الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلن يعني كلن تحت القانون!!

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2019 / 12 / 4
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


نستجدي الحياة ولا نعرف بأننا نطيل بذلك ايام الشقاء. نشرق بحياة غدت فيها السعادة كسعادة الاسير الذي اختلط عليه الماضي بالحاضر شعاعا باهتا لا يكاد يٌرى. لم يعد ما بنا مجرد شكوك او استنتاجا باطلا لغياب الامل او لبصيص الامل الذي كان يسير على هداه القادة والمصلحين ذات زمن، بيدا ان ادمان الظلمة امات الحلم في اصلاح الحاضر او في انتظار مستقبل مشرق للاجيال القادمة. حين خرج الشباب للشوارع والساحات في اكثر من بلد عربي جمعهم الوعي وحب الوطن بالانتماء الحقيقي له. كان حلم الشباب القضاء على الفساد او السعي لتغيير الواقع لما هو افضل ولاثبات حالة! بأنهم ما زالوا على قيد الحياة، وبأن الامل ما زال متاحا ويمكن استعادته بسيادة العدالة والمساوة في اركان ونسيج المجتمع. الجرأة الشديدة التي عبر فيها الشباب باستخدامهم هتاف "كلن يعني كلن " تحت القانون كان الهدف منها تحقيق نظام مدني وليس طائفي او تكنو قراطي كحلول مقترحة للازمة، بيدا ان الفساد لم يعد الرغوة التي تطفو على السطح سرعان ما ستزول، ووجود الشباب في الشوارع والساحات جاء انتصارا لحقهم بالحياة وكرامة العيش وممارسة دورهم الحقيقي في العمل وفق قدراتهم ومهاراتهم دون تفريط بوعود كاذبة.
ما زال الوقت مبكرا على هؤلاء الشباب لاتخاذ قرار الموت قهرا لان بقائهم ما زال مشدودا للحياة اكثر منه للموت، واحساس الامل لديهم اقوى من احساس اليأس على الرغم من يقينهم باستحالة وجود ارواح شريفة من اهل الحكم يمكن ان تنتصر لهم ولمطالبهم التي لا تتعدى الضروريات. عجبتني عبارة بان الخوف الذي سكن قلوب العامة انتقل للطبقة الحاكمة خوفا على مصالحها وكراسيها.
نتائج الحراك الذي يسود في اكثر من بلد عربي قد تكون غامضة لغاية اللحظة بيدا انها موجبة في ظل كنز المال والسلطة بيد افراد معينون لا يتغيرون ولا يسمحون بالتغيير وكأن الحياة اخذت مشهدا واحدا يوازي متطلباتهم وتطلعاتهم بعيدا عن تطلعات وطموحات الغالبية من الناس.
ان تعبير الفوضى الخلاقة الذي استخدم لاغراض لم نفهمها في حينها ازاح الستار عن الفساد الذي اصبح عنوانا للشكوى وكأنه الريح العقيمة التي لا تعد بحياة جديدة. ان احساس الظلام والفوضى والضياع والفقر هو من دفع بالناس للشوارع من دون خوف على شيء ببساطة لانهم ملوا انتظار الاحلام التي لا تأتي. في لبنان مثلا اتخذ الحراك تعبير "كلن كلن" تحت القانون دون استثناء لطائفة او رمز لانهم كرهوا المحاصصة التي تقوم على الطائفية والتي دخلت خيوطها في الى كل مناحي الحياة دون اعتبار للكفاءة او التفوق.
ما يتم تداوله كحلول للازمة: ينحصر في الاستجابة لمطالب المتظاهرين المتعلقة بالاصلاحات الاقتصادية المرتبطة بمكافحة الفساد واسترداد الاموال المنهوبة، فيما الحل الاخر ينبئ بحرب اهلية كنهاية لهذا الحراك السلمي بانزال كل طرف انصاره الى الشارع كلما مالت الكفة الى طرف من الاطراف المتعددة والحاكمة.
الامل بأن لا تكون صحوة الشباب كصحوة اهل الكهف من بعد النوم، موت! ثم التباكي عليهم، ببناء مسجد يخلد حراكهم السلمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلن يعني كلن
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 12 / 4 - 15:23 )
استاذة عبد الرحمن بعد التحية كلهم يعني كلهم معناها الحقيقي هو التغير الشامل والكامل للطبقة السياسية التي تنتفظ ضدها الشعوب ولاتعني مطلقا انهم تحت القانون
بدون استثناء بدون النظر الى صلاح البعض منهم وبعد تغيرهم
يتم احالتهم الى القضاء وادانة الفاسدة وتبريئة غير الفاسد


2 - شكر وتقدير للاستاذ عبدالحكيم عثمان
عبله عبدالرحمن ( 2019 / 12 / 4 - 20:28 )
الاستاذ عبدالحكيم عثمان كل التحايا والاحترام لك
يمكن ان تسمح لي بأن اخبرك باننا متفقين على معنى -كلن يعني كلن -بشكل او بأخر فالقانون هو الذي بيده ادانة المتهم وتبرئة البرئ بلتغيير الشامل هو هدف الثورة او الحراك لانهم على قناعة ان الغالبية فاسدة
كل الشكر والاحترام والتقدير استاذ عبدالحكيم عثمان

اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا