الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استخدام أوراق وقشور وبذور الفاكهة كمصدر طبيعي لحفظ الأغذية وتقليل التلوث البيئي

محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)

2019 / 12 / 23
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


[email protected]

دائماً نبحث عن الغذاء الصحي المفيد غير المضر، ومع ازدياد أعداد السُكان وانتشار البشر في كافة باقع الأرض، وبالتالي زيادة كميات المنتجات والحاصلات الزراعية من خضروات وفاكهة ومحاصيل حقلية وسكرية، وينتج عن زراعة أي نبات مثمر جزأين رئيسيين، جزء مأكول يمثله الحبوب والثمار والأوراق، وجزء غير مأكول يسمى مخلفات وبواقي، المأكول وغير المأكول بالنسبة للإنسان والحيوان والطيور، فما يأكل الحيوان أو الطير لا يستطيع الإنسان أكله والعكس صحيح؛ وتمثل المخلفات الزراعية بكافة أشكالها من أحطاب وقش وقشور وعيدان وبذور.. الخ مشاكل بيئية تؤثر على صحة كافة الكائنات الحية الموجودة في محيطها بما فيها الإنسان، وتتميز الدول الآن فيما بينها في قدرتها على التحكم وتعظيم الاستفادة من جميع النفايات والمخلفات الزراعية والمنزلية والفندقية والسوقية؛ ليس بإعادة التدوير فحسب بل في إنتاج منتجات أكثر أهمية اقتصاديا وطبيا وبيئيا من قيمتها التي يعلمها الإنسان منذ بدء الخليقة!
يخرج يوميا من مطابخ كل البيوت والمطاعم مخلفات ناتجة عن الوجبات الغذائية الثلاثة، حتى في الدول المتقدمة التي تقنن في استخدام الطعام ولا تهلك الكثير من الغذاء بالرمي في صندوق القمامة، وذلك لأن أكل الفاكهة مثلا ينتج عنها قشور وبذور كالموز والبرتقال واليوسفي والرمان والتمور..الخ، فتقريبا معظم ثمار الفاكهة يتخلف عن أكلها مخلفات سيكون لها طريقان، الأول إذا كان هذا البيت يمتلك حظيرة للدواجن التي تستطيع أن تأكل مثل هذه المخلفات الثمرية، والثاني هو كيس القمامة إلى سيارة البلدية، وهناك سلوك أو مسار آخر غير الطريقين الشرعيين السابقين، ألا وهو الرمي من شبابيك البيوت والسيارات إلى الطرقات!
وحتى لا يكون الحديث نظري وفقط، فهيا بنا نستعرض لنتائج بحث بعنوان "التركيب الكيميائي والنشاط المضاد للأكسدة وللبكتيريا للمستخلصات الايثانولية لقشر الموز وبذور الليمون"، والمنشور في مجلة الكيمياء الزراعية والتكنولوجيا الحيوية بجامعة المنصورة ، مجلد 6، العدد (6) يونيو 2015، صفحات 167-175 (Vol. 6 (6): 167-175).
قامت بإجراء تلك الدراسة الدكتورة/ نعمات إبراهيم بسيوني، من المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف – مركز البحوث الزراعية- وزارة الزراعة، الجيزة- مصر.وتم تقييم المستخلصات الايثانولية لقشرة الموز وبذور الليمون كمضادات للبكتيرياantibacterial assay باستخدام ثلاث سلالات بكتيرية: اثنين منها سالبة لصبغة جرام وهما إي كولاي وسالمونيلا، وواحدة موجبة لجرام ستافيلوكوكاس اورياس. أظهرت النتائج نشاط المستخلصات في تثبيط النمو البكتيري لإي كولاي، سالمونيلا وستافيلوكوكاس اورياس. كانت نتائج المستخلصات فعالة ضد البكتيريا السالبة لجرام والموجبة لجرام وأن هذا النشاط مرتبط بزيادة الكمية المأخوذة من المستخلصات التي تم تحضيرها.
أكد تحليل GC-MS (gas chromatography mass spectrometer analysis) لمستخلص قشرة الموز وجود مركبات فعالة مثل: هيدروكينون، حمض هيكساديكانويك، ألفا-بيسابولول، 2.4-داي ميسوكسي سيناميك والكحول سينابايل. احتوى مستخلص بذور الليمون على هيدروكينون، حمض هيكساديكانويك، ألفا-بيسابولول، حمض السيترونيليك، بيوتايلاتد هيدروكسي تولوين، حامض الاسكوربيك وحمض داي هيدروكسي بينزويك.
كما تم تقدير النشاط الكلي المضاد لأكسدة لكل من مستخلص قشرة الموزBanana peel وبذور الليمونLemon seed، وكانت القيم بما يكافئ (292.88 ± 3.8) و (291.86 ± 6.76) مجم حمض اسكوربيك لكل جرام وزن جاف على التوالي. كان المحتوى الكلي للفينولات total phenolic بما يكافئ (76.75 ± 0.84) و (80.62 ± 0.17)مجم حمض الجاليك لكل جرام وزن جاف على التوالي. أظهرت النتائج أن المستخلصين لهما نشاط قوي كمضادات للأكسدةtotal antioxidant activities.
وعلى الجانب الآخر، فيمكن استخدام مستخلصات أوراق الجوافة والرمان لحفظ المصنعات اللحمية، ففي دراسة بعنوان "النشاط المضاد للميكروبات والمضاد للأكسدة لمستخلص أوراق الجوافة والرمان الايثانولي"، والمنشورة في المجلد (7) العدد (3) مارس 2016، بمجلة الكيمياء الزراعية والتكنولوجيا الحيوية بجامعة المنصورة، مصر، صفحات 75-84.
ساهمت تلك الدراسات في تقديم تحضيرات مضادة للبكتيريا مستمدة من بعض الأوراق والقشور والبذور مما قد يساعد في استخدامها كمصدر طبيعي لحفظ الأغذية وتقليل التلوث البيئي الناتج من هذه المخلفات. وبالتالي نكون حافظا على البيئة من التلوث، قللنا أو منعنا استخدام المواد الحافظة الصناعية المسرطنة باستبدالها بمواد حافظة ضد الميكروبات طبيعية ذات محتوى عالي من مضادات الأكسدة ومصدر للفيتامينات مما يرفع من محتوى وقيمة المادة الغذائية المحفوظة، فتتحول المادة الغذائية من مجرد غذاء معلب إلى غذاء دوائي يرفع من المناعة ويكسب الإنسان الذي يتناولها وقاية من الأمراض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم