الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشكيل الفني في خطابات الشعراء العشاق ج . 2

سعد سوسه

2020 / 7 / 14
الادب والفن


( الســــــرد والحــــوار )
من الظواهر الفنية الواضحة المعالم في الشعر الجاهلي اكتنافه الاتجاه القصصي في مواضع بعينها من القصيدة وذلك ان الشعر العربي قبل الاسلام يمثل امتدادا قصصيا واضحا من حيث الاداء والتناسق والافكار ، وقد ظلت اشكال هذه القصص ترسم في اغراضه، وتتضح في معالجاته ، وتتحد من خلال معانيه ( 1 ). وان الشعر القصصي يكون في شكلين الاول يأخذ شكلا وصفيا مبينا على الادراك الحسي والمشاهد الواقعية، والاخر قصصي يبنى على الرواية التاريخية المتواترة.. وكلا النوعين يمتاز بروح الحكاية والسرد ولا يخلوا من عنصر التشويق والانفعال، بل يتضمن الحوار في بعض المواطن . ويبدو ان شعر العشاق كثيرا ما يجنح الى اسلوب قصصي يصور من خلال الشعراء وعواطفهم، ويصفون لقاءهم مع من يعشقون ويذكرون ما دار في اللقاء من احاديث.
وغدا الشاعر العاشق حريص على العناية بالمرأة في اشعاره واعلاء شأنها واظهار مكانتها في نفسه. وان الشاعر الجاهلي بعامة والعاشق بخاصة كان ينظم قصيدته عن دافع التأثير والعاطفة لا عن رغبة في الاخبار لاجل الاخبار البعيد عن الذات . وهو بذلك يحاول ان لا يصور الواقع في ذاته ولكنه يعكس رؤيته له وان يخضع الاستخدام الفني لضرب من الربط المباشر بين الموروث القصصي وتفاصيل التجربة الانية. وهذا ما قام به الشاعر العاشق فقد وضف الموروث القصصي مع تجربته وان الصورة التي رسمها في قصص الحب والعشق اتسمت بالذبول والشحوب، ويغلبها الحزن ويتخللها اليأس وتنتهي الى الحرمان الذي يمثل البداية ايضا فكان الحب دائرة مغلقة. لا امل في الخروج منها . وقد وجدت القصة الشعرية عند العديد من الشعراء وبخاصة العشاق وذلك لانها تعد مجالا متاحا يحاول الشاعر من خلال التعبير عن تجربته وحكايته مع من يحب وان صورة السرد القصصي لدى الشعراء العشاق تباينت من شاعر الى اخر فقد تفننوا في اسلوب المعالجات السردية ولكي تتضح ملامح فن استخدام البناء القصصي في القصيدة فاننا نلاحظ انها تتحدد بضربين من التوجه في استخدام الحدث القصصي فاولها يتمثل في انفتاح افق المقاطع التقليدية المتمثلة ببكاء الاطلال ورحلة الظعن فضلا عن وصف طيف الخيال. اما الضرب الثاني فيتمثل في انماط الاستخدام الابداعي للقصة الموروثة من تشخيص عناصر التجربة الانية التي يعالجها غرض القصيدة الاساس( 2 ) .
وقد سرد لنا العديد من الشعراء العشاق حكايات مشوقة من حكاياتهم مع محبوباتهم من ذلك حكاية امرئ القيس عن دارة جلجل والتي يحاول من خلالها ان يسرد تفاصيل مغامراته العاطفية التي استغرقتها هذه الابيات:
ألا رُبَّ يومٍ لكَ منهنَّ صالحٍ ولا سَّيما يومٌ بدارةِ جُلجُــلِ
ويومَ عقرتُ للعذارى مطَّيتي فيا عجباً من رَحلِها المتحمَّـلِ
يظلُّ العذارى يرتَمين بلحمِها وشحمٍ كُهَّدابِ الدِّمقسِ المفتَّـلِ
ويومَ دخلتُ الخِدرَ خِدرَ عُنَيزَةٍ فقالت لكَ الويلاتُ أنَّك مُرِجلي
فان الشاعر يحاول من خلال هذا السرد ان يوضح مقدار عشقه لابنة عمه التي ظل يطلبها فلم يصل اليها. حتى كان يوم الغدير ( دارة الجلجل) وامنيته ان ينال يوم اخر مثله، بعد ان كابد ما كابد من تدلل الحبيبة (فاطمة) واعراضها عنه.
فهذا العاشق عمد الى ان ينسج احداث قصته ويجمع اطرافها لتتلاقى في موضوع موحد وتتحد في اطراء سنوي متجانس، وسرد قصصي متسلسل تنمو من خلاله القصيدة نموا فنيا متكاملا، وتتألف من وحداتها عوالم القصة تألفا دقيقا. فامرؤ القيس يحاول ان يربط بين اجزاء قصيدته وذلك كله تأكيد على غرضها وهو عرض حالته وعشقه لانهة عمه فاطمة. وهي التي لا ينساها، انها تفتن العابد، انها في سويداء قلبه لا يسلالها ولن يستجيب فيها لناصح أو لائم .
وغدا الشاعر في ابيات المعلقة، يهتم اولا بالذات ويفصح عنها، معتزة متفاخرة أو حزينة متألمة، أو معجبة شاكرة، غير ان هذه الذاتية من التناسق بحيث ترابطت اطرافها في قصص متداخلة ، تنتظمة قصة كبرى هي قصة الشاعر مع فاطمة التي شاركته البطولة. فهذه القصة شبه ما تكون بمذكرات يقولها الشاعر عن نفسه ، أو ذكريات حب سرد اغلبها عن ابنة عمه فاطمة . ( 3 ).
فضلا عن سرد امرؤ القيس حكاية الاهوال والبطولة والاقدام والتحدي التي صادفها اثر لقائه بالحبيبة فاطمة:
وبيضةِ خدرٍ لا يرامُ خباؤهــا تمتَّعتُ من لهوٍ بها غير مُعجلِ
تجاوزتُ أحراساً وأهوالَ معشرٍ علىَّ حراصٍ لو يُشرّون مقتلي
إذا ما الثرَّيا في السماءِ تَعرّضتَ تعرُّضَ أثناءِ الوشاحِ المفصَّلِ
فجئتُ وقد نضتْ لنومِ ثيابهــا لدى السِّترِ ألا لبسة المتفضِّلِ
لقد قص الشاعر مغامراته هذه باسلوب سردي مثير من خلال وصف حبيبته وصفا متأنيا ويفصح عن محاولته التي تجاوز بها الاحراس والاهوال التي تحيط بالحبيبة، ثم وصف هيئة الحبيبة وقد استعدت للنوم بعدما غيرت ملابسها ففاجئها ودخل عليها. فهو بذلك قد اتخذ من السرد سبيلا للغور في تفاصيل قصته الشعرية التي اتسمت بروح المغامرة والتحدي.
ان هذه الملامح السردية التي تكتنف ابيات امرئ القيس لا تقتصر عليه وحده فهذا مضاض الجرهمي يقص علينا قصته مع مي باسلوب سردي مفصح ومعبر عن معاناته التي تكبدها نتيجة الوشاية بينه وبين من يحب فقال:
علامَ قبستِ النارِ ياأمَ غالــبٍ بنارِ قُبيسٍ حينَ هاجتكِ نــارهُ
على كبدِ حرى وأنتِ عليمــةٍ بغيبٍ رقيقٌ لا يبينُ ضمـــارهُ
سألتكِ بالرحمنِ لا تجمعي هوى عليهِ وهجرانا وحبكِ جــــارهُ
فأن لم يكن وصلٌ فلفظِ مكانــهُ أليهِ وألا موطنِ المـــوتِ دارهُ

خليلي عُوجا بي إذا متُ وأبكيــا على دنفِ بطنَ الضريحِ وجـارهُ
صريعُ هوى نائى المحلةَ نــازحُ سبحاً بعد أشراقِ الصباحِ نهارهُ
وبذلك تبدو الحكاية تدور حول حال الشاعر وتكبده المعاناة من اجل حبيبته (مي) او (ام غالب). وقد تمثل في هذه القصة عنصرا الزمان والمكان، اما المكان فقد اهتم به الشاعر، فحدده تحديدا دقيقا وهو (الجار). وهذا المكان الذي تم فيه لقاء الحبيب بالحبيبة ثم يبين الشاعر المكان الذي يتم فيه دفنه وهو (موطن الموت) ويطالب اصحابه ان يندبوه في هذا الموضع. وذكر الشاعر العاشق الزمان وحدده بوقت الصباح (سيما بعد اشراق الصباح نهاره). وهذا الزمان لا يساوي زمان الحادثة الفعلي بل يكتفي بالتفاصيل التي تهمه وتسترعي انتباهه ويكون لها اثر في نفسه او نفس السامع وذلك لان الوصف الادبي هو ( امر فكري مجرد عن نقل المادة التي تشمل الحادثة ولذلك كان اقصر واسرع حركة راداء )(4 ) .
ويعد عنترة من الشعراء العشاق الذين بلغت شهرته بالحب عالم الاساطير ولكن لا نجد في شعره من القصص التي تصور هذا الحب وحوادثه مما وجدناه عند غيره مما لم تبلغ شهرتهم بالحب الى ما وصل اليه.. وقد كان الحديث من الحبيبة يتمحور في سرد في سباق حديثه عن البطولات حيث يسعى الى ابراز شخصيته امام ابنة عمه العاشق لها . ( 5 )
فقد سرد لنا عنترة قصته مع عبلة فقد تعجب منها لانها قد انصرفت عنه متضاحكة لما رأت ما به من نحول الجسم وشحوب الوجه ولم يزبن نفسه للقاءها فصور ذلك قائلا:
عَجبتْ عُبيلةُ من فتىً مبتـذَّلِ عاري ألاشاجعِ شاحبٍ كالمُنصُّلِ
شعثِ المفارقِ مُنهجٍ سِربالـهُ لم يدَّهنْ حولاً ولم يترَّجـــلِ
لا يكتسي ألا الحديدَ إذاً أكتسى وكذاكَ كلُّ مُغاوِرٍ مُستبسِـــلِ

فتضاحكتْ عجباً ، وقالتْ قولةً لا خيرَ فيكَ كأنَّها لم تَحفِـــلِ
فعجبتُ منها كيفَ زَلَّت عَينُها عن ماجدٍ طلقِ اليدينِ شَمـردلِ
لا تَصرميني يا عُبيلُ وراجعي فيَّ البصيرةَ نظرةَ المُتأمِّـــلِ
فلرُبَّ أملحَ منكِ دلاً فأعلمـي وأقرَّ في الدُّنيا لعينِ المُجتَلــي
وصلتْ حِبالي بالذي أنا أهلـهُ من ودِّها وأنا رَخيُّ المطــولِ
فعنترة يوجه خطابه الشعري المكتنف سردا لفروسيته وشجاعته وبسالته في القتال الى الحبيبة التي ضحكت منه لما رأت ما فعل به القتال. فالعربي الفارس لا يقبل الاهانة لذلك لجأ للافصاح عن شخصيته بشقيها الاخلاقي والحربي امام الحبيبة. وان رفع روح الحكاية او القصة في شعر عنترة نجدها تربط ارتباطا وثيقا بمواقف حياته المتمثلة بحوادث البطولة ومواقف الشجاعة، ولكن مع ذلك فان مظاهر القصة في شعره كانت بسيطة وهي مظاهر عفوية غير مدروسة، فهي قصيرة الموضوع لا تتجاوز بضعة ابيات. حيث يعرض حوادث القصة بشكل سريع دون ان يتوسع في التصوير .
وقصص البطولات آثرها العديد من الشعراء العشاق الذين حاولوا سردها امام من يحبون. فهذا بشير بن عوانة يستهل قصيدته بخطاب ابنة عمه (فاطمة) التي ذهب من اجل الحصول على مهرها الذي طلبه منه عمه وفي اثناء الطريق يعرض له اسد وتدور معركة بينه وبين الاسد. ويحاول الشاعر ومنذ مطلع القصيدة التأكيد على صفة الشجاعة لنفسه التماسا للفوز بود الحبيبة او المعشوقة:
أفاطمُ لو شهدتِ ببطنِ خبتٍ وقد لاقى الهزبرُ أخاكِ بشرا
إذاً لرأيتِ ليثاً زار ليثـــاً هزبراً أغلباً لاقى هزبــرا
تَبهنسَ إذ تقاعسَ عنهُ مُهرِي مُحاذرةٌ، فقلتُ: عقرتَ مهرا

يُكفكفُ غيلةً إحدى يديـــهِ ويبسطُ للوثوبِ على أخرى
يُدلُّ بمخلبٍ وبحدِّ نــــابٍ وباللَّحظاتِ تَحسبُهُنَّ جمـرا
وفي يُمنايَ ماضي الحدِّ أبقى بمضربهِ قراعُ الموتِ أثـرا
ألم يبلغكَ بما فعلتْ ظبـــاهُ بكاظمةً غداةَ لقيتُ عمــرا
ويبدو ان نهاية هذه الحكاية كانت ظفر الشاعر بصراعه مع الاسد ليؤكد مقدار شجاعته وجرأته. ومن الجدير بالذكر ان الشاعر قد اهتم بتحديد مكان الواقعة بينه وبين الاسد فهو (خبت) يقيم القناعة بمصداقية تلك الحادثة.
وذلك ما تعارف عليه الشعراء العشاق بخاصة ان كثيرا ما كانوا يعمدون الى سرد الوقائع الى حبيباتهم ويصورون لهن ما ابلوا من البلاء في ميدان القتال. ليكسبوا ودهن حيث كانت هذه السمة احدى السمات التي تحبب الرجل الى المرأة وتقربها منه لانها كانت مثل الرجل تمجد البطولة وتبث روح الشجاعة ( 6 ) . ولذلك نجد الشاعر العاشق الفارس يحاول الحفاظ على من يحب اذا ما تعرضت لخطر ويبذل النفس في سبيل انقاذها وهذا ما سرده ابو نصر البراق الذي انقذ الحبيبة من ايدي الاعداء في قوله:
آمنْ دونِ ليلى عوَّقتنا العَوائقُ جُنودٌ وقفرٌ ترتعيهِ النَّقانــــقُ
وعجمٌ وأعرابٌ وأرضٌ سحيقةٌ وحصنٌ ودورٌ دونها ومغالـــقُ
وغرَّبها عنى لَكِيزٌ بجهلـــهِ ولمَّا يعقهُ عندَ ذلكَ عائــــقُ
وقلَّدني مالا أطيقُ إذا ونــتْ بنو مُضَر الحُمُر الكِرامُ الشقائقُ ( 7 )
ويستمر الشاعر في سرد احداث قصته فيصف الديار بعد غياب المحبوبة عنها (ليلى) وانها اصبحت قفرا موحشا. ثم يذكر عمه ولكيزا ابا (ليلى) وقد عرضها للسبي حينما رفض زواجه منها فأخذت اسيرة. ثم نذر بانه لن ينام على خيم وسيبثأ ، لشرفه. ويحمي السبايا من الاعتداء عليهن.
والشاعر اثناء سرده للقصة قد اغفل لنا تحديد زمان ومكان هذه الاحداث مكتفيا بسرد احداثها.
ويبدو ان بعض الشعراء العشاق اتجهوا لسرد قصص رحلة الظعن حيث يظهر ((القص ظهورا قويا في مماشاة الركب عند بعض الشعراء)). وان رحلة الظعن تحمل في ثناياها قيمة نفسية مرتبطة بالرحيل وذلك لان العربي عرف عن عظيم ارتباطه بارضه وتعلقه الوجداني بها جعله يحس بثقل وطأة الرحيل في نفسه لذلك ظلت رحلة الظعن بالنسبة للشاعر العاشق يمثل المجال النفسي الرحب الذي يعرض من خلاله تفاصيل احساسه ووطأة معاناته ازاء هذه المتغيرات التي تحصل حوله، فصارت الرحلة تشكل المجال الفني الذي ينبئ عن قدرة وبراعة الشاعر العاشق الفنية على صوغ احداث ومعلم قصته في ضوء تجربته بلغة شعرية متميزة ومثيرة تعكس احساسه المؤلم بالرحيل والفراق.
وان قصة الظعن تتخذ مجرى الوصف التقريري لتنامي حدث الرحيل وما يستدعيه التنامي من تشخيص مثابر لعنصري الزمان والمكان وتتخذ التفاصيل امتدادها الانسيابي من خلال طبيعة معاناة الشاعر النفسية وعنف تجربته وقدرته الابداعية على التصوير. ونلاحظ الطبيعة السردية لمقطع الظعن عند المرقش الاكبر:
لمن الظُّعنُ بالضُّحى طافياتٍ شبهُهَا الدَّومُ أو خلايا سفينِ
جاعلاتٍ بطنَ الضّباعِ شمالاً وبَراقَ النِعافِ ذاتِ اليميــنِ
رافعاتٍ رقماً تُهالُ لهُ العيـ نُ على كلَّ بازلٍ مُستكيــنِ

عامداتٍ لخلَّ سَمْسَمَ ماينــ ظُرنَ صوتاً لحاجةِ المحزونِ
حيث ان المرقش وصف ظعن النساء ومسالكها في البادية وانهن يمضين قدما ولا يبالين بمن خلفهن، ثم ان الشاعر قد حدد الاماكن تحديدا دقيقا في غير لغوا وزيادة فذكر لنا موضعين (بطن الضياع) و (سمسم ) وقد اعطانا الشاعر ايضا زمان ووقت الرحلة حيث خصه بوقت (الضحى).
اما المرقش الاصغر فقد سرد لنا باسلوب مثير ومتين قصته مع فاطمة بنت المنذر وكيف نشأ بينهما الحب. ووصف كيفية الوصول اليها واستعانته بالجارية (هند بنت عجلان). ثم نعت الظعائن ورسم رحلتهن. واشار الى استيحائه من فاطمة لما فعله من ادخال صديقة عليها ثم اوضح الالم والحسرة التي يشعر بها التي اودت به الى قطع ابهامه وجدا عليها فقال:
ألا يا أسلمى لا صرمَ لي اليومَ فاطما ولا أبدأ ما دامَ وصلكِ دائمـــا
رمتكَ أبنةُ البكريِّ عن فرعِ ضالـةٍ وهنّ بنا خوصٌ يخلنَ نعائمـــا

صحا قلبهُ عنها على أنّ ذِكـــرةً إذا خطرتَ دارتْ به ألارضُ قائمـا
تبصَّر خليلي هل ترى من ظَعائِـنٍ خَرجنَ سِرَاعاً وأقتعدنَ المَفائمــا

ألم ترَ أن المرءَ يجذمُ كفــــهُ ويجشمُ من لومِ الصديقِ المَجاشِما
وعبد الله بن العجلان يحكي احداث طلاق زوجين وما آل اليه ضعف ووجد عليها. فصرح قائلا:
فارقتُ هنـــــداً طائعــــاً فندمتُ عند فراقِهــــــــا
فالعينُ تُذري دمعــــــــةً كالدّرِّ من آماقِهـــــــــا
متحلباً فوقَ الـــــــــردا ءِ يجولُ في رقراقِهـــــــا
خود رواحٌ طَفَلَـــــــــةٌ ما الفُحشُ من أخلاقِهــــــا
ولقد الذُّ حدِيثَهـــــــــا وأسُّر عند عناقِهــــــــا
ولدى بعض الشعراء في سرد تفاصيل قصصهم ما يفاد منها امثال تتناقلها الالسن حيث يبدو (( السرد مشحونا بالقوة الدالة على تفاصيل الموت وقادرا على منح الفاعلية للقصة، وذلك لان هذه القصة هي جزء من الموروث الثقافي والاجتماعي الذي يشترك الشاعر فيه مع جمهوره . وهذا ما نتأمله في قصة (خزيمة بن نهد) التي غدت مثلا يساق على ألسنة الناس فقد وثق الشاعر قصته من خلال ابيات قاله تدل على حبه فاانشد:
إذا الجوزاءُ أردفتْ الثريـا ظننتُ بآل فاطمةَ الظنونــا
ظننتُ بها وظن المرءِ حوبٌ وأن أوفى وأنَ سكنَ الحجونا
وحالتْ دونَ ذلكَ من هُمومي همومٌ تخرجُ الشَّجنَ الدفينـا
أرى أبنةَ يَذكرِ ظَعنتْ فحلـتْ جنوبَ الحزنِ يا شحطاً مبينا
لقد حاول الشاعر من خلال السرد ان يفصح عن مشاعره وما كان يشعر به ويصف رحيل المحبوب مبرزا المكان الذي نزلت به المحبوبة ومحددا اياه بـ (جنوب الحزن) والحزن مكان ماء معروف في شرق الدهناء.
وسرد لنا قيس بن الحدادية عفة حبيبته وانه قد جاورها شهورا ، ولكنه لم ينل منها شيئا وعندما يغيب عنها تحفظ غيبه ناقلا لنا هذه الحكاية في هذه الابيات:
أجدَّكَ إنْ نَعمٌ نأتْ أنتَ جــازعُ قد أقتربتْ لو أنَّ ذلكَ نافِــــعُ
قد أقتربت لو أنَّ في قربِ دارها نوالاً ولكن كلَّ من ضنَّ مانـِــعُ
وقد جاورتنا في شهورٍ كثيـرةٍ فما نوَّلتْ واللهُ راءٍ وسامـِـــعُ
وظنِّي بها حِفظٌ لغيبي ورعيـةٌ لما أسترعيتْ والظنُّ بالغيبِ واسِعُ
فهو يبين حال حبيبته وما تتميز به من خصال اخلاقية جميلة متمثلة بالعفة والشرف وحفظ الغيب حتى وان طال غياب من تحب.
ولقد لجأ الشعراء الى سرد حوادث حبهم وعلاقاتهم العاطفية باسلوب يتلاءم مع الروح القصصية، فاذا وقف الشاعر ليصف حاله بعد رحيل الاحباب عن الديار وكيف اصبحت مقفرة موحشة بعدهم ويصف ما تحس به النفس من مشاعر حزينة وكئيبة مع عنايته بان يكون ملما بكل صغيرة وكبيرة تحيط به وان يسجل كل ذلك في قصيدة مستوعبة لكل مشاعره وهذا ما نراه واضح في قصيدة عروة بن حزام الذي حاول ان يسرد قصة حبه لعفراء وما تحمله من مشاق والم معرجا على غدر عمه الذي فرقه عمن يحب بالاضافة الى ذكر الواشين وما قالوه وامنيات هذا العاشق المتمثلة بلقاء من يحب في الدنيا او في الاخرة. وقد اومأ الى ذلك من خلال هذين البيتين قائلا:
خليلّي من عُليْا هِلالِ بن عامرِ بصنعاءَ عوجاً اليومَ وأنتظراني
ألم تحلفا باللهِ أني أخوكمــا فلم تفعلا ما يفعلُ ألاخــوانِ
ويستمر عروة في تصوير المه وعذابه من حب عفراء قائلا:
متى تكشفا عني القميصَ تَبَيَّنَا بي الضُّرِ من عفراءَ يا فتيانِ
وتعترفا لحماً قليلاً وأعظمــاً دقاقا وقلباً دائمَ الخفقـــانِ

فيا ليتَ كلَّ أثنينِ بينهما هوىً من الناسِ وألانعامِ يلتقيــانِ
فيقضى مُحبٌّ من حبيبٍ لُبانةً ويرعاهما ربي فلا يُرِيـــانِ
وان الشاعر في قصته قد حدد المكان الذي جرت فيه الاحداث وهو (صنعاء) ويبدو ان الشعراء العشاق لم يكتفوا بالسرد بل قرنوه بالحوار ايضا وهو في بعض الاحايين يغدو بسيطا لا يخرج عن نطاق المساجلة الانية والفكرة المغلقة التأثير الذاتي. وقد يكون طويلا تنبعث منه فلسفة الشاعر وتبرز من ملامحه قدرته الخلقية، وتأتلق من خلاله ملامح الاصرار الذي دفعه الى هذا السلوك .
ويظهر لنا من خلال خطابات الشعراء العشاق ان هناك وجهات نظر مختلفة من قبل الباحثين حول ذلك الحوار في القصيدة ، اذ يرى بعضهم ان الحوار هو ليس حوارا حقيقيا استحدثته الفكرة المؤقتة، او اوجبه العتاب النساء اللاتي يتخيلهن الشعراء، واراد الشاعر من خلال هذا الحوار ان يؤكد لنفسه صفة مشهورة فان محاورته للمرأة التي تظهر خوفها من المخاطر يؤكد صفة بطولته وكل محاوره تؤكد رمزا من الرموز مستخدما لذلك اسلوب التجريد الذاتي الذي احسن فيه القدرة على التعبير، ومجالا لمخاطبة الذات . وفي رأي اخرين ان الحوار هو لتأكيد او تحديد اطار التجربة النفسية والموضوعية المطروحة في غرض القصيدة الرئيس أي ان يطوع الشاعر التجربة لمجرى قصصي ينبثق عن توجه الشاعر الى اخضاع تفاصيل الحدث لضرب من التنامي داخل اطار السرد القصصي .
وهذا يعني ان الحوار في كلا الرأيين يستخدم لتثبيت او ترسيخ فكرة معينة ارادها الشاعر.
وعليه اذا فالحوار يمثل الجسر الفكري الذي حاول الشعراء استخدامه لنقل افكارهم الى الناس وايضاح العلل التي وجدوا انفسهم ملزمين باتخاذها ليبسطوا لهؤلاء الناس المبررات التي تدفعهم لذلك . ومن هنا صار من الممكن ان نقول ان الشعراء استخدموا الحوار لدوافع شتى منها لتأكيد معايير البطولة والشجاعة او لاثبات عواطف الحب والغرام والعشق. ولكل من اولئك الشعراء اسلوبهم وصيغهم الشعرية.
وان استخدام الحوار في خطابات الشعراء العشاق يعكس لنا ارتباطه بالحالة النفسية للشاعر ومحاولة تحقيق الطموحات والاماني التي يرجوها وان محاولة استخدام الشاعر للمرأة في قصيدته هي من العوامل المساعدة التي تجعل الفكرة مقبولة في تحديد شخوص الحوار.
والحوار في القصيدة له اثار الانفعال بها، ودل على اندماج مؤلفها بها وتصوره لاحداثها، وتخيله للاشخاص الذين قاموا بها وكأنهم يتحاورون امام سمعه وبصره تحاور يبرزه الشاعر في اطار حي نابض.
ومن الصياغات التي استخدمها الشاعر العاشق في خطاباته المفصحة عن الحوار هو ابتداءه بعبارة (( قلت وقالت)).
ومن الشعراء العشاق الذين برز لديهم الحوار واضحا في خطاباته امرؤ القيس وذلك ما نتأمله في هذه الابيات:
ويومَ دخلتُ الخدرَ خدرَ عُنيزةٍ فقالت لكَ الويلاتُ إنَّك مُرجلـــي
تقولُ وقد مالَ الغبيطُ بنا معـاً عقرتَ بعيري يا آمرأَ القيسْ فأنزلِ
فقلتُ لها سيري وأرخي زِمامَهُ ولا تُبعديني من جَناكِ المعلِّـــلِ
فمثلكِ حُبلى قد طرقتُ ومرضعاً فألهيتُها عن ذي تمائمَ مُغِيـــلِ
لقد حاول الشاعر من خلال الحوار ان يضفي على قصصه روحا وظلالا من الواقع الذي كان منغمسا فيه.
وان المقاطع الحوارية في اشعار امرئ القيس تتردد كثيرا ولاسيما في معلقته بخاصة هذه الابيات:
فجئتُ وقد نضتْ لنومِ ثيابها لدى السِّترِ ألالَّبسةَ المتفضِّــلِ
فقالتْ يَمينُ الله مالكَ حيلـةٌ وما أن أرى عنكَ العَمَايةَ تَنجلى

إذا قلتُ هاتي نوِّليني تمايلتْ على هَضِيمَ الكشحِ رِيَّا المخلخَـلِ
ويرمي امرؤ القيس في هذا الحوار ان (( يتحدث عن مغامراته، والإشارة الى صراحته في هذا السلوك.. ليشبع غريزته التي عبر عنها، وعرفت عنه .
ويلاحظ ان حوار امرئ القيس يبدأ بارتياع الحبيبة من مفاجأة الشاعر لها، وبلوم ممزوج بالدلال وهذا اسلوب ابتدعه الشاعر لنفسه واظهر فيه تعمقا بمعرفة نفسية النساء، فكان مزيجا من وصف وقصص وحوار. فمن خلال الحوار اضاف صورة جديدة للقصيدة توصل اليها خياله وقدرته الفنية على الابداع.
ويبدو ان عنترة في حكايته العاطفية يتكأ على الوصف والسرد ولا يعتني بالحوار. أي ان الحوار يشكل استثناء في خطاباته الشعرية منها في قصة عرض لنا مشهدا حواريا بسيطا. وذلك حينما بعث جاريته لتتجسس اخبار محبوبته وتستطلع اخبارها فقال:
فبعثتُ جاريتي فقلتُ لها أذهبي فتجسَّسِي أخبارها لي وأعلمي
قالتْ رأيتُ من ألاعادي غـرَّةً والشاةُ مُمكنةٌ لمن هو مُرتـمِ
وان الصفة الواضحة في الحوار انه لا يهدف الى اهداف فنية، وانما يهدف الى معان نفسية ترتبط بالغزل ، لذا لم يعطه الشاعر العناية الضرورية التي يمكن ان تعطى عادة للحوار. فهو يوظف غزله في خدمة فروسيته وبطولته وما الحب لديه الا ضرب من الفروسية.
اما الحوار لدى عبد الله بن العجلان فقد تناوبه مع الاصحاب الذين ارسلهم الى من يحب وذلك مل نتأمله في قوله:
خليلي زورا قبل شحطَ النوى هنداً ولا تأمنا من دارِ ذي لطفٍ بعدا
وقولا لها ليسَ الظِلالُ أجازنــا ولكننا جِزنا لنلقاكم عمــــدا
ويفصح الشعراء العشاق عن عواطفهم وعواطف حبيباتهم في اسلوب حواري يلتمسون من خلاله ان يحللوا فيه مشاعرهم ،ولا يعرضون فيها للجسد أو ما يتصل به. من ذلك وصف قيس بن الحدادية مشاعره ومشاعر حبيبته قائلا:
وقلتُ لها في السّرِ بيني وبينهـا على عجلِ أيانَ من سارٍ راجـعُ
فقالتْ: لقاءٌ بعد حولٍ وحجَّـــةٍ وشحط النوى ألا لذي العهدِ قاطعُ
وقد يلتقى بعد الشَّتاتِ أولو النَّوى ويسترجعُ الحيَّ السحابُ اللوامعُ
وفي القصيدة نفسها يحاول الشاعر اتخذا الحوار وسيلة لعرض مشاعره فقال:
فقلتُ لها يا نعمُ حُلِّي محلَّنــا فإنّ الهوى يانعمُ والعيشُ جامـعُ
فقالتْ وعيناها تفيضانِ عبـرةً بأهلي بيّنْ لي متى أنتَ راجــعُ
فقلتُ لها تاللهِ يدري مسافــرٌ إذا أضمرتهُ ألارضُ ما اللهُ صانعُ
فشدَّتْ على فِيها اللَّثامَ وأعرضتْ وأمعنَ بالكُحلِ السحيقِ المدامـعُ
ففي القصيدة يتناوب فيها الحوار بين(( فقلت، وقالت))، وهذا هو الذي اضفى على القصيدة مصداقية التجربة العاطفية التي يئن تحت وطأتها الشاعر وبما يحقق استجابة للسامع. أي ان الشاعر اراد من خلال الحوار ان يعبر عن تصوراته بشكل حواري داخلي أو استنباط لاحداث كانت اشباها في نفسه قائمة… وان هذه الصور هي محاولات جديدة لتحقيق الذات، واشباع الفردية ومحاولات ايجاد صيغة جديدة للخروج على الرتابة المعهودة في البناء الشعري.
اما عروة بن حزام فقد جعل حواره مع العراف الذي اراد ان يداويه من مرضه فقال:
جعلتُ لعرافِ اليمامةِ حكمــةٌ وعرافِ حَجرَ أن هما شفياني
فقالا: نَعمْ نشفى من الدَّاءِ كُلِّهِ وقاما مع العُوَّادِ يبتـــدرانِ
نعمْ، وبلى، قالا: متى كنتَ هكذا ليستخبراني. قلتُ: منذُ زمانِ
فما تَركا من رُقيَةٍ يعلمانـــا ولا شِربةٍ، ألاّ وقد سقيانــي
فما شفيا الدَّاءَ الذي بي كُلَّــهُ وما ذخرا نُصحاً ، ولا ألواني
فقالا: شفاكَ اللهُ، واللهِ مالنــا بما ضُمّنتْ مِنكَ الضُّلوعُ يدانِ
وان الحوار القائم على التساؤل وسيلة لبسط الافكار التي يريدها الشاعر متخذا من المرأة محورا محركا لكل الاجوبة الجاهزة في فكره والتي يحاول طرحها من خلال هذه الاسئلة، وذلك ما فعله عبد الله بن علقمة حينما وجه اسئلته الى امه حول من يحب ولكنه لم يطق الانتظار للاجابة عن اسئلته فاجاب هو بدلا عنها:
يا أمَّنا أخبِّريني غيرَ كاذبةٍ وما يُريدُ مَسُولُ الحقِّ بالكــذبِ
أتلكَ أحسنُ أم ظبيٌ برابيةٍ لا بل حُبَيْشَةُ في عيني وفي أربي
وقد يتخذ الشاعر غير المرأة محورا للاجابة عن اسئلته وذلك بان يوجه الاسئلة الى الديار وينظر منها ان تجيب، ويحثها على المشاركة في الحوار. وكأنها انسان شاخص امامه، يسمع ويرى . ولكن ماذا يسمع من الديار وهو يعلم انها خرساء وذلك ما عمد اليه المرقش الاكبر من محادثة للديار قائلا:
هل بالدِّيارِ أنْ تُجيبَ صَمَمْ لو كان رسمٌ ناطقاً كلَّـمْ
الدَّارُ قفرٌ والرُّسومُ كمــا رَقَّشَ في ظهرِ ألاديمِ قَلَمْ
ديارُ أسماءَ التي تبلـــتْ قلبيَ، فعيني ماؤها يَسْجُمْ
فهو يخاطب الديار مع ادراكه انها صماء مقفرة من الاحبة ولا يمكنها الاجابة عن سؤاله.
ونظير ذلك قول امرئ القيس:
يا دارَ ماوَّيةَ بالحائــــلِ فالسَّهبِ فالخَبْتَينْ من عاقِـلِ
صَمَّ صَدَاها وعَفَا رَسْمُهــا وأستَعجَمَتْ عن منطقِ السائلِ
ونجد في شعر العشاق صورة ملامة الازواج على مخاطرات ازواجهن والقاء انفسهم في مواطن الخطر. لذا فان التضحية بالنفس كان باعث الحوار في نماذج الفرسان في مثل قول عنترة:
بكرتْ تُخوِّفُني الحتوفَ كأنَّني أصبحتُ من غرَض الحتوفِ بمعزلِ
فأجبتها: إنَّ المنَّيةَ منهـــلٌ لابدَّ أنْ أسقَىَ بكأسِ المنهــــلِ
فَاقني حياءكِ لا أبا لكِ، وأعلمي أنِّي أمرؤٌ سأموتُ إنْ لم أُقتـــلِ
ويقرب من هذا المعنى قوله في قصيدة اخرى:
تقولُ أبنةُ العبسيِّ قَرِّبْ حِمالنا وأقداسَنَا ثمَّ أنجُ إنْ كنتَ ناجيا
فقلتُ لها من يَغنَمِ اليومَ نفسهُ وينظرْ غداً يلقَ الذي كانَ لاقيا
وقوله:
لعمرِ لقد أعذرتُ لو تعذرينـي وخَشّنتِ صدراً غيبهُ لك ناصحُ
أعاذل لكم من يوم حربٍ شهدتهُ لهُ منظرٌ بادي النَّواجذ كالحُ
وان هذا النمط من محاورة اللائمة الذي ينتهي الى عرض تقريري محض لمفاخر الشاعر يقترب (( من مجرى العرض القصصي في حبكة الحوار، توظيفه في تحديد اطار التجربة النفسية المطروحة .
وان صورة اللائمة يتوخى منها الشاعر التخفيف من عنائه بعض التخفيف . وذلك ما عمد إليه امرؤ القيس في قوله:
فبعضَ اللَّوم عاذلتي فأنِّني ستكفيني التجاربُ وأنِتَسابي
واخيرا فان وظيفة السرد هي قصة او حكاية او سرد اخبار او احداث حقيقية او خيالية وبوسع هذه الحكاية ان تخبر القارئ بتفاصيل اكثر او اقل وبطريقة اكثر او اقل مباشرة باستخدامها استعارة يسيرة متعارف عليها. واعتماد الحكاية على شخصية واحدة او مجموعة شخصيات وتلعب دورها حسب رؤية كل شاعر .
المصادر
(1) 1 . ملامح من الشعر القصصي في الادب العربي، نوري حمودي القيسي، مجلة كلية الاداب ، جامعة بغداد ، العدد الرابع والعشرون ، 1979: 131.
(2) 2 . دراسات نقدية في الادب العربي: 83-84.
(2) 3 . الاصول الفنية للشعر الجاهلي: 169.
(2) 4 . دراسات فنية في الادب العربي : 178.
(3) 5 . ملامح السرد القصصي العربي قبل الاسلام: 161.
(2) 6 . القبيلة في الشعر العربي قبل الاسلام: 241.
(3) 7 . شعراء النصرانية: 145.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع