الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذبحة الناصرية

اسماعيل شاكر الرفاعي

2019 / 11 / 29
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


مجزرة الناصرية


ماذا لو عَبَرَ متظاهرو الناصرية جسور مدينتهم ؟ هل يمس ذلك بسيادة دولة : يبول الجنرال الآيراني قاسم سليماني على سيادتها ، كلما ادلهم غضب الشعب العراقي ، وقرر الاطاحة بالهيكل الكارتوني للحكومة المصمم على خداع الشيعة ؟

وماذا لو ردد متظاهرو الناصرية من آعالي الجسور هتافهم العظيم : بالروح بالدم نفديك ياعراق ، هل يثلم هـذا الهتاف بسيادة دولة تخترق اجوائها الطائرات المسيرة ، وتقصف ما تشاء من مستودعات سلاح ميليشيات تطوعت لتنفيذ تعليمات جنرال الحرس الثوري الايراني وللدفاع عن النفوذ الايراني في العراق ؟

وماذا لو صرخ متظاهرو الناصرية : ايران برة برة وامريكا برة برة والسعودية برة برة وتركيا برة برة ، هل يحط هـا الهتاف الوطني العظيم ـ المنطلق من حناجر ولهى بحب حرية بلادها ـ من قدر حكومة لا ترى كرامتها في مرآة شعبها بل تراها في مرآة الدول الخارجية ؟

وماذا لو رقص اهالي الناصرية من اعلى جسور مدينتهم على ايقاع : باسم الدين سرقونا الحرامية ، واضاف اهالي الرفاعي واهالي الشطرة اصوات حناجرهم الى هذا الصوت الاصيل ، هل يثلم ذلك من كرامة رئيس الحكومة فيامر قواته الامنية بايقاع هذه المجزرة عقوبة للهم على مطالبتهم باستعادة كرامتهم المهدورة وانسانيتهم الضائعة ؟

وماذا لو سور متظاهرو الناصرية حقول النفط باجسادهم ومنعوا تصديره الى الخارج ، هل يعطل هذا الفعل الاحتجاجي النبيل دوران ماكنة دولة حرمتهم من من حقهم في واردات هذه الآبار ؟ نعم انهم ليتقصدون ذلك ويتغيونه . انه اشفى لقلوبهم من ان يقود اشتغال الدولة الى استيلاء قادة الاحزاب الاسلامية من امثال ابراهيم الجعفري ونوري المالكي وحيدر العبادي واللاحكيم ومقتدى الصدر على واردات البترول ، مع : استاذهم اياد علاوي : اول من مارس العنف بعد ٢٠٠٣ واول من نهبت حكومته المال العام .

هذه المرة يجب بالضرورة ان لا يكرر الثوار خطآ الاحزاب الاسلامية بعد عام ٢٠٠٣ حين حاكمت رموز نظام البعث ، وتغاضت عن محاكمة منهج نظام البعث ، لكي لا تفضح الاحزاب الاسلامية نفسها ، بسبب وجود مشترك القتل الـذي يربط بين جوهر ايدلوجيتيهما : فكلاهما يؤمن بان القتل هو الطريق لتثبيت النظام والامن . رئيس الحكومة الذي كان يقود المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ( تيار الحكمة الان ) الذي امر بهــذه المذبحة : يجب ان تكون محاكمته الى جانب رؤساء الكتل والاحزاب الاسلامية مقرونة بمحاكمة منهج النظام الـذي اقامته الاحزاب الاسلامية ، وهو منهج يبيح قتل البشر كطريق اوحد لحفظ النظام . فهذه المذبحة ليست الاولى : لقد سبقتها مذابح وستليها مذابح اشد واقسى ، تمارسها دولة التنظيمات الاسلامية انطلاقاً من مفهوم شرعية القتل …..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا