الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع الاشتراكي الرأسمالي من وجهة نظر ماركسية جديدة

صلاح الدين المودن

2020 / 4 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لا يختلف احد منا على ان الصراع الرأسمالي والاشتراكي طبع القرن العشرين بامتياز واثر على الاستقرار العالمي والتوازن الدولي وغير من أفكار مجموعة من الانظمة السياسية بل تجاوز ذلك ليغير من افكار الافراد ايضا وطريقة عيشهم وتفكيرهم ومازال يؤثر الى زماننا هذا .
فمهما كان موقفنا ورؤيتنا للنظام الاشتراكي الا انه حمل لملايين الناس الامل في حياة افضل ومساواة وعدل وقدم دعما لشعوب تناضل من اجل الحرية والاستقلال والتخلص من النهب الاستعماري لخيراتها وأقام توازنا دوليا ومنع انفراد قوة ومعسكر بالهيمنة على العالم والممثل في أمريكا ومهما كان موقفنا الأيديولوجي من الماركسية والاشتراكية فالاتحاد السوفييتي كأول بلد اشتراكي خدم بقصد او بدونه قضايا التحرر في العالم .

ومهما كان موقفنا من الرأسمالية فان صمودها يحمل دروسا مستفادة ... نستطيع لعن الرأسمالية وأن نصب عليها جام غضبنا ونفرح لأزماتها ولكننا لا نستطيع تجاهل قوتها ووجودها وعلينا ان نتعلم منها لنعمل ضدها ، فصمودها لا يتجلى في أنها طبقة تمتلك المقدرات الاقتصادية وليس في أنها بالتالي تستحوذ على النظام الرأسمالي . فقد امتلكت الدولة الاشتراكية المقدرة الاقتصادية والسلطة السياسية مما جعلها تجسد الحلم الرأسمالي ومع ذلك فشلت وإنهارات مما يعني ان المقدرة الاقتصادية والسلطة السياسية لا يكفيان ... فصمود الرأسمالية يكمن في الاسلوب العقلاني رغم انها لاعقلانية من منظور اخر وفي الحرية السياسية التي وأن خاطرت فيها الرأسمالية كثيرا بإضعاف نفوذها على المجتمع فمنطق الدولة ليس دائما منطق الطبقة المسيطرة وهذا يصب في مصلحة الرأسمالية فهذه الاخيرة تخشى الدولة رغم انها أنشأت الدولة ومن هذا المنطلق اعطت الطبقات الاخرى القدرة على الاحتجاج والاعتراض وتصحيح الاوضاع نسبيا . فالرأسمالية كما قال ماركس دائما تنتج نقائضها في عملها لتحقيق اهدافها فهي برهنت على قدرتها على التكيف مع الاوضاع والمرونة في المواجهة والتنازل في بعض الاحيان. فصمود الرأسمالية يكمن الى لجوئها للتخطيط لصالحها رغم ان عند غيرها في النظام الاشتراكي عيبا وسلبية .

ومن هنا تبرز سمة أساسية في الصراع الرأسمالي الاشتراكي مهما اختلفت صور الانظمة والأيديولوجيات : أنه صراع المصلحة العامة والخاصة .
النظام الرأسمالي يقوم على المصلحة الخاصة وهذه الاخيرة تصنع المصلحة العامة من شتاتها بينما اي نظام اشتراكي وتحت أي تسمية كان يهدف بالضرورة الى تقديم المصلحة العامة والتي يراها لا تختزل الى مجرد تجميع مصالح خاصة متناثرة .
فأي نظام لم يحدد موقفه من هذا الصراع هو نظام فاقد الهوية شأنه شأن أنظمتنا العربية .

فمهما كان موقفنا ونقدنا للنظام الاشتراكي السوفييتي لا يجب ان ننسى انه كان يضع المصلحة العامة في المقدمة وان ضيعها في الطريق فالمصلحة العامة يقررها العامة وليس حزبا طليعيا او لجنة مركزية وعندما نتحدث عن عامة الناس نتحدث عن الديمقراطية التي لابديل عنها في النظام الاشتراكي وهذا هو الدرس المستفاد من التجربة السوفييتية اي توجيه للمصلحة العامة لا يستند الى نظام ديمقراطي ينتهي بالديكتاتورية التي تقتل المصلحة العامة باسم المصلحة العامة... فالرفيق ستالين قضى على الاشتراكية من هذا المنطلق .

انهيار الاتحاد السوفييتي مؤلم لأنه فشل لتجربة جديدة تضع في المقدمة المصلحة العامة لكن لا يجب ان نخدع انفسنا الصراع لم ينته ودائما سوف تبرز هذه المعضلة : مصلحة عامة ام خاصة ؟ ويسيل العرق والحبر وربما الدماء ايضا فالمصلحة العامة ليست من نتاجات النظرية الماركسية فقط بل من نتاجات التطور الاجتماعي.فالماركسية ليست الا وجهة نظر في المصلحة العامة وليست هي المصلحة العامة .

وماظل المجتمع قائما فان مشكلة المصلحة العامة والخاصة سوف تظل تطلب حلا وسوف يظل الصراع قائما محليا ودوليا مهما كانت المواقف ومهما صنعت المبررات واتخذت الشعارات فلابد من الاختيار بينهما او خليط بين الاثنين يصعب مزجه مع ما يترتب على هذا من نظم سياسية واجتماعية .
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م