الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلوم والترجمة العربية

حميد المصباحي

2019 / 11 / 3
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


للغة في العلوم الدقيقة، وسيلة، طبيعية أورمزية، والعلوم إما نظرية أو
تجريبية، والتجارب تستقوي بما خيالي، بحيث يؤسس العقل إمكانات متخيلة
كرهانات، يتحقق بعضها أو يفشل في سياق البحوث العلمية والتجارب، منها ما
هو فضائي، وما هو طبيعي،وكلاهما يحتاج لعدة رياضية، فلا علم حاليا بدون
الرياضيات، والحسابات الواقعية، أو القياسات الافتراضية،اللاواقعية بلغة
المعتاد،أمام هذه الحقائق، نتساءل،هل اللغة وحدها كفيلة بمواكبة العلوم؟
1_اللغة
اللغة اختيار قومي وحضاري، فيه تكمن وحدة الحضارة وتاريخها،الذي هو حصيلة
تجاربها في مواجهة ما هدد وجودها وضمن وحدتها واستمرارها، واللغة هنا، هي
الحضارة بأبعادها النفسية والدينية، وفنونها وآدابها وإبداعها، وما
يميزها عن غيرها من الأمم والحضارات،لذلك، تسعى كل الأمم إلى تملك العلوم
بلغتها، ومباشرة تطويرها لتضيف كما أضاف غيرها من الأمم للعلم بالطبيعة
والفضاء والأحياء وحتى التقنيات، والأمم متفاوتة من حيث الإمكانات
والإضافات، وكل أمة حققت الريادة علميا، تفرض لغتها ويتعلم بها الآخرون
ما كانت رائدة فيه بدون أية عقد أو شعور بالنقص تجاهها، وتاريخ العلوم
شاهد على ذلك، وكذلك اللغات، لغات العالم، سواء كانت ذات جذور لاتينية أو
شرقية.
2اللغة العربية
العربية ككل اللغات الحية، كانت لها الريادة عندما كان الناطقون بها
روادا،في العلم والفلسفة،وعندما تراجع عطاؤهم، ونضب خيالهم العلمي،
تراجعت بتراجعهم، لكنها كخزان ثقافي لا يمكن تجاهلها،فمازالت لها القدرة
على استعادة مجدها،إذا ما عرف الناطقون بها كيف يساهمون في الإضافات
العلمية والاكتشافات كغيرهم من الشعوب والحضارات والدول، فقيمة اللغة
العلمية،تتأكد بوجود علماء ينتمون لها ويشتغلون بها مستقبلا بعيدا عن
مزايدات الساسة، ودعاة الهوية المنغلقة، والمتاجرين بقداستها، وهذه
لجاجات لا علاقة لها بالفكر العلمي، فحتى هؤلاء المزايدين بها، ضعيفون من
حيث الالمام بها كلغة، فلا أحد مطلع على شعرها وتشريعاتها وترجماتها
للفكر الفلسفي منذ زمن بعيد.
3التعريب
خيار استراتيجي، بعد تحقق العلمية،لا يمكن للعقل أن يمطلق باللغة وحدها
إلا ثقافيا، أما في العلوم التي تعرف تعقيدات شتى، فينبغي أولا تملك
القدرات العلمية من خلال لغة المتفوقين علميا،سواء كانوا فرنسيين أو
إنجليز أو حتى صينيين وروسيين، بعد ذلك، يظهر التعريب المواكب للعلوم
بشكل طبيعي، ويصير حاجة بل ضرورة حضارية، بعيدا عن الردود الانفعالية
والحماسية وحتى القومجية المندفعة والإسلامية المتعصبة، مع ضرورة التذكير
بالمحاولات السورية الناجحة التي حققت قفزة في الطب وكانت على طريق تعريب
العلوم الأخرى كما فعلت تركيا وغيرها من الدول التي لا تنتمي للغرب
كالدول الآسيوية.
خلاصات
العربية حتما تتسع لكل العلوم،إذا توفرت لها شروط البداية التي توجد
خارجها، أي المختبرات والتجارب والإمكانات، وأهم من كل ذلك القرارات
السياسية القائمة على دعم البحث العلمي بما يحتاجه من قرارات وإمكانات،
بدون ذلك فإن لغط التعريب لن يكون إلا حوارا بزنطيا،الغاية منه التهرب من
الرهانات الحقيقية للإقلاع العلمي وتقديم ما يضمن براءات اختراع كما يحدث
في كل العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا