الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنتظر

سجى مشعل

2020 / 7 / 15
الادب والفن


شَعَثي المُستمرّ في بناء الحروف فوق بعضها يخنقني، أَوَتدري بأنّني أحاول كثيرًا أن أخرج من هذا المأزق الذي يأخذ شكلي وصورتي، عنواني صار الفُتور وبعض البلادة التي تسحقُ كلّ شيء، لا شيء يتغيّر، ولا شيء يتبدّل عدا الخطوات التي تجرفني للوراء، أعرف بأنّ هذا الكلام خطير، وبأنّه لم يكن في حُسباني أو خاطري البوح به، وأدري بأنّ البوح خطر كبير يحوم في الأرجاء، ومع ذلك فإنّي أستظلّ تحت فَيءِ الكلمات، وبوحي إليك لم يكن البتّة شيئا خطيرا أو حتّى مُتلفًا إيّاي، حسنا أعترف بأنّني أنتظر، أنتظر كلّ شيءٍ أحلم به، وأنتظرُه بلهفة المُشتاق، ويُعجزني الضّجر، وتُتلفُ ملامحي تلك الذكريات الغابرة، وتقتصّ من دواخلي تلك الكلمات الحانقةُ في العلوق داخلًا عن الخروج، لكنّني أنتظر.
أعرفُ بأنّ الانتظار مُربك، وبأنّ لا شيء يُمكنه القدوم بسهولة، فأنا أسعى كثيرًا، ويُصيبُ أطرافي الأنين والألم، ويتربّع الأسى حجرَ نردٍ يُقرُّ رقمَ الخطوة التالية من الحُفر والسواد، يا لِتلك الكلمات التي تُوخز الشعور، فأنا صرتُ مختلفًا عمّا كنتُ عليه من ذي سَبقٍ، فَيا ليتني بقيت كما كنت، فلا شيء عرفته حروفي عنّي منذ عامين، أمّا عن تلك الحروف التي تفرُّ منّي كلّما شرعت في ترويضها، فقد ذهبت وأغلقت الأبواب، وحينما ناديتها من النّوافذ وَلّت مُدبرة، لكنْ لا بأس فأنا أنتظرها.
يا لِتلك المُجرياتِ التي تتأخّذ أماكنَ في كلّ طرفٍ وجانب من حياتنا، فالخيبة مَجرىً عجيب، والكتمانُ مَجرىً أليم، والفُتور مَجرىً أخير تصبُّ فيه كل الخيبات، كأنّه مُستنقع الألم والنّدم، وأعرفُ بأنّ البقاء على شاكلةِ نَهَمِ صرفِ النّظر عن البوحِ هو ما جعلَ القلب مُتوخًّا بشظايا أُخَر، لكنّني لا أعرف كيف ومتى علقتُ في هذا المُستنقع، لكنّني أنتظر الفرج، وبراحة الشّعور، نعم أنتظر.!

وبدوري أبوحُ إليك؛ لأنّني أنظرُ إلى كلّ ما حولي فَأرى يدك في عيني كلّ آدمِيّ في الأرجاء، ولأنّني أنظرُ للسّماءِ فلا تسقُط فوق رأسي فَأرى يدك فيها، ولأنّني أجول في خطرة نفسي إلى كل رحمةٍ وعطفةٍ صغيرةٍ انتشلَت همهماتِ أرواحِ المكلومين والمظلومين، ولأنّني لم أيأس من دعواتِ الشّفاه، ولا نظراتِ الرّغبة في طلب الرّحمة، ولأنّني لم أتوانَ للحظةٍ ما كانت أو ستكون عن التيَقُّنِ التّام بأنّ البوح إليك يُردِي المَلاماتِ ويرفع البلاءات، ويُزجي جوعَ الفؤادِ من الحزن، فأنا أنتظر عطفك ويدَك في أموري، لأجل ذلك كلّه أنتظرُ... أنتظر.
15-7-2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بحب التمثيل من وأن


.. كل يوم - دينا فؤاد لخالد أبو بكر: الفنان نور الشريف تابعني ك




.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: لحد النهاردة الجمهور بيوقفن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كل ما أشتغل بحس بن




.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو