الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة العربية و الآفاق

فطنة بن ضالي
كاتبة، شاعرة

(Fatna Bendali)

2020 / 7 / 13
التربية والتعليم والبحث العلمي


(ورقة ألقيت في ملتقى نساء من أجل اللغة العربية )
"إن اللغة جوهر الفكر وماهيته" وهي عند علماء الاجتماع أهم عامل مساعد على نشأة الحضارة الإنسانية ، كما أنها أساسية في الحفاظ على وحدة وتماسك المجتمع، لها أهمية بالغة في طبيعة الوظائف التي تؤديها في سياقها الاجتماعي والتاريخي والسياسي واللغوي، فتصير فضلا عن ذلك رمزا للهوية . واللغة العربية حفظت هذا التماسك الاجتماعي و الهوية الحضارية على مر العصور. فالدفاع عنها هو دفاع عن هذه الهوية ، وهو مساهمة في كسبها القدرة على الصمود والتطور واحتوائها المستقبل إلى جانب الحاضر بعد أن احتوت الماضي .
ولأن المشهد اللغوي اليوم تكتنفه تحديات آنية ومستقبلية، فمن الضروري تحديد دور اللغة العربية، و استقراء الواقع اللغوي للوقوف على مكانتها في الذاكرة الفردية والجماعية في ظل التصادم اللغوي والحضاري، وتقنيات العصر المزدوجة، وشيوع الثقافة الرقمية - على حد تعبيرد. عز الدين صحراوي - من أجل العمل على النهوض بها في شتى المجالات . في هذا الصدد رصد المؤتمر الدولي الثاني المنعقد سنة 2013 ببيروت جملة مخاطر تحدق باللغة العربية، نذكر منها :
- إحلال اللغة الأجنبية محلها في المؤسسات .
- عدم استخدامها بشكل سليم على مستوى الأفراد والمجتمع والمؤسسات.
- عدم استخدام اللغة العربية السليمة في وسائل الإعلام المختلفة وفي الفعاليات الثقافية المتنوعة .
- عدم إثراء اللغة بالعلوم والمعارف والأبحاث و الدراسات والمصطلحات والمفاهيم المعربة والتقنيات الحديثة ما يؤدي إلى فجوة هائلة بين اللغة العربية والتقنيات و المنتجات واللغات الأخرى التي تنتج بها المعارف والعلوم والصناعات المختلفة . ( اللغة العربية في خطر الجميع شركاء في حمايتها ، المجلس الدولي للغة العربية ).
وقد ناشد المجلس الدولي للغة العربية كل الشركاء في المؤتمر للعمل على حماية اللغة العربية كل في مجال اختصاصه، فالمجتمع مطالب بحمايتها من الرجوع والتدني، وباستعمالها في المحادثة والقراءة والكتابة والتعامل. والمؤسسات مطالبة بعدم تجاهلها وبإعطائها الأهمية اللائقة بها ، وذلك بتعزيز أدوارها في جميع المجالات .
إن أية لغة إنما هي حية بمستعمِليها وبالتفاعل المتبادل بينهم وبينها ، معنى هذا أنها لا تكون قاصرة أو عاجزة في ذاتها وإنما في علاقة مستعمليها بها ، وفي واقع اللغة العربية هذا، وواقع التغيير الثقافي، في إطار التطورات والتحولات المعرفية ، وازدحام الثقافات ، فإن الدفاع عن اللغة الوطنية هو دفاع عن الوجود الحضاري الذي يميز الشخصية الوطنية. وعلى الكل تحمل مسؤوليته بالإرادة والفعل .
وفي الختام لا يسعنا إلا أن نقول - كما قال عبد اللطيف التطاوي في كتابه اللغة والمتغير الثقافي الواقع والمستقبل - : " قضية اللغة العربية من حيث مشكلاتُ الدفاع عنها ، ومناهج تدريسها ، ودور الوزارات المعنية بذلك ، ووجوب النظر في تنمية قدرات مدرسيها وتنمية مهاراتهم ضمانا لسلامة التوصيل ، وإعداد النشء بشكل عصري متميز يضمن له سلامة الانتماء ورموز المواطنة ." مما سيؤدي إلى رفع مستوى التفاعل معها وتلبيتها لحاجات المجتمع وحاجات أفراده . ويمكنها من مواكبة التطور العلمي و الفكري الثقافي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة