالم بديعة ، إذْ تسعى إلى تحقيق الارتواء لدى الْقارئِ الْمُتعطشِ للْجمالِ، ولعلَّ همها هو خلق عالم إستيطيقي قادرٍ على ارتشافِ رحيقِ الْإبداع الذي تنمُّ عنهُ نصوصها وعوالمها الشِّعرية الْباذخَة.

استناجات :
عموما، هي أدغال ومجاهل ذات مبدعة تحتاج إلى فتحٍ يليق بها ..هي حروفٌ حالمة شكًّلتها الْمُبدعة فبدتْ كما فسيفساء بدِيعةٍ مُشتهاة معفَّرةٍ بحِبْر الْجمالِ تستنطق أعماق الْوِجْدانِ.
تكتب الْمبدعة بإحساسٍ وتنْحتُ حُروفها بحب لتكُونَ " النَّورس" ويكون الْقارئ - الْمتلقي " السِّندباد.
إنَّها الشِّعرية التي تسْمُو عن الزَّائل.. تنْحُو للنَّهلِ من سلْسبيل النًّهر الْعِرْفاني فتتشبَّعُ حروف الرُّوح بنفحات صُوفية.
جليلٌ هو حرفها مغموسٌ بالصَّفاء والنَّقاء يحتاجُ إلى مَلكةٍ قارِئة واعية قمينة بفهم الْمكنُونِ في السُّطورِ وسبْرِ الْخبايَا للكشْفِ عن النَّوايَا والْإمساكِ بمسَالكِ الْمعْنَى.
تابعتْ " نورس" شدْوها فانْبعث أريج الشَّدْو والْبَوْح رقيقا مُضَمَّخا بعبق الْجمال في رحلتها الْأثيرة الْفرِيدة.
هو شهيق روحها الْمبلل بعِطر آسرتها" أندلس" انكتب وانْوجد عطراً دَثَّر سُطور الْبياض.
هو حديث وصْلٍ تكشِفُ عنه الذات الْمخمُورة بعشق أندلس.
في ص 15 يتبدّى جليا الاقتباس الْقرآني :

ثم أتبع سببا، ودنت راحلته من ديار أندلس وقد مسَّه لغوب،
يُسائلها :
" هل بعد حلكة الدُّجى إشراق؟"
فتجيبه: " هذا شعري لروحك تِرياق"
ثم يتبعان سببا
صدى الْخفقان
هو احتضان الْمَعنى والنَّبع والْحلم والدِّفء"
هو السندباد يُبْحِرُ في شرايين قصيدةٍ أندلسية يتحسَّر على نهر الْبدايات ص 23.
فألفيت بحراً من الْهباء يُحيطُ بأسْوارك
قيُوداً من الصمْت ترْسُو بألحانك
فكَيفَ أفِرُّ إليكِ
وكيفَ أُراوِدُ نهر الْبداياتِ
وأنت تصبرين حفنة من حُزْنٍ ومن ألمٍ
فما انتهى هذا الْجمال إلاًّ بارتحال في الْأنهار بعدما توهجَّت روح السَّوسنة وتدفَّقتْ سُطوراً من الْجمال في حوار مع الأمير السِّندبادي ..فكان مقام الْفنَاء والْاخضرار وتكشَّفتْ السُّطُور عن النَّوْرسة الْبهيَّة أندلس الْوَصل والْفتح الْخَصيبِ.
في ص 48 ـ 49
تقول :
قطرة ..فقطرة ..فقطرة
ثم تفيض أهداب الْجمر
ويَسيلُ السَّلسبيل مُضمخا
بأندلس الْعطر
وهذي بساتين الدُّنى
تُغَازِلُ قطر الْمُنى
ليرحلَ في شِرْيانِ الزَّهر والنُّور..
وينبُت في الرُّوح
أطيب الثمر
هي الشاعرة تستحضرُ صوت الْابنة " سلمى " في ص 50

فكيف احْتمالي وطيفُكِ ينبضُ في الْقلب سلمى كعصفورة شاردة يؤجِّجُ جمرَ الْبعد
وينثرني لهيبا مَرَّةً واحده
هو رحيل " سلمى" الابنة يشهق في الذَات المُبدعة بوحاً ساحرا ص 52، فكانت سبع سنبلات خضر تعطرت بها أنفاس الشَّاعرة.
أختم بهذا البوح:
ـ 4 ـ
الْحب
قالت: الْحُبُّ نَورَسُ يَخْفِقُ في الْقَلب يُكابِدُ الْجَوى
ألاَ ليْتَهُ يُعانِقُ مَوْجَ الأمارة
فَمَنْ لَهُ إذا انْبَلَجَ فَجْرٌ عن لَيْلٍ
يَرشُّهُ بِمَاءِ الزَّهْرِ
وَيُفَجِّرُ أسْرَارَهُ
فقال الْحب مملكة الإنشاد إلا على لظى روحٍ وانْصهارٍ جلِيلٍ
هو مسرى الافتِتانِ بِسُطُورِ الْجمالِ الْخالقِ للإبهار من لَدُنِ الْبارِئِ للأكْوانِ.
" أم سلمى" اغترفت من حوار النَّورس و" السندباد " آياتها الْحُبْلى فكان انْبلاج الْفجر الْأنقى والْأشهى ص " 68" وكانت الْحقيقة مآلها وشاطئها:
ـ 6 ـ
ص 70
الْحقيقـــة
إنَّ الْحقيقة شاطئ
على جنباته دم الْيقين مُهراق
وعلى ثراه الْقُدسي نصيب
للسندباد أعلام وأشواق..

استنتاجات عامة :

إنَّ أم سلمى " سعاد النَّاصر"من خلال مُنْجزها الأدبي هذا، استطاعتْ أنْ تجمع بينَّ الشعْرِ والسَّردِ وأنْ تكشِفَ عن دفقةٍ شعوريةٍ قوِيَّةٍ فتنْسُجَ خُيُوطَ الْعِشْقِ الإلَهي منْ خِلَالِ ما هُوَ عرفَانِي.
فَهِيَ الْمُتَمَرِّسَةُ بينابيع الشِّعرِ والسَّرْدِ والنُّورِ.
وجاء" حديث أندلس" ليَنِمَّ عنْ قُوَّةِ الشَّاعرةِ على خَلْقِ الْمُتْعَةِ لَدى الْمُتَلَقِّي من خلَالِ الصور الفْنية الْبَلِيغَةِ - بلاغة الصُّورة.
فأوَّلُ ما يثيرُ ذُهُولك الْعنوان الذي جعلتْهُ بصيغةِ سؤالٍ : " هل أتَاكَ حديثُ أندلس"، الشيء الذي يجْعلُنا نعيشُ التَّرَقُّبَ والانتظار لنكتَشِفَ طبيعةَ وكُنْهَ هذا الْحديث الْمُرتبطِ بأندلس.
° الديوانُ يزْخَرُ بالتَّناص الْقُرْآني،مما يدْعُو الْقارئ إلى مأدبةٍ حُبلى باْلبلاغةِ والصُّور الْفنية.
وقمين بالْإشارةِ أن الشَّاعرة استهلَّتْ ديوانها بنفسٍ سرْدِي ماتِعٍ وهذا ما تٌعلنُ عنهُ ص 4 من الديوان.
هي الذات الشَّاعرة تَرْنُو لِمُعانقَةِ عوالم السَّلامِ والْوئامِ في رحْلَتِهَا الشِّعْريةِ السَّرْديةِ الْمُنْكتبَةِ بخُيوط ألقةٍ وبِلُغَةٍ سَلِسَةٍ كشَفَتْ عنها ظاهرةُ التَّكْرارِ في الْحُروفِ والْكلمات والتَّقابُلِ بين الْجُملِ ...الخ.
° كما نلْمسُ الْحُضور الْمُكثَّف للصور الاستعارية الذي وظَّفتْهُ للتَّعبيرِ عن الذَّاتِ الْمُتكلِّمَةِ، وهذا ما يوحي بهِ ضمير الْمُتكلمِ في الدِّيوانِ : { أراها،ذاتي...}،نَاهِيكَ عنْ كَوْنِهَا اتَّكَأَتْ عَلَى ضَميرِ الْمُخَاطَبِ بَحْثا عن ضَميرِ الْجَمْعِ الذي تُخَاطِبُهُ في ثنايَا هذا الديوانِ.
وانطلاقا ممَّا ألمعنا إليه في سالفِ الأسْطُرِ أمكَنَنَا القَول أنَّ الذات الشَّاعرة حاضرة من خلالِ : طائر " الْقبرة "، فهو صوْتها الْمُتَواري الذي تَعْبُرُ من خلالِهِ إلى الْقارِئِ / الْمُتَلَقِّي لتُعَبِّرَ عن توْقِها إلى السِّلْمِ والْعَطاءِ والْحُبِّ.
صفوةُ الْقولِ أنَّ الشَّاعرة عبَّرَتْ من خلال هذا الديوان عن تطَلُّعِهَا لعالمٍ تسودُهُ الْقيم الإنسانية النَّبيلة، هاته القيم التي تُخلِّصُ بني الإنسان من الْوجَعِ والْألمِ فتُحلِّقُ عناوين الصَّفاء والْوئامِ.
والديوان هو رؤيتها الحالمة للعالم والْمحيط الإنساني من خلال لُغَةٍ أنيقةٍ تُزواجُ بينَ السَّرْدِ والشِّعْرِ.


1 _ سعاد الناصر: " أم سلمى"،كاتبة وأديبة مغربية وباحثة جامعية مهتمة بالْقصة والشِّعر وأدب االرِّحلة ،تهتم بقضايا الْمرأة لها مجموعة من الْإصدارات والكتابات منها : كتاب " بوْحُ الأنُوثةِ" ورواية " كأنَّها ظِله " والْمجموعة الْقصصية " في معراجِ الشَّوق أرتقي" والعديد من الكتابات في أجناس أدبية عدة..وديوان " هل أتاك حديث أندلس "موضوع هذه القراءة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: خالد النبوي نجم اس


.. كل يوم - -هنيدي وحلمي ومحمد سعد-..الفنانة دينا فؤاد نفسها تم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -نجمة العمل الأولى