الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل يوم كتاب؛ الشاهد المشهود، وليد سيف(2-3)

مهند طلال الاخرس

2020 / 5 / 20
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


#كل_يوم_كتاب
الشاهد المشهود، وليد سيف (2-3)
بعد الصفحة ١٠٤ يعود وليد سيف لاستكمال الحديث عن عائلته فيتحدث عن الجد والجدة ويسهب في الحديث عن جدته العائدة في نسبها الى قرية عتيل في طول كرم ويستذكر قصة اخيها مع السفر برلك، ويستحضر كثير من حكايا الجدة عن العائلة وايام البلاد صفحة ١٠٧، ويكمل صورة الجدة في الصفحات اللاحقة ويقدمها كمثال للام الفلسطينية النموذج فيقول في صفحة ١٠٨ (كانت جدتي السنديانة القديمة التي تلتف حولها الاسرة، وتسند ظهرها اليها وتستظل بظلها، ثم يتحدث عن تلك الامانة التاريخية التي قامت بها الجدات والامهات وتوقفت فيما بعد، تلك الامانة التي تتعلق بنقل الموروث الشعبي الشفوي والمتمثل بالحكاية الشعبية والقصص الشعبية والعادات والتقاليد وحتى الخرافات والاساطير، هذه الامانة التي يشير وليد سيف الى التوقف عنها والخلل الذي اصابها في تفصيل اورده عن دور الجدة والام بهذا الخصوص في الصفحة ١٠٩، ثم يتحدث عن وفاة الجدة سنة ١٩٧٢ ثم الوالد بعدها بأربعة اعوام صفحة ١١١.

ثم يطرح موضوع في غاية الاهمية وذو علاقة متشعبة وذات اثار متعددة في المجتمع الفلسطيني، فيطرح موضوع المرأة للنقاش ويتناوله من زوايا عديدة من حيث الحرية والظلم والاضطهاد الذي تتعرض له دون ان يغفل عن طرح طبيعة علاقة المرأة بزوجها في المجتمع الفلسطيني مستحضرا بذلك حكاية عمته في الزواج والظلم الواقع عليها.

صفحة ١١٦حتى١٢٣ وفي هذه الصفحة بالذات يستحضر بتناسق تام وبألم قصة وفاة والدته كإستدلال من قبله على وضع المرأة في المجتمع وكاستدلال ايضا على تلك الشخصية العظيمة التي تتحلى بها النساء في المجتمع الفلسطيني وهو مانختصره في كلمة الايثار ، وهو ايضا ما ترمز اليه كل الادبيات الانسانية بكلمة الام . ففي الصفحة ١٢١ يورد وليد سيف نصا من اربعة اسطر يروي فيه حادثة وفاة امه وفيه يقول ( في ليلة من عام ١٩٨٦ قامت من الليل على بعض الالم في صدرها. فكانت قبضات تثقل صدرها وتثقل انفاسها، واشتد عليها الوجع، ومع ذلك اشفقت ان توقظ احدا من البيت فتفسد عليه نومه الهاديء. وذلك شيء من الايثار الذي امتازت به امهاتنا. ثم استفاق بعضهم على اهاتها المكتومة. وفي الطريق الى المستشفى اسلمت الروح) .

صفحة ١٢٤ يكمل وليد سيف سيرته بالحديث عن افراد العائلة ويتناول هنا اعمامه ابو نزار وابو جهاد ويتحدث عن حلهم وترحالهم وعن علاقته الخاصة بكل منهما.

صفحة ١٣٩ تبدأ حكاية وليد سيف مع الجامعة والتي اختط لها عنوان وقت للعلم ووقت للحب، وفي سيرته العاطفية في الجامعية تقلبت عليه قصص هيام وعشق كثيرة كل واحدة منها افضت الى نهايات مفتوحة رغم انها اكلت من وقت الصفحات اللاحقة الشيء الكثير.

بدخول وليد سيف للجامعة الاردنية كانت الجامعة لتوها قد خرجت الفوج الاول ، وهذا الفصل بالحديث عن الجامعة وسيرته في خلال هذه الفترة محطات كثيرة تستحق الوقوف عندها وقراءتها بتمعن مثل تأسيس الجامعة والبدايات وتميزها بأساتذتها وطلابها ورئيسها ناصر الدين الاسد والذي كان له الفضل الكبير في تأسيس وتقدم ورفعة الجامعة وفي الحفاظ على استقلاليتها من التدخلات الامنية والتغول الاقليمي والجهوي.

يعود سيف في الصفحة ١٨٣ للحديث عن المرأة والانثى ويقدم عدة وجهات نظر لهذه الصورة والعلاقة ويشير الى دورها في الحياة عبر صفحات دون ان يغفل عن ابداء وجهة نظره الخاصة تجاه الانثى وتجاه تجارب العشق واستعراضها عبر صفحات عديدة.

صفحة ١٨٥ يتحدث عن امسية شعرية له في مدرج الجامعة الاردنية والقائه قصيدة بعنوان سيرة عبد الله بن صفية ، ثم يعود للحديث عن قصص الحب في الحياة الجامعية ويطيل ويستفيض وهي قصص لاتعني القاريء كثيرا ولا يستطيع ان يستلهم منها احد شيئًا غير تلك النزعة الانسانية التي يتحلى بها صاحبنا وهذه من عادات البشر وله الحق في ان يرويها كيفما شاء، لكن ليس بهذا الاسهاب الممل والقاتل الذي مارسه في طرحه لهذا الموضوع، فكان الاولى من صاحبنا ان يتطرق الى تلك التجارب التي تشكل وعيا للاجيال القادمة، وهنا على سبيل المثال كان الاجدى بصاحبنا ان يستعرض لنا ماحصل معه في تلك الامسية الشعرية التي القاها على مدرج الجامعة الاردنية فتلك تجربة مر عليها الكاتب مرور الكرام ولم يذكر منها الا ذلك العنوان اي انه القى أمسية شعرية ، رغم معرفتنا التامة بتفاصيل القصة الكاملة لما حصل معه في تلك الامسية وحتى قبل تلك الامسية ومن عند لحظة تصوير تلك القصيدة وتوزيعها على الطلاب كمنشور ومن الذي قام بذلك وما هي التبعات التي لحقت بذلك الموظف(محمد) وما الى ذلك من تفاصيل احجم عن ذكرها صاحبنا ولانحسب ان الذاكرة قد خانته في ذلك بل نحسب ان هذا هو اثر الجغرافيا السياسية ووقعها السليط على كل من يحاول ان يتحدث بصدق وتجرد عن تلك الايام.

صفحة ١٩٤ وتحت عنوان هزائم الوعي يبدأ الحديث عن النكسة والاجواء في الجامعة خلال فترة الحرب ، فيتطرق في الصفحة ١٩٧ في التطوع للحرب وذهابه هو وزملائه الطلبة الى معسكر المفرق للتجنيد والمشاكل الجمة التي واجهته في ذلك المعسكر .

في الصفحة ٢٠٠ يتحدث عن اجواء مابعد النكسة ١٩٦٧ والقاء التهم ومحاولة تحديد المسؤولين عن النكسة، ويقدم رأي في الكتاب العرب الذين قدموا مراجعات نقدية للهزيمة وللعقل الثقافي العربي، وفي صفحة ٢٠٤ يدخل في سجال معهم لتقديم الاسباب النظرية لما حصل ولتصحيح وجهة نظرهم حسب ارائه ويقدم وجهات نظر تخرج عن مفهوم السيرة وتندرج تحت المراجعات الفكرية لكنها ارهقت صفحات الكتاب واثقلت على القاريء .

صفحة ٢١٨ وتحت عنوان القمر سقط في البئر يتناول صاحبنا حكاية ذلك المخيم على اطراف الجامعة واسباب نشوئه على اثر حرب النكسة ١٩٦٧ وعلى اثر تقطع السبل بطلاب الضفة الغربية الدارسين في الجامعة، وصولا الى حكاية ذلك الشاب الفلسطيني الذي أصابته الصدمة والانهيار النفسي جراء الهزيمة حتى انه اخذ يهذي كل يوم في احلامه بمقطوعة موحدة (القمر سقط في البئر ونسوان الحي ينشلنه) وما آل اليه حال ذلك الفتى من اصابته بالجنون وهيامه في الشوارع حتى انهارت قواه تماما وتوقف قلبه عن الحياة.

صفحة ٢١٩ يتناول صاحبنا حكايته مع الشاعر ادونيس ولقائه به في بيروت لغايات نشر اولى قصائده في الافق واثر ذلك الموقف واللقاء على صاحبنا.

صفحة ٢٢٣ وتحت عنوان زمن المقاومة الايدولوجيا (فوق التل، تحت التل)، يتناول سيف في هذا الفصل ما نعتبره السيرة التي تبقى والتجربة الاهم والفضلى في مسيرته الزاخرة بتلك المحطات الفارقة والتي تلخص حكاية النضال الفلسطيني .

ففي هذا الفصل يتحدث صاحبنا عن تجربته في الانتماء الى صفوف الثورة الفلسطينية من خلال انتظامه في صفوف حركة فتح ، فيتحدث عن تجربته في معسكر الهامة في دمشق لغايات التدريب على السلاح، ويتناول بصورة نقدية بعض تلك المظاهر السلبية التي حصلت معه وامامه في المعسكر، فيتناول مثلا قصة ذلك الشاب المنتسب للثورة والذي يسجل في هذه الدورة التي يحضرها صاحبنا للمرة الثالثة، وعند سؤال وليد سيف له عن السبب والغاية من التسجيل والالتحاق بنفس الدورة للمرة الثالثة، اجابه ذلك الفتى: لكي يتحصل ويؤمن وجبات غذائه اليومي!! اضافة الى ذكره تلك الصورة في واقعة مناوبته الليلية في المعسكر وكيف انه تم التغرير به والضحك عليه من قبل احد افراد الدورة، وهي واقعة مفادها ان صاحب وردية الحراسه التي يكون اوانها قبل وردية وليد سيف قد ايقظه على غير ميعاد مهمة وليد في الحراسة، فاستغفله ذلك الشاب وقام وليد سيف بالحراسة على اعتقاد منه انها نوبته ومهمته في الحراسة، وكل مافي الامر ان وليد استكبر هذا الخطأ ولم يستذكر من كل تلك التجربة الا هذه التجربة بالاضافة الى حادثة الطعام الخارب والذي يحتوي الدود وان كان ايجابيًا ولكن بصورة النرجسي في حديثه عن زيارة فاروق القدومي ابو اللطف في المعسكر والقائه دروس عليهم في التنظيم والعمل الثوري والاستراتيجيات وتعليمهم اساليب حرب العصابات وحرب التحرير الشعبية طويلة الامد.
الصفحة ٢٣٢ يتحدث عن متاهات الايدولوجيا تحت عنوان الفصائل والقبائل.

ويبدأ هذا الفصل بالحديث عن علاقته بالعمل التنظيمي والطلابي ثم لقائه بعضو اللجنة المركزية لحركة فتح المهندس عبد الفتاح الحمود، ثم يتحدث عن استشهاد عبد الفتاح حمود وجنازته.

الصفحة ٢٣٤ يتحدث صاحبنا وباقتضاب عن المهام التنظيمية التي تولاها في حركة فتح، ويتحدث كذلك عن الاشخاص الذين ارتبط بهم تنظيميًا دون ان يبوح بكثير من تلك الاسماء او ان يتحدث بشيء عن تلك المهام في تلك الفترة الحساسة والتي لو ذكرت لشكلت اضافة نوعية في هذا الكتاب، لكن احجامه عن الخوض فيها (خاصة انه تبوأ مواقع تنظيمية في المنطقة الوسطى والتي تشمل صويلح ومخيم البقعة والسلط) افقد الكتاب كثيير من الزخم ومن التجارب المفصلية والتي من حق الاجيال القادمة ان تطلع عليها خاصة فيما يتعلق بتجربة العمل الطلابي لاسيما انه ترأس ايضًا اتحاد طلبة الضفتين وصولا الى معركة الكرامة.

صفحة ٢٣٥ وحتى ٢٣٦ يقدموا رأيا لاحداث ايلول الاسود، وهو رأي مقتضب وحذر وهو اشبه بنظرة ذلك الراكب بجانب الشباك في باص رحلة يتجاوز بسرعة منطقة تفوح منها روائح كريهة، فيغمضوا عينيه كي لا يشم تلك الرائحة.

صفحة ٢٤٣ يقدم رأيا في سبيل حل ذلك الخلاف والاختلاف بين الفصائل فيقول (ليس من الغريب في الحركات الوطنية الثورية ان تتنوع التيارات والاجنحة والتنظيمات على اسس فكرية عقدية، لكن المشكلة ان يزاحم الولاء الايدولوجي الولاء الوطني الجامع، ويصبح الانتصار للأيديولوجيا مقدما عند البعض على الانتصار للقضية الوطنية).

ثم يقدم نظرة للاراء السياسية السائدة من اقصى اليمين الى اقصى اليسار مع ابداء رأيه في كل واحد منه.

في صفحة ٢٥١ يتحدث عن زيارته لحيفا عام ١٩٦٨ ولقائه مع محمود درويش وسميح القاسم وحواراته معهم وتوثيقه لذلك بغية ارسالها الى غسان كنفاني لنشره واسباب تحفظه على النشر فيما بعد. ولا ينسى هنا صاحبنا اسقاط مشهد هذه الزيارة وتداعياته على مشهد رشدي ابن خضرة في مسلسل التغريبة الفلسطينية صفحة ٢٥٤، بالاضافة الى استحضاره كثير من مشاهد هذه الزيارة ضمن وقائع مسلسل التغريبة.

يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ