الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي تقرع الاجراس

فوزي النوري
مناضل يساري تونسي

(Ennouri Fawzi)

2020 / 5 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


"لكي تقرع الأجراس"
هذه التدوينة هيّ بمثابة احتفال لتسليم "شعرة معاوية" لمن يستحقّها و اعلان حرب بالمعنى الفكري و الايديولوجي على البيت القديم بساكنيه .
بعد معاينة حالة السبات التي يعيشها اليسار منذ التسعينات بشكل أصبحت مقاربته تنصبّ على واقع لا وجود له الاّ في أذهانهم
من ذلك التغيّرات الكبرى و الهيكليّة في النسيج الاقتصادي للقوى العظمى و أغلب اقتصادات العالم و المقصود هنا هوّ هيمنة الثولثة (القطاع الثالث) بمعنى أنّه لم يعد للبرجوازية الصناعيّة نفس الثقل و لا الحجم و لا التأثير بما يفرضه ذلك من مراجعة آليات و أدوات التحليل لفهم المحاور الكبرى للصراع على النفوذ في العالم و على المستوى الوطني.
هذه التحوّل الكبير و الذي صاحبه ظهور الرأسمال المالي غيّر ملامح الصراع الطبقي و البنى الاجتماعية و الوعي الجمعي و غيّر حتّى من طبيعة أزمات النظام الرأسمالي و طرق التحكّم فيها ( الأزمة المالية العالمية) و لسنا في حاجة للتذكير بالرجّة التي أحدثتها المعلوماتية في مستوى طبيعة المؤسّسة الاقتصادية و حجمها و تأثيرها .
كلّ هذه العناصر الجديدة و التحوّلات الكبرى لم يقع استيعابها على مستوى الأطروحات أو المقاربات أو الكتابات التي تصدر هنا وهناك داخل بيتنا القديم أو في نصوص شيوخ اليسار التونسي .
التغيّرات الكبرى ليست اقتصادية فحسب من ذلك التحوّلات التي يشهدها الفضاء العمومي سواء في تداخله مع الافتراضي أو مستوى التقاطعات و الصراعات المستجدّة بعد تعاظم دور المجتمع المدني و صراعه ضدّ المجتمع السياسي و تأثير هذه العناصر مجتمعة في بنية الوعي و حتّى في تغيير مفهوم الفرد.
لا يفوتنا التذكير هنا بدور النقابات المتعاظم و الذي أدّى الى سحب البساط من تحت أقدام الأحزاب اليسارية و أصبحت المركزيّات النقابية هي الوحيدة التي تخوض صراع سياسي جدّي ضدّ الحكومات عبر مفاوضات دوريّة لتحسين شروط العمّال و هي التي تنوّع مناوراتها و تستغلّ المساحات التي تفتكّها للمساهمة في صناعة الخيارات العامّة على المستويين الوطني و الدّولي.
كلّ ذلك غيّر أنماط الهيمنة والنير و الاستلاب و غيّر الفضاءات السلطويّة و بالتالي غيّر أدوات التحليل و " المهمّات التاريخية" و في اعتقادي فإنّ المتاح حاليّا هوّ تثوير مفهوم المواطنة في جانبه المادّي الموضوعي و هذا لا يعني أنّنا لا نتبنّى الحريات الفرديّة و العامّة و لكن نحن واعون بأنّ هذه الحريات تظل شكليّة و فارغة في غياب الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية .
لم يعد بالامكان التأثير في الفضاء العام دون افتكاك مساحات كافية داخل المجتمع المدني و الفضاء العام .
التحوّل في كلّ المستويات يمرّ عبر المساهمة في تغيير البنى الاجتماعية و النسيج الاجتماعي و العبور من خلال الفضاءات المتاحة للتمكّن من الفعل و التأثير و حتّى المناورة عبر التحكّم في السّلم الاجتماعي .
هذا يظلّ غير قابل للتحقّق في غياب شروط موضوعية أهمّها معركة علمنة المؤسّسات و الفضاء العام و تجاوز الخطابات المتردّدة و المحتشمة و التي درجت على المطالبة بحريّة الضمير أو المعتقد بغايات الغزل الانتخابي و الخوف من التكفير .
لا يمكن لنا التأثير في الوعي الجماعي و افتكاك مواقع داخل الفضاء العام دون حسم معركة اللائكية التي تمهّد لولادة مجتمع سويّ لا يترك مساحات يتسلّل منها المقدّس للسيطرة على كامل النسيج و تأبيد الامراض الاجتماعية الناتجة عن الوضعيّة التي تعيشها المرأة و ما ينتجه ذلك من العاهات في مستوى التنشئة التي تعيد انتاج ذات المعضلات و الاشكالات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا