الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية من على جانب تظاهرات لبنان ..

مروان صباح

2019 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


قراءة نقدية من على جانب تظاهرات لبنان ..

مروان صباح / اليوم هو المقام الملائم لاقتراح قراءة نقدية للعمل الوطني والمقاوم ومحاولة بناء دولة قوية في لبنان ، بالطبع لعل من الخفة الطوعية أن يفكر أي مسؤول بأن لعبة المقايضة ستنجيه عندما الشعب يقرر محاسبة من أوصله إلى مآسيه كما قال الشيخ حسنين فضل الله المرجع الشيعي في وقت سابق من الزمن ، وقد يصح النظر إلى هذه المقايضات والمساومات من أجل استخلاص الخلاصات وعليه استحضر من الذاكرة الحية التى لا يمكن لها أن تموت طالما الوقائع مازالت قائمة على الأرض ، وهنا بدايةً نذكر أمين حزب الله حسن نصرالله ، وأنا ببساطة وبكل تواضع لا أظن ولا أرجح بل أجزم ، الذي قتل موسى الصدر هو حافظ الأسد ، وللبعض الحق التساؤل كيف يمكن ذلك ، باختصار ، بعد رحيل عبدالناصر تكونت علاقة بين الاسد الاب والقذافي وبات القذافي يعتبر حافظ الاسد الملهم والمفكر الذي حل مكان جمال عبدالناصر ولأن الاسد الاب وجد في موسى الصدر تهديداً على حكمه في لبنان وسوريا ، ليست من الناحية الفكرية والاستقلالية والاستقطابية فحسب بل من جانب أكثر عمقاً ، لأن الصدر كان نزيهاً ، عفيفاً ، عفيف اليد والفرج ، ينافس الفقراء على فقرهم وبالتالي تحول إلى ظاهرة لبنانية عربية ، الذي سارع بإتخاذ القرار في دمشق وأقنع القذافي في طرابلس من خطورة موسى الصدر على المشروع العربي القومي ، ليجد الأخير نفسه يقف داخل رواية الأخوة الأعداء ( كارامازرف ) يلعب دور قاتل ابيه بتحريض مباشر من أخيه البكر ، يبقى السؤال هل لحركة أمل وحزب الله الجرأة أن تحاسبا القاتل الحقيقي للموسى الصدر أو تنفيذ عملية بحق من نفذ اغتيال عباس الموسوي من خلال اغتيال اشخاص بالمستوى والمكانة التى احتلها المغتال ، ابداً .

قال ذات يوم الشيخ محمد حسنين فضل الله عبارة نذكر بها قيادتين حزب الله وحركة أمل ، ( متى يتحرك الشعب ليُحاسب من يصنعون مأساته فإن كل الحواجز التى صنعت ستسقط ) وعلى ما جاء به فضل الله يتساءل المرء لقد تحرك الشعب اللبناني مرتين ، الأولى عندما انخرط شبابه وشاباته في العمل النضالي والحركة الوطنية وبالتالي جاء بحركة أمل إلى الساحة الثورية ومهد لها الطريق لكي تكون على خطوط مواجهة العدو وليست عند خطوط البنوك ، والأخرى عندما انتفضى الشعب اللبناني 2005م ضد الوصاية الاسدية وبالتالي لعب دوراً أساسياً في إعادة الجنرال عون وقيادة تجمعه في الخرج إلى أرض الوطن ، الأن الجديد على المستوى الطرافة ، لقد وقف الشعب اللبناني مع موسى الصدر ومع ثورته الشيعية ووقف ايضاً مرة أخرى الشعب مع الجنرال عون في ثورته وأعده من منفاه ، لكن للأسف ، من أستلم مهام الصدر من بعده ، فقد تأمر على الشعب عندما عقد تسويات مع الأسد الأب الذي كان له الدور الأساسي في تغيب رمزهم واستخدمه في قتل من كان للتو معه في خندق واحد وهذا حصل أيضاً من طرف الجنرال ، لقد رمى ميشيال عون مرحلة حافلة من الدماء والتضحيات مقابل وصوله إلى بعبدا متناسيين الطرفين الدماء والمتاعب التى قدمها الشعب من أجلهما ، لم يكن لنبيه برى وميشال عون أن يكونا في هذه المنزلة السياسية ، لو اعتمدوا فقط في الأصل على قواعدهم الطائفية بل الأفكار التى مرروها المؤسسين للشارع اللبناني كانت كفيلة في رفع مقامهما السياسي والاعتباري .

يقف لبنان واللبنانيون بعد تجارب عدة وطويلة ، مارسوها احياناً بقناعات ومرات ، نزولاً عند مصالحهم ، لكي يعلنوا التوبة النصوحة والرجوع مرة أخرى إلى الهوية الجامعة التى يتنافس من في داخلها من خلال الكفاءة وبالتالي يُفهم من ذلك بأن الطبقة السياسية في واقع الأمر قد مارست جميع أشكال التجارب السيئة بهذا الشعب المظلوم الذي بات يستجدي الحياة بعد ما كانت الحياة تملئه ، وهذا لا يفسره سوى تفسير واحد بأن الطبقة لم تفلس مادياً فحسب بل قد افلست قبل ذلك فكرياً وطائفياً بل فقدت الخطاب الشعوبي الطائفي وايضاً المصدر المالي الذي كانوا يتحكمون بقواعدهم الأساسية ، فالأمور خرجت عن السيطرة وباتوا الناس في الشوارع تعلن الطلاق التام بينها وبين شركاء التضليل ، بل قد يكون أهم شعور استشعروا فيه المتظاهرين ذاك الفارق بعد ما تحرروا من الفتات الذي كانوا يتلقوه من مجموعات ، قلّبت البلد بالطول وبالعرض حسب المصطلح الشعبي الشهير .

أمراً آخراً مثيراً للاستياء ، جميع رموز لبنان دفعوا بشكل أو بأخرى دمائهم من أجل افكارهم وبالتالي تحرير الشعب ، في المقابل كثير من جاؤوا من بعدهم واستلموا المسؤولية لم يقصروا بجمع المال العام ، لهذا من المفترض وبكل موضوعية إعادة المال المنهوب ولكي لا ندخل في ترهيب الناهبين ، لا يعيب مؤسسة مكافحة الفساد أن تعتبر هذه الأموال كانت ودائع في زمم هؤلاء ، وهذا الفعل يحتاج بصراحة إلى قرار شخصي من أمين حزب الله حسن نصرالله رفع الغطاء عن الفاسدين ، على الأخص حلفائه من حركة أمل والتيار الوطني ، فإذا كان الرجل حسب ما هو معروف عنه بريء من المال العام إذاً لماذا يتحمل مسؤولية حمايتهم كما هو جاري في مسألة الكهرباء وحليفه باسيل جبران ، هنا تجدر الحالة ، تذكير من يتناسى أهمية الربط ، وصف العفة بشكلها الشخصي ، لا تكفي بل تصبح مشكوك بها عندما يتم فصلها ، وبالتالي تظاهرات الناس حول الفساد يؤكد أن العلاقة المأثورة ليست نهاية المطاف لأن ايضاً الشعب يريد العنب وليس مقاتلة النواطير ، فالشعب يرغب بالخلاص ممن أوصل بلده إلى هذا الحد من الانحطاط والذي بات قابل إلى الانهيار والاستباحة ، هكذا يتوجب الحسم حول واحد من أخطر وأهم ملفات الجمهورية اللبنانية وبها انهي واذكر جميع القوى السياسية بمقولة كمال جنبلاط ، إذا خُير أحدكم بين حزبه وضميره فليتبع ضميره لأن الإنسان يستطيع العيش بلا حزب لكنه لا يحيا بلا ضمير . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو