الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين المسيحيين من تغيير الدستور العراقي

كوهر يوحنان عوديش

2019 / 12 / 11
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


ادارة اي بلد تحتاج الى اناس مخلصين للوطن ومؤمنين بانتمائهم له بغض النظر عن انتمائاتهم الاخرى مطبقين عن قناعة تامة مبدأ الدين لله والوطن للجميع، لذلك نرى ان شعوب الدول المتمدنة والمتحضرة تكون حقوقها محفوظة وحريتها خط احمر لا يمكن تجاوزها من قبل المسؤولين مهما كان منصبهم وشأنهم في وظائف الدولة ولا يمكن لاي قانون تقييد هذه الحرية المصانة والمثبتة دستوريا.
في العراق الجديد ( عراق ما بعد 2003 ) تم كتابة دستور ناقص ومجحف بحق الشعب العراقي عامة وبحق المسيحيين والاقليات الاخرى الغير مسلمة بصورة خاصة من قبل لجنة تم اختيار اعضاؤها على الانتماءات والولاءات وليس على شهاداتهم القانونية وكفاءاتهم وثقافاتهم العلمية والدستورية، وكان من ضمن هذه اللجنة السيد يونادم كنا ممثلا عن المسيحيين.
بمجرد قراءة سطحية وليس معمقة!! للدستور العراقي نكتشف الغبن والاجحاف والتهميش الحاصل بحق المسيحيين والاقليات الغير مسلمة، لان كتابة الدستور تم بفرض الذات والاخذ بمبدأ الاكثرية والاقلية، وليس لحفظ وصيانة الحقوق والحريات لجميع افراد الشعب العراقي على حد سواء، لكن رغم كل الغبن الحاصل بحق المسيحيين لم يحرك وقتها ممثل المسيحيين في لجنة صياغة الدستور ساكنا ولم يعترض على نقطة في الدستور وحتى لم يجهد نفسه لتنبيه المسيحيين على النواقص الموجودة فيه، ولا نعرف بالضبط هل كان ذلك عن قلة درايته القانونية واللغوية ام كان عن عدم اهتمامه بالشعب الذي يمثله او كان لسكوته ثمن!، لان الاجحاف بحق المسيحيين كان واضحا وضوح الشمس.
اي كانت الاسباب التي ادت الى صياغة الدستور بشكله وصيغته الحالية فان الاطراف الحاكمة تبدو مضطرة لتغييره تحت الضغط والغضب الشعبي المتصاعد، وكمسيحيين لا بد ان يكون لنا موقف ورأي واضح من هذا التغيير واستغلال هذه الفرصة لتغيير وتعديل الفقرات والبنود المجحفة التي تقيد حريتنا وتهضم حقوقنا لا ان نبقى متفرجين على ما يحضر ويطبخ لنا دون رغبتنا وارادتنا ودون مشاركة فعلية او حتى ابداء رأي بهذا الخصوص، خصوصا وان اللجنة المشكلة من مجلس النواب تضم في عضويتها نفس!!! العضوالسابق وهو يونادم كنا كممثل عن المسيحيين!!!، وهو نفسه الذي ادخل المسيحيين العراقيين في اظلم نفق عرفه تاريخهم بسبب سكوته وعدم اعتراضه على البنود والفقرات الدستورية التي تحط من كرامتنا وتمس معتقداتنا وتعاملنا كمواطنين من درجة عاشرة او اعشاب ضارة يجب اقتلاعها من ارض العراق.
لو كنا كمسيحيين نريد البقاء في العراق علينا ان نلملم كل طاقاتنا وامكانياتنا السياسية والقانونية والثقافية لادراج وتثبيت حقوقنا دستوريا، وهذا لن يتم بالسكوت والرضوخ لما يملي علينا، بل بالعكس يجب رفض من كان سببا في سحقنا دستوريا ورفض كل التعديلات الدستورية التي تتم بغياب المسيحيين ودون مشاركتهم الفعلية والحقيقة، لذلك على المخلصين من الساسة ورجال الدين تشكيل لجنة لاختيار ممثل حقيقي يكون صوت وممثل المسيحيين الفعلي وليس الشكلي والاسمي لصياغة دستور مدني يحفظ للمواطن كامل حقوقه وحريته الفكرية والعقائدية بغض النظر عن الانتماءات.
صرخة:- من خولكم لتختصروا تمثيل المسيحيين بشخص لا يمثل سوى نفسه ومصالحه.
تبا لكم بسياستكم العوجاء جعلتم من اصلاء العراق ضيوفا مؤقتين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا