الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 1 ف 2

حسين عجيب

2020 / 6 / 28
العولمة وتطورات العالم المعاصر


المشكلة العقلية _ ج 2 باب 1 ف 2

التنمر الأبوي والدولة التسلطية وجهان لعملة واحدة .

1
ما يزال ، لدى الفلسفة والدين _ والتنوير الروحي أكثر _ ما يقدمانه للعلم .
التمييز بين الصحة العقلية والمرض العقلي بدلالة المعايير الموضوعية ، المنطقية والتجريبية معا ، سوف أعرضها في ملحق آخر النص .
الفارق النوعي بين المرض النفسي والمرض العقلي بكلمة " المسؤولية " .
المرض النفسي خلاصة ، نتيجة سوء الحظ الوراثي أو المجتمع ( بواسطة الأبوين ومن بمقامهما ) ، بينما المرض العقلي موقف فرد بالغ من العالم ، ومن نفسه بالتزامن ، ولديه الخيار الحقيقي بين موقف الصحة أو المرض العقليين .
مثال مباشر ، تنمر أحد الوالدين ، هو مسؤولية مباشرة وعقوبتها السجن في الدولة الحديثة .
....
المرض العقلي يتضمن المرض النفسي والعكس غير صحيح ، لكن هنا مفارقة حقيقية .
المرض العقلي يتعلق بالاتجاه ، والتفسير والمعنى . وهو أحد الخيارات .
قد يكون المرض النفسي مصدر الابداع ، وسبب حقيقي للتطور والمعرفة الحب .
والأمثلة عديدة ، وشائعة إلى درجة الابتذال في مختلف أشكال الفنون والآداب ، وخاصة في الشعر والفلسفة .
المستوى الاجتماعي فارق نوعي آخر بين المرض العقلي والنفسي .
المستوى الاجتماعي المعرفي _ الأخلاقي يتضمن مختلف الآراء الفردية . وهو يتوسط الرأي والمعلومة . المرض العقلي هو رأي شخصي ، لكن وللأسف ، كثيرا ما ينجح بعض المرضى النفسيين في تخفيض المستوى الاجتماعي إلى مستوى أفكارهم العنصرية بطبيعتها . وهذا ما يدعو إلى الخوف بالفعل ، حيث خلال النصف الأول للقرن العشرين ، تحكم بمصير العالم أمثال هتلر وموسوليني وتشرشل وستالين . وما يزال حالنا في بلاد العرب والمسلمين يتدهور من سيء إلى أسوأ على مستوى الثقافة ( السياسة والقوانين ) .
2
وفق التصور التقليدي للزمن والحاضر خاصة ، الموروث والمشترك ، يتعذر على الفرد أن يتجاوز مصيدة المرض العقلي ( عداء الغريب والمختلف ، والحاجة إلى عدو ، ...وغيرها من أشكال العنصرية المتجددة الصريحة أو المستترة ) خاصة في دولة تسلطية ومجتمع مغلق .
يعرض الفكرة ( الخبرة ) الروائي المعروف ( الفرنسي _ التشيكي ) ميلان كونديرا بشكل مكثف وواضح ، بما معناه : كيف نعرف أن ما نقوم به اليوم هو الصح والمناسب ، طالما أن الحياة تحدث لمرة واحدة فقط ، ولا مجال للتعويض أو الإعادة وغيرها . هذه نتيجة مباشرة لتصور أن اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل ، حيث تتطابق حركة الحياة والزمن .
بعد فهم الواقع الحقيقي ، الجدلية العكسية لحركتي الزمن والحياة ، تتوضح الامكانية الفعلية للاختيار ، والقرار الواعي والحر بالنسبة للغالبية العظمى من الأفراد البالغات _ ين .
....
هذا يوم جديد أيضا .
دوام الحال من المحال .
أم العكس
لا جديد تحت الشمس
والعود الأبدي ؟!
وغيرها كثير ، وقد عرضت الموقف العالمي المزدوج من الواقع : الجدلي ( الدوري ) مع العلمي ( التعددي ) بالتزامن ، حيث يتصور الموقف الجدلي العالم والكون في حركة دائرية ودورية ( لا جديد تحت الشمس ، والعود الأبدي ، والاجبار على التكرار وغيرها ) . على النقيض من الموقف العلمي حيث يتصور العالم والكون في حركة خطية من المعلوم إلى المجهول ( كل لحظة يتغير العالم ، وأنت لا يمكنك السباحة في مياه النهر مرتين ، وأثر الفراشة وغيرها ) .
3
الموقف من المجهول _ المشكلة والحل بالتزامن .
المجهول كفكرة وموضوع ، يقبل التصنيف الثنائي : 1_ المجهول الشخصي وهو الأهم 2 _ المجهول الإنساني .
مثال تطبيقي على المجهول الإنساني ، فكرة الأرض المسطحة ، وكيف استطاع بعض الفلاسفة منذ عشرات القرون الاستنتاج بأنها كروية .
وكان الدليل الأول والأهم مشاهدة غروب الشمس ، إذا كانت الأرض مسطحة بالفعل يجب أن تختفي السفن دفعة واحدة وليس بالتدريج ، وغيرها أيضا حول مراقبة الكسوف ، أيضا بدلالة ظل الانسان المتساوي في مختلف الأماكن ( وهذه الأفكار يمكن التوصل إليها مباشرة ) .
....
المشكلة في المجهول الفردي .
الشخصية النرجسية ، لا تدرك ما تجهله .
بين الشخصية النرجسية والأنانية ، الشخصية الدوغمائية ( نحن ضد هم ) .
الشخص غير الناضج ، أو المريض العقلي النرجسي أو الأناني أو الدغمائي ، يشعر ويعتقد أن الحق معه وله دوما . والاستثناءات نادرة ، وتافهة ، ولا يعول عليها .
....
لنتخيل بعد مرور قرن .....سنة 2021 وما بعده أكثر ؟!
سوف يكون علم الزمن ، قد صار مثل علم النفس اليوم ، له فروع واختصاصات ومتنوعة .
وخاصة علم الحاضر .
وربما العكس ، قد يستمر الغرور والجهل لقرون عديدة ! ربما .
4
تفضيلي الشخصي للصحة العقلية بدلالة التفكير الإبداعي .
الصحة العقلية والتفكير الإبداعي وجهان لعملة واحدة .
التفكير الإبداعي حر بطبيعته ، المقدرة على تحمل المجهول بالفعل ، والشخصي أيضا .
التفكير الإبداعي نقيض الفكرة الثابتة .
الفكرة الثابتة لا يجهلها طفل _ ة بعد العاشرة .
الفكرة الثابتة تسمية ثانية ، أو مهذبة ، للهوس والوسواس القهري حيث يتملكنا القلق اللاعقلاني حول قضية ( مشكلة ) غير واقعية .
....
الموت مصدر الخوف .
الخوف مصدر الغضب والعدوانية وغيرها من أنواع العنف .
المقدرة على تحمل فكرة الموت الشخصي وحتميته عتبة ، ومعيار للعقل والتفكير .
دون ذلك مستوى الرغبة الأولية والمشتركة .
الانتقال من التوقع ، على مستوى الرغبة والشعور ، إلى التوقع على مستوى الأداء ، وبدلالة المعايير الموضوعية عتبة الصحة العقلية والتفكير العلمي ( المنطقي والتجريبي ) .
ناقشت هذه الفكرة الهامة بشكل تفصيلي وموسع ، عبر نصوص منشورة على الحوار أيضا .
....
هوامش
1
العيش في الحاضر مفارقة بطبيعته ، لكن غالبا ما نفهمه كمغالطة ونعيشه كمغالطة ؟!
....
2
فيزياء الفلك علم الماضي .
فيزياء الكم علم الحاضر .
فيزياء الزمن علم المستقبل .
....
أعتقد أننا نعيش في عصر علمي جديد _ متجدد ، ويختلف بشكل نوعي عن كل ما مضى .
لا اعتقد فقط ، بل على يقين .
....
3
لا أعرف الطريقة الملائمة لتخيل المشهد ( الواقع أو الحقيقة الموضوعية ) بشكل صحيح وكما هو عليه ....
الحركتان التعاقبية والتزامنية _ الأولى تقيس سرعتها الساعة ، والثانية تتحدد بدلالة سرعة الضوء _ حيث الحركة الأولى ( التعاقبية ) تمثل انحسار الزمن باتجاه الماضي المعاكسة بطبيعتها لحركة نمو الحياة وتطورها في اتجاه المستقبل ، والحركة الثانية ( التزامنية ) تتحدد بدلالة سرعة الضوء وهي ما تزال شبه مجهولة قياسا بالحركة الأولى ( التعاقبية ) .
ليست مغالطة بل مفارقة .
....
4
الغد ( والمستقبل كله ) يقترب ، هذه حقيقة تجريبية ، ومشتركة .
الأمس ( والماضي كله ) يبتعد ، هذه أيضا حقيقة تجريبية ومشتركة .
حركة مرور الزمن ، هي التي تبعد الماضي وتأتي بالمستقبل ، وهي ظاهرة طبيعية ومعروفة منذ اقدم العصور ( المشكلة أنها خارج مجال الحواس ) .
....
ملحق غير مكتمل
الصحة العقلية موضوع اشكالي بطبيعته ، ومع التقدم الكبير الذي تحقق خلال العقدين الماضيين في فهم الفكر والشعور والعلاقة المعقدة بينهما ، يبقى الموضوع مفتوحا .
1
مشكلة التصنيف الثنائي ، ليس بين الصحة والمرض فقط ، بل في كل مجال يمثل التصنيف مشكلة بحد ذاته مع أنه لا غنى عنه في الحوار أو البحث العلمي كما أعتقد .
بالطبع لا توجد حدود موضوعية ، وثابتة ، بين الصحة والمرض وخاصة في المجال العقلي .
مع ذلك أعتقد ، أن خلاصة بحثي في هذا الموضوع عبر سنوات عديدة تحمل قيمة ثقافية وأدبية خاصة ، وربما معرفية أيضا !
معيار 1 للتمييز بين الصحة العقلية أو المرض عبر اتجاه الشخصية ، من خلال نمط العيش مع الموقف العقلي من الذات والعالم .
اتجاه الصحة : اليوم أفضل من الأمس .
اتجاه المرض : اليوم أسوأ من الأمس .
وقد ناقشت هذه الفكرة بشكل موسع في الكتاب الأول " النظرية " .
معيار 2
درجة الانسجام بين العمر العقلي والعمر البيولوجي للفرد .
بعبارة ثانية ، يتمثل المرض العقلي بفشل الفرد في النمو والنضج المتكامل ، على الرغم من نضجه البيولوجي وعدم وجود مشكلة في الجانب الفيزيولوجي أو الاجتماعي .
معيار 3
تضخم الاحتياجات العقلية الخاصة ( غير الضرورية واللاعقلانية بطبيعتها ) ، على حساب العادات الإيجابية بالطبع . كمثال على ذلك اضطراب الشخصية السادو _ مازوشية ، والذي يتمثل بالحاجة القهرية إلى السيطرة أو الخضوع .
....
توجد معايير عديدة ومتنوعة بالطبع ، للتمييز بين الصحة النفسية والمرض النفسي وبعضها يصلح للتمييز أيضا بين الصحة العقلية والمرض .
وسوف أعود إلى هذا الموضوع بشكل متكرر ، لأهميته
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة