الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة مرور اثنا وستون عاماً على ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام/ 1958

فلاح أمين الرهيمي

2020 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


كان الحزب الشيوعي العراقي قد أصدر نشرة سرية في يوم 12/7/1958 يخبر بها رفاقه عن حدوث تطورات هامة في الأيام المقبلة .. وكان الحزب الشيوعي العراقي قد تمكن من خلال نشاطه الخاص ضمن الجبهة الوطنية الموحدة آنذاك مع الأحزاب الوطنية (الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي). من خلال القيم الثورية التي ضربها للجماهير ومساعدتها على تبني سياسته الثورية كما هيأ رفاقه العمال والفلاحين ودرسهم على مختلف أساليب الكفاح، وفعلاً مارس فلاحو الفرات الأوسط التمرد المسلح (انتفاضة الحي الباسلة عام/ 1956) حتى بلغ ذروته في 14/ تموز/ 1958 حيث كانت الجماهير على عموم القطر في أعلى مزاج ثوري في صبيحة 14/ تموز/ 1958 بحيث تمكنت جماهير الشعب وقواته المسلحة تحقيق الانتصار التاريخي على الاستعمار وحلف بغداد والقضاء على النظام الملكي خلال ساعات قليلة.
تحلق بي الذكريات إلى ذلك الصباح البهيج الذي طرز ابتسامة الأمل والرجاء على وجوه أبناء الشعب العراقي صباح يوم الاثنين 14/7/1958 عندما قطع راديو بغداد بثه في الساعة السادسة صباحاً ليصدح الثائر مبشراً الشعب العراقي في البيان الأول لثورة تموز الباسلة فأسرعت الجماهير إلى ساحة المدينة تعلن فرحتها وتأييدها للثورة الجسورة فكان أولئك الرفاق الأعزاء هادي حميد طحنه وجليل مبارك ومحمد مبارك وحميد عبد الحسين وطالب كاظم وعبد الأمير شمخي الشلاه وعباس البياتي ورزاق نهام ورضا شويلية وجودي عبد الحسين ومولى جليل وعبد الإله عبد الحسين وعزيز مطلب وفخري السيد مطلوب ومحمد الحربة وحاج هادي الحسون ومحمد عبس وكاظم عبس ورفيق محمد جواد وعبد الأئمة هادي وكثير غيرهم .. حملت الجماهير الشاعر حميد عبد الحسين الذي كان يردد أبيات من شعر الجواهري وطافت الجماهير شوارع مدينة الحلة الفيحاء وبقينا نحن الشيوعيون متجمعين ومنذ اليوم الأول شكلت لجان صيانة الجمهورية تسهر الليل والنهار من أجل صيانة الجمهورية الوليدة وكبح جماح أعداء الثورة وكان قليل منا يمتلك السلاح والباقي يحملون العصي والسكاكين.
لقد جعلنا الجمهورية الفتية في حدقات عيوننا وأحطناها بشريان قلوبنا فلا السهر أثنانا ولا الإرهاق والجوع قلل من عزيمتنا وإرادتنا واستطعنا أن نحجم ونحدد نشاط أعداء الثورة.
توالت إنجازاتها يوماً بعد يوم فحطمت قلعة حلف بغداد العدواني وحررت الدينار العراقي من تبعية الباون الاسترليني الانكليزي وسنت قانون الإصلاح الزراعي وقانون مساواة الرجل بالمرأة بالإرث وأصدرت قانون رقم (80) الذي يحدد مناطق استخراج النفط الذي أحجم الشركات الأجنبية وغيرها من المكاسب للشعب وأصبح العراق شعلة الديمقراطية والحرية الوهاجة في سماء الشرق الأوسط. لقد أغاضت مسيرة جمهورية 14/ تموز دول حلف بغداد المجاورة كما أغاضت الرجعية العربية فانهالت عليها الرماح واتهموها بالشيوعية .. وبدلاً من صمود الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم في وجه الهجمة الاستعمارية الشرسة اتجه نحو مناصريه والمخلصين لجمهورية تموز عزل وإحالة على التقاعد وكأن الزعيم يقدم لهؤلاء الحاقدين شهادة حسن السلوك في تصفية المخلصين والمناصرين له وللجمهورية واستبدلهم بأعداء الأمس حتى أفرغ الجو للرجعية المحلية والعالمية واستطاعت ثمانية دبابات وطائرتين إسقاط جمهورية تموز الذي كان يقول عنها الزعيم الراحل (أمنع من عقاب الجو) وامتدت المصائب والآلام والمآسي إلى يومنا هذا وربما تمتد إلى الأجيال القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة