الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل فعلا رواتبنا خط احمر؟

جلال الصباغ

2020 / 6 / 9
الحركة العمالية والنقابية


ينشط الموظفون والمتقاعدون وعمال العقود منذ بداية جائحة كورونا وهبوط أسعار النفط على مواقع التواصل الاجتماعي وفي أحاديثهم الخاصة، وهم يهددون ويتوعدون كل من تسول له نفسه المساس بالرواتب التي يتقاضونها.

فحكومة الكاظمي ومنذ تكليفها وقبلها حكومة عبد المهدي تتوعد بتخفيض رواتب الموظفين، وفي كل يوم نشاهد او نقرأ تصريحا للمسؤول الفلاني بتخفيض ما نسبته خمسة وعشرين بالمئة من رواتب الموظفين، ليأتي بعده المسؤول العلاني وينفي الخبر، ثم نسمع خبرا آخر بأطلاق رواتب الموظفين خلال هذا الشهر دون استقطاع، لتمر بعدها أكثر من أربعين يوما ولم يستلم المتقاعدون رواتبهم، ليأتي السيد الكاظمي وينفي خبر استقطاع الرواتب، لكن وزير ماليته يؤكد أن لا عبور للازمة الحالية الا بالاستقطاع خدمة للوطن!

هكذا تعيش شريحة الموظفين والمتقاعدين والأجراء اليوميين وأصحاب العقود، حربا نفسية رهيبة، تهدد ارزاقهم، وتنذر بكارثة حقيقية، دون قدرة هذه الشريحة الهائلة التأثير والكبيرة جدا على إيقاف ما ينتظرها من إجراءات في قادم الأيام.

ان الحديث عن كم الأموال المنهوبة والتي لا تزال تنهب وعن حجم الفساد والسرقات من قبل أقطاب السلطة وأحزابها ومرتزقتها صار معروفا للجميع والكل يتحدث عن قدرة السلطة على توفير رواتب كاملة للجميع، اذا ما أوقفت عمليات النهب والمخصصات والامتيازات وغيرها من الأبواب التي لها اول وليس لها اخر.

وسط هذا الواقع، هل فعلا رواتب الموظفين خط احمر؟ وكيف يمكن لشريحة تعدادها بالملايين ان توقف اي تعدي ومساس بحقوقها، وأن تمنع اي سلطة من التعدي على مستحقاتها؟

الجواب بالطبع لا تستطيع هذه الملايين ان توقف اي قرار باستقطاع جزء من الراتب، فيما اذا بقيت استراتيجيات وأساليب مواجهة السلطة بهذه الطريقة التي تعتمد العشوائية والتهديد غير الواقعي وغير المؤثر والبعيد عن التنظيم والعمل النقابي.

ان اهم ما يميز العمل الاحتجاجي هو التنظيم والقدرة على الحركة السريعة واتخاذ القرارات الآنية والمدروسة، والتنظيم النقابي داخل دوائر الدولة يكاد يكون عمله ضعيف او شبه معدوم بسبب فترة طويلة من عدم الفاعلية ناتجة عن تاريخ المحاربة والتهميش للاتحادات والنقابات في زمن النظام السابق واستمرار الحال حتى بعد ٢٠٠٣، لذلك فبقائه على حاله القديم لا يؤهله لقيادة المرحلة الحرجة والانعطافة الحالية المتمثلة باستقطاع رواتب الموظفين.

ان السبيل الاسلم لمواجهة السلطة ومنعها من القيام بأي إجراء يضر بمصلحة جميع الموظفين هو سعي الجميع عبر مجالس خاصة تشكل داخل دوائر الدولة معنية بالعمل النقابي يقوم بتشكيلها الموظفون والناشطون، بالإضافة إلى الاتحادات والنقابات السابقة والعمل بجدية على تنظيم صفوف هذه الشريحة وعدم تجزئة مطالبها او عزل قسم منها وقطع رواتب أقسام أخرى بحجج واهية.

ويتسم عمل هذه المجالس بالديمقراطية التامة حيث يتم اختيار الممثلين لكل دائرة او قسم من الموظفين أنفسهم، لتقرر هذه المجالس والنقابات والاتحادات الخطوات القادمة في حال تم اي استقطاع، وهي من تقرر الإضراب عن العمل من عدمه بعد نهاية الحظر الوقائي كما أنها المسؤولة عن إجراء المظاهرات والاعتصامات وأماكنها وهي المسؤولة عن العصيان المدني في حال تطلب الأمر لذلك.

لا مساومة ولا مهادنة مع سلطة مسؤولة عن نهب وضياع مليارات الدولارات وهي المسؤولة عن إنهاء الصناعة والزراعة ومختلف القطاعات الأخرى، جاعلة من البلد رهينة بيد العصابات والمليشيات، ومعتمدا على الريع النفطي، ومتحكما به من قبل المؤسسات الاقتصادية الرأسمالية مثل صندوق النقد والبنك الدوليين اللذين يفرضان شروطهما في دفع الرواتب وتقليلها ومنع التعيين وخصخصة مختلف القطاعات مثل الصحة والتعليم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب معهد العلوم السياسية في باريس يعتصمون داخل المعهد تضامن


.. استقالة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية احتجاجا على استمرار




.. فرنسا: طلاب يغلقون مداخل جامعة سيانس بو بباريس دعما للفلسطين


.. فرنسا: طلاب يغلقون مداخل جامعة سيانس بو في باريس دعما للفلسط




.. 8 شهداء من العاملين ضمن فرق تأمين المساعدات إثر غارة إسرائيل