الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل يوم كتاب، قواعد الشيوخ ١٩٦٨١٩٧٠

مهند طلال الاخرس

2020 / 4 / 29
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


#كل_يوم_كتاب
قواعد الشيوخ ١٩٦٨١٩٧٠
كتاب من ٣٠٢ صفحة لغسان دوعر، والكتاب من اصدار مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات سنة ٢٠١٨. والكتاب جاء بعنوان رئيسي قواعد الشيوخ وآخر فرعي وهو مقاومة الاخوان المسلمين ضد المشروع الصهيوني، والكتاب يتكون مقدمة واربعة فصول وملحق صور ووثائق.

الفصل الاول ١٣٥١ القرار الصعب، ويضم العناوين التالية: في ذاكرة الظل والسكون، من اجل فلسطين، نشاة فتح، مخاض البدايات، زمام المبادرة، تجربة فريدة، مبادرة ميدانية، مرحلة جديدة من العلاقات من حركة فتح، فهم وتطبيق موضوعي وواقعي.

وهو فصل يبتعد كثيرا عن العنوان الرئيسي للكتاب(قواعد الشيوخ ١٩٦٨١٩٧٠) ويدخل في باب التمهيد الممل لتبرير تقاعس الاخوان المسلمين عن الالتحاق بركب الثورة الفلسطينية والكفاح المسلح، ليس هذا وحسب بل ان الكاتب يصل في كتابه حدا من السذاجة لا يوصف حين يقدم اسباب هذا التأخر والتقاعس، فيضع سببا رئيسيا لذلك بأن كل رواد فتح الاوائل والمؤسسين هم من الاخوان المسلمين، وهذا ما يجده القاريء عند مطالعة هذا الفصل بصورة جلية وواضحة.

الفصل الثاني ٥١١٣٨ الاخوان في قواعد الفدائيين، وفيه يدخل الكاتب صلب الموضوع، بحيث يتناول مسألة البحث الرئيسية وهي قواعد الشيوخ في الاردن ١٩٦٨١٩٧٠، ورغم ان هذا الفصل يمتد من الصفحة ٥١١٣٨ إلا ان الصفحات الفعلية التي يتناول فيها الكاتب موضوع البحث بالتحديد هي الصفحات من ٥٣١١٠٦، وهذه الصفحات هي زبدة هذا الكتاب وقيمته الفعلية (بغض النظر عن قيمتها الفعلية وصحة مضمونها).

وجائت عناوين هذا الفصل كالتالي: التنظيم والادارة، التجنيد والتدريب، قواعد التموين والقتال، العمليات وارتقاء الشهداء، تجربة اسلامية متميزة.

الفصل الثالث ١٣٩١٦٥ الفتنة تعكر اجواء الجهاد، وجاء تحت العناوين التالية: الظاهرة الفلسطينية المسلحة، تناقضات كامنة، تراجع استراتيجي، مقتل الثورة، حملة تعبئة مضادة، الموقف من اقتتال الاخوة، محاولات رأب الصدع، بين نارين.

وفي هذا الفصل يستكمل الكاتب ما بدأه في الفصل الاول وينزلق اكثر نحو لغة تبرير التقاعس والتأخر عن الالتحاق بالثورة، لكن الميزة هذه المرة ان الكاتب اضاف الى لغته هدفا آخر بغية تبرير الخذلان والتواطىء الذي تسبب فيه الاخوان بعدم انحيازهم للثورة في معركتها ضد النظام، فالكاتب ينبري للدفاع عن الموقف الخياني للاخوان بطريقة مقززة اذ انه يفرد صفحات هذا الفصل كاملا لاستعراض فتنة ايلول ملقيا بكل اسبابها على الفدائيين، مستعرضا جملة من الشهادات واللقائات لكوادر وقيادات من الاخوان لاثبات ذلك، ولا يفوته ان يذكر ايضا بعض ما اورده التوجيه السياسي للجيش الاردني من حادثة يستدل بها الكاتب للتدليل على الفرق بين الفدائي الملحد والفدائي الشيخ "الشريف الذي يصلي ويخطب بالناس صلاة الجمعة وهو يتكىء على الكلاشن كوف" على الصفحة.

لم يفت الكاتب بالاستشهاد بكتاب المقاومة الفلسطينية والنظام الاردني في هذا الفصل، لكنه استخدام وضيع اذ يأخذ منه بطريقة مجتزئة ما يخدم فكرته وهدفه ولا يذكر منه اي معلومة اخرى تدين النظام الاردني وتنصف الفدائيين.

الفصل الرابع ١٦٧٢٠٨ شهداء على حدود الوطن، وفيه يستعرض الكاتب لسيرة ومسيرة احد عشرة شهيدا سقطوا للاخوان -تحت راية فتح- في تلك الفترة. هذا طبعا بعد استعراضه سابقا في الفصل الثاني من الكتاب للقواعد التابعة لهم دون ان يغفل عن ذكر تلك العمليات الفدائية السبع التي خاصتها قواعد الشيوخ تحت حماية فتح وتوجيهها وادارتها.

الكتاب يشكل اضافة جيدة لمكتبة الاخوان المسلمين الخاصة، ويشكل وثيقة وشهادة هامة على دور الاخوان المسلمين المتواطى والخياني في مرحلة مهمة وعصيبة من مراحل الثورة- مرحلة الاردن واحداث ايلول-، كما يشكل دليلا دامغا على صيغة التفرد والنرجسية التي تعتري الاخوان تاريخيا، اضافة الى اخذه كشريحة وكعينة دراسة للتدليل على كثير من العقد والامراض التي يعاني منها الاخوان.

الكاتب اشار الى ندرة المصادر المكتوبة واعتمد اكثر اعتماده على الروايات الشفوية، وهذا ما جاء في مقدمته وما كتبه ايضا على ظهر غلاف الكتاب، لكن من المؤسف جدا ان يكون الكاتب ومحرر الكتاب بهذه السذاجة من المعرفة والاطلاع، فأين ذهبت اليوميات الفلسطينية الخاصة بتلك الفترة والصادرة في ٢٤ مجلد ضخم عن مركز الابحاث، واين مجموعة الوثائق الفلسطينية بكل مجلداتها، واين الكتاب السنوية للقضية الفلسطينية بكل موجوداتها، واين شهادات عارف العارف عمان تحترق ونايف حواتمة في كتابه حواتمة يتحدث وجورج حبش ومذكرات ابو اياد فلسطيني بلا هوية، وكتاب ابو داوود من القدس لميونخ، وكتاب صادق جلال العظم نقد خطاب المقاومة في ايلول، واين كتاب حسام الخطيب في خضم التجربة الثورية الفلسطينية، واين شهادة فيصل حوراني في كتابه المحاصرون وتوفيق فياض في حبيبتي مليشيا ورشاد الكاسر في حب وانتقام ومحمود عيسى بموسم الثلج الحار، اين نتائج تحقيق لجنة المتابعة العربية برئاسة الباهي الادغم، اين نص اتفاق القاهرة برعاية عبد الناصر....

الكاتب في ايراده لاحد اسباب تصديه للكتابة حول هذه التجربة ان المصادر والكتاب لم يوفوا هذا التجربة حقها، للاسف هذا الكاتب لا يطلع الا على ما تحتويه مكتبة الاخوان ويعتقد كغيره من الاخوان ان الحياة تبدأ هناك من عند رفوفهم مكتباتهم لوحدهم.

بقي ان اقول ان قلم الكاتب يطاوع فكر صاحبه دائما، وهو مرآة صاحبه وصورته الحقيقية، بشرط ان يكون صاحب القلم متحررا من كل انواع العبودية، وسليما معافى من جميع الامراض والعلل والملل ما ظهر منها وما بطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا